رصدت محافظة الجيزة تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا وفيديوهات للمجرى المائي لترعة المريوطية ووجود بقع زيتية خضراء بأجزاء من المياه. 
وقد كلف المهندس عادل النجار محافظ الجيزة بتشكيل لجنة من مديريات الزراعة والموارد المائية والري والوحدات المحلية المعنية وبالتعاون مع جهاز شئون البيئة لفحص الشكوي المشار اليها واسبابها وسبل التعامل معها.

 
حيث قامت اللجنة المعنية بسحب عينات من مياه الترعة وقد تبين من المعاينات والنتائج الأولية بان البقع ناتجة عن تدفق لصرف صحي راكد من منطقة أبو صير بمركز البدرشين ناتج عن قيام إحدى سيارات كسح مياه الصرف الصحي بتصريف حمولتها بمسار الترعة  . 
وتوضح محافظة الجيزة بأن جهود الرصد والمتابعة بالتعاون مع مديرية الري قد تمكنت من ضبط إحدى سيارات الكسح اليوم أثناء قيامهم بتصريف حمولتها من الصرف الصحي بالمجرى المائي بالمخالفة للقانون.
وكلف المهندس عادل النجار محافظ الجيزة باتخاذ كافه الإجراءات القانونية اللازمة حيال المخالف وتغليظ العقوبة والتحفظ على السيارة المخالفة بالتعاون مع الإدارة العامة لمرور الجيزة بالإضافة إلى قيام الجهات المعنية بتطهير المجرى المائي للترعة لإعادته لحالته الأولى. 
كما كلف المحافظ رؤساء الأحياء والمراكز المار بنطاقهم ترعة المريوطية واي مجاري مائية بتشديد جهود الرصد والمتابعة لضبط أي سيارات تقوم بكسح مياه الصرف الصحي بالمصارف المائية للحفاظ على البيئة وضمان سلامة المياه المستخدمة في الزراعة مؤكدًا على اتخاذ الإجراءات الرادعة حيال كل من تسول له نفسه إلحاق أي ضرر بالمجاري المائية أو تلويثها. 
وفي السياق ذاته أفادت مديرية الزراعة بأن مياه ترعة المريوطية لا تستخدم في ري الأراضي الزراعية بالمناطق التي شهدت وجود للبقع الزيتية في القطاع من منطقتي سقارة وشبرامنت بالبدرشين وحتى مدينة كرداسة.

ويناشد المركز الإعلامي لمحافظة الجيزة المواطنين بالتعاون مع الجهاز التنفيذي والإبلاغ الفوري عن أي سلوكيات مماثلة والاتصال بالخط الساخن ١١٤ عمليات محافظة الجيزة للتعامل مع تلك المخالفات في الحال.

IMG-20240816-WA0041 IMG-20240816-WA0042 IMG-20240816-WA0039 IMG-20240816-WA0040 IMG-20240816-WA0037 IMG-20240816-WA0038 IMG-20240816-WA0036 IMG-20240816-WA0035

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الجيزة بقع زيتية المريوطية محافظة الجیزة IMG 20240816

إقرأ أيضاً:

إبراهيم شقلاوي يكتب: تحديات الأمن المائي في ضوء خطة رئيس الوزراء

تُعد إدارة الموارد المائية أحد أعمدة الاستقرار والتنمية المستدامة في السودان، لا سيما في مرحلة ما بعد الحرب، التي تتطلب إعادة هيكلة شاملة لمؤسسات الخدمة العامة والبنية التحتية، وفقًا لخطاب التكليف الواعد الذي ألقاه رئيس مجلس الوزراء د. كامل إدريس.

يرتبط الأمن المائي ارتباطًا وثيقًا بالصحة العامة، والزراعة والطاقة كما يشكّل عاملًا حاسمًا في الوقاية من النزاعات المجتمعية والصراعات الإقليمية. ومع ذلك يواجه السودان تحديات متجددة في هذا القطاع، من أبرزها: الاستخدام غير المستدام للمياه الجوفية، وتدهور البنية التحتية، وتناقص معدلات الأمطار بسبب تغير المناخ “برنامج الأمم المتحدة للبيئة، 2021” . يكشف هذا الواقع عن هشاشة المنظومة المائية، ويؤكد الحاجة إلى رؤية وطنية شاملة تتكامل فيها الأبعاد البيئية التنموية والاقتصادية.

الأزمة الأخيرة التي شهدتها ولاية الخرطوم بعد قصف منشآت الكهرباء بواسطة مليشيا الدعم السريع وتوقف محطة مياه المنارة، كشفت عن ضعف القدرة على إدارة الأزمات المائية، خاصة في سياق النزاعات المسلحة. فقد اضطر المواطنون للجوء إلى مصادر مياه غير آمنة، كالنيل مباشرة أو الآبار الجوفية ، مما أسهم في تفشي أمراض وبائية مثل الكوليرا “وزارة الصحة السودانية، 2025” . ولا تقتصر المخاطر على الصحة وحدها، بل تمتد إلى تهديد السلم الاجتماعي، خاصة في دارفور وكردفان، حيث تتحول نقاط المياه الموسمية إلى بؤر توتر بين المزارعين والرعاة برغم مشروعات حصاد المياه “وحدة تنفيذ السدود 2019 ” .

تشير البيانات المتاحة إلى أن السودان يمتلك نحو 85 مليار متر مكعب من الموارد المائية المتجددة سنويًا، أغلبها من نهر النيل، إضافة إلى مخزون جوفي يُقدّر بـ30 مليار متر مكعب، جزء كبير منه غير متجدد “وزارة الري السودانية، 2022؛ UNEP، 2021”. ومع تجاوز عدد السكان 48 مليون نسمة ومعدل نمو يفوق 2.5% سنويًا، تتزايد الضغوط على هذه الموارد بوتيرة مقلقة “البنك الدولي، 2023” ويستهلك قطاع الزراعة وحده قرابة 80% من إجمالي المياه “FAO، 2023” ما يبرز الحاجة الماسة لتحسين الكفاءة والحوكمة في إدارة الطلب.

هذا في وقت لا تتجاوز فيه نسبة السكان الذين يحصلون على مياه شرب آمنة 65% في المدن، وأقل من 40% في المناطق الريفية “البنك الدولي، 2023” هذا الواقع يستوجب مجهود عاجل من الجهات المعنية لإدارة هذه الموارد وفقا لخطة وسياسات قومية شاملة، تمكن البلاد في الاستفادة منها وادارتها بصورة آمنة.

في المقابل، أطلقت إثيوبيا مؤخرًا سياسة وطنية شاملة للمياه والطاقة تمتد لعشرين عامًا، تقوم على مبادئ العدالة، والشراكة مع القطاع الخاص، والحوكمة الرشيدة. وتعكس هذه الخطوة تحولًا استراتيجيًا في فهم الدولة لدور المياه كمورد سيادي وتنموي “وزارة المياه والطاقة الإثيوبية، 2025” . وقد أُعدّت هذه السياسة بمشاركة واسعة من المجتمع المدني والقطاع الخاص والجهات الحكومية، في نموذج يمكن الاستفادة منه مع مراعاة خصوصية السودان المؤسسية والاجتماعية.

أما في السودان، وفي ظل غياب استراتيجية وطنية متكاملة للمياه، فإن البلاد تظل عرضة لتفاقم الأزمة، خاصة مع التأثيرات المتوقعة لمشروعات دول حوض النيل، وعلى رأسها سد النهضة، الذي يمثل تحديًا مباشرًا لتدفق المياه. فمع غياب التنسيق الإقليمي الفاعل، وتعطل المفاوضات بين السودان وإثيوبيا ومصر، يبقى الموقف السوداني ضعيفًا، في ظل عدم التوصل إلى رؤية مشتركة حول إدارة وتشغيل السد والاستفادة المتكاملة منه.

المرحلة الراهنة تفرض على الحكومة السودانية ضرورة صياغة سياسة وطنية استراتيجية للمياه، تقوم على تقييم دقيق لموقف الموارد المتاحة، ودراسة متعمقة لواقع العرض والطلب، مع تعزيز الفوائد وتأهيل البنية التحتية من خلال الجهات ذات الصلة. كما ينبغي دمج هذه السياسة ضمن برامج النهضة والسلام والتعافي التي يقودها السيد رئيس الوزراء، بما يضمن أن يصبح الأمن المائي دعامة للاستقرار، من خلال تبني سياسات متكاملة لإدارة الموارد المائية وفقًا للتغيرات المناخية. ويُعد موسم الأمطار الحالي مؤشرًا على تلك التغيرات، إذ تُظهر البيانات أن السودان من أكثر الدول تأثرًا بالمناخ “الهيئة العامة للأرصاد الجوية” .

وبحسب ما نراه من #وجه_الحقيقة، فإن تحقيق الأمن المائي في السودان لا يمكن فصله عن مشروع الحكومة، ولا عن منظومة السلم الاجتماعي والإقليمي. وإذا لم تُبنَ سياسات المياه على أسس استراتيجية متكاملة تستشرف التحديات وتستفيد من تجارب الجوار، فستظل البلاد رهينة أزمات متكررة تقوّض جهود التنمية وتُعيد إنتاج الأزمات. فالمياه اليوم لم تعد مجرد مورد، بل أصبحت بوابة أساسية نحو الاستقرار وإعادة البناء والتنمية.

دمتم بخير وعافية.

إبراهيم شقلاوي
الثلاثاء 3 يونيو 2025م Shglawi55@gmail.com

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • محافظ قنا: توفير كميات كبيرة من اللحوم بأسعار تنافسية بالتعاون مع "التموين" و"الخدمة الوطنية"
  • تحرير محضر لإحدى القرى السياحية بقرية أبوسلطان لإلقائه مخلفات الصرف الصحي بترعة الإسماعيلية
  • مياه سوهاج تطلق حملات توعية لمنع إلقاء مخلفات الأضاحي
  • مياه أسيوط ترفع الاستعدادات القصوى لاستقبال عيد الأضحى
  • مياه مطروح تكثف حملات توعية بترشيد استخدام مياه الشرب والتخلص الآمن من مخلفات الأضاحي
  • مناقشة الإجراءات والتدابير للحد من انتشار الإسهالات المائية في محافظة صنعاء
  • المدينة الصناعية بحسياء تناقش إجراءات حماية الموارد المائية
  • لأول مرة.. "التضامن" تنظم إفطارًا جماعيًا يوم عرفة لـ 70 ألف مستفيد في 25 محافظة بالتعاون مع "مصر الخير"
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: تحديات الأمن المائي في ضوء خطة رئيس الوزراء
  • ردع قانوني| عقوبات مغلظة لمواجهة إتلاف مرافق الشرب والصرف الصحي