أربع محطات للعائلة المقدسة على أرض المنيا
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
دخل المسيح عيسى بن مريم عليه السلام (طفلا) إلى مصر في يونيو الموافق 24 بشنس سنة 6262 المصرية القديمة، ضمن وفد العائلة المقدسة الذي ضم أمه السيدة مريم العذراء والقديس يوسف النجار، وقد جاءت العائلة المقدسة إلى مصر هربًا من بطش "هيرودس الملك" الذي كان يريد قتل السيد المسيح عليه السلام.
وكان اختيار مصر مكانا للهروب بوحى من الله، حيث بارك الله مصر، فقد كانت من قبل ملجأ ومزارًا للعديد من الأنبياء، فقد زارها سيدنا إبراهيم خليل الرحمن، وسيدنا يعقوب، وسيدنا يوسف، كما ولد بها سيدنا موسى، وسيدنا هارون، ومنها تزوج سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين السيدة مارية القبطية، وتجلى الله سبحانه وتعالى على أرضها فى الوادى المقدس طوى، وكلم الله موسى تكليما.
وبدأت الرحلة المقدسة من أرض فلسطين، إلى مصر عبر الهضاب والصحاري، وليس عبر الطرق الثلاث المعروفة وقتها ، حتى وصلوا إلى حدود مصر وكانت محطتهم الأولى ، (الفرما)، الواقعة بين مدينتى العريش وبور سعيد، وكانت العائلة المقدسة انطلقت من (بيت لحم) إلى (غزة)، حتى محمية الزرانيق (الفلوسيات) غرب العريش بـ 37 كيلو مترا، ودخلت مصر عن طريق الناحية الشمالية من جهة الفرما.
وانتقلت رحلة العائلة المقدسة للسيد المسيح والسيدة العذراء ويوسف النجار، إلى (تل بسطة) وهى بالقرب من مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية ، فدخلت العائلة المقدسة المدينة وأساء أهلها معاملتهم فتركوها ورحلوا ، ثم انتقلت رحلة العائلة المقدسة ، إلى المحمة، (مسطرد الحالية)، وسميت (المحمة)، لأنها كانت مكان الإتحمام، وفيها أحمت العذراء المسيح، وغسلت ملابسه، وبها نبع ماء مازال موجودا حتى اليوم.
واتجهت رحلة العائلة المقدسة إلى بلبيس ، بمحافظة الشرقية، وفيها استظلت العائلة المقدسة عند شجرة، عرفت باسم "شجرة العذراء مريم" كما مرت العائلة المقدسة على بلبيس أيضاً في طريق عودتها، ثم انتقلت رحلة العائلة المقدسة إلى ( منية سمن ود) أو سمنود، الحالية وقد استقبلهم شعبها بصورة جيدة، فباركهم المسيح، ويوجد بها "ماجور" كبير من حجر الجرانيت، يقال أن السيدة العذراء عجنت به أثناء وجودها ، ويوجد أيضاً بئر ماء باركه السيد بنفسه ، وبعدها انتقلت رحلة العائلة المقدسة إلى ( سخا)، وبها منطقة اثرية حاليا تعرف ب" دير المغطس" .
ثم اتجهت العائلة في رحلتها إلى وادي النطرون، ثم عبرت النيل، عبر فرع رشيد، وقد بارك المسيح والعذراء هذا المكان، وعبرت العائلة مرة أخرى النيل للذهاب إلى المطرية، وعين شمس، ويوجد في هذا المكان "شجرة" ، استظلوا بها، وتعرف حتى اليوم باسم "شجرة مريم"، وانبع المسيح نبع ماء وشرب منه، وغسلت فيه العذراء ملابسه.
وفي مصر القديمة ، زارت العائلة المقدسة وفيها العديد من الأماكن، وتحولت فيما بعد إلى كنائس، ولم تظل العائلة فيها طويلا، وفي المعادي (منف القديمة)، وقد وصل الركب إلى منطقة المعادي، للسفر إلى الصعيد عبر النيل، وسميت المعادي، لأن العائلة المقدسة "عدت" أو عبرت منها، ومازال بها "السلم" الذي نزلت عليه العائلة المقدسة إلى نهر النيل موجودا
وفي محافظة المنيا ، توجد أربع محطات للعائلة المقدسة، ( الجرنوس، البهنسا، سمالوط، الأشمونين) ، ففي دير الجرنوس (بمغاغة) ، كانت أولى محطات الركب المبارك بمحافظة المنيا، وفيها بئر شربت منه العائلة المقدسة، وما زال حتى الآن ، وفي البهنسا ببنى مزار مرت العائلة المقدسة علي بقعة تسمي اباي ايسوس( اى بيت يسوع) شرقي البهسنا، ومكانه الآن قرية صندفا،وقرية البهنسا الحالية تقع علي مسافة 17 كم غرب بني مزار .وانتقلت منها العائلة برا عبر ( مركز مطاى غربا) حتى وصلت إلى غرب سمالوط
وفي سمالوط (جبل الطير) ، ومن غرب سمالوط عبرت العائلة نهر النيل شرقا ، حتى استقرت العائلة المقدسة في المغارة الأثرية الموجودة في الكنيسة بجبل الطير ، أو جبل الكف حيث يوجد دير جبل الطير ، والأشمونين ، وكانت اخر محطات العائلة بمحافظة المنيا، وصلتها العائلة المقدسة بعد عبورها إلى الناحية الغربية ، وباركت العائلة المقدسة الأهالي.
وفي محافظة أسيوط زارت العائلة المقدسة، ديروط، ثم انتقلت إلى قسقام (القوصية)، وبها الدير المحرق، طردهم أهلها، ثم انتقلت العائلة المقدسة إلى مير، "غرب القوصية"، حيث هربت العائلة من أهالي قرية "قسقام"، وقد أكرمهم أهلها، وباركهم المسيح، ثم انتقلت العائلة المقدسة إلى دير المحرق، بعد أن ارتحلت العائلة المقدسة من قرية" مير" اتجهت الى جبل"قسقام" وهو يبعد 12 كيلومترا غرب القوصية، ويعتبر الدير المحرق من أهم المحطات التي استقرت بها العائلة المقدسة، ويشتهر هذا الدير باسم "دير العذراء مريم".
وتعتبر الفترة التي قضتها العائلة المقدسة، في هذا المكان من أطول الفترات ومقدارها "6 شهور و10 أيام"، وتعتبر المغارة التى سكنتها العائلة هي أول كنيسة في مصر بل في العالم كله، جبل درنكة بعد أن ارتحلت العائلة المقدسة من جبل قسقام، اتجهت جنوباً إلى أن وصلت إلى جبل أسيوط ، حيث يوجد "دير درنكة" كما توجد مغارة قديمة منحوتة في الجبل أقامت العائلة المقدسة بداخل المغارة .
ويعتبر دير درنكة ، هو اخر المحطات التي قد التجأت إليها العائلة المقدسة فى رحلتها فى مصر، ثم جاء الأمر ليوسف النجار في( رؤيا) بالعودة إلى فلسطين مرة أخرى، وفي رحلة العودة، انطلقت العائلة المقدسة في رحلتها عائدة من الصعيد حتى وصلوا إلي مصر القديمة، ثم المطرية، ثم المحمة، ومنها إلى سيناء، ثم الى فلسطين ، واستقرت العائلة أخيرا فى ( قرية الناصرة) بالجليل، وكانت رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، قد استغرقت ذهابا وعودة مدة تصل تقريبا الى 3 سنوات، و10 شهور و25 يوما.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: العائلة المقدسة السيد المسيح أخبار محافظة المنيا العائلة المقدسة إلى إلى مصر
إقرأ أيضاً:
الوراثة السياسية: سرطان السلطة من معاوية إلى اليوم
10 أغسطس، 2025
بغداد/المسلة:
محمد عبد الجبار الشبوط
الوراثة السياسية ليست مجرّد خلل في التداول السلمي للسلطة، بل هي جريمة كبرى بحق المجتمع، واعتداء سافر على جوهر الفكرة السياسية الحديثة التي تقوم على الإرادة الشعبية، والكفاءة، والمساءلة. في العراق، كما في معظم العالم العربي، تحولت الوراثة السياسية إلى مرض عضال ينهش جسد الدولة، ويتغذى على دماء الشعب وثرواته.
من معاوية إلى أحفاد السياسة
أول من دشّن هذا النهج المسموم في التاريخ الإسلامي هو الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان، الذي حوّل الخلافة من نظامٍ يقوم على الشورى والاختيار – مهما كانت شوائب تطبيقه – إلى مُلكٍ عضوض قائم على التوريث العائلي. بهذا الفعل، فتح بابًا واسعًا أمام الاستبداد، وجعل السلطة ميراثًا شخصيًا يُورَّث كما تُورَّث العقارات والمزارع، لا أمانةً تُحمَّل على الكتف لأداء الحق وخدمة الناس.
منذ تلك اللحظة، سارت أجيال من الحكّام في ركاب الوراثة، حتى صارت قاعدةً غير مكتوبة: من يحكم اليوم يورّث غدًا، ولو على أنقاض وطنٍ كامل.
الوراثة السياسية في العراق المعاصر
في عراق ما بعد 2003، عادت الوراثة السياسية بوجهٍ فجّ، وإن اختلفت شعاراتها. ما بين أحزاب إسلامية تزعم أنها تدافع عن القيم، وأحزاب علمانية ترفع راية الحداثة، تتكرر الصورة ذاتها: أبناء وأصهار وإخوة وزوجات يعتلون المناصب، أو يسيطرون على مفاصل القرار، لمجرّد أنهم ينتمون إلى “العائلة الحاكمة” داخل الحزب أو الكيان السياسي.
بهذا، تحوّلت بعض الأحزاب إلى إقطاعيات سياسية، تحكمها روابط الدم بدل الكفاءة، وتُدار بقرارات العائلة بدل البرامج الوطنية.
لماذا الوراثة السياسية خطر حضاري؟
1. تدمير مبدأ المساواة: الوراثة تجعل السلطة امتيازًا وراثيًا بدل أن تكون حقًا عامًا لكل مواطن.
2. إلغاء المنافسة السياسية: حين تحكم العائلة، تُقصى الكفاءات وتُهمَّش الأصوات الجديدة.
3. إعادة إنتاج الفساد: الوراثة تخلق شبكات مغلقة تحمي المصالح العائلية على حساب المصلحة العامة.
4. قتل الأمل بالتغيير: حين يدرك المواطن أن الحاكم سيورّث السلطة لابنه، يزول الإيمان بالتداول السلمي.
الخروج من الحلقة الجهنمية
القضاء على الوراثة السياسية يتطلب:
• دستور واضح يمنع التوريث السياسي والحزبي.
• قوانين أحزاب ديمقراطية تفرض الانتخاب الداخلي الحرّ والشفاف.
• وعي شعبي يرفض التصويت لأي مرشح يركب حصان العائلة بدل حصان الكفاءة.
الوراثة السياسية ليست قدرًا محتومًا، لكنها ستبقى جاثمة ما لم تُكسر بالوعي، والقانون، والموقف الشعبي الحاسم. فلا معاوية جديد، ولا ملكًا عضوضًا آخر، ولو غلّف نفسه براية الدين أو قناع الحداثة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts