شكرا بنتنا الفاضلة ثريا الفاضل على هذا الموضوع الذي يفتح الف نافذة للنقاش لما يحمل من وجاهة ومن علامات الاستفهام التي تستاهل أن توضع نقطعها علي الحروف
ghamedalneil@gmail.com
إلي ابنتنا الفاضلة الأستاذة ثريا الفاضل.
لك التحية وقمة التقدير والتهنئة باختيارك لهذا الموضوع عالي الأهمية الذي في اعتقادي الراسخ أنه صمم حصريا للسودانيين لأنهم من دون أهل الأرض جميعا يتدخلون تدخلا سافرا في اختيارات أبناءهم وبناتهم للدراسة الجامعية أو للوظيفة الحكومية أو العمل الحر أو حتي في السياحة والسفر واختيار شريكة الحياة !!.
هذا التدخل السافر في أخص خصوصيات الأبناء والبنات نتج عنه مشاكل لا حصر لها ربما تصل إلي حد القطيعة !!..
نعطي أمثلة لنقرن القول بالعمل وهذه قصة واقعية بطلها اب من الرعيل الاول من السودانيين الذين نالوا تعليما عاليا في بريطانيا وشغل وظائف إدارية مهمة إبان الحقبة الاستعمارية وبعد الاستقلال وشهد له بالكفاءة وكان يتحدث اللغة الانجليزية بطلاقة أذهلت الخواجات أنفسهم ... هذا الإداري الفذ بعث بابنه البكر لمصر لدراسة الطب ولكن دراسة الطب لم تجد هوي في نفس الابن وكان أن حول أوراقه لكلية الموسيقي وانخرط في الدراسة بكل حماس لأن هذه رغبته وهوايته ... تصوروا أن الأب رغم استنارته ونهله من الحضارة الأوربية التي تتيح للأبناء حق اختيار نوع الدراسة التي يرغبوها والعمل الذي يريدون مزاولته دون ترهيب بل بكامل التشجيع والتقدير ... هذا الأب رغم كل ماحصله من دراسة في أوروبا غلبت عليه الجينات الوراثية السودانية التي تجعل للاباء حق احتكار مستقبل أولادهم وجعلهم نسخة منهم فالطبيب المعروف يريد ابنه مثله وكذلك المهندس الشاطر والزراعي المتمكن كلهم يريدون فلذات أكبادهم صورة كربونية منهم ويتجاهلون تماما ميول وهوايات الجيل الذي حتما هو ليس من جيلهم ويريد أن يشق طريقهم في زمن ظهرت فيه علوم ومعارف جديدة لم تكن موجودة من قبل مثل الذكاء الاصطناعي ...
تصوروا أن هذا الأب وفي لحظة غضب مضرية طرد ابنه من المنزل وطلب منه إلا يعود إليه إلا بعد أن يتراجع عن قراره ويعود لدراسة الطب حتي يفتخر به والده بين أقرانه ...
المهم أن الابن كان عنيدا وواثقا من نفسه ولا نقول إنه كان عاقا لوالده فهو لم يرتكب ذنبا يدخله في دائرة العقوق بل مارس حقه في أن يدرس العلم الذي يرتاح إليه ويمكن أن يبدع فيه ...
بعد الدراسة هاجر الابن الي امريكا وصار موسيقيا يشار إليه بالبنان وتحسن وضعه المالي كثيرا وأصبح العائل رقم واحد لأسرته بعد انتقال الاب للرفيق الاعلي .
ومثال ثاني حدث عندما جاءت أحدي البنات الأولي في امتحان الشهادة السودانية وكانت امها تريد لها دراسة الطب ولكنها اختارت كلية غير الطب وكان هذا الاختيار مفاجأة للأم مما سبب لها صدمة كادت تؤدي بحياتها !!..
وانا شخصيا حصل لي عندما سألت حفيدي الصغير الذي ولد وترعرع في امريكا عن ماذا يريد أن يكون في المستقبل فقال لي اريد أن أكون ( Bus Driver ) !!.. فقلت له يا حفيدي الصغير أنا اقبل منك هذا الاختيار واثمنه عاليا لأن سائق الحافلة عندكم علي قدر عال من المسؤولية والأمانة مما يجعلكم تتعلقون به فهو مثل الوالد بالنسبة اليكم ... أما ياحفيدي العزيز فإن اهلك في السودان يريدونك أن تكون دكتور او مهندس او مدير شركة كبير وربما يتمنون لك أن تكون وزيرا للدفاع أو خبيرا من خبراء المنظمات الدولية !!..
نتمني ان نري اليوم الذي فيه يتحرر أهل بلادي من التزمت وفرض الدراسة القسرية علي أولادهم وحرمانهم من هواياتهم واختياراتهم التي توصلهم الي النجاح من اقرب طريق وبايسر السبل وعلي أولياء الأمور أن يتخلوا عن انانيتهم فأصابع اليد ليست واحدة وابناؤنا خلقوا لزمان غير زماننا فهلا تركناهم لما يعشقون من علم وهواية يجدوا فيها أنفسهم وترتاح لها قلوبهم ويكون معها النجاح قريب المنال سهل التحقيق .
شكرا بنتنا ثريا الفاضل علي هذا الموضوع الذي يفتح الف نافذة من النقاش لما فيه من وجاهة ولما يحمل من علامات الاستفهام التي تستاهل أن توضع نقطها علي الحروف .
عمكم حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
إبراهيم عيسى لـ شيكابالا: شكراً للفنان الساحر على لحظات السعادة والانبهار
عبّر الكاتب والإعلامي إبراهيم عيسى عن امتنانه وتقديره لنجم نادي الزمالك المعتزل محمود عبد الرازق "شيكابالا"، مشيدًا بموهبته الفذة وما قدمه من متعة كروية على مدار مسيرته.
وقال عيسى في رسالة قصيرة:
"شكراً للفنان الساحر شيكابالا.. شكراً على كل لحظة سعادة ومتعة وبهجة وانبهار عشناها مع موهبتك الفذة في الملاعب المصرية."
وكان شيكابالا أعلن أمس الخميس اعتزاله اللعب رسميا، وأنهمر في البكاء خلال ظهوره التليفزيوني على شاشة "إم بي سي مصر 2".
ووقع شيكابالا عقود انضمامه إلى قناة إم بي سي مصر 2، للظهور على الشاشة خلال الفترة المقبلة.
واختتم شيكابالا مسيرته الكروية بقيادة الزمالك للتتويج بكأس مصر على حساب بيراميدز، إذ سجل ركلة الترجيح الأخيرة التي قادت الفارس الأبيض لحصد اللقب.