شبكة انباء العراق:
2025-12-14@05:08:20 GMT

القضاء .. ابتلاء

تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT

بقلم : ا.د.ضياء واجد المهندس ..

في بغداد ، أيام حكم البويهيين ،، دخل رجل عجوز ،رث الثياب في دار القضاء ، وجلس حتى أذن له الحاجب بالدخول إلى القاضي..
سلم الرجل على القاضي فقال :
السلام عليك أيها القاضي العادل الجليل ، أنا رجل فقير ولي سبعة عيال وأمهم ، ولا أملك في دنياي سوى حصان أصيل هو كل ثروتي وعربة و دولابين .


استمع القاضي لهذه المقدمة من الرجل العجوز ، ولكي لا يطيل الرجل قاطعه القاضي وقال له :
قد فهمت أيها الشيخ الفاضل أنه بدون حصانك العزيز وعربتك تسوءالأمور ولست رجلا فضا” متكبرا” أو مغرور ، ولكن أخبرني قصتك دون أن تلف أو تدور ..
نزلت الدمعة من عين الرجل العجوز ،فحزن القاضي و أجلسه ، وطلب منه أن يكمل كلامه . فقال :
بالامس ،هجم على مزرعتي (جند الوالي). ضربوني ، وتهجموا على عيالي، وسرقوا ما وجدوه من قليل مالي ، فأنجدني ياقاضي وأرجع لي حلالي .
استمع القاضي جيدا إلى الرجل العجوز ،وأدرك أنه وقع في ورطة كبيرة ..
فمن ناحية يدرك جيدا أن لا سلطة له على (جند الوالي البويهي) ،ولن يستطيع أن يفعل معهم شيئا وقد يُسجن هو إن تعرض لهم .
ومن ناحية أخرى لم يرد أن تهتز صورته كقاضِ ويخرج الرجل للناس، فيخبرهم أن القاضي لم يفعل له شيئا ..
وبعد تفكير .. رفع يديه إلى أعلى وقال .:
إلهي أنت يارب السماء ،
أتوجه إليك بخالص الدعاء .
أن تذيق (حرس الوالي) الشقاء ،وأن تنزل بهم عظيم البلاء.
ثم نظر إلى الرجل فوجده مازال ينتظر بلهفة أن يكمل .
فقال القاضي .:
هؤلاء قوم سفلة وحوش أراذل ، لم يتربوا في بيوت أو منازل ، وفي الذنوب والمعاصي هم الأوائل ،ليس بينهم وبين الحرام أي حائل ، ولا يفي سفالتهم مهما قال أي قائل ،نحمدالله أنهم معدودون وقلائل ، وليس من مطاردتهم أي طائل …
وبينما القاضي يدعو ويشتم (حرس الوالي ) أدار الرجل العجوز ظهره وهم بالخروج دون أن يقول شيئا..
استنكر القاضي هذا الأمر وقال :
إلى أين تذهب أيها العجوز ، تخرج دون سلام هذا لا يجوز ..
التفت الرجل إلى القاضي وقال ..:
إذا كنت من تمسك زماما في القضاء و(ما هو بشغل بل هو من الله ابتلاء )ولا تحسن سوى الشتم والرثاء مثلك مثل بقية عجائز النساء،
فسأذهب إلى جارتي ( جمانة ) الشمطاء .
فهي تلعن وتشتم صبحا ومساء ، ولا يحسب لها مدحا أوثناء . وهي تفوقك مهارة يابن النبلاء ،وما تفعله أنت ليس من شيم الشرفاء ..
في هذا الاثناء ، سمعا ( القاضي والرجل العجوز ) ضجة خارج الدار ،دخل بعدها ابن القاضي و هو يصيح : أبتاه ، لقد هجم ( جند الوالي ) على دارنا و سرقوه..
فما كان للقاضي إلا أن يسقط على كرسيه وهو يقول : حسبنا الله ونعم الوكيل ..
كيف أنصف الناس حقهم وانا حقي معهم مسلوب ؟؟؟!!أو اترك القضاء وانا على امري مغلوب ؟؟!!!!!!!!!!! فإن الظلم والجور والفسق لعنة اللعناء ولا يفوقها جرما إلا سكوت القضاة وصمت العقلاء ……
بغداد ،هذه الأيام ،،تنتظر قضاة لا يخشون في الله لومة لائم ،، لمعاقبة السراق و المزورين و المبتزين و الفاسدين..

البروفيسور د.ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي

ضياء واجد المهندس

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الرجل العجوز

إقرأ أيضاً:

كيف يهدد تشويه صورة الرجل الأسرة؟

 

رصدت حلقة (2025/12/13) من برنامج "استغراب" ظاهرة "تشويه صورة الرجل" المتفاقمة، وتناولت بالأرقام والتحليل الآثار المدمرة للضغط النفسي والاجتماعي الواقع على الرجال، ومآلات حملات التشويه على الصحة النفسية وتماسك النسيج الأسري عالميا.

وسلطت الحلقة الضوء على ما يُعرف بـ"صندوق الرجولة"، وهو القالب الجامد الذي يفرضه المجتمع وتكرسه وسائل الإعلام، والذي يُجبر الرجل على كبت مشاعره والظهور بمظهر الصلابة المطلقة تحت طائلة فقدان "رجولته"، مما يعزز من الكبت المستمر والمتزامن مع غياب التقدير الاجتماعي، الأمر الذي نتج عنه واقع نفسي مأساوي.

واستعرض البرنامج إحصائيات مقلقة من دراسة "حالة الرجال الأميركيين" لعام 2023، التي كشفت أن ثلثي الرجال يشعرون بأن المجتمع لا يفهمهم، ويعاني 65% منهم من وحدة قاتلة.

والأخطر من ذلك، هو تحول هذا الضغط إلى اكتئاب يصيب 40% منهم، مع وجود أفكار انتحارية لدى 44%، مما يفسر ارتفاع معدلات الانتحار بين الرجال إلى 4 أضعاف مقارنة بالنساء.

اغتيال القدوة

وناقشت الحلقة كيف ساهم الإعلام والدراما الحديثة في تعميق الأزمة عبر تقديم نماذج متطرفة ومشوهة للرجل، مما وضعه بين خيارين أحلاهما مر:

النموذج الأول: الرجل "السام"، العنيف، والمتسلط، وهي الصورة التي يتم ترويجها غالبا لتنفير المجتمع من الصفات الذكورية التقليدية. النموذج الثاني: الرجل "الساذج" أو الضعيف، الذي يفتقر للقدرة على القيادة أو اتخاذ القرار، ويظهر غالبا كمادة للسخرية.

هذا التنميط وغياب "القدوة المتزنة" دفع قطاعا واسعا من الشباب إلى الشعور بالضياع، والبحث عن ملاذ بديل في الفضاء الرقمي، حيث نشأت حركات ذكورية تقوم على رد الفعل (مثل الريد بيل) ترى الرجل ضحية، مما زاد من حدة الاستقطاب والصراع بين الجنسين.

كما ربطت الحلقة بشكل مباشر بين تشويه صورة الرجل وتراجع رغبته في تكوين أسرة، فمع تصوير الزواج كعبء، والرجل كمشروع متهم دائم، وتزايد الأعباء الاقتصادية، لجأ الكثيرون إلى "الإضراب الصامت" عن الزواج والإنجاب.

وأشار البرنامج إلى أن انخفاض معدلات الزواج والخصوبة لم يعد شأنا شخصيا، بل تحول إلى أزمة عالمية توصف بـ"الشتاء الديمغرافي" أو الانقراض البطيء، وهو ما سيؤثر سلبا على اقتصاد الدول.

فهناك دول عديدة تواجه شبح الشيخوخة وتقلص السكان بسبب عزوف الرجال والنساء على حد سواء عن الإنجاب، نتيجة غياب الأمان الاجتماعي واهتزاز صورة الشراكة الزوجية.

نحو استعادة التوازن

وخلصت الحلقة إلى أن استمرار التعامل مع الرجولة كـ"تهمة" يجب التبرؤ منها، أو كـ"صنم" جامد يمنع المشاعر، يقود البشرية نحو طريق مسدود. ورأت أن الحل يكمن في وقف حملات التشويه وإعادة الاعتبار لمفهوم الرجولة الحقيقي الذي يوازن بين القوة والرحمة، والمسؤولية والمشاركة، لإنقاذ ما تبقى من استقرار المجتمعات قبل فوات الأوان.

Published On 13/12/202513/12/2025|آخر تحديث: 22:18 (توقيت مكة)آخر تحديث: 22:18 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2

شارِكْ

facebooktwitterwhatsappcopylink

حفظ

مقالات مشابهة

  • كيف يهدد تشويه صورة الرجل الأسرة؟
  • الرجل الشقلباظ!
  • جامعة عين شمس تكشف حقيقة انتماء ضياء العوضي لها
  • نجل خالدة ضياء يستعد للعودة من المنفى لخوض انتخابات بنغلاديش
  • صدع يضرب ضفتي الأطلسي| ترامب يهدد بالتصعيد ضد أوروبا.. وقادة القارة العجوز يتعهدون بالاستقلال عن واشنطن
  • رفع منع السفر عن القاضي البيطار يمهّد للتحقيق مع مالك السفينة البلغارية
  • الوطنية للانتخابات تعلن فوز العجوز وإعادة بين وليد المليجى ونشوى الديب فى إمبابة
  • ملف إنفجار المرفأ.. رفع قرار منع السفر عن القاضي البيطار
  • د. أبوبكر القاضي: تسهيل إجراءات تراخيص العيادات والمراكز الطبية ضرورة
  • البستاني: نثمّن تأييد حاكم مصرف لبنان لقرار القاضي شعيتو