سودانايل:
2025-06-20@20:25:07 GMT

ميشيل أوباما هل ترمي بظلالها على السودان

تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن

استمعت للكلمة التي قدمتها ميشيل أوباما في المؤتمر العام للحزب الديمقراطي الأمريكي في ولاية شيكاغو، و كانت ميشيل واضحة في حديثها و مباشرة في نقدها إلي مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة دونالد جون ترامب، في البداية أكدت على دعمها لكاماملا هاريس كمرشحة للحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة، و انتقدت ترامب انتقادا حادا باعتباره يتلاعب بالكلمات التي تعتقد فيها قدر عال من العنصرية تجاه السود، و قالت لكن قوة الأمل التي تملأ عبق الهواء هو الذي سوف يخرجنا من الحالة التي يحاول ترامب أن ينثرها في المجتمع، من خوفه من السود المتعلمين الناجحين، و انتقدت دعوته للحد من الانجاب و خفض الرعاية الصحية و غيرها، كانت ميشيل أوباما واضحة و صريحة و مباشرة، لذلك أعتبرت كلمتها من أهم الكلمات التي قيلت في المؤتمر.

..
أن كلمة ميشيل ربما يستمع لها القيليل من السودانيين المهتمين بالقضايا السياسية، و خاصة الذين يهتمون بالشؤون الدولية، لكنها تعتبر واحدة من دروس الديمقراطية في المواجهة، على المنافس و كيف فهمه و فهم الإشارات التي يرسلها و الرموز التي يستخدمها.. و المواجهة الصريحة بعيدا عن الإساءة و الإسفاف هي التي تجد طريقها مباشرة إلي عقول و قلوب الناس. و الديمقراطية ليست شعارات و هتافات أنما هي وعي وإدراك للواقع، و استيعاب لبرنامج المنافس و كيفية تفنيده و تحليله.. و دائما المنافس لا يتخوف من الشتم و الإساءات و غيرها، لأنها تبين ضعف مقدرات قائلها، لكنه يتخوف من المنافس الذي يجيد قراءة ما بين السطور، و يفضح الإشارات و الرموز في اللغة التي تستخدم.. أننا في السودان حقيقة لم نصل لهذه الدرجة من الوعي السياسي الذي يجعل القيادات أن تكون صريحة في خطابها مع الجماهير، و أن تتحدث بلغة مباشرة و مرتبة لتبين من خلالها رؤيتها، و في نفس الوقت تنقد لغة المنافس في سياق الرآي و الرأي الأخر، ليس بهدف تدميره و تكسيره أنما بهدف توعيته، و انتشاله من تسيد ثقافة شمولية إلي ثقافة أخرى تحتاج لإعادة في طريقة التفكير، و أحترام للأخر مهما كانت درجة الخلاف معه، فالتغيير لأنه يعتمد على الوعي و على الفكر هو الطريق الذي تخاف منه العديد من القيادات السياسية.. أن طول فترة الإنقاذ قد أثرت سلبا على الأحزاب و صعدت إلي قيادتها عنصر تنفيذية قدراتها الفكرية متواضعة، هؤلاء لا يملكون تصورات للحل، و لا يستطيعون إجراء حوارات مع الأخرى يتخوفون الخذلان.. و همهم هو كيف يحافظون على مواقعهم القيادية ..
إذا كانت هناك قيادات حزبية في السودان تعتقد أن الإسلاميين و الجيش يشكلون تحديا لعملية التحول الديمقراطي، ما هي رؤيتهم للحل.. كان المتوقع أن يتحول التحدي إلي برنامج في الورق يبين تصورات كل حزب للحل، و تنشر في الصحف السيارة لكي تخلق حوارا يقارب بين المسافات، و في نفس الوقت يعيد الثقة بين الأطراف المختلفة، و يخفف لغة العنف و التحدي، و يحولها إلي لغة حوارية تخلق وعيا جماهيريا يزيد من قوة الثقافة الديمقراطية و يعمل على ترسيخها في المجتمع.. لكن للأسف أن الثلاثة عقود عمر الإنقاذ قد أثرت في الأحزاب تأثيرا سلبيا مباشرا..
ليس غريبا أن تجد لغة الحوار متواضعة في لساحة السياسية و تميل إلي استخدام الفزاعات، أي أن يصمت الأخر.. راقب في " Social Media " التعليقات أغلبيتها تستخدم كلمتين " كيزان و فلول" حقيقة تبين تواضع الثقافة التي حاولت أن تنشرها قيادات الأحزاب، أن تبخس حديث الأخر الذي لا تملك القدرة على نقده بمنهج علمي، حتى تسهم في نشر ثقافة ديمقراطية، تعلم الأخر طريقة النقد العلمية لأي مقال عندك فيه وجهة نظر.. لكن محاولة رمي التهم هي تعضيد للثقافة الشمولية التي ترسخت في المجتمع عبر التراكم لفترة طويلة..
أن الاستماع لمثل خطابات ميشيل أوباما و باراك أوباما و بيل كلينتون و أخرين من قياداة الحزب الديمقراطية مسألة مهمة للقيادات السياسية السودانية، أولئك الذين يرفعون شعارات الديمقراطية و يمارسون نقيضها.. و الديمقراطية وعي و ثقافة و قوانين و لوائح و أهمها الممارسة و احترام القوانين و معرفة الحقوق و الواجبات.. أن الذين يتحدثون عن عملية التحول الديمقراطي في البلاد، و في نفس الوقت ينشرون لغة الإقصاء و الفزاعات لا اعتقد أن هؤلاء آهلا لعملية التغيير و التحول الديمقراطي.. بعد سقوط الإنقاذ أي شخص متابع للشأن السياسي كان يتوقع أن عناصر النظام السابق سوف يشكلون تحدي للنظام الجديد، ليس لأنهم كيزان و فلول.! فقط لأنهم كقوى سياسية كانت أكثر تنظيما من غيرها بعد الانتفاضة 1986م، و حكمت ثلاثين عاما أكتسبت فيها خبرة واسعة في إدارة الأزمة، و أيضا هناك مجموعات من الأحزاب الأخرى شاركت معها في السلطة، هؤلاء كانت لهم مصالح مع الإنقاذ، و سوف يشكلون التحديا للنظام الجديد.. لكن أغلبية القيادات السياسية من " الناشطين" كانوا يعتقدوا أن سقوط الإنقاذ يعني كل شخص كان مع النظام يروح لحال سبيله، هؤلاء ليس هم الاتحاد الإشتراكي.. هذا تنظيم أيديولوجي سيظل يصارع حتى يصبح جزءا من العملية السياسية.. من هذا المنطلق كان يجب أن يكون التفكير لآن الهدف هو التحول الديمقراطي، و تأمينه لكي يصبح هو نظام التداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع.. لكن للأسف كان هدف القيادات السياسية الوصول للسلطة و المحاصصات و ليس عملية التحول الديمقراطي.. الرهان على السلطة يعني استمرار للصراع و لا تضمن نهاياته، و لا الأدوات التي تستخدم فيه، و لا تستطيع أن تمنع الجيش الدخول فيه.. و المنتصر هو الذي يملك القوة.. و القوى المدنية قد خسرت الشارع الذي كان يحافظ على توازن القوى... نسأل الله حسن البصيرة...

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: التحول الدیمقراطی میشیل أوباما

إقرأ أيضاً:

دوافع اقتصادية وراء تمدد أوغندا العسكري شرقي الكونغو الديمقراطية

في الخامس من يونيو/حزيران الجاري، وصلت قوات الجيش الأوغندي إلى مدينة كاسيني الواقعة على ضفاف بحيرة ألبرت في مقاطعة إيتوري بشرقي الكونغو الديمقراطية.

ونشر رئيس أركان الجيش الأوغندي الجنرال موهوزي كاينيروغابا مقطعا مصورا -عبر منصة إكس- يظهر فيه السكان وهم "يستقبلون الجنود بحماس"، في حين صرح كريس ماغيزي، المتحدث المؤقت باسم قوات الدفاع الشعبي الأوغندية، بأن الجيش "احتل" كاسيني وبلدة تشوميا المجاورة.

وعندما أرسلت أوغندا قواتها إلى شرق الكونغو الديمقراطية لأول مرة في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، جاء ذلك بدعوى مطاردة "قوات الدفاع الديمقراطي"، وهي جماعة متمردة ذات جذور أوغندية كانت تنشط في منطقة بيني بمقاطعة شمال كيفو.

وقد تحالفت الجماعة لاحقا مع تنظيم الدولة في وسط أفريقيا، واتُّهمتها حكومتا أوغندا والكونغو الديمقراطية بارتكاب مجازر بحق المدنيين.

لكن الرقعة الجغرافية لانتشار القوات الأوغندية اتسعت اليوم، متجاوزة مناطق نشاط الجماعة، لتصل إلى إيتوري، رغم إقرار الجيش بأن الجماعة لم تعد نشطة في تلك المناطق، ومنها كاسيني.

وفي فبراير/شباط الماضي، صرح كاينيروغابا بأن "شرق الكونغو منطقة نفوذنا، ولن يحدث فيها شيء من دون موافقتنا".

كما أدلى بتصريحات علنية مؤيدة لجماعة "إم 23" التي أحرزت تقدما كبيرا هذا العام في مقاطعتي شمال وجنوب كيفو، وسط تقارير من الأمم المتحدة تشير إلى تلقي الجماعة دعما من أوغندا ورواندا، رغم نفي الدولتين تلك الاتهامات.

قائد الجيش الأوغندي الجنرال موهوزي كاينروجابا، نجل الرئيس (رويترز) الأهداف الاقتصادية

يرى مراقبون أن اتساع العمليات الأوغندية يعكس تحوّلا في أولويات كمبالا، وفقا لما أكده المتحدث باسم الجيش، فيليكس كولاييجي، الذي قال إن الجيش لا يحمي المجتمعات الكونغولية فحسب، بل أيضا المصالح الاقتصادية لأوغندا.

إعلان

وتقول تقارير إن الحكومة الأوغندية حصلت على إذن لبناء طرق معبّدة داخل الكونغو تربط بين مدن رئيسية، في خطوة تهدف إلى تعزيز التجارة. ورافق هذا الإذن دخول معدات عسكرية وورش بناء إلى الكونغو أواخر عام 2021.

وقال سولومون أسيموي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة نكومبا، إن ما بدا دافعا أمنيا في ظاهره، يخفي في طياته دوافع اقتصادية بالدرجة الأولى.

خريطة الكونغو الديمقراطية (الجزيرة) السوق الكونغولية كجبهة تنافسية

تشير التقديرات إلى أن صادرات دول الجوار إلى الكونغو الديمقراطية بلغت نحو 2.9 مليار دولار على مدى 3 سنوات، استحوذت أوغندا على 68% منها، وفقا لتحليل نشرته "ذي إيست أفريكان".

كما شهدت السنوات الأخيرة دخول المصارف الكينية إلى السوق، قبل أن تتوقف توسعاتها مؤخرا بسبب تصاعد التوترات.

لكن الاتهامات بتهريب المعادن والمنتجات الزراعية من الكونغو الديمقراطية عبر أوغندا ورواندا لا تزال قائمة، وقد أمرت محكمة العدل الدولية أوغندا بدفع 325 مليون دولار تعويضا عن استغلالها موارد الكونغو بين عامي 1998 و2003.

ويعكس ذلك الواقع، على سبيل المثال، ما أظهرته بيانات الصادرات الأوغندية عام 2024، حيث بلغت قيمة صادرات الذهب 3 مليارات دولار، رغم غياب مناجم كبرى في البلاد.

سيادة منتهكة

رغم إعلان أوغندا أن وجودها العسكري في إيتوري جاء بطلب من السلطات الكونغولية، فإن خبراء كونغوليين أعربوا عن شكوكهم، معتبرين أن دخول القوات الأوغندية غير قانوني ويمثل انتهاكا للسيادة.

كما يُرجّح أن حكومة كينشاسا تلتزم الصمت لتفادي المواجهة مع كل من أوغندا ورواندا في آن واحد.

وفي هذا السياق، قال محلل سياسي كونغولي إن الوضع الراهن "يمثّل احتلالا ينبغي أن يثير قلق كل من يؤمن بالسيادة والنزاهة الإقليمية".

تاريخ يتكرر

يستحضر هذا التوغّل الذاكرة الجماعية للحقبة الدامية أواخر التسعينيات، حين دعم البلدان جماعات أطاحت بحكم موبوتو سيسي سيكو، ثم انقلبت على نظام لوران كابيلا لاحقا.

ويرى باحثون أن الصراعات الحالية متجذرة في تلك الحقبة، إذ لا تزال الشخصيات ذاتها –مثل يوري موسيفيني وبول كاغامي وجوزيف كابيلا– حاضرة على مسرح الأحداث، وإن اختلفت مواقعهم.

وفي حين تدعي أوغندا ورواندا أنهما تقاتلان جماعات متمردة تهدد أمنهما، يؤكد محللون أن الأمر لا يعدو كونه استمرارا لسياسة اقتطاع مناطق النفوذ واستغلال الموارد، في ظل استمرار معاناة الشعب الكونغولي.

ويقول الباحث في شؤون الصراعات ريغان ميفيري: "لا أعتقد أن الجنود الأوغنديين لديهم نيات حسنة، خاصة في العملية في إيتوري. لا أفهم لماذا هم هناك".

ومع ذلك، يظل الشعب الكونغولي مشردا، فقيرا وبدون أمان. فقد أكدت الأمم المتحدة في أبريل/نيسان الماضي أن الاشتباكات المتجددة مع حركة "إم 23" هذا العام تسببت في نزوح ما يقرب من 4 ملايين شخص في مقاطعتي شمال وجنوب كيفو فقط.

مقالات مشابهة

  • حرب اسرائيل وايران تلقي بظلالها على أسعار النفط والذهب العالمية
  • دوافع اقتصادية وراء تمدد أوغندا العسكري شرقي الكونغو الديمقراطية
  • أوباما يحذر .. الديمقراطية الأميركية على حافة التحول إلى استبداد
  • معركة الديمقراطية والتحرير.. تلازم الشروط والنتائج
  • أوباما يحذر من انزلاق أمريكا نحو الاستبداد.. ماذا قال؟
  • جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا توقعان مسودة اتفاق سلام
  • الحزب الديمقراطي يختار غزالة هاشمي.. أول مرشحة مسلمة لمنصب نائب حاكم فرجينيا
  • أوباما يحذر من حكم استبدادي في الولايات المتحدة
  • استقالة وزير العدل بالكونغو الديمقراطية بعد اتهامه بالاختلاس
  • حالة الجمود التي يعاني منها خريجي مدرسة الحركات المسلحة في فهم وتفسير الأحداث