العراق.. ملفات سياسية واقتصادية في زيارة السوداني لمصر وتونس
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
بغداد- بدأ رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أمس الثلاثاء، جولة عربية شملت في محطتها الأولى مصر حيث أكد خلال لقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي أن "العراق المستقر قوّة لكل الأشقاء والأصدقاء في المنطقة" مشدداً على أن حكومته تنطلق من مصالح العراق العليا بمسألة التطورات في المنطقة، وأن بلده قادر على أن يكون ساحة تلاقٍ بين دول المنطقة والبلدان الصديقة.
بدوره أعرب السيسي عن اعتزازه بالعراق، وحرصه الشديد على التعاون الكامل في مختلف المجالات، مؤكدا أن العراق القوي دعامة للمنطقة والبلدان العربية، ومشيراً إلى تطابق الرؤى في ما يتعلق بالتعاون المشترك، ووجود إرادة سياسية واضحة لدى البلدين إزاء التكامل، كما أشاد بإجراءات الحكومة في تثبيت الاستقرار والتنمية والانفتاح الاقتصادي على مستوى دول المنطقة والعالم.
قال رئيس كتلة خدمات في البرلمان العراقي النائب عزيز شريف المياحي، في حديث للجزيرة نت، إن "زيارة السوداني تحمل ملفات عديدة تخص الأمن والاقتصاد والاستثمار" وأضاف أن "إحدى أولويات رئيس مجلس الوزراء ستكون مناقشة الحرب في غزة والسبل الكفيلة بإنهاء معاناة الأبرياء فيها، وتوحيد المواقف للضغط على المجتمع الدولي لتحقيق هذا الهدف".
وذكر المياحي أنه سيكون للملف الاقتصادي دور كبير خصوصا في ظل سعي الحكومة العراقية لاستقطاب كبرى الشركات العالمية والعربية للاستثمار في قطاعات مختلفة، أبرزها مشاريع إعمار البنى التحتية والخدمات، حيث استقبل السوداني في مقر إقامته بمدينة العلمين المصرية مجموعة من رجال الأعمال الممثلين لكبرى الشركات المصرية بمختلف القطاعات، في لقاء منفصل على هامش الزيارة.
وأكد أن "العراق اليوم يختلف عن الفترات السابقة" حيث أن هناك حكومة قوية واستقرارا أمنيا، كما أن القرار السياسي والسيادي العراقي أصبح ذا بعد إقليمي وعالمي في الكثير من الأحداث التي شهدتها المنطقة، بالتالي فإن زيارة السوداني "ستحمل رسائل عديدة لحسم القضايا المصيرية بالمنطقة العربية".
وفي زيارة تعد الأولى لرئيس وزراء عراقي منذ عام 2003، غادر السوداني مصر متجهاً إلى تونس، في زيارة تستمر يوما واحدا تلبية لدعوة رسمية من الرئيس قيس سعيد.
وبدوره وجّه السوداني دعوة رسمية لسعيد لزيارة العراق، لتوطيد العلاقات المشتركة التي تشهد مرحلة جديدة، عززها توقيع ما يقارب 20 مذكرة تفاهم، مبينا أنّ اجتماع اللجنة المشتركة في مايو/أيار الماضي أكد الرغبة المتبادلة بتعزيز العلاقات في مختلف المجالات وخصوصاً السياحة، معرباً عن رغبة العراق بتشكيل مجلس أعمال مشترك مع تونس.
وفي تصريح لوكالة الأنباء العراقية (نينا) أكد مظهر محمد صالح مستشار رئيس الوزراء أهمية الزيارتين، مشيرًا إلى أنها ستطور الشراكات الإستراتيجية وستخدم المصالح الوطنية والإقليمية، وأكد أنها تحمل أهمية كبيرة من جوانب عدة في مقدمتها تعزيز العلاقات الثنائية وتقوية التعاون في مجالات الاقتصاد والتبادل الثقافي والتعليمي.
كما ذكر أنها ستفتح المجال لتوقيع اتفاقيات أو مذكرات تفاهم اقتصادية أو فنية تصب في المصلحة المشتركة، وتعزز سبل التعاون المشترك، ولاسيما تطور المشروعات القائمة في الإعمار والسكن التي تتولاها شركات من البلدين وخاصة مصر، فضلا عن تعزيز التجارة والاستثمار مع الدولتين الشقيقتين، مما يعود بالفائدة على الاقتصاد الوطني للجميع، إضافة إلى تعزيز التقارب الإيجابي بين أبناء المنطقة وشعوبها.
وبحسب تصريحات سابقة لرئيس اتحاد المقاولين العرب ورئيس اتحاد مقاولي العراق علي السنافي، فقد أشار إلى وجود اتفاقيات هامة مع الحكومة بشأن حصول عدد من شركات المقاولات المصرية على تنفيذ 5 مشروعات ضخمة للبنية التحتية بالبلاد، ضمن خطة إعادة الإعمار والتنمية، وبتكلفة إجمالية تُقدر بنحو 400 مليون دولار.
وأوضح أن الاتفاقات القائمة على تنفيذ المشروعات الجديدة تقودها وزارة الإسكان المصرية ووزارة التعمير والإسكان العراقية، وذلك ضمن مبادرة النفط مقابل الإعمار، والتي تتضمن حزمة ضخمة من مشروعات البنية التحتية والإسكان.
كما أكد الخبير بالشأن السياسي حسين الكناني أن علاقة العراق مع الجوار والدول العربية لها أولوية لحكومة السوداني، وفي حديثه للجزيرة نت قال إن "هناك ملفات عديدة سيتم طرحها خلال زيارة السوداني لمصر خصوصا ما يتعلق بالطاقة والإسكان" مبينا أن "هناك شركات مصرية تعمل بالعراق، وبالتالي فإن الأمور ذاهبة باتجاه تطوير الجانب الاقتصادي".
أما ما يتعلق بزيارة تونس، فقال الكناني إنها مهمة أيضا كونها جاءت بعد فترة طويلة من عدم زيارة وفد عراقي، منوها إلى قضية رفع تأشيرة الدخول "الفيزا" عن المسافرين، حيث سبق أن قررت وزارة الشؤون الخارجية التونسية في 15 يونيو/حزيران الماضي إلغاء تأشيرة الدخول بالنسبة لحاملي جوازات السفر العراقية العادية، في إطار فترة السياحة التي لا تتجاوز 15 يوماً، وأكد أن "مبدأ التعامل بالمثل سيفتح آفاقًا مهمة وقطاعات ضرورية في توطيد العلاقة بين البلدين".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات زیارة السودانی
إقرأ أيضاً:
الأوقاف: زيارة المتنافسين في المسابقة العالمية للقرآن للمتاحف تعزز فهم الحضارة المصرية
أوضح الدكتور إبراهيم المرشدي، مدير عام الإرشاد الديني بوزارة الأوقاف، أن الزيارات الميدانية للمتسابقين والمحكمين المشاركين في المسابقة العالمية للقرآن الكريم تأتي ضمن خطة وزارة الأوقاف لربط المشاركين بتاريخ مصر وحضارتها وتعزيز الجانب الديني والثقافي.
وأوضح المرشدي، خلال مداخلة عبر الزووم، ببرنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن وزير الأوقاف دائمًا يحرص على أن يكون المشاركون على اتصال مباشر بمصر الحضارة، والتاريخ، والعلم، والأزهر الشريف، والمعارف، مؤكداً على أهمية التعرف على مكونات الثقافة المصرية العريقة.
وأشار إلى أن الزيارات شملت متحف عواصم مصر والمكتبة المصرية الكبرى، والمتحف المصري الكبير، والعاصمة الإدارية الجديدة، فضلاً عن الظاهرة القاهرية الفاطمية والخديية، ومسجد الإمام الحسين رضي الله عنه، لتعزيز الجانب الروحي والإيماني، إلى جانب تقديم أنشطة ثقافية وتربوية وأخلاقية.
وتابع :"هذه الأنشطة تعكس الجمع بين العلم والأخلاق وفهم الواقع، وترسيخ قاعدة مهمة مفادها أن العالم الحق هو من يكون ملماً بواقع مجتمعه، قادراً على نقل أحكام الشريعة إلى منهج حياة، كما علمنا الإمام الشافعي رضي الله عنه من خلال دراسته للغة وأيام الناس لمدة 20 سنة لتحقيق الفقه الصحيح".
وأكد المرشدي أن المسابقة العالمية للقرآن الكريم هذا العام شهدت مشاركة 158 متسابقاً من 72 دولة، مع اعتماد النزاهة في اختيار الأسئلة باستخدام أحدث التكنولوجيا، وتقديم جوائز مالية ضخمة تصل إلى 13 مليون جنيه، وهو رقم قياسي في تاريخ المسابقات.
كما تضمنت المسابقة فروعاً للموهوبين من الناشئين تشمل التفسير، وعلوم القراءات، ووجوه الإعراب، وأسباب النزول، لتكون تجربة تعليمية متكاملة تجمع بين التلاوة والمعرفة والثقافة الدينية، في إطار توعوي وحضاري شامِل.