كيف سيؤثر اغتيال هنية على العلاقة بين تركيا والاحتلال الإسرائيلي؟
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
قال مدير "برنامج الأبحاث التركية" في معهد واشنطن٬ سونر جاغابتاي٬ إن العلاقات التركية الإسرائيلية ستتعقد أكثر بعد اغتيال الاحتلال الإسرائيلي لرئيس الوزراء الفلسطيني المنتخب إسماعيل هنية.
وقال الباحث في دراسته التي نشرها في معهد واشنطن إن العلاقة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وهنية كانت علاقة شخصية وليست سياسية فقط بالإضافة إلى "العلاقة التي تربط أنقرة وحماس ودعمها لها منذ ما يقرب من عشرين عاماً، كان الرئيس التركي يعرف هنية جيداً، وكان يعامله كأحد أفراد أسرته ويؤمّن له الحماية".
وكان أردوغان قد دعا هنية ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لإلقاء كلمة أمام البرلمان التركي٬ ردا على إلقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي كلمته أمام الكونغرس الأمريكي.
ولكن عباس الذي وصل إلى أنقرة سيلقي كلمته الخميس وحيدا بدون هنية٬ ويقول الباحث أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس شكل "إهانة شخصية" للرئيس التركي الذي "سيشدد من موقف الحكومة تجاه إسرائيل".
ويضيف "كخطوة عقابية أولى، انضمت تركيا إلى قضية محكمة العدل الدولية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، بهدف محاكمة إسرائيل بتهمة ارتكاب إبادة جماعية في غزة".
مؤكدا "على الرغم من أن تقرير أنقرة لمحكمة العدل الدولية تجنب الالتزام بقبول حكم المحكمة النهائي على أنه ملزم وفقاً لبعض التقارير، إلّا أن هذه الخطوة الدبلوماسية رفيعة المستوى تشكل إشارة إلى أن إجراءات تركية أخرى ستُتخذ عما قريب، مع تداعيات محتملة على السياسة الأمريكية والعلاقات الإسرائيلية التركية على حد سواء".
وقال الباحث أنه على الرغم من العلاقات التركية الإسرائيلية القديمة منذ تأسيس دولة الاحتلال٬ إلا أن أردوغان كان قد أجرى "اتصالات رسمية مع حماس في وقت مبكر من فترة حكمه الطويلة كرئيس لتركيا، حيث دعا زعيم الحركة آنذاك خالد مشعل لزيارة أنقرة في عام 2006".
وجاءت هذه الخطوة في الوقت الذي "كانت تركيا تتمتع بعلاقات ممتازة مع إسرائيل، ترجع جذورها إلى اعترافها بالدولة اليهودية عام 1949 (على مدى عقود، كانت تركيا الصديق الوحيد لإسرائيل في دولة ذات أغلبية مسلمة). وشهدت العلاقات أيضاً نمواً كبيراً خلال التسعينيات، شملت زيادة كبيرة في السياحة الإسرائيلية إلى تركيا، واتفاقيات تجارة حرة متنوعة، وزيارات رفيعة المستوى، وتعاون استخباراتي، وعسكري وثيق".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية الإسرائيلية هنية تركيا حماس إسرائيل تركيا حماس هنية المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
تصاعد التوتر التركي الإسرائيلي.. أردوغان يتحدى مشاريع الاحتلال في سوريا
نشر موقع "المركز الروسي الإستراتيجي للثقافات" تقريرًا، استعرض خلاله التطورات الأخيرة في العلاقات بين تركيا ودولة الاحتلال الإسرائيلي، والتحديات التي تواجهها كل منهما، في ظل تحولات إستراتيجية وصراعات محتدمة على الساحة السورية والشرق أوسطية بشكل عام.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنّ: "تركيا تشكل تهديدًا لإسرائيل التي توهم رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو هزيمته لأبرز خصومه". مضيفا أنّ خطة الاحتلال الإسرائيلي التي بدت متماسكة على الورق في نظر واضعيها، والرامية لإنشاء كيان درزي عازل في سوريا يمتد عبر "ممر داوود" الصحراوي نحو كيان كردي مماثل شرق الفرات تتداعى أمام الأعين.
وأبرز: "غير أن الموقف التركي الحازم، الذي جاء ردًا على التحريض الإسرائيلي للاضطرابات الدرزية في محافظة السويداء السورية، دفع برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى التراجع بشكل ملحوظ. ويبدو أن مصير الدروز، كحال الأكراد، مرشح لأن يكون كمصير الأفغان الذين تُركوا في مواجهة مصيرهم لوحدهم".
وأورد الموقع أنّ العلاقات بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وتركيا شهدت تدهورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، على خلفية ممارسات الكيان في قطاع غزة التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من سكان القطاع.
وارتكب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خطأً استراتيجيًا حين افترض أن الوضع سيبقى على حاله، وأنّ أنقرة ستقبل ضمنيًا بتقسيم النفوذ في سوريا بين الجانبين. غير أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لم يبد استعدادًا مطلقًا للرضوخ لهذا التصور وتعامل مع الملف السوري بجدية بحيث يعتبر سوريا، بقيادة حليفه أحمد الشرع منطقة نفوذ تركية خالصة لا تقبل القسمة أو المشاركة.
وينقل الموقع عن باحثو "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" أنّ: "النهج العسكري الحازم لإسرائيل يحقق في الواقع مكاسب خفية للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان. فقد عزّز مكانته الدبلوماسية من خلال الظهور كوسيط إقليمي وعامل استقرار داخل حلف الناتو".
وأردف: "نتيجة للهزائم التي تكبدتها إيران وحلفائها في المنطقة؛ برزت تركيا كقوة إقليمية صاعدة. كما استغل أردوغان تطورات الأحداث الأخيرة، التي فجّرتها العمليات الإسرائيلية، لصرف انتباه الرأي العام الداخلي عن أزمة التضخم المتفاقمة في البلاد".
وتابع: "استجاب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لدعوة نظيره السوري بتقديم دعم عسكري لحماية وحدة أراضي سوريا، معلنًا موافقته على التعاون في هذا الإطار. وفي خطوة لافتة، أدلى وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان -الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات وأحد أبرز المرشحين المحتملين لخلافة أردوغان- أثناء زيارته معرض الصناعات الدفاعية الدولي الذي احتضنته اسطنبول، بتصريحات ذات طابع هجومي".
التصريحات، بحسب الموقع نفسه، عكست توجّهًا حازمًا واستعدادًا للتصعيد جاء فيها: "إذا تم استخدام العنف لتقسيم سوريا وزعزعة استقرارها، فسنعتبر ذلك تهديدًا مباشرًا لأمننا القومي، وسنتدخل على الفور." في الأثناء، لم تكن الرسالة رمزية أو خطابية فحسب، بل حملت دلالة عملية على استعداد تركيا لاتخاذ خطوات ملموسة.
وذكر الموقع أنه: "عند تقييم القدرات العسكرية للطرفين، يتضح أن الجيش الإسرائيلي يتفوق تقنيًا على الجيش التركي في مجالات سلاح الجو، والصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي والصاروخي والقوى السيبرانية. إلاّ أن القوات البرية التركية تُعد أكثر تفوقًا ليس فقط من حيث العدد بل أيضًا من حيث المعدات والجاهزية القتالية".
في المقابل، لا يمكن حسم المعارك جوًّا، ودون عملية برية لن تستطيع دولة الاحتلال الإسرائيلي إنشاء ما يُعرف بـ"ممر داوود"، وهي مغامرة عسكرية لا تبدو ممكنة في ظل موازين القوى الحالية. وحتى على مستوى سلاح الجو، بدأت أنقرة تتخذ خطوات لتقليص الفجوة؛ فبعد أن فقدت الأمل في إتمام صفقة طائرات "إف.35" الأمريكية، لجأت إلى توقيع اتفاق مع ألمانيا لشراء 40 مقاتلة من طراز "يوروفايتر تايفون" من الجيل الرابع.
وأورد: "تعوّض تركيا عن نقص مواردها المالية، التي كان بإمكان إسرائيل نظريًا استغلالها للضغط عليها، من خلال تعاون وثيق مع "العملاق الغازي" القطري الغني بالثروات".
واسترسل: "ينقل الموقع عن رئيس معهد مسغاف لبحوث الأمن القومي ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي سابقًا، مائير بن شبات، أنه بعد انهيار "محور المقاومة" بقيادة إيران، "تسد كل من قطر وتركيا الفراغ الناتج نظرًا لامتلاكهما طموحات إقليمية وعالمية مشتركة، بالإضافة إلى الموارد اللازمة لدعمها فضلا عن تواجدهما على جميع الجبهات، مستفيدين من دورهما كوسطاء".
وأضاف: "على سبيل المثال، تكفلت قطر بدفع رواتب العاملين في القطاع الحكومي السوري، وأعلنت عن استثمار 7 مليارات دولار في قطاع الطاقة السوري".
وفي ختام التقرير نوّه الموقع بأن هذا التحول في مجريات الأمور يشير إلى وجود حدود على مستوى القدرات لكل من دولة الاحتلال الإسرائيلي وتركيا. فبينما تملك تركيا الموارد الكافية لتحقيق أهدافها الإستراتيجية في سوريا حتى الآن، فإن قد تواجه في مناطق أخرى عقبات تعرقل تنفيذ مخططاتها. لا سيما في الأماكن التي ستتصارع فيها مع لاعبين إقليميين وعالميين أكثر قوة من دولة الاحتلال الإسرائيلي.