لجريدة عمان:
2025-07-12@12:51:03 GMT

حجم تعقيد الصراع مع إسرائيل

تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT

حجم تعقيد الصراع مع إسرائيل

ليس مستغربا أبدًا أن توافق الولايات المتحدة الأمريكية على واحدة من أكبر صفقات السلاح النوعية لدولة الاحتلال الإسرائيلي، ومن يستغرب ذلك فهو لا يعي مرتكزات الاستراتيجية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط والتي تقوم على ضمان تفوق إسرائيل العسكري في المنطقة، وهذا أمر حاسم جدًا لأمريكا، وهو كذلك للدول الغربية التي تؤمن بإسرائيل إيمانًا مطلقًا، وهذا الإيمان تشاركها فيه الدول التي تتعاطف مع القضية الفلسطينية وتلك التي اعترفت بإسرائيل؛ فإسرائيل بالنسبة لهم دولة لا جدال في حقها في الوجود حتى لو كان ذلك على أرض مغتصبة مثل الأرض الفلسطينية.

وحتى الدول العربية لا تجادل اليوم في موضوع «وجود إسرائيل» فالمبادرة العربية تقر بوجودها وتعد بعلاقات عاملة معها شرط وجود دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.

لكن المستغرب من الولايات المتحدة الأمريكية هو أنها لا تعترف بطريقة لحماية «إسرائيل» إلا طريقة إدامة الحرب والقتال وضخ المزيد من الأسلحة التي تزيد تطرف إسرائيل وغلوها واستهتارها بالقوانين الدولية والقيم الإنسانية، بينما بإمكانها أن تحمي إسرائيل بصناعة السلام الحقيقي ودعمه وبناء فكر جديد نحوه داخل إسرائيل وفي عمق الصهيونية العالمية، والدفع الحقيقي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

كل المعطيات التاريخية والآنية تؤكد أن إسرائيل دولة غير قابلة للاستمرار طويلا، الإسرائيليون أنفسهم يعرفون ذلك، يعرفونه بعيدًا عن موضوع لعنة الثمانين عامًا التي يتحدثون عنها في كتبهم، ولكنهم يقرأون المشهد الحقيقي في المنطقة ومعطياته ويعرفون حجم المأزق الذي تعيشه إسرائيل وإن بدت في نظر البعض أنها منتصرة وتملك من القوة المدعومة غربيًا الكثير ولكن هذا الأمر لا يخفي مأزقها الحقيقي وسط محيطها العربي وبالمعطيات التي تريد بها الصهيونية العالمية إدامة دولة «إسرائيل».

إن الأسلحة الجديدة التي وافقت عليها الولايات المتحدة لإسرائيل التي من بينها طائرات «F15EX» وهي من بين أكثر الطائرات هجومية وتقدما في العالم تزيد من حجم التوتر مع جيرانها وخاصة إيران التي ترى أن هذا التسلح موجه ضدها والأمر نفسه لحزب الله ويوصل رسالة للجميع أن لا أحد يريد سلاما في المنطقة.

وموضوع السلام شديد الالتباس في منطقة الشرق الأوسط، فهو المفردة الأكثر تداولا والأكثر نقاشا في السياق السياسي ولكنها الأكثر غيابا في التطبيق العملي، والأكثر غيابا أيضا في البناء الاستراتيجي لسياسات المنطقة، فلا أمريكا تريد سلاما عربيا مع إسرائيل، ولا فلسفة قيام إسرائيل تعترف بالسلام مع جيرانها ولا الدول المحيطة بإسرائيل تستطيع أن تنظر لإسرائيل في معزل عن كونها دولة احتلال وتنسى تأريخها الدموي مع العرب. وهنا يتضح حجم تعقيد الصراع العربي الإسرائيلي وكذلك حجم المأزق الإسرائيلي نفسه في قدرة هذه «الدولة» على البقاء طويلا.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

تقرير يكشف طرد إيران لنحو نصف مليون أفغاني خلال 16 يوما منذ الصراع مع إسرائيل

(CNN)-- طُرد أكثر من نصف مليون أفغاني من إيران خلال 16 يومًا منذ انتهاء الصراع مع إسرائيل، وفقًا للأمم المتحدة، فيما قد يكون أحد أكبر عمليات التهجير القسري للسكان هذا العقد.

ولشهور، أعلنت طهران عن نيتها ترحيل ملايين الأفغان غير الموثقين الذين يعملون بأجور زهيدة في جميع أنحاء إيران، وغالبًا في ظروف صعبة.

وأفادت المنظمة الدولية للهجرة أن 508,426 أفغانيًا غادروا إيران عبر الحدود الإيرانية الأفغانية بين 24 يونيو و9 يوليو.

وعبر 33,956 أفغانيًا، الأربعاء، و30,635، الثلاثاء، بعد أن بلغ العدد ذروته، الجمعة، عند 51,000، قبل انتهاء المهلة التي حددتها إيران، الأحد، لمغادرة الأفغان غير الموثقين.

وازدادت وتيرة عمليات الترحيل، وهي جزء من برنامج أعلنته إيران في مارس/ اذار بشكل كبير منذ الصراع الذي استمر 12 يومًا مع إسرائيل، مدفوعةً بمزاعم لا أساس لها من الصحة عن تجسس أفغان لصالح إسرائيل قبل الهجمات وأثناءها.

ولم تظهر أدلة تُذكر تدعم مزاعم مساعدة المهاجرين الأفغان لإسرائيل، مما دفع المنتقدين إلى القول إن إيران تُحقق ببساطة طموحًا راسخًا لتقليص عدد سكانها الأفغان غير الشرعيين وتركيز المعارضة الداخلية على أقلية ضعيفة.

ويعيش العائدون ظروفا قاسية، حيث تصل درجات الحرارة إلى 104 درجة فهرنهايت، أو 40 درجة مئوية، في حين تكافح مراكز الاستقبال على الحدود الأفغانية من أجل تلبية الاحتياجات.

وصرحت رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، ميهيونغ بارك، لشبكة CNN ، الثلاثاء: "هناك آلاف الأشخاص تحت الشمس - وأنتم تعلمون مدى شدة الحر في هرات، إنه أمرٌ مُريع، كان الأسبوع الماضي حافلاً للغاية"، مضيفة أن نصف العائدين هذا العام وصلوا منذ الأول من يونيو، حيث وصل 250 ألفًا في أسبوع واحد من يوليو.

وكانت باريسا، البالغة من العمر 11 عامًا، تقف مع والديها وهي تصف خبر إخبارها بعدم قدرتها على الالتحاق بالمدرسة هذا العام، مما يُنذر بترحيل عائلتها، إذ يُحظر تعليم الفتيات في أفغانستان في ظل حكم طالبان، وقالت: "قضينا ست سنوات في إيران قبل أن يُطلب منا التقدم بطلب للحصول على خطاب الخروج ومغادرة إيران. كانت لدينا وثيقة إحصاء رسمية، لكنهم طلبوا منا مغادرة إيران فورًا".

وقد أثار الارتفاع المفاجئ في عمليات الترحيل ومزاعم تجسس الأفغان إدانة دولية، إذ نشر المقرر الخاص للأمم المتحدة في أفغانستان، ريتشارد بينيت ، على منصة إكس (تويتر سابقا) هذا الأسبوع: "احتجز مئات الأفغان وأفراد الأقليات العرقية والدينية في إيران بتهمة التجسس، كما وردت تقارير عن تحريض على التمييز والعنف في وسائل الإعلام التي تصف الأفغان والأقليات بالخونة وتستخدم لغة مهينة".

من جهتها قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، في الأول من يوليو/ تموز، وفقًا لرويترز: "لطالما سعينا جاهدين لنكون مضيفين جيدين، لكن الأمن القومي أولوية، ومن الطبيعي أن يعود المقيميون غير الشرعيين"، في حين بثت وسائل الإعلام الرسمية لقطات لـ"جاسوس" أفغاني مزعوم لإسرائيل يعترف بالعمل مع أفغاني آخر كان يقيم في ألمانيا.

وأضافت: "في الأسبوع الماضي، كان هناك حوالي 400 طفل غير مصحوبين بذويهم ومنفصلين عنهم - وهذا عدد كبير".

وتُظهر لقطات من معبر إسلام قلعة الحدودي مئات المهاجرين ينتظرون إجراءاتهم ونقلهم، غالبًا في ظل حرارة الصيف الأفغانية اللافحة، وعاش الكثيرون منهم لسنوات في إيران، غالبًا في ظروف شبه دائمة رغم افتقارهم إلى الوثائق، ووجدوا أن حياتهم قد هُزمت في دقائق معدودة في حملة القمع الأخيرة.

وقال بشير، وهو في العشرينيات من عمره، في مقابلة من بلدة حدودية في غرب أفغانستان، إن الشرطة احتجزته في طهران واقتادته إلى مركز احتجاز، قائلا: "في البداية، أخذوا مني عشرة ملايين تومان (حوالي 200 دولار أمريكي)، ثم أرسلوني إلى مركز الاحتجاز حيث احتُجزتُ ليلتين وأجبروني على دفع مليوني تومان إضافيين (50 دولارًا أمريكيًا)، في مركز الاحتجاز، لم يُقدموا لنا طعامًا أو ماءً للشرب، كان هناك حوالي 200 شخص، وكانوا يضربوننا ويعتدون علينا".

ويدعي الجاسوس المزعوم: "اتصل بي ذلك الشخص وقال إنه يحتاج إلى معلومات عن مواقع معينة، طلب ​​بعض المواقع، فزودته بها، كما تلقيت منه 2000 دولار"، لم يُحدد التقرير هوية الجاسوس المزعوم أو يُقدم أدلة تدعم ادعائه.

كما نشرت وسائل الإعلام الرسمية لقطات لشرطة طهران وهي تُلقي القبض على مهاجرين، حددهم المراسل على أنهم في الغالب أفغان، بينما كان ضباطها يطاردون المشتبه بهم في الحقول المفتوحة.

ويُنقل المُرحّلون المحتملون إلى حافلات ويُقتادون قسراً من المركبات إلى جهة مجهولة.

ويسأل مراسل التلفزيون الرسمي في اللقطات أحد أصحاب عمل المهاجرين غير الشرعيين المزعومين في طهران: "لماذا وظفت الأفغاني؟ إنه مخالف للقانون"، فيُجيب صاحب العمل المزعوم: "أعلم! لكن عليّ أن أدفع لهم حتى يتمكنوا من العودة، إنهم يريدون العودة وينتظرون الحصول على رواتبهم".

مقالات مشابهة

  • حركة فتح: تحقيق الأمن الحقيقي في المنطقة لن يتم عبر استمرار الاحتلال
  • المرأة التي زلزلت إسرائيل وأميركا
  • نهيان بن مبارك يستقبل سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى الدولة
  • سيُمنعون من المغادرة.. وزير دفاع إسرائيل يطلب تجهيز مدينة إنسانية للنازحين الفلسطينيين برفح
  • إسرائيل تدعو الولايات المتحدة لاستئناف ضرباتها على الحوثيين
  • تقرير يكشف طرد إيران لنحو نصف مليون أفغاني خلال 16 يوما منذ الصراع مع إسرائيل
  • إسرائيل تطالب الولايات المتحدة بتجديد ضرباتها على الحوثيين
  • شر البلية ما يضحك.. المنصات تتفاعل مع الرسوم التي فرضها ترامب على العراق
  • شيخ الأزهر: السلام الحقيقي لن يتحقَّق إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف
  • صقر غباش: رفع اسم الإمارات من الدول عالية المخاطر في غسل الأموال ثمرة جهود دبلوماسية بقيادة عبدالله بن زايد