الإماراتية في «شرطة أبوظبي» عطاء مستمر في استدامة الأمن والأمان
تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT
تحتفل القيادة العامة لشرطة أبوظبي بيوم المرأة الإماراتية الذي يصادف 28 أغسطس من كل عام، ويأتي هذا الاحتفال تقديراً لعطاء المرأة المستمر وجهودها في استدامة الأمن والأمان وبناء المجتمع، ودعم تمكينها في جميع المجالات، وفق رؤية القيادة الرشيدة التي وفرت الرعاية للقطاع النسائي.
وثمَّنت الرائد شيخة عبيد الزعابي، مدير مكتب شؤون الشرطة النسائية بشرطة أبوظبي، دعم ورعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، لمسيرة تمكين المرأة الإماراتية في كل المجالات.
وأكدت أن المرأة الإماراتية أثبتت تميزها بمختلف مجالات العمل الشرطي والأمني، وحققت إنجازات ريادية، حتى أصبحت نموذجاً فريداً للطموح والعطاء والإبداع.
وأوضحت أن عناصر الشرطة النسائية في شرطة أبوظبي، تحظى بالاهتمام والدعم من قبل القيادات الشرطية وعلى المستويات كافة، حيث يعتبر الحافز الأكبر لهن على الإبداع، والإسهام في عملية التطوير والتميز بمسيرة العمل الشرطي والأمني.
ولفتت إلى أن «شرطة أبوظبي» تؤكد دائماً دعمها المستمر لابنة الإمارات التي أثبتت جدارتها في مسيرة تطوير العمل الأمني، وحققت إنجازات رائدة محلياً وإقليمياً وعالمياً، وكل ذلك تحقق بفضل اهتمامها وحرصها على تمكين المرأة في العمل الشرطي، ودعم جهودها في بناء الوطن، والارتقاء بالخدمات الشرطية، ضمن منظومة تحقيق الأمن بمفهومه الشامل والحديث.
حرفية عالية في كشف الجرائم
«فاحصات مسرح الجريمة» اخترن التحدي والمهام الصعبة، وأثبتن الجدارة والتميز في حل ومعالجة الجرائم المعقدة والصعبة والإسهام بدور ريادي في تحقيق العدالة وكشف الجرائم.
وتتقن المنتسبات التعامل مع الأجهزة المتطورة الحديثة، التي تسهم في توثيق وتحليل مسارح الجريمة وتحليل أنماط انتشار الدم وحساب المسافات، وتحديد نقاط انطلاق المقذوفات وإعادة بناء مسرح الجريمة بشكل رسومات رقمية لوضع فرضيات الجريمة والوصول إلى مرتكبيها.
وتتعامل الفاحصات بحرفية عالية مع الأجهزة والتقنيات الحديثة، ويسهمن بدور كبير في البحث عن الآثار المخفية مثل آثار البصمات وطبعات الأقدام والإطارات ومقارنتها.
وتنفذ المنتسبات عمليات المعاينة بطريقة احترافية وشاملة، فعملهن يستوجب فحص ومعاينة مسارح الجريمة، ووضع الفرضيات وتوثيق وجمع وحفظ الأدلة المادية من مسرح الجريمة ببراعة واحترافية، مع استخدام التقنيات الحديثة.
وتحرص إدارة مسرح الجريمة على إلحاق منتسباتها بدورات تدريبية وعلمية محددة لفاحصي مسرح الجريمة، إيماناً منها بأهمية رفع كفاءة العنصر البشري وتعريفه بالتطورات والمستجدات في مجالات العمل الشرطي والأمني.
الدوريات النسائية مهنية عالية في الحفاظ على أمن الطرق
تتعامل دوريات الشرطة النسائية بمديرية المرور والدوريات الأمنية في «شرطة أبوظبي»، بمهنية وحرفية عالية مع البلاغات، تطبيقاً لاستراتيجية شرطة أبوظبي وجهودها في تعزيز الأمن والأمان، وتحقيق أمن الطرق وإسعاد المجتمع، والاستجابة الفعالة والجاهزية لحماية الإمارة، وتحقيق الريادة المؤسسية، من خلال الاستخدام الأمثل للموارد البشرية.
وحققت العناصر النسائية في «شرطة أبوظبي» نجاحاً كبيراً ومتميزاً من خلال أداء مختلف المهام في دوريات الشرطة النسائية، ومن أبرزها تعزيز انسيابية الحركة المرورية على الطرقات في إمارة أبوظبي، والمشاركة في مبادرات نشر الإيجابية المرورية وإسعاد المجتمع والتي تنفذها دوريات السعادة، والمشاركة بدور رئيسي وريادي في تأمين المناسبات الوطنية.
وتتواصل العناصر النسائية مع السائقين ومستخدمي الطريق بمهارات عالية في الدعم والإسناد، كمستجيب ثانٍ للبلاغات الأمنية، وتأخذن بعين الاعتبار خصوصية المجتمع، بما يعزز أمنه استقراره.
وتتنوع مهامهن لتشمل ضبط المخالفين لقانون وأنظمة السير والمرور، ومراقبة وتنظيم حركة السير أثناء الاختناقات المرورية، والمشاركة في تأمين الفعاليات والمناسبات الرسمية والاحتفالية.
نجاح وتميز في تدريب الكلاب البوليسية
نجحت المرأة الإماراتية بامتياز في اقتحام مجال تدريب الكلاب البوليسية في إدارة التفتيش الأمني K9، وذلك من منطلق حرص القيادة الشرطية على تمكين المرأة في مختلف المجالات وتشجيعها على الإبداع والتميز، وتأكيداً على دور المرأة الريادي بمختلف مجالات العمل الشرطي والأمني.
وتتمتع المدربات بدرجة عالية من الكفاءة للمشاركة بجميع المهام الأمنية والفعاليات والمناسبات الرسمية. وتقوم المنتسبات بالعديد من المهام وتشمل تأمين وحماية مواقع المناسبات، والمشاركة في المهام التي تستدعي تدخل المرأة في التفتيش، والمشاركة في المهام والبلاغات الأمنية، وتأمين الفعاليات والمناسبات الكبرى والمعارض التي تستضيفها الدولة.
كما تعمل المرأة الإماراتية طبيبة بيطرية في إدارة التفتيش الأمني K9، حيث تشمل مهامها توفير الرعاية الصحية البيطرية للكلاب البوليسية، والاهتمام بصحتها وغذائها، إلى جانب تطبيق البرامج الوقائية في رعايتها وتنفيذها، مثل التحصينات السنوية للكلاب البوليسية، ومكافحة الطفيليات الخارجية والداخلية، والمحافظة على نظافتها ووقايتها من الأمراض.
فارسات الشرطة ينشرن الأمن والأمان
فارسات «شرطة أبوظبي»، نماذج متميزة للعناصر النسائية الوطنية، يسهمن بدور ريادي في تعزيز سرعة الاستجابة للبلاغات وجهود الوقاية من الجريمة ونشر الأمن والأمان والطمأنينة في المجتمع.
وتتلقى الفارسات بإدارة الدوريات الخاصة في قطاع الأمن الجنائي تدريبات مكثفة، وفق أفضل البرامج المعتمدة عالمياً، المختصة بتأهيل ورفع كفاءة دوريات الفرسان «الخيالة» بجميع الأعمال الميدانية، ويشاركن بأدوارهن المتميزة في تعزيز رؤية «شرطة أبوظبي» في ضمان استمرار إمارة أبوظبي كمجتمع ينعم بالأمن والسلامة، من خلال تقديم خدمات شرطية عالية الجودة وتطويرها لتقديم أفضلها في مختلف المواقع.
وتقدم الفارسات العون والمساعدة للجمهور عند الحاجة، والتواصل معهم أثناء جولاتهن في الأحياء السكنية ومختلف المواقع التي لا تصلها الدوريات الشرطية العادية، لنشر الطمأنينة ضمن نطاق قيم الإيجابية والسعادة. وتشارك الفارسات بدور ريادي ومهم في دعم الجهات الشرطية الأخرى في الميدان، ضمن منظومة العمل المتكامل، بما يعكس جهود الشرطة وتميز خدماتها وتعزيز رضا المجتمع.
كفاءة في المهام الصعبة بطيران «شرطة أبوظبي»
أثبتت المنتسبات في إدارة طيران «شرطة أبوظبي» كفاءة عالية وتميزاً في أداء المهام الصعبة في قسمي صيانة الطائرات، والعمليات الجوية. ففي قسم الصيانة تعمل المنتسبات في فروع القسم وهي: الكهرباء والإلكترونيات، والهياكل والمحركات، والصيانة الشاملة، وتخطيط صيانة الطائرات، وحظيرة الطائرات، والمعدات الخاصة، حيث تمتلك أولئك المهندسات والفنيات الثقافة والمعرفة وقوة التحمل، والرغبة في حب التعلم والإرادة والإصرار، ويحملن مؤهلات علمية متخصصة في صيانة كهرباء وإلكترونيات ومحركات وهياكل الطائرات، فيما يتم صقل مهاراتهن في دورات تخصصية محلية وخارجية معتمدة من الجهات المصنعة للطائرات العمودية.
واستطاعت العناصر النسائية في «شرطة أبوظبي» تقديم صورة مشرفة بفضل الدعم الكبير الذي يحظين به من قبل القيادة الشرطية، وتشجيعهن على القيام بدورهن في تنفيذ مختلف المهام الشرطية والأمنية، جنباً إلى جنب مع الرجل، باحترافية وكفاءة في كل المجالات والقطاعات وميادين العمل الشرطي المختلفة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: شرطة أبوظبي الإمارات المرأة الإماراتية المرأة يوم المرأة الإماراتية أبوظبي العمل الشرطی والأمنی الشرطة النسائیة الأمن والأمان مسرح الجریمة والمشارکة فی شرطة أبوظبی
إقرأ أيضاً:
المرأة الأردنية والتحديث الاقتصادي … الاستثمار في التعليم لا يكتمل إلا بالإدماج في سوق العمل
صراحة نيوز- د.زهور غرايبة تكتب
مع مرور ثلاث سنوات على بدء مراحل رؤية التحديث الاقتصادي الأردنية وانطلاق المرحلة الثانية التي تُعد مشروعًا وطنيًا شاملًا لتوسيع قاعدة النمو وخلق فرص عمل مستدامة، تتجه الأنظار نحو مدى قدرة الاقتصاد على استثمار الطاقات البشرية المؤهلة، وفي مقدمتها المرأة الأردنية، فالمرأة اليوم لا تطالب فقط بالتمكين، إنما تثبته بالأرقام والإنجازات، لا سيما في المجال التعليمي، الذي باتت تتصدره بامتياز.
تشير بيانات عام 2024 إلى أن النساء يشكلن ما يقارب 60% من خريجي التعليم الجامعي، ويواصلن هذا التميز في الدراسات العليا؛ إذ بلغت نسبتهن في الماجستير 60.4% وفي الدكتوراه 57.1%. هذا التقدم يعكس وعيًا مجتمعيًا متزايدًا بأهمية تعليم المرأة، ويعزز من جاهزيتها للمشاركة في القطاعات الحيوية التي ترتكز عليها رؤية التحديث، كالاقتصاد المعرفي والريادة والابتكار.
ورغم هذا الحضور اللافت في التعليم، لا تزال مشاركة المرأة في سوق العمل محدودة، إذ بلغ معدل المشاركة الاقتصادية للنساء 14.9% فقط، مقارنة بـ53.4% للرجال، ما يعكس فجوة واسعة تُقدَّر بـ38.5 نقطة مئوية، كما أن معدل البطالة بين النساء وصل في عام 2024 إلى 32.9%، وهو أكثر من ضعف المعدل العام، هذه الأرقام لا تنتقص من كفاءة النساء، لكنها تكشف عن حاجة ملحة لتطوير السياسات والبيئات المؤسسية والتشريعية لتكون أكثر دعمًا للنساء الباحثات عن دور فاعل ومنتج في الاقتصاد.
وتتعمق الصورة حين ننظر إلى صافي فرص العمل المستحدثة خلال العام ذاته؛ فقد بلغت فرص الإناث قرابة 30 ألفًا، مقابل أكثر من 65 ألفًا للذكور، ورغم أن الأرقام تعكس توجهًا إيجابيًا في توفير فرص للاناث، إلا أنها تؤكد في الوقت ذاته أن الطريق لا يزال طويلًا أمام تحقيق توازن حقيقي في سوق العمل، خاصة في القطاعات التي تُعد الأكثر إنتاجًا واستدامة.
وتكتسب هذه المعطيات بعدًا آخر عندما نعلم أن واحدة من كل خمس أسر أردنية ترأسها امرأة، إذ تشير الإحصاءات إلى أن نسبة النساء المعيلات للأسر (اللواتي يرأسن أسرهن) تبلغ 20.8% من مجموع الأسر في المملكة، أي ما يزيد عن نصف مليون أسرة، أغلبهن من الأرامل بنسبة 76.3%، هذا الدور الاقتصادي والاجتماعي الذي تؤديه النساء المعيلات لا يمكن تجاهله، ويستدعي توفير شبكات حماية متكاملة، ومبادرات تمكين حقيقية، تضمن لهن فرص الاستقرار والعمل والإنتاج.
رؤية التحديث الاقتصادي، من جهتها، وضعت هدفًا استراتيجيًا يتمثل في رفع نسبة مشاركة المرأة الاقتصادية إلى 28% ومضاعفة وجود النساء في سوق العمل الأردني بحلول عام 2033، وهذا الهدف لا يبدو بعيد المنال في ظل توفر الإرادة السياسية العليا، والبرامج المتنوعة التي بدأت ترى النور، خاصة في المحافظات والمجتمعات التي تحتاج إلى تحفيز إضافي، ومن أبرز ما ورد في الرؤية: “إن تمكين المرأة هو شرط أساسي لتحقيق النمو الشامل والمستدام… وتلتزم الدولة بتهيئة بيئة عمل آمنة ومنصفة تراعي التوازن بين المسؤوليات الأسرية والطموحات المهنية.”
تحقيق هذا الطموح يتطلب استكمال جهود بناء بيئة عمل عادلة، تحفز القطاع الخاص على التوسع في توظيف النساء، وتدعم ريادة الأعمال النسائية، وتؤمن خدمات مساندة كالحضانات والنقل الآمن، وتكافؤ الأجور، كما يتطلب الأمر العمل على تفكيك الصور النمطية التي ما زالت تقيد مشاركة النساء في بعض القطاعات أو في المواقع القيادية.
إن المرأة الأردنية أثبتت جاهزيتها، لا فقط من خلال تحصيلها العلمي، بل عبر أدوارها المتعددة في الأسرة والمجتمع وسوق العمل، إضافة إلى الاستثمار في قدراتها الذي يعد ركيزة وضرورة وطنية، تصب في مصلحة الاقتصاد والاستقرار الاجتماعي على حد سواء، فالرؤية الأردنية الطموحة في التحديث لا تكتمل إلا بمشاركة الجميع، والمرأة شريكة أصيلة في صناعة الحاضر وبناء المستقبل.