الاختلاف العلمى فى ترميم القطع الأثرية خصوصا «الشهيرة» ليس جديدا على علماء الآثار.

والآن تسبب تمثال الملك رمسيس الثانى المنصوب أمام معبد الأقصر الشهير فى معركة علمية بين عدد من الأثريين والمرممين.

البعض طالب بنزع التمثال من مكانه حتى لا يثير حفيظة السائحين والبعض قال: «لو هناك خطأ فى الترميم ممكن تداركه».

لكن الواقع يقول إن التمثال قائم وموجود فى مكانه والأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور مصطفى وزيرى يصر على بقائه.

كواليس الخلاف ومعركة «السوشيال ميديا» أيضا مازالت تشعل الخلاف حول أخطاء ترميم التمثال وأنه مجرد مسخ لا يجب بقاؤه فى مدخل اهم مزار اثرى وسياحى بالأقصر وهو معبد الأقصر.

الدكتور أحمد عيسى استاذ الآثار المصرية القديمة بجامعة القاهرة وصاحب البوست الذى اشعل القضية مجددا رغم وجود التمثال بهذا الشكل منذ سنوات قال: «تحدثت منذ نصب التمثال من سنوات عن أن هناك أخطاء فى استكمال ترميم التمثال التى تصل لـ70%، لأن الرأس فقط وجزء من القدمين هو الذى كان موجودا وتم تجميع التمثال وترميمه بواسطة المجلس الأعلى للآثار ودعم من متخصص فى بعثة شيكاجو وهى من أقدم البعثات الأثرية فى الاقصر».

وتحدثنا أن هناك أخطاء فى شكل استكمال التمثال ويجب رفعه من مكانه لانه لم يتبع المقاييس العلمية فى الترميم.

وخروجه ليس بالشكل المناسب لشخص الملك رمسيس الثانى ولا المعبد. لكن الأمين العام لم يسمع وعاند الجميع وأصر على بقائه.

وأضاف: «عيسى» لا نقصد اى شىء وليس لنا غرض من إثارة الأمر الذى جاء بالصدفة سوى المصلحة العامة وقلنا إن الشكل الحقيقى الذى يجب أن يتم ترميم التمثال على أساسه موجود فى رسومات على واجهة المعبد وكان من الطبيعى أن أتحدث عنه من وجهة نظرى والقرار يظل فى يد الوزارة». 

غريب سنبل رئيس قطاع الترميم والصيانة بوزارة الآثار سابقا..قال: «ربما تكون الصور التى ظهرت على «السوشيال ميديا» اخذت زوايا تظهر عيوبا غير موجودة وربما تكون هناك أخطاء فى عمليات الترميم من حيث النسب والمقاييس، وهذا يمكن تداركه طبعا رغم أن هناك فترات فى عهد المصرى القديم خصوصا المرحلة البينة بين الدولة الوسطى والحديثة، التى شهدت اضطرابات سياسية أثرت على الاقتصاد والفن.. لكن بالنسبة لتمثال رمسيس الثانى كان عبارة عن 72 قطعة من الحجر ملقاة تحت اسوار المعبد.

وأخذ الأمين العام على عاتقه مسئولية عودته للحياة وهذا هدف نبيل وعظيم يمكن أمامه نسيان اى خطأ لانه بسهولة يمكن تدارك هذا الخطأ.. لكن ما أعرفه جيدا أن الوزارة تستخدم فى أعمال الترميم كل الخامات وفقا للمواثيق العلمية والدولية.

واخيرا أطبق مقولة السيد المسيح: «من منكم بلا خطيئة فليقها بحجر». 

أحمد عربى مدير معبد الأقصر قال: إن التمثال تم ترميمه ضمن خطة ترميم 12 تمثالا وبأيدى شباب المرممين المصريين وفق أحدث الأساليب العلمية وما حدث مع ترميم تمثال رمسيس الثانى أمام معبد الأقصر تم وفق الرسومات الأصلية الموجودة وعلى واجهة المتحف وكل المراحل تمت وفق قرارات اللجنة الدائمة بالآثار.

وقطع الآثار التى تم تجميعها لتمثال رمسيس الثانى مكتشفة منذ عام 1882، على يد عالم الآثار ماسبيرو، وهناك أكثر من 50 ألف قطعة أثرية لتماثيل مفككة سيتم تجميعها وترميمها.. وأضاف أن تمثال رمسيس صاحب الأزمة هو استكمال لأجزاء مفقودة وكلما نجد قطعا اصلية سيتم تركيبها.

وقال: «من الظلم احباط فريق المرممين الموهوبين بعد كل هذا الجهد الكبير والموقع يعد واحدا من ضمن أفضل 4 مواقع فى مصر».

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أحمد عثمان كواليس رمسيس الثاني السوشيال ميديا

إقرأ أيضاً:

بودكاست يوسف السنوسي

بودكاست يوسف السنوسي..
خلال اسبوع كامل ظللت اداوم على الاستماع إلى حلقات بودكاست يوسف السنوسي محمد كوكو ، الضابط السوداني الذي اختطفته مليشيا الدعم السريع المتمردة من داره بمنطقة الجيلي شمال الخرطوم ، وحزنت كثيراً لبعض القصص ، وشعرت بالأسي لأخرى وغضبت ودمعت عيناي ، وشعرت بالفخر فى اخرى ، الحلقات مزيج من مشاعر شتى ، كما أنها تعطيك صورة مصغرة لهذا البلاء الذى اجتاح البلاد والعباد ، إن مليشيا الدعم السريع المتمردة صورة لا متناهية من البشاعة والفظائع واللإنسانية..
وخرجت بنتائج كثيرة من اللقاء الذى اجراه الزميل المحترم أحمد فال ، وزادت معارفي ، وبدأت إعادة قراءة تأثيرات المحتوى الإعلامي وأوجز ذلك فى عدة نقاط..
وبشكل عام فإن الحلقات تكشف عن:
– معدن وصلابة الإنساني السوداني وقدرته على التحمل والصبر والثبات على المبدأ..
– حجم التضحيات التى قدمها شعبنا بشكل عام فى هذه الحرب ، وعظم تضحيات مؤسساتنا واجهزتنا العسكرية والأمنية وقد كانت هدفاً لهذه المليشيا المجرمة ومن وراءها من قوى سياسية ماكرة وغادرة واجندة خبيثة..
– وتجددت قناعاتي بقبح وفظاعات هذه المليشيا وغياب أى حس إنساني أو أخلاقي لديها و افتقارها لأى ضبط أو قيم..
– غياب المنظمات والجمعيات الانسانية والمؤسسات المتخصصة للدفاع عن هؤلاء الضحايا ، وقد قضوا أكثر من عامين فى اسوأ الظروف الإنسانية وانتفاء الحقوق ولم تسلط على هذه الانتهاكات اضواء كاشفة وكل الادانات كانت خجولة.
– وما زال دور المؤسسات الحقوقية والقانونية غائباً لإسترداد حقوق هؤلاء من خلال طرح قضاياهم فى المنابر الدولية ، وتشكيل مجموعات قانونية ومجتمعية ونفسية لمتابعة ملفاتهم وطرح حكاياتهم وتتبع اشكالاتهم..
اما من ناحية السرد فقد خرجت بخلاصة تؤكد:
– قيمة المعنى حين يرتبط بالصدق والبساطة ، هكذا ، دون تكلف أو ادعاءات ، وإنما حديث دون رتوش أو تقعر (كبوا لنا الماء فى خشمنا ونخرتنا) ، ذلك الاستغراق فى التوصيف بكل الحواس واستشعار كل لحظة..
– وهذا إئذان بعودة (الحكي) فى تقديم الرسالة الاعلامية ، وهذا ما يفعله البودكاست ، حيث القيمة والنجومية الأساسية لدى الراوى (الضيف) و(المحتوى)..
الحمدلله على سلامة الأخ بوسف وفك الله أسر المأسورين..
ابراهيم الصديق على
18 مايو 2025م..

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • تعز واليونسكو تبحثان استئناف مشاريع ترميم المعالم الأثرية بعد توقف دام عامًا ونصف
  • بودكاست يوسف السنوسي
  • بعد 5 سنوات من الجدل.. اختفاء التمثال البرونزي لميلانيا ترامب في قريتها
  • أمين عام الآثار يتفقد البعثات الأثرية العاملة في العساسيف ودراع أبوالنجا بالأقصر
  • الشرطة تحقق في اختفاء تمثال ميلانيا ترامب بمسقط رأسها في سلوفينيا (صور)
  • بالصدفة .. جرافة تصطدم بمبنى وتكشف آثارًا جديدة في أم الجمال
  • صورة نادرة لعملية ترميم الكعبة المشرفة
  • سرقة تمثال ميلانيا ترامب من مسقط رأسها في سلوفينيا
  • آخر تطورات مصابي الزمالك الـ 5 قبل موقعة بتروجيت في الدوري
  • آخر تطورات مصابى الزمالك الـ5 قبل موقعة بتروجت