شهب كثيفة وكرات نارية في سماء فلسطين نهاية الأسبوع
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
أعلنت الجمعية الفلكية الفلسطينية أن سماء فلسطين والمنطقة تشهد نهاية الأسبوع الجاري، وبداية الأسبوع المقبل، ذروة تساقط شهب " البرشاويات"، وهي المرة الأولى التي ستكون فيها الشهب كثيفة منذ 3 سنوات، مع احتمال أن يتخللها بعض الكرات النارية البارزة خلال ذروة التساقط.
وبحسب الجمعية الفلكية الفلسطينية، فإنه بين 11 و13 أغسطس من كل عام، تنشط شهب لبرشاويات، حيث يمكن رؤية الشهب تدخل الغلاف الجوي الأرضي وتتوزع في أرجاء السماء باتجاهات مختلفة.
وشهب البرشاويات هي أشهر زخات الشهب السنوية على الإطلاق، إذ يوافق موعدها فصل الصيف الدافئ في الليل لدى أكثر بلدان العالم، وكذلك عطلة الصيف المدرسية.
وأوضحت الجمعية الفلكية الفلسطينية، أنه في هذا العام من المتوقع أن تنشط شهب البرشاويات بشكل كبير وأفضل من الأعوام الماضية، وسيتمكن الراصدون من رؤية المئات منها في الليلة الواحدة نظرا لعدم وجود القمر في السماء بين الحادي عشر والثالث عشر من شهر أغسطس.
ولذلك يستعد هواة الفلك للخروج في مخيمات فلكية بعيدا عن المدن ومناطق التلوث الضوئي، كي تتاح لهم فرصة رؤية الشهب المتساقطة، وهي لحظات وضع الأمنيات، كما يؤمن بها البعض.
والشهب هي حبيبات تراب سابحة في الفضاء خلّفتها المذنبات وأحيانا الكويكبات حين مرت يوما قريبا من الأرض بذيلها الطويل الممتد لملايين الكيلومترات خلفها، وحين غادرت بعيدا تركت وراءها ذيلها يدور متفرقا في الفضاء على شكل حبيبات تراب وغبار.
وكلما التقت الأرض مدار المذنب في مواعيد محددة من السنة، دخلت بعض هذه الأتربة غلافنا الجوي واحترقت على شكل خيوط ضوئية نسميها الشهب، ولأنها تدخل أسرابا في تلك الليالي، فإننا ندعوها زخات الشهب.
والبرشاويات واحدة من 6 زخات شهب سنوية شهيرة، وهي ناشئة عن بقايا المذنب “سويفت - تتل” الذي اكتشف سنة 1862 مارا على بعد ثلث وحدة فلكية من الأرض، ولا نزال نرى أثر ذلك التقاطع في كل سنة ببضع مئات من الشهب التي تدخل الغلاف الجوي في تلك الليلة المحددة، التي تعرف بليلة الذروة.
وتتميز شهب البرشاويات، بحسب الجمعية الفلكية الفلسطينية، بسرعتها الكبيرة نسبيا، والتي تبلغ 58 كيلومترا في الثانية، وكذلك عددها الكبير البالغ 100 شهاب في الساعة الواحدة وربما أكثر، كما يمكن أن يرصدها راصد متيقظ في منطقة معتمة جدا تحت سماء خالية من الغيوم والأغبرة، وتكون فيها نقطة الإشعاع التي يظهر بأن الشهب تأتي منها موجودة في سمت الرأس.
وتتم عملية رصد الشهب عادة بالعين المجردة مباشرة، بحيث يجلس الراصدون مواجهين نقطة الإشعاع، ويراقبون بانتباه السماء فلا تنزل عيونهم عنها حتى أثناء حديثهم معا، لأن دخول الشهاب ليس له موعد ولا اتجاه محدد، وإذا فاتك الشهاب فقد فاتك، وعليك أن تنتظر ظهور الشهب التالية.
ويقوم هواة الفلك عادة برصد منهجي علمي لشهب الزخة بتسجيل أوقات دخول كل شهاب، ومن أغرب الحقائق العلمية أن هطل الشهب يكون أشد ما يكون آخر وقت الفجر وحتى طلوع الشمس، ذلك أن الأرض تكون حينها في مقدمة الفضاء، وما يأتيها من السماء يكون بشكل عمودي على شكل مطر شهابي.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
استدراكات على ترجمة شعر الحاردلو الي الإنجليزية
عبد المنعم عجب الفَيا
يقول الشاعر الشعبي الكبير الحاردلو في أول شطرين أو بيتين برباعية (مربع) من رباعيات الدوبيت:
الخبر الأكيد قالوا البطانة اترشت
سارية تبقبق للصباح ما انفشت
تناهي الي مسمع الشاعر خبر حلول الخريف في سهل البطانة، واغلب الظن انه كان وقتها بالخرطوم، فقد كان ابوه مديرا لمديرية الخرطوم في العهد التركي.
واترشت من الرشاش، وهو المطر الخفيف الذي ينزل في أول فصل الخريف، يقال: مطر الرشاش. والكلمة من رش يرش فهو رش ورشاش. ولكنه لم يكن رشاشا هذه المرة وإنما كان مطرا ليليا غزيرا.
فالسارية، وتنطق أيضا سراية، هي المطرة الليلية التي تنهمر الليل كله بلا توقف. من سري يسري ليلا. يقال في الفصحى سري الليل بمعنى قطعه سيرا. والسري بضم السين مع التشديد السير الليل كله.
وهناك نوع من الجراد في السودان يسمى ساري الليل. سمي بذلك كونه يزحف في الليل بكثافة مذهلة فيغطي النبات والشجر وما يحل الصباح حتى يكون قد يقضي على مساحات واسعة من الخضرة.
والبقبقة هنا صوت سقوط قطرات المطر على الأرض فوق بعضها البعض مكونة فقاعات أو فقاقيع. وانفشت تعبير سوداني، يعني فيما يعني، يشفي الغليل أو "يبرد البطن" من غضب كامن على سبيل المثال. ويقولون في المعني الذي عناه الشاعر هنا: المطرة لسع بطنها طامة اي لم تنفش بعد.
وفش لفظة عربية فصيحة وتعني في المعجم اخرج ما في جوفه من ريح أو تجشا. ونحن نقول في كلامنا من باب الكناية: فش غبينته ومغسته.
والمعنى في كلام الشاعر انه مع ان السماء ظلت تمطر الليل كله الا انها لم تشفي غليلها او تقضي وطرها، والضمير هنا يرجع إلى السماء كأنما نزول المطر هو زواج بين السماء والأرض. وهذه الصورة البلاغية للمطر، أعني زواج السماء والأرض، نجدها في الشعر والنثر العربي القديم والحديث.
هذا، وقد اخضع شعر الحاردلو لبعض المحاولات في الترجمة الي الإنجليزية، ومن ذلك ترجمة الأستاذ الجامعي والشاعر والإذاعي الدكتور حسن عباس صبحي، عليه الرحمة، لأول بيتين أو شطرين من هذا المربع من شعر الحاردلو. والدكتور حسن عباس صبحي معروف بأنه قد أنجز ترجمات لعدد من قصايد الشعر االانحليزي الي العربية. وجات ترجمته لأول شطرين من الرباعية التي نحن بصدد الحديث عنها كما يلي:
The certain news was said that
Butana had been showered
And the lightning bubbling till morning
Never stop
تلاحظ ان المترجم لم يهتد الي معنى كلمة "سارية" إذ ترجمها lightning وهو البرق. ولكنه وفق في اختيار كلمة showered ارتشت، وكلمة bubbling تبقبق. ولكنه نسب الفعل الي البرق وليس الي انهمار المطر. البقبقة صوت الماء على وجه العموم. وكلمة bubble تعني في الإنجليزية فقاعة وجمعها فقاقيع.
كما ان عبارة never stop "ما انفشت" في حاجة إلى معالجة افضل لنقل الشحنة الشعورية لعبارة الشاعر. وقد اعدنا النظر في ترجمة الدكتور حسن عباس صبحي للبيت الثاني :
سارية تبقبق للصباح ما انفشت
وقد خلصنا الي ترجمة البيت هكذا:
The all night long rain till morning sustains
عبد المنعم عجب الفَيا
٢٥ مايو ٢٠٢٥
abusara21@gmail.com