الوضع الكارثي للتعليم في جميع مراحله: الخاص مدارس نور الإيمان أبورنات نموذجا (3)
تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT
إسترسالا للمقال السابق والذي كنت قد توقفت فيه بعد نجاح إجتماع أولياء الأمور الذين كانو يلوحون بسحب أبنائهم كما أسلفت ومحاولاتنا كا إصطاف إقناعهم بالعدول عن الوضع السيئ الذي كان قائما منذ بداية العام الدراسي بناءا علي ماقدمته من تصور ووعد بالمقابل من صاحب المدارس (الشيخ محمد الشيخ) ثم التلكؤ بعدها طرفه ومن ثم قراري بالذهاب والتهديد الذي مارسه علي عقب علمه بانني قد تحدثت مع بعض اولياء الأمور الممتعضين بحقيقة عدم إلتزامه بتوفير المعينات!؟
في ذات الليلة التي علم فيها بتواصلي مع بعض اولياء الامور جاءت صدمتي التي ماكنت ان أتوقع أن تصل بصاحب مؤسسات تعليمية هذا المستوي من اللغة الموغلة في الابتزال والمثبتة في رسالة نصية من رقم هاتفه عبر تطبيق واتساب الي رقم هاتفي !!؟؟
رسالة جعلتني أعيد التفكير في التغول الذي حدث للمجال التربوي !! قوَّلني عنه وسيقولني الغضبُ منه المستحقُّ ما لم يقله مالك في الخمر.
وهذا ماعلمته اليوم
ياخايب
ياكلب
شوف ليك بلد تانية )) ..!!؟؟
فلكم أن تتخيلو هذه لغة شخص يمتلك مؤسسة تربوية !!؟؟ هذه المثال يجعلنا نعيد التفكير الف مرة في العملية التعليمية !!؟؟ ويبرر التساؤل المستمر للوضع الكارثي للتعليم في السودان علي المستوي الخاص والعام منذ مايزيد عن الربع قرن ..
وأقسم أن لن يقف صرير قلمي الذي بإسمه وإسم الحرف أقسم بالله العظيم .. أنني سألاحقه قضائيا الي حدود السرمد ..
أسبوعا عاصفا مر علي كاظما الإساءة مع تمدد مساحة خوف داخلي بتنفيذ تهديداته بالاستعانة بسفارتنا في القاهرة كما زعم مصطصحبا ظرفي المرضي الذي ظللت أعاني منه علي مدي سنة ونيف. هل أستمر في عملي كامدير أكاديمي بهذه الإمكانيات وبذات الإصطاف وأنخرط بنفسي في عملية التدريس لأكسب عصفورين:
الأول: إكمال السنة للطلاب، أبناء وبنات الامهات والآباء الأجلاء في هذه الظروف (وأملأ جرابي حسنات)..
الثاني : أتقي شر كادر عنف الأخوان المسلمين كما حلا لنفسه بتعريفه في كل مرة يقوم فيها بالتهديد لشخصي !؟ خاصة في ظرفي الصحي الذي أمر به .
أخيرا حسمت هذا الصراع الذي نشب داخلي بقرار مواجهته وتعريته بعد أن عرضت الأمر لقانونيين شرفاء علي صلة بهم .
قررت الكتابة مبدئيا علي وسائل التواصل الإجتماعي وها أنا الآن عدت لأكاتب الصحف وقطعت العهد علي التصعيد في هذا الأمر . فأما أن أكون أو باطن الأرض ستكون أشرف لي من ظاهرها ..
أو لأكن عصفور مغرد مبهج (طير جنة) جزاء لأمتثالي لقول النبي عليه الصلاة والسلام، خير الجهاد كلمة حق أمام سلطان جائر.. وأكون بذلك أديت ما وسعني هذا الواجب قولاً وفعلاً مستبداً أمام المستبدين من الفراعنة الجاهلين (الأخوان المتأسلمون) الذين ما أنفكو يمارسون علينا إستبدادهم منذ ٨٩ التاريخ الذي بعده لم يسع السودان الحبيب غيرهم وكل من شايعههم ..
وأن أتسق مع نفسي وأكون بذلك حاولت أن أثبت للتاريخ حالة أخري في مستوي الحياة إلى متلاذمة الصراع مابين بين الشر والخير، تلازم النور والظلام، بل تلازم الأضداد في كل آن طالما هؤلاء الأوغاد )الأخوان المسلمون ) وكل من شايعههم وشابههم علي ظهر هذه الأرض ..
فتبا لحراثيمك ياوطن ..
غدا نتعرف علي كيف يتم إختيار إصطاف مدارس نور الإيمان _أبورنات )
محمد عبد المنعم صالح
[email protected]
//////////////////////
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
اليمن صوت الإيمان والنصرة في زمن الصمت والخذلان
في زمن يعلو فيه صوت القهر على أنين المظلومين، ويهيمن فيه صمت الأنظمة على صرخات الجياع المحاصرين من نساء وأطفال غزّة المستضعفين، خرج اليمن بصوته الصداح، وقبضته المرفوعة، وهاماته الشامخة، شعبًا وقيادة، ليؤكد أن الأمة لم تمت، وأن القلوب الحيه ما زالت تنبض بالإيمان والغيرة والكرامة.
لم يكن الحشد المليوني في ميادين المحافظات وميدان السبعين مجرد جموع خرجت لترفع شعارات عابرة، بل كان تجسيدًا حيًا لعقيدة راسخة تؤمن بأن فلسطين ليست قضية حدودٍ ووطنٍ مسلوب فحسب، بل هي اختبار للإيمان والوفاء والوعي. إن خروج الشعب اليمني لم يكن مقتصرًا على هذا اليوم فقط، فهو خروج يتكرّر كلّ يوم جمعة منذ بداية العدوان “الإسرائيلي” على غزّة، تأكيدًا على الثبات والوفاء، غير أن هذا اليوم كان الأوسع والأكثر حشدًا وزخمًا، استجابة لدعوة القائد الذي حمل هم الأمة في صدره وأكد على أهمية هذا الخروج العظيم، لتكون جموع اليمنيين رسالة حية إلى غزّة المحاصرة: لستم وحدكم.
من وسط هذا الزمان الذي ساد فيه الخذلان وعم فيه النكوص، حسب تعبير الرئيس المشاط، في تحيته للجماهير اليمنية اليوم، وقف الشعب اليمني يقول كلمته: إن دماء أطفال غزّة ليست أرقامًا في نشرات الأخبار، وإن دموع الأمهات الثكالى ليست مادة للفرجة، بل هي أمانة في أعناق الأحرار وأبطال الميادين. وفي ميادين اليمن، تردّدت الهتافات تهزّ القلوب: “الجهاد الجهاد.. حيّ حيّ على الجهاد”، “مع غزّة يمن الأنصار.. بجهوزية واستنفار”.
ما فعله اليمن لم يكن شجبًا إنشائيًّا ولا تأييدًا رمزيًّا بل كان تأكيدًا عمليًّا على استعداد واستنفار وتفويض كامل للقيادة في اتّخاذ ما يلزم من خطواتٍ تصعيدية. هكذا يتحول الغضب الشعبي من مشاعر إلى مواقف، ومن مواقف إلى أفعال، ومن فعل إلى عنوان يتجاوز حدود اليمن ليبلغ أسماع من اعتادوا الصمت في قصورهم.
هنا يتجلى الفارق الجوهري بين من يحجبون المعابر ويغلقون الأبواب في وجه المجاهدين، وبين شعبٍ لا يطلب سوى أن يفتح له الطريق ليشد الرحال إلى الجبهات، مستجيبًا لأمر الله، ونصرة للحق، ووفاء لدماء الشهداء.
إن هذا الحشد المليوني بقدر ما كان رسالة للعدو الصهيوني، فقد كان أيضًا صفعة أخلاقية للأنظمة المتخاذلة، واستنهاضًا للضمائر في الأمة التي طوقها الخوف وكبلها الخنوع. فقد برهن اليمنيون أن الشعوب حين تصحو لا تحتاج إذنًا من أحد، وأن الإرادة الشعبية أقوى من كلّ سياج وحدود.
أما حين يهتف الشعب: “فوضناك يا قائدنا”، فإنه يختصر المسافة بين القيادة والقاعدة، ويقول بلسانٍ واحد: نحن معكم في السراء والضراء، في الحصار وفي الجهاد، في القهر وفي الانتصار.
إن الموقف اليمني يخرج القضية الفلسطينية من مربع الشعارات، لتصبح التزامًا ايمانيًّا وعقدًا أخلاقيًّا مع الله والتاريخ. ومن ميدان السبعين إلى غزّة، تمتد خيوط الوعي والصبر والمواجهة، لتقول للعالم إن الدم لا يُقهر إن حمله الأحرار في عروقهم، وإن الحصار لا يقتل الروح إن حملتها قلوب مفعمة بالعقيدة والثقة بوعد الله.
سيبقى اليمن شاهدًا على أن الأمة لم تمت، وسيبقى اليمني البسيط، الذي يدفع من قوت يومه ليمنح ما يستطيع لأجل فلسطين، عنوانًا صادقًا للأمة حين تتجلى في اصدق صورها، أمة الجهاد، أمة العزة، أمة الكرامة.