شمسان بوست:
2025-12-14@05:53:27 GMT

أزمات متكررة.. من يحاول إغراق السفينة؟

تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT

شمسان بوست / فارس النجار.

في خضم الوضع الراهن الذي تمر به اليمن، نجد أنفسنا أمام مفترق طرق خطير. التحركات السياسية التي نراها اليوم، والتي تتجاوز الإطار المؤسسي للدولة، تحمل في طياتها عواقب وخيمة قد تدفع بالبلاد نحو الهاوية. لقد تجاوزت هذه التحركات مرحلة النقد البناء لتصبح محاولات واضحة لإغراق السفينة بأكملها، وهي السفينة التي يمثلها مجلس القيادة الرئاسي بقيادة فخامة الرئيس.



هل ندرك فعلاً حجم المخاطر؟

لقد فقدت الدولة 70% من مواردها جراء ممارسات الحوثي الإرهابية. هذا الرقم ليس مجرد إحصائية بل هو كارثة اقتصادية ترخي بظلالها على كل جانب من جوانب حياتنا. إن تآكل هذه الموارد يضع الدولة أمام تحديات غير مسبوقة، تتطلب منا جميعاً وحدة الصف والتفكير المشترك لمواجهة هذه التحديات، وليس التشتيت والانقسام.

ولكن بدلاً من العمل على التكاتف والتآزر، نجد البعض يتحرك بطرق صبيانية لا تخدم إلا أعداء الوطن. توقف وحدة تقطير الديزل التابعة لشركة بترو مسيلة في حضرموت، بدعوى تلبية مطالب محلية، يعكس فهماً محدوداً للأزمة الحقيقية التي نعيشها. هل فعلاً يمكن لمثل هذه التحركات أن تحل مشكلة الكهرباء؟ أم أنها مجرد خطوة تزيد من تعقيد المشهد؟ وهل من المعقول أن تصبح القبائل هي التي تحدد أسعار بيع الديزل أو توقف تشغيله؟


التاريخ يعيد نفسه دروس من الماضي القريب

إن ما نشهده اليوم يعيد إلى الأذهان مواقف مشابهة شهدناها في فترات سابقة. فمثلاً، شهدت محافظة مأرب في السابق تحديات مماثلة عندما حاولت بعض القبائل فرض سيطرتها على الموارد النفطية، مما أدى إلى توقف الإنتاج وتعطيل مصالح الدولة. تلك التحركات لم تؤدِ إلا إلى المزيد من الفوضى والخسائر. وتلك التجارب أثبتت أن استجابة الدولة لهذه التحديات عبر الأطر الرسمية والحوار الوطني هي السبيل الوحيد لتجاوزها.

لماذا الآن؟ ولصالح من؟

توقيت هذه التحركات يثير العديد من التساؤلات. فخامة الرئيس كان قد زار حضرموت مؤخراً، وعقد لقاءات هامة مع الأطراف المحلية، وخرجت تلك اللقاءات بمخرجات مهمة، خاصة فيما يتعلق بمشاريع الكهرباء. لماذا لم يُمنح الحوار فرصة للنجاح؟ ولماذا يُصر البعض على اتخاذ خطوات تزيد من تعقيد الأوضاع؟ من المستفيد من تعطيل وحدة تقطير الديزل؟ ومن يدفع نحو هذا الاتجاه؟

هذه التصرفات لا تخدم إلا أعداء المشروع الوطني. اليمن في هذه المرحلة الحرجة بحاجة إلى تضافر الجهود وليس إلى تشتيتها. الحلول يجب أن تأتي عبر الأطر الرسمية التي تمثل الجميع، وليس عبر تحركات فردية تزيد من الفوضى وتضعف مؤسسات الدولة

الإصلاحات: ضرورة ملحة لنجاح المشروع الوطني

لا يمكن الحديث عن حل لهذه الأزمات دون الإشارة إلى الحاجة الملحة للإصلاحات الشاملة داخل مؤسسات الدولة. يجب أن نتخلص من الفساد المتجذر في الأنظمة والإدارات، خاصة تلك المرتبطة بالمؤسسات الإيرادية. إن اقتلاع الفاسدين وإحداث تغييرات حقيقية على مستوى الأنظمة الإدارية والمالية هو السبيل الوحيد لضمان عدم تكرار هذه الأزمات، وتعزيز قدرة الدولة على مواجهة التحديات الاقتصادية.

في هذا السياق، يجب أن نتوقف عن الممارسات السلبية التي تنتهجها بعض الأحزاب والتنظيمات السياسية، والتي تقوم بتشريع وجود قيادات فاسدة وتدافع عنها بدافع المجاملة أو المحاباة. هذه الممارسات لا تؤدي إلا إلى تعميق الفساد وتعطيل مسار الإصلاحات المطلوبة.



الحوار الوطني وخارطة الطريق: ضرورة وحدة الصف

وفي هذا الإطار، من الضروري أيضاً التأكيد على أهمية الحوار المرتبط بخارطة الطريق التي ترعاها الأمم المتحدة. هذه المحادثات المفصلية ترتبط بشكل كامل بحل الوضع الاقتصادي في المناطق المحررة بشكل خاص واليمن بشكل عام. إن نجاح هذا الحوار يتطلب وحدة الصف بين كافة مكونات الشرعية، حيث إن أي انقسام أو تشتيت للجهود في معسكر الشرعية سيؤدي إلى عدم الوصول إلى النتائج المرجوة، مما يقلل من فرص المكاسب المحققة، ويزيد من تعقيد الوضع.



نحو رؤية موحدة

نحن بحاجة ماسة اليوم إلى رؤية موحدة تُجمع عليها كافة القوى السياسية والاجتماعية. يجب أن نتجاوز مرحلة التفكير القبلي والحزبي الضيق ونتجه نحو بناء دولة مؤسسات قوية. مجلس القيادة الرئاسي هو الممثل الشرعي للدولة، ويجب أن تُحل كافة الإشكاليات عبره. أي تحركات خارج هذا الإطار لن تكون إلا تهديداً لمستقبل اليمن.


يجب أن ندرك أن العدو يتربص بنا، وينتظر لحظة ضعف لينقض على ما تبقى من الدولة. الوقت الآن للبناء والتحاور بقوة، كتلة واحدة أمام هذا العدو. لا يمكننا أن نسمح لأحد بأن يغرق السفينة التي نحاول جميعاً إنقاذها. على الجميع أن يعوا أن مشروع الدولة أكبر من كل الاعتبارات الضيقة، وأن الحفاظ على الوطن هو واجبنا المشترك.

ختاماً، اليمن لا يحتمل مزيداً من الانقسامات. علينا أن نتذكر دائماً أن قوتنا اليوم هي في وحدة الهدف والمصير لكل المكونات المناهضة للانقلاب، وأن السبيل الوحيد للنجاة هو العمل معاً في إطار مشروع وطني يجمع ولا يفرق. فلنكن على قدر المسؤولية، ولنعمل على تعزيز مؤسساتنا بدلاً من تقويضها، فهذا هو الجرح الذي يجب معالجته، والدواء الذي يحتاجه الوطن اليوم

المصدر: شمسان بوست

كلمات دلالية: یجب أن

إقرأ أيضاً:

السفينة جالاكسي .. اولى صفحات البطولة اليمنية .. الحلقة (1)

- فجر الـ 19 من نوفمبر 2023

بكلمات صادقة وحازمة تحدث قائد مجموعات الزوارق البحرية الثمانية لافراده من عناصر الكوماندوز البحري اليمني : " يجب ان تكونوا متيقنيين بان حالة البحر الهائجة تجع الامواج عاتية للغاية واستحالة الابحار عليها . . ايضا هنالك عامل اخر اذا نجونا من هيجان البحر فقد لن ننجو من السفن الامريكية المتأهبة كوننا سنذهب لمسافة بعيدة للغاية بالقرب من المياه الاقليمية لارتيريا لهذا من يريد التراجع عن المهمة فالاختيار له ومن يريد ان يكون جزءا من المهمة فليلحق بي . . .

. . .

اكمل كلمته وقام باخراج صورة ابنه المولود وقبلها . . ثم التفت خلفه ليجدهم جميعاً ليهمس في نفسه : لم يتراجع احد اذاً اما النصر او الشهادة .

انطلقت القوارب البحرية الثمانية في البحر وكلما تقدمت اكثر كانت الامواج العاتية تتلاعب بها كاعواد الكبريت . .
يتابع القائد نظراته باتجاه القارب رقم ستة والذي شلت حركته موجة عالية للغاية ليغوص تحتها وينقلب على رأسه . . يبدوا ان هنالك مشكلة في محركه لهذا لم يقو على الصمود اكثر ويتدمر تماماً يتقافز عناصره . . يتوقف قاربان ويقوم افراده بحمل زملاءهم بالتساوي . .

يصل بلاغ للقائد اليمني ان هنالك سفينتان حربيتان امريكيتان على مقربة من السفينة جالاكسي ليدر قد رصدت القوارب وان التوجيهات تقضي بان يقوما بالالتفاف حولهما والابتعاد عن السفينة جالاكسي ليدر .
استغرب قائد فريق الكوماندوز البحري اليمني هذه التوجيهات وبدا بالمناداة في الجهاز عبر الدائرة المغلقة لتأكيد الاوامر والتي كانت تصله بلغة مرمزة . .
تم التأكيد ليوجه القوارب السبعة المتبقية بالالتفاف بشكل نصف دائرة حول السفينتان بحيث تكون المسافة غير بعيدة .
بدأت السفينتان بادارة دفيتهما باتجاهان مختلفان لملاحقة هذه القوارب الانتحارية . . بحسب حديث قبطاني السفينتان ان الابحار وسط هذه الامواج الهائجة ضرب من الجنون . .

( حصان طروادة . . )
- تروي الحكاية الأسطوريّة أن الإغريق قاموا بابتكار فكرة من أجل إنهاء الحرب الطويلة التي دارت خلال حصارهم لمدينة طروادة؛ حيث صنعوا حصاناً من الخشب، أجوف الداخل، وتم ملؤه بعدد كبير من المقاتلين الإغريق، وقد تظاهر باقي ما تبقّى من جيش الإغريق بالرحيل، إلا أنهم فعلياً لم يرحلوا؛ بل اختبؤوا في مكانٍ ما، وقد تم وضع الحصان أمام المدينة، فقبل أهل طروادة إدخال هذا الحصان واستلامه كعلامة على السلام بينهم وبين الإغريق، وقد اقتنع أهل طروادة بهذا الأمر بسبب جاسوس ينتمي إلى الجيش الإغريقي استطاع إدخال هذه الفكرة في رأسهم. أدخل أهالي طراودة الحصان إلى داخل مدينتهم باحتفال مهيب، وقد أقاموا الاحتفالات العظيمة بسبب انتهاء الحرب، فبدؤوا يسكرون ويثملون، وعندما أتى الليل كانت أحوال أهالي طروادة يرثى لها بسبب حالة السكر الشديد التي كانت تسيطر عليهم، فعندها خرج الجنود من داخل الحصان، وفتحوا المدينة من الداخل أمام الجيش الذي كان في الخارج . .

عرف عن اسطورة حصان طرواده انها اول عملية خداع عسكري على مر التاريخ
. . .
- كانت السفينتان تبتعدا عن بعضهما البعض رويداً . . رويداً وبالتالي الابتعاد عن السفينة جالاكسي ليدر . . تقترب الزوارق من المياه الاقليمية الارتيرية . . الان تبحر بطول خط عرضي كأنها تستعرض جسارتها في الابحار وسط هذا البحر المتلاطم الامواج . .
وفجأه يصل للسفينة الامريكية الحربية نداء استغاثة من قبطان السفينة الاسرائيلية جالاكسي ليدر بان هنالك محاولة اقتحام السفينة . .
يستغرب قائد السفينة الامريكية لانه لم يتم رصد اي سفينة او زورق قريبان . .
: لا يا سيدي المقتحمين اتوا من الجو وليس من البحر
: ماذا ! ! . . ما هذا الجنون ؟ ؟

...

قفز عبدالملك ورفاقه من مجموعة القوة البحرية الخاصة من على الهليوكبتر بكل خفة وبراعة بعد ان نجح قائد الهليكوبتر الخبير من الاقتراب من سطح السفينة ثم انطلقوا لتمشيط السفينة .

سقط قبطان السفينة جالاكسي من هول المفاجأة وهو يردد : يا للهول لقد خدعونا وخدعوا الامريكيين وجعلوهم يلاحقوا هذه الزوراق لالهائهم ويبتعدوا عن السفينة التي تمت السيطرة عليها
نهض القبطان بتثاقل ورفع راسه تجاه الزوارق التي بدات بالابتعاد والتواري عن نظره

...

فيما كان عبدالملك ورفيقه هيثم وباقي المجاهدين يقتحمون قمرة القيادة ويتحدثون معهم بانجليزية متقنة ويطلبون منهم الالتفاف بالسفينة ومرافقة الزوارق الحربية اليمنية والتوجه نحو احد موانئ الحديدة .

فيما نشاهد الشهيد عبدالملك الصغير الطالبي يتنقل في السفينة وهو يصرخ بشعار البراءة والانتصار في مشهد اشتهر عالمياً والذي استشهد بعدها في عملية اخرى ضمن معركة الاسناد لفلسطين
صرخة دوي هولها العاتي رؤوس التيه والطغيان ووصلت لكل مكان حتى منطقة الطلح حيث والده العظيم الجالس على سجادة الصلاة مردداً والابتسامة تعلو محياه " اللهم لك الحمد والشكر "
فيما ينتقل المشهد باتجاه طفل هيثم الوحيد والذي كان في تلك اللحظة يشاهد بابتسامة طفولية واسعة السماء حيث طائر كان يحوم حول نافذة الغرفة مبشراً اياه واليمنيين جميعا والعالم بأسره بنجاح العملية - عملية السفينة جالاكسي ليدر اولى صفحات البطولة اليمنية )

انتهى الجزء الثالث
يتبع . . .
ملاحظة : المشاهد المروية كلها من وحي خيال الكاتب فيما التسلسل الزمني للاحداث دقيق للغاية .

مــراد راجــح شــلي

مقالات مشابهة

  • علامات متكررة تكشف ضعف مناعتك.. انتبه إليها
  • عبر الخريطة التفاعلية.. ما أهمية المنطقة التي وقع فيها كمين تدمر؟
  • السفينة جالاكسي .. اولى صفحات البطولة اليمنية .. الحلقة (1)
  • توغلات إسرائيلية متكررة في القنيطرة تهدد السكان
  • كاتب أمريكي: ترامب يحاول البحث عن حل يضع حدًا للحرب في أوكرانيا
  • مدبولي يؤكد دعم الدولة لمختلف المشروعات الثقافية المتنوعة التي تستهدف تقديم الخدمات خاصة للشباب والنشء
  • الأمير هاري يحاول كسب ود جينيفر لوبيز وسط منافسة مع شقيقه الأمير ويليام
  • الوزير: إنقاذ وحدة حلوان وتشغيل خام الواحات.. وانطلاقة لصناعة المركبات بمصر
  • خالد الجندي يوضح حكمة الله في أمر نوح ببناء السفينة
  • خبير سياسي: مصر الوحيدة التي تواجه المشروع الدولي لتقسيم سوريا وتفكيك الدولة