المقاصف المدرسية.. هل ستقدم المنتجات العُمانية ؟!
تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT
بعد أقل من أسبوعين سوف تفتح المدارس أبوابها للطلبة والطالبات ويظل التساؤل الرئيسي لدى الآباء وأولياء الأمور: ماذا ستقدم المقاصف المدرسية لأبنائنا الطلبة؟
خلال العام الماضي تم تداول خطاب رسمي موجه من المدير العام للمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة مسقط إلى مديري المدارس بشأن بيع عصير منتج في إحدى الدول العربية ببعض المقاصف المدرسية بولايات المحافظة، وأوضح المدير العام في خطابه أنه بعد تحليل بعض العينات من هذا العصير اتضح عدم صلاحيته للاستهلاك الآدمي نتيجة لنمو البكتيريا فيه، ودعا مديري المدارس إلى إيقاف بيعه بمدارس المحافظة، والغريب في الأمر أن فريق التفتيش ببلدية مسقط حاول الوصول إلى الشركة المورّدة للمنتج ولكنه لم يتمكن من العثور على مقرها.
واليوم إذ نستعد لبداية عام دراسي جديد فإنه من المهم التركيز على تعزيز وجود وبيع المنتجات العمانية في المقاصف المدرسية بدلًا من المنتجات الواردة من الخارج، إذ من المتوقع أن يحقق هذا التوجه الكثير من أهدافنا الاقتصادية في دعم المنتجات الوطنية وتشجيع المصانع الوطنية على الإنتاج وتوفير المزيد من فرص العمل أمام الشباب العماني، وكما نعلم فإن أعداد الطلبة في المدارس يفوق الـ780 ألف طالب وطالبة (بحسب إحصاءات العام الدراسي الماضي) وهو رقم كبير من المهم استثماره في دعم الاقتصاد الوطني وتشجيع وجود المنتجات العمانية في المدارس وجميع الجهات الحكومية والشركات، وهو في نظرنا واجب وطني لأن الريال الذي يتم إنفاقه في شراء المنتج الوطني يحقق مكاسب جيدة للاقتصاد والعاملين العمانيين في المصانع المحلية.
وبما أن المقاصف المدرسية لم يتم تأسيسها بهدف تحقيق الربح المادي وإنما بهدف توفير منتجات صحية وآمنة لأبنائنا الطلبة فإن هذا يحتّم على القائمين على المقاصف المدرسية أن يركزوا على جودة المنتجات التي يتم توفيرها للطلبة والطالبات قبل التركيز على أي جوانب أخرى، وبطبيعة الحال فإننا لا نتوقع أن تكون أسعار المنتجات المحلية أعلى من المنتجات الواردة من الخارج، وإن حدث؛ فإن الفارق سيكون بسيطًا جدًّا وفي المقابل نكسب اختيار منتجات ذات جودة عالية وفقًا للاشتراطات التي تضعها الجهات المختصة في سلطنة عُمان.
وبما أن الهدف هو حماية الطلبة والطالبات من أي منتجات غير سليمة، وتوفير وجبات غذائية جيدة لهم؛ فإنه من المهم أن تركز الاشتراطات الخاصة بالمناقصات على جودة المنتجات أكثر من أي شروط أخرى ذات علاقة بالسعر أو المزايا الأخرى التي تقدمها الشركات المورّدة، ونعتقد أن هامش الربح من خلال البيع في المقاصف المدرسية ليس هو الهدف الأساسي من بيع أي منتج وإنما هدف الأرباح هو استدامة عمل المقاصف المدرسية وتمكينها من تقديم أفضل الخدمات والمنتجات للطلبة والطالبات.
إن القيام ببيع المنتجات المحلية في المقاصف المدرسية يعتبر من الآليات المهمة لتشجيع المجتمع على أن تكون المنتجات العمانية هي الخيار الأول له؛ نظرًا لمكاسبها الاقتصادية والاجتماعية العديدة، كما أن انصراف المجتمع عن شراء المنتجات المحلية سوف يقلّص فرصها في المنافسة وقد يدفعها ذلك إلى إغلاق أبوابها وبالتالي سوف يخسر المجتمع الكثير اقتصاديًّا واجتماعيًّا، وإذا كنا نتحدث اليوم عن أهمية تعزيز وجود المنتجات المحلية في المقاصف المدرسية فإننا نوجه في الوقت نفسه الدعوة إلى الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص للتركيز على المنتجات العمانية في مقار عملها لتكون هي الخيار الأول لدى الجميع وبما يُسهم في تحقيق أهدافنا الاقتصادية والاجتماعية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی المقاصف المدرسیة المنتجات العمانیة المنتجات المحلیة
إقرأ أيضاً:
ندوة عُمانية كورية لتعزيز التعاون في مجال الإدارة المستدامة للموارد المائية
مسقط- الرؤية
عقدت سلطنة عُمان وجمهورية كوريا، الندوة العُمانية الكورية المشتركة حول الإدارة المستدامة للموارد المائية في مسقط، بحضور ممثلين عن الجهات الحكومية المعنية بقطاع المياه وقادة الصناعة من كلا البلدين؛ بهدف تبادل الرؤى السياسية والخبرات الفنية وتحديد سبل تعزيز التعاون في قطاع المياه.
ونظمت الندوة الشركة الكورية للمياه (KWP) ومكتب وكالة كوريا لترويج التجارة والاستثمار (KOTRA) في مسقط، بمشاركة وزارة الزراعة والثروة السمكية وموارد المياه وسفارة جمهورية كوريا في مسقط، ووزارة المناخ والطاقة والبيئة الكورية، ومشاركة فعّالة من قبل القطاعين العام والخاص.
وتضمن برنامج الندوة مناقشات حول السياسات وعروضًا تقديمية تركز على التكنولوجيا بهدف تعزيز التعاون الثنائي في مجال الإدارة المستدامة للمياه. شملت المواضيع الرئيسية خفض المياه غير المحصّلة، والتطورات في تحلية المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي والابتكار في شبكات المياه الذكية والبنية التحتية.
وعقب الندوة، عُقدت اجتماعات ثنائية بين الشركات لاستكشاف سبل التعاون المستقبلي والمشاريع المشتركة، بجانب الشراكات القائمة على التكنولوجيا في قطاع المياه.
وأكدت الندوة تجديد الالتزام المشترك من سلطنة عُمان وكوريا بضمان استدامة المياه على المدى الطويل في ظل التحديات المتزايدة المتعلقة بتغير المناخ والموارد. وأعرب الجانبان عن رغبة قوية في مواصلة دراسات الجدوى واستمرار التبادل التقني ووضع إطار تعاون طويل الأمد.