«مياه القاهرة» تناشد المواطنين بترشيد الاستهلاك
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
قال المهندس مصطفى الشيمي، رئيس شركة مياه الشرب بالقاهرة، إنه يجب محاربة رش المياه في الشوارع أو استخدامها في غسيل السيارات والتعدي على خطوط المياه.
وشدد «الشيمي» على ضرورة دعم ثقافة الترشيد بين المواطنين وطلاب المدارس ورواد النوادي والمراكز الثقافية، مشيداً بالدور القوى الذي تقوم به إدارة التوعية في التواصل مع المواطنين، وقياس مدى رضاهم عن الخدمات التي تقدمها شركة مياه الشرب بالقاهرة.
جاء ذلك خلال مناقشة شركة مياه الشرب بالقاهرة، تفعيل دور المشاركة المجتمعية بقطاع الإعلام وخدمة العملاء والتي من اختصاصها تشجيع مؤسسات المجتمع المدني في المشاركة لصنع القرارات المؤثرة في مجال خدمات مياه الشرب بالمجتمع القاهري، تحقيق التوازن تحقيق التوازن بين احتياجات جمهور عملاء الشركة والبيئة المحيطة بهم.
وأشار الشيمي إلى دور الشركة في توفير كوب مياه صحي وآمن ومطابق للمواصفات القياسية للمواطن، كما استعرض دور واختصاصات لجنة المجتمع المدني، والتي تتلخص في عدة محاور أهمها الاطلاع على جهود الشركة في سبيل استمرارية الخدمة طوال الـ 24 ساعة، والأساليب الحديثة والطرق المتبعة في التشغيل والصيانة، وكيفية التعامل مع العملاء وسرعة التحرك للاستجابة الفورية لطلبات وشكاوى عملائها، وتعريف جمهور عملاء الشركة بقنوات الاتصال بالشركة، ونشر جهود الشركة في سبيل توفير الخدمات للجماهير، وعقد ندوات جماهيرية لتوعية المواطنين حول ترشيد الاستهلاك في أماكن متعددة داخل القاهرة، وتعريف المواطنين بدور الشركة في توفير كوب ماء نظيف لكل مواطن.
وأعرب المشاركون عن دعمهم الكامل لقضية ترشيد استهلاك مياه الشرب والحفاظ عليها كأحد القضايا الوطنية الهامة التي تستلزم تكاتف كافة الجهود والدعم لمواجهتها، والتصدي للسلوكيات السلبية في التعامل مع مياه الشرب كواجب وطني، وتنفيذًا لسياسات وتوجهات الدولة للحفاظ على مياه الشرب، كما قدموا مقترحات في هذا الملف.
شارك في الاجتماع اللواء يحيى الأدغم، سكرتير عام محافظة القاهرة، والدكتور أحمد عبد الوكيل، مدير مديرية الشباب والرياضة، والدكتور سامح فهيم، مدير مديرية التضامن الاجتماعي، والدكتور طلعت عبد القوي، رئيس الاتحاد العام للجمعيات الأهلية، والدكتور شريف أبو حطب، مدير عام وعظ الأزهر الشريف بالقاهرة، والدكتور سيد حامد، ممثل مديرية الأوقاف بالقاهرة، وهانم محمد، مدير عام العلاقات العامة بمديرية التربية والتعليم، ورونيه شفيق، ممثل الكنيسة المصرية، واللواء محمد كلبوش، رئيس قطاع الإعلام وخدمة العملاء بشركة مياه الشرب بالقاهرة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الازهر الشريف التربية والتعليم التضامن الاجتماعى الدكتور طلعت عبد القوى الشباب والرياضة الكنيسة المصرية مياه الشرب میاه الشرب بالقاهرة الشرکة فی
إقرأ أيضاً:
بين القصف والعطش.. مياه الشرب تتحول لعملة نادرة في السودان
في ظل حرب لم تترك للبنية التحتية مجالا للصمود، تحولت مياه الشرب في السودان إلى مورد نادر يتصارع عليه النازحون في مدن أنهكها القصف، ومعسكرات اختنقت بالاكتظاظ، لتغدو أزمة العطش وجها آخر للمأساة الإنسانية المتفاقمة.
وتبرز مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، بوصفها نموذجا صارخا لهذه الأزمة، إذ تستضيف نحو مليون نازح فرّوا من مناطق القتال، في وقت تعاني فيه المدينة نقصا حادا في إمدادات المياه يقدَّر بنحو 50% عقب تدمير مصادرها الرئيسية خلال المواجهات.
وبحسب مصادر محلية، فإن هيئة المياه تحاول تعويض جزء من هذا العجز عبر التوسع في حفر الآبار الجوفية داخل المدينة، والتي تنتج حاليا قرابة 3 آلاف متر مكعب يوميا، غير أن ارتفاع نسبة الملوحة يجعل معظم هذه المياه بحاجة إلى معالجة إضافية.
ومع تدفق أعداد كبيرة من النازحين من ولايات كردفان، تقلصت حصة الفرد من المياه إلى مستويات مقلقة وسط ضغط متزايد على مراكز الإيواء، مما خلق أزمات مركبة تتجاوز العطش لتشمل مخاطر صحية وبيئية متصاعدة.
ولا تختلف الصورة في مخيم "طينة" على الحدود التشادية، حيث يواجه اللاجئون السودانيون شحا حادا في المياه الصالحة للشرب، وتضطر العائلات للاصطفاف لساعات طويلة من أجل الحصول على كميات محدودة لا تلبي احتياجاتها اليومية.
وتروي لاجئات من المخيم معاناة مستمرة مع مصادر مياه بعيدة وغير نقية، في ظل وصول متقطع لصهاريج المياه التي توفرها المنظمات، والتي لا تكفي الأعداد الكبيرة من المحتاجين، لتتحول المياه إلى مصدر توتر يومي داخل المعسكرات.
حلول إسعافيةويؤكد مراسل الجزيرة من مدينة الأبيض الطاهر المرضي أن المدينة فقدت نصف مصادرها المائية بعد تدميرها، مما دفع السلطات المحلية إلى حلول إسعافية، مثل حفر مضخات جديدة لا تغطي سوى نسبة محدودة من الاحتياج الفعلي.
إعلانويشير المرضي إلى أن المياه المستخرجة من بعض هذه المصادر ذات ملوحة مرتفعة، مما يجعلها غير صالحة للشرب، في حين يتكدس النازحون حول أي مصدر يوفر ماء عذبا، في مشهد يعكس عمق الأزمة الإنسانية.
وتتفاقم هذه المعاناة في ظل وجود عشرات الآلاف من الأطفال داخل المعسكرات ممن يحتاجون إلى مياه نظيفة للحد من الأمراض المنقولة بالمياه، في وقت تتراجع فيه الخدمات الصحية بشكل حاد.
وفي العاصمة ومحيطها، يوضح مراسل الجزيرة أسامة سيد أحمد من الخرطوم بحري أن المعارك السابقة ألحقت دمارا واسعا بمحطات المياه والآبار، مما جعل الحصول على مياه الشرب تحديا يوميا للسكان.
ويشير إلى أن جهودا محلية أعادت تشغيل بعض الآبار باستخدام الطاقة الشمسية لتوفير المياه لآلاف الأسر، غير أن هذه المبادرات تبقى محدودة مقارنة بحجم الدمار الذي طال شبكة المياه في العاصمة.
تأثير بالغ للحرب
من جهته، يقر وزير البنى التحتية والتنمية العمرانية بولاية شمال كردفان معاوية آدم بأن الحرب "أثرت بشكل بالغ على قطاع المياه"، موضحا أن احتياجات مدينة الأبيض اليومية تبلغ نحو 70 ألف متر مكعب من مياه الشرب.
ويقول آدم إن الدمار والنهب طال جميع محطات المياه تقريبا، مما أدى إلى فقدان كميات كبيرة من الإنتاج، مشيرا إلى أن الولاية تمكنت، بعد تحسن نسبي في الوضع الأمني، من توفير نحو 35 ألف متر مكعب فقط، أي ما يعادل نصف الاحتياج.
ويوضح الوزير أن هذه الكمية توزعت بين مصادر جنوبية وآبار جوفية داخل المدينة، لكنها لا تكفي لتغطية الطلب المتزايد، خاصة مع استضافة الأبيض لأكثر من 160 ألف أسرة نازحة، الأمر الذي خفّض حصة الفرد اليومية إلى نحو 10 لترات فقط.
ويضيف أن حكومة الولاية، بالتعاون مع المنظمات الدولية والمحلية، تسعى إلى توسيع الإنتاج وإعادة تأهيل المصادر الشمالية فور تحسن الأوضاع الأمنية، إلا أن التحديات لا تزال كبيرة في ظل استمرار النزوح.
وضع صعب للغاية
وعلى مستوى إقليم دارفور، يصف مسؤول العمليات في المجلس النرويجي للاجئين نواه تايلر الوضع الإنساني بأنه "صعب للغاية"، خاصة مع دخول الموسم الجاف وتزايد أعداد الفارين من مناطق النزاع.
ويشير تايلر إلى أن بعض المخيمات، مثل مخيم طويلة، تؤوي مئات الآلاف من النازحين، في وقت لا يتوفر فيها سوى عدد محدود جدا من نقاط توزيع المياه، مما يضع آلاف الأشخاص في مواجهة مباشرة مع العطش.
ويحذر من أن الأوضاع الأمنية وتعقيدات الوصول تعيق عمل المنظمات الإنسانية، رغم محاولاتها توفير مواد لتعقيم المياه، وتقديم مساعدات نقدية ودعم للمستجيبين الأوائل.
ويؤكد أن استهلاك مياه ملوثة يهدد حياة الفئات الأكثر هشاشة، من أطفال وكبار سن ومرضى، في ظل ضعف الخدمات الصحية، مشددا على ضرورة ضمان وصول إنساني آمن وكافٍ لتفادي تفاقم الكارثة.
وبين القصف وشح المياه، تتكشف ملامح أزمة إنسانية عميقة في السودان، حيث لم تعد مياه الشرب مجرد خدمة أساسية، بل تحولت إلى معركة يومية للبقاء، في انتظار استجابة دولية عاجلة تتناسب مع حجم المأساة.