مهمة تاريخية محفوفة بالمخاطر.. تفاصيل أول رحلة سير خاصة في الفضاء
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
من المقرر أن تنظم شركة سبيس أكس التي يملكها الملياردير الأميركي إيلون ماسك، الثلاثاء أول رحلة سير في الفضاء على الإطلاق، يشارك فيها مواطنون عاديون، وهي تعد واحدة من أكثر عمليات الشركة خطورة.
وإذا نجحت الرحلة، المعروفة باسم بولاريس داون، فسوف تمثل علامة فارقة مهمة لقطاع الفضاء التجاري، إذ تعتمد الوكالة الأميركية للفضاء (ناسا) بشكل متزايد على شركات مثل سبيس أكس وبلو أوريجين وإنتويتيف ماشينز لبناء الصواريخ والمركبات الفضائية بالإضافة إلى تطوير التقنيات اللازمة لمشاريعها الفضائية الرائدة.
ومول المهمة الملياردير في مجال التكنولوجيا جاريد إيزاكمان، الذي سيكون واحدا من أربعة على متن الرحلة بالإضافة إلى سكوت بوتيت، المقدم المتقاعد في القوات الجوية، بالإضافة إلى اثنين من موظفي سبيس أكس هما سارة جيليس، التي تشرف على برنامج تدريب رواد الفضاء في الشركة، وآنا مينون، التي تعمل مسؤولة اتصال رواد الفضاء من مركز التحكم.
وقال المشاركون في المهمة والمسؤولون التنفيذيون في سبيس أكس إن الرحلة ستساعد في تعزيز أهداف الشركة لاستكشاف الفضاء.
وأعاد ماسك الأحد تغريدة من حساب شركة سبيس أكس على منصة أكس تفيد بأن "بولاريس داون" أكملت تجربة كاملة لأنشطة يوم الإطلاق.
وقال ماسك، مالك منصة أكس أيضا، إنه "جار الاستعداد لأول رحلة تجارية تاريخية في الفضاء والانطلاق إلى أبعد نقطة عن الأرض لأي إنسان منذ أكثر من نصف قرن".
Preparing for historic first commercial spacewalk and being the furthest from Earth of any humans in over half a century! https://t.co/4TEwupwldQ
— Elon Musk (@elonmusk) August 25, 2024ومن المقرر إطلاق بولاريس داون الثلاثاء من مركز كينيدي للفضاء في فلوريدا، ثم تتم عملية السير في الفضاء بعد يومين. وقالت المتحدثة باسم المهمة إن تفاصيل توقيت السير سيتم إصدارها بعد الإطلاق.
كانت الأنشطة خارج المركبة والسير في الفضاء، منذ فترة طويلة من اختصاص رواد الفضاء الحكوميين الذين يعملون في مشاريع وكالات الفضاء الرسمية، بحسب صحيف "وول ستريت جورنال".
في عام 1965، أجرى رائد فضاء سوفييتي أول مهمة فضائية، ثم تبعه بعد بضعة أشهر الأميركي إد وايت في مهمة جيميني 4 التابعة لوكالة ناسا. ومنذ ذلك الحين، ارتدى رواد الفضاء التابعون لوكالة ناسا بدلات الوكالة لاستكشاف القمر وإصلاح تلسكوب هابل وصيانة محطة الفضاء الدولية.
لكن عمليات السير في الفضاء تشكل مخاطر كبيرة لمن يقومون بها، حيث تترك رواد الفضاء محاطين بجهاز يجب أن يحميهم من فراغ الفضاء، حيث تطير الحطام بسرعة حوالي 17000 ميل في الساعة ويمكن أن تكون درجات الحرارة شديدة، بحسب "وول ستريت جورنال".
في يونيو الماضي، قالت وكالة ناسا إنها أنهت عملية سير في الفضاء في محطة الفضاء الدولية في وقت مبكر بعد ظهور تسرب مياه في البدلة التي ارتدتها رائدة الفضاء التابعة للوكالة تريسي دايسون.
وقال إيزاكمان خلال إحاطة إعلامية حديثة حول المهمة: "إنك تتخلص من كل أمان مركبتك. بدلتك تصبح مركبتك الفضائية".
ومن المقرر أن تختبر "سبيس أكس" بدلات فضاء جديدة، طورتها الشركة، خلال الرحلة المرتقبة.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن تنفيذ مهمة بولاريس داون المحفوفة بالمخاطر من شأنه أن يمثل أول مهمة قوية لشركة سبيس أكس، التي تولت أدوارا قيادية في إطلاق الصواريخ ونقل الطاقم لوكالة ناسا وتشغيل شبكة اتصالات الأقمار الصناعية ستارلينك".
لا تحتوي المركبة الفضائية على غرفة هواء، لذلك سيرتدي جميع أفراد الطاقم بدلاتهم الفضائية ويخرجون الهواء من المركبة، ويزيلون الضغط عنها. وبمجرد اكتمال ذلك، سيفتح أفراد الطاقم فتحة في مركبة كرو دراغون.
وقالت المتحدثة باسم المهمة إن من المقرر أن يخرج إبزاكمان وجيليس من المركبة لمدة تتراوح من 15 إلى 20 دقيقة. سيجريان عروضا مختلفة لمعرفة كيفية أداء البدلات. لن يطفو أي منهما بحرية من المركبة، حيث ستكون أيديهما أو أقدامهما متصلة بها في جميع الأوقات.
ومنذ الإعلان عن المهمة في فبراير 2022، تضمن تدريب أفراد الطاقم الأربعة القفز بالمظلات وقضاء الوقت في غرفة فراغ في مركز جونسون الفضائي التابع لوكالة ناسا في هيوستن.
وأمضى الأربعة حوالي ألفي ساعة في جهاز محاكاة الطيران وتدربوا على التعود على الأعراض المرتبطة بنقص الأكسجين، أو عندما يعاني الجسم من انخفاض مستويات الأكسجين.
وقبل ثلاث سنوات، صنع إيزاكمان التاريخ أيضا عندما قاد أول مهمة خاصة لرواد الفضاء إلى المدار، والآن ينفق رجل الأعمال الذي تقدر قيمة ثروته بملياري دولار مزيدا من الأموال على رحلة غير حكومية أخرى، بحسب صحيفة "واشنطن بوست".
ولم يكشف إيزاكمان عن المبلغ الذي دفعه لشركة سبيس أكس مقابل الرحلة. وقال إن مهمة بولاريس داون مصممة لمواصلة عمل ناسا الرائد في محاولة لمساعدة البشر على الوصول إلى القمر والمريخ.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: رواد الفضاء لوکالة ناسا فی الفضاء من المقرر سبیس أکس
إقرأ أيضاً:
«الإمارات للفضاء»: مليون ملف بيانات من «مسبار الأمل»
آمنة الكتبي (دبي)
قال حامد الهاشمي، مهندس أول تطوير مشاريع الفضاء في وكالة الإمارات للفضاء: «في خطوة تعكس الأهمية المتزايدة للبيانات العلمية، التي ينتجها (مسبار الأمل)، أعلنت وكالة الإمارات للفضاء تجاوز عدد الملفات التي تم تحميلها من المركز العلمي لبيانات (مسبار الأمل) حاجز المليون ملف، منذ إطلاق أول حزمة بيانات علمية متاحة للباحثين والمجتمع العلمي العالمي». وأضاف: «يعد المركز العلمي لبيانات (مسبار الأمل) من خلال مركز SDC المستودع المركزي لجميع البيانات العلمية من مركبة الإمارات لاستكشاف المريخ والوصول إلى البيانات مجاناً لأي شخص يقوم بإنشاء حساب، بحسب وكالة الإمارات للفضاء، مما يدعم البحث العلمي في علوم الفضاء، ويعكس ريادة الإمارات في تبادل البيانات، والمساهمة في دعم وتطوير الباحثين، وتوفير البيانات اللازمة لوكالات الفضاء حول العالم».
يندرج المركز العلمي لبيانات «مسبار الأمل» ضمن مشروع مجمع البيانات الفضائية التابع لوكالة الإمارات للفضاء، والذي يُعد منصة رقمية لجمع وتوفير البيانات؛ بهدف تطوير البرمجيات، وإيجاد حلول لمواجهة التحديات العالمية، ويندرج مجمع البيانات الفضائية، ضمن سلسلة المشاريع التحولية التي أعلنتها حكومة دولة الإمارات ضمن جهودها لتجسيد توجيهات الحكومة الرشيدة، الرامية إلى التركيز على خلق الاقتصاد الأنشط والأفضل عالمياً.
وأضاف الهاشمي: «يهدف مجمع البيانات الفضائية لتوفير منظومة ابتكارية لبيانات وتقنيات الفضاء على المستوى الدولي، بالإضافة إلى زيادة عدد الشركات الفضائية وبراءات الاختراع، واستقطاب أفضل المبتكرين، وتسريع تطوير المنتجات الفضائية، وتعزيز مساهمة الفضاء لحل التحديات الوطنية والعالمية، إلى جانب رفع نسبة الإنتاج البحثي العلمي، وتحسين جودة الحياة، ودعم القطاعات الأخرى بالخدمات والتطبيقات الفضائية، التي تسهم في تنويع اقتصاد دولة الإمارات».
وتابع: «تشير الإحصاءات إلى أن هذا الرقم القياسي يعكس اهتماماً واسعاً من قبل الجامعات، والمراكز البحثية، والعلماء حول العالم، بالاستفادة من البيانات التي يوفرها المسبار حول الغلاف الجوي لكوكب المريخ، وتحديداً تركيبته وتغيراته المناخية على مدار اليوم والمواسم المختلفة»، مبيناً أنه تجاوز عدد التحميلات حاجز المليون يؤكد المكانة المتقدمة، التي باتت تحتلها الإمارات في مجال الفضاء على مستوى العالم، من خلال المشروع العلمي، الذي عزز التعاون العلمي، ومكن الباحثين من الوصول إلى بيانات دقيقة تسهم في فهم أعمق لكوكب المريخ وتطوراته المناخية.
معلومات دقيقة
قال الهاشمي: «تم إطلاق المركز العلمي لبيانات (مسبار الأمل)؛ ليكون منصة مفتوحة تتيح الوصول المجاني للبيانات التي يجمعها المسبار منذ وصوله إلى مدار المريخ في فبراير 2021، لتكون الإمارات بذلك من أول الدول التي تتيح هذه المعلومات العلمية القيمة دون قيود، ما يعزز من مفهوم التعاون العلمي العالمي المفتوح»، موضحاً أن البيانات التي يوفرها المركز العلمي للمسبار، تغطي معلومات دقيقة تم جمعها من ثلاثة أجهزة علمية مبتكرة على متن المسبار، وهي: مقياس الأطياف بالأشعة فوق البنفسجية، ومقياس الأطياف بالأشعة تحت الحمراء، وكاميرا الاستكشاف الرقمية. وتوفر هذه الأجهزة رؤية شاملة لتوزيع الأكسجين وأول أكسيد الكربون والهيدروجين، إلى جانب معلومات عن درجات الحرارة والغبار والضباب في الغلاف الجوي المريخي. وأشار إلى أن إتاحة هذا الكم من البيانات ساهم في ظهور أبحاث جديدة، لافتاً إلى أن المركز العلمي للمسبار أصبح مرجعاً معتمداً للكثير من الدراسات الجامعية والأوراق العلمية التي تبحث في علم الكواكب، ويعد «مسبار الأمل» أول مهمة عربية إلى كوكب المريخ، وجاء إطلاقه ضمن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، الذي يمثل جزءاً من رؤية الدولة لبناء اقتصاد معرفي، وتعزيز حضورها في مجال الفضاء.