سعى فلاديمير بوتين إلى تحويل اللوم عن نفسه بشأن التوغل المفاجئ لأوكرانيا في منطقة كورسك، مع ظهور أدلة على أن تعامل بلاده مع الهجوم أضر بصورة الرئيس الروسي.

وكشفت مجلة "نيوزويك" الإخباري، أنه في اجتماع افتراضي عقده بوتين أمس الخميس بشأن الوضع في مناطق بيلغورود وبريانسك وكورسك الروسية، قال الرئيس لمسؤولي المنطقة إن "القضايا الأمنية في كورسك هي مشاكل تقع على عاتق الأجهزة الأمنية".

"PA NISAM JA KRIV..." Evo šta je Putin rekao o ofanzivi Ukrajine na Kursku oblast i neuspehu Rusije : "To su njihovi problemi..." #vesti #svet #rusijaukrajinavesti #vladimirputin https://t.co/6etTuO64ot

— Blic Politika (@blicpolitika) August 22, 2024 هجوم مفاجئ

وشنت كييف توغلاً المفاجئاً في كورسك، التي تقع على حدود منطقة سومي الأوكرانية، في 6 أغسطس (آب) الجاري. ومنذ ذلك الحين، سيطرت القوات الأوكرانية على 1250 كيلومتراً مربعاً من الأراضي الروسية و92 مستوطنة، حسبما قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي يوم الإثنين الماضي.

وحسب المجلة، استولت أوكرانيا على المزيد من الأراضي في منطقة كورسك مما استولت عليه روسيا في أوكرانيا منذ بداية العام. كما أنها المرة الأولى التي تستولي فيها قوات أجنبية على أراضٍ روسية منذ الحرب العالمية الثانية.

واضطر الجيش الروسي إلى الإسراع بنشر موارد إضافية في المنطقة، وتحويل القوى العاملة بعيداً عن الحرب التي بدأها في أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وأبلغ مسؤولون إقليميون بوتين أمس الخميس، أن 115 ألفاً من سكان كورسك تم إجلاؤهم حتى الآن من منازلهم بسبب التوغل.

Moscow accused Ukraine of attempting an attack against a nuclear power plant in Kursk. https://t.co/hzjgdHsjQV

— Newsweek (@Newsweek) August 23, 2024 استرجاع كورسك

وقال بوتين لحكام مناطق كورسك وبيلغورود وبريانسك ومسؤولي الكرملين: "آمل أن يتم، كما ورد اليوم، إرساء التفاعل بين السلطات المحلية والإقليمية والحكومة وأجهزة الأمن، فهذا سيلعب أيضاً دوراً إيجابياً في تحقيق الأهداف التي لدينا هنا".

ووفقاً لقناة "RBC Ukraine"، أمر الرئيس الروسي قواته، بدفع القوات الأوكرانية بعيداً عن منطقة كورسك بحلول الأول من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

وبدورها، ذكرت وكالة الأنباء الروسية المستقلة "The Moscow Times"، نقلاً عن مسؤولين لم تسمهم في الكرملين، أن "التوغل جعل بوتين متوتراً".

وأفاد موقع "أجنستفو" الاستقصائي الروسي، أن الهجوم الذي شنته أوكرانيا على كورسك أضر بصورة بوتين بشكل عام، مشيراً إلى زيادة في التعليقات السلبية والنقدية من الروس على وسائل التواصل الاجتماعي.

استياء شعبي

وفي سياق متصل، أعرب العديد من المدونين العسكريين المؤيدين للحرب، عن استيائهم على تلغرام من السرعة التي استولت بها قوات كييف على الأراضي الروسية. ووصف أحد المدونين العسكريين الروس، الوضع بأنه "جحيم على الأرض"، وأشار إلى أن الهجوم كان مخططاً له منذ فترة طويلة.

وقالت المدونة المؤيدة للحرب أناستاسيا كاشيفاروفا: "كنا نعلم أن القوات المسلحة الأوكرانية ستذهب إلى منطقة كورسك. كنا نعلم أنهم كانوا يجمعون القوات. كنا نعلم كل شيء كالمعتاد، أبلغ الرجال من الميدان بذلك، لكن كبار المسؤولين لم يفعلوا شيئاً".

كما وصف سيرغي ماردان، رجل الدعاية في الكرملين، التوغل بأنه "فوضى"، خلال برنامج استضافه على قناة سولوفيوف لايف، بعد أيام من بدء الاجتياح الأوكراني.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية بوتين كورسك أوكرانيا الحرب الأوكرانية روسيا كورسك منطقة کورسک

إقرأ أيضاً:

بوتين: روسيا تريد سلاماً دائماً ومستقراً في أوكرانيا

عبدالله أبو ضيف (موسكو، كييف، القاهرة)

أخبار ذات صلة حداد في أوكرانيا بعد مقتل 31 في هجوم روسي على كييف أميركا والناتو يطوران آلية لتزويد أوكرانيا بأسلحة الأزمة الأوكرانية تابع التغطية كاملة

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، إن بلاده تريد سلاماً دائماً ومستقراً في أوكرانيا، مؤكداً أن شروطها لتحقيق السلام «لم تتغير»، وبينها تخلي أوكرانيا عن أراضٍ وعن طموحها بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي «الناتو».
وأضاف بوتين للصحافيين: «نحتاج إلى سلام دائم ومستقر قائم على أسس متينة، يرضي روسيا وأوكرانيا، ويضمن أمن البلدين، الشروط ما زالت كما هي بالتأكيد من الجانب الروسي».
ويطالب الرئيس الروسي بأن تتخلى كييف عن مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا، التي أعلنت روسيا ضمها من جانب واحد في سبتمبر 2022 فضلاً عن شبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014.
وتطالب موسكو أيضاً، بتخلي أوكرانيا عن نيتها الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي «الناتو»، وعن تسلم شحنات أسلحة غربية.
وترفض كييف هذه الشروط، وتطالب في المقابل بانسحاب كامل للجيش الروسي الذي يسيطر على 20% تقريباً من أراضيها، وبضمانات أمنية غربية بينها استمرار تدفق شحنات الأسلحة، ونشر قوة أوروبية، وهو ما تعارضه روسيا.
وشدد خبراء ومحللون على أهمية استمرار المحادثات بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، مما يعزز فرص الوصول إلى تسوية سلمية للأزمة الأوكرانية.
وأوضح هؤلاء، في تصريحات لـ «الاتحاد»، أن المكالمات الهاتفية بين الرئيسين تظل مهمة، رغم تأكيد ترامب على خيبة أمله منها، إذ أعقبها تصريحات شددت على ضرورة مواصلة العمل السياسي مع الرئيسين الروسي والأوكراني، بهدف إنهاء الحرب بشكل كامل.
وقال المحلل السياسي الأوكراني، إيفان أس، إن استمرار المحادثات بين ترامب وبوتين يشير إلى احتمالية تحقيق اختراق سياسي للأزمة الأوكرانية.
وأضاف أس، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن استمرار العمل السياسي يُعد أمراً مهماً لوضع حد للاستنزاف الإنساني والاقتصادي غير المسبوق عالمياً، مشدداً على أهمية عدم خسارة أوكرانيا لأي أراضٍ استولت عليها روسيا خلال الحرب، والعودة إلى خط ما قبل اندلاع الحرب.
من جهته، أوضح المحلل السياسي الروسي، إيجور يورشكوف، أن ترامب يختلف عن الرئيس السابق جو بايدن فيما يتعلق باستمرار العمل السياسي والضغط بجميع السبل للوصول إلى حل سياسي للأزمة الأوكرانية، سواء هدنة أو وقف كامل لإطلاق النار، بينما كان بايدن يعمل على جانب واحد فقط، يتمثل في تسليح الجيش الأوكراني، مما كان يجعله وسيط غير عادل.
وقال يورشكوف، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن تعقد الموقف، يرجع إلى الغضب الروسي الواضح نتيجة زيادة الهجمات الأوكرانية منذ انخراط روسيا في المفاوضات السياسية، مشيراً إلى أن تعطيل واشنطن صفقة أسلحة لأوكرانيا يعطي نوعاً من العدالة لدور أميركا باعتبارها وسيطاً لإنهاء الحرب المستمرة منذ سنوات.
بدورها، قالت السفيرة الأميركية السابقة، جينا ويينستانلي، إن الإرادة السياسية الإقليمية والدولية لا تزال قائمة لدفع مسار التفاوض إلى الأمام، رغم التصعيد العسكري وتضاؤل الدعم الأميركي لكييف، مضيفة أن المشهد الراهن يعكس مؤشرات مقلقة، لكن لا يزال بالإمكان احتواء التصعيد إذا توافرت جدية حقيقية لدى الأطراف المؤثرة.
وأكدت ويينستانلي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن موسكو لا تزال متمسكة بمواقفها، وتطالب بوقف إطلاق نار مشروط بقبول «واقع الأرض»، في مقابل رفضها لأي هدنة غير مشروطة كما تطلب أوكرانيا.

مقالات مشابهة

  • بوتين: روسيا تريد سلاماً دائماً ومستقراً في أوكرانيا
  • بوتين يعلن دخول الصاروخ الروسي أوريشنيك الأسرع من الصوت الخدمة.. ماذا نعرف عنه؟
  • بوتين: روسيا تريد سلامًا دائمًا في أوكرانيا.. ولكن
  • هل تفلح تهديدات ترامب في إقناع بوتين بالاتفاق مع أوكرانيا؟
  • الأجهزة الأمنية تواصل تكثيف دورياتها ونقاط التفتيش في العاصمة
  • للشهر الـ4 على التوالي.. الجيش الروسي يعزز تقدمه في أوكرانيا
  • أمن لودر يلقي القبض على عصابة تمتهن تهريب الأفارقة في أبين
  • بوتين: نعوّل على استمرار المحادثات مع أوكرانيا
  • ارتفاع حصيلة القصف الروسي على كييف إلى 26 قتيلاً .. أوكرانيا تطالب بعزل روسيا
  • الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستقبل وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني والوفد المرافق له في الكرملين بالعاصمة الروسية موسكو