سودانايل:
2025-06-13@14:10:57 GMT

حرب الكَفَّرة الفَجَّرة !

تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT

مناظير الجمعة 30 اغسطس، 2024
زهير السراج
manazzeer@yahoo.com

* لا ادري لماذا يعتقد قادة الجيش والدعم السريع ان هنالك من يصدق اكاذيبهم المفضوحة عن إلتزامهم بالقانون الدولي الانساني وميثاق حقوق الانسان واتفاقيات جنيف في التعامل مع المدنيين في مناطق القتال أو المناطق التي يسيطرون عليها، فيصرون على ترديدها كل يوم وكأن الذين يستمعون إليهم بما فيهم المجتمع الدولي أغبياء لا يعرفون ولا يرون ولا يسمعون شيئا، بل إن قائد الجيش ظل يصم آذاننا كلما لاحت بادرة للمفاوضات وانقاذ الناس من ويلات الحرب بضرورة إلتزام قوات الدعم السريع باعلان جدة كشرط للتفاوض معها، بينما ينتهك الطرفان كل يوم وفي وضح النهار القانون الدولي الإنساني وميثاق حقوق الإنسان واتفاقيات جنيف التي تمنع انتهاك حقوق المدنيين بكافة أشكالها وتعتبر المساس بها جريمة حرب (لا تسقط بالتقادم)،

* كما أن اعلان جده تأسس على هذه المواثيق ونص على اولويتها عليه بما يعني أن المساس بها يقوض الاعلان من أساسه، إلا أن الطرفين ظلا يتلاعبان ويعبثان بارواح المدنيين وأمنهم وممتلكاتهم ويظنان انهما في مأمن من العقاب، لدرجة تصوير جرائمهما ضد المدنيين والمحتجزين وبثها على وسائل التواصل الاجتماعي والتفاخر بارتكابها، ليس ذلك فقط بل اعتبار المدنيين الأبرياء في المناطق التي يسيطر عليها الطرف الآخر أهدافا مشروعة، والتعامل معهم بكل اشكال القوة المتاحة بدون وازع من دين او أخلاق أو قانون، الأمر الذي جعل عدد الضحايا من المدنيين الابرياء، وجلهم من الأطفال والنساء والعجزة يصل حتى الآن الى ما يزيد عن 60 الف قتيل (حسب الأرقام الرسمية) ــ وأكثر من 100 ألف قتيل (حسب الأرقام غير الرسمية) ومئات الآلاف من المصابين والجرحى، عدا ملايين المشردين والنازحين واللاجئين، وكل هذه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية في إنتظار القصاص من مرتكبيها، وحتما سيأتي يوم القصاص !

* إستيقظ فجر أمس (29 أغسطس) مواطنو الريف الشمالي لمدينة بحري على وقع مجزرة بشعة نفذتها المسيرات التابعة للجيش السوداني بسوق الجيلي الكبير (محطة قطار الجيلي)، راح ضحيتها (12) مواطنا وعشرات الجرحى، رغم أن المنطقة التي هوجمت خالية من قوات الدعم السريع، حسب بيان صادر من اعلام لجان أحياء بحري.



* وكانت تلك هى المرة الثانية في أقل من اسبوعين التي تُستهدف فيها منطقة الجيلي بالقصف الجوي، حيث تعرضت منطقة الفزاراب شمال شرق مدينة الجيلي في 17 أغسطس، 2024 لقصف طيران الجيش راح ضحيته عشر مواطنين، واصيب ثلاثة عشر، ثلاثة منهم في حالة خطيرة، وجاء في بيان للجان أحياء بحري أن المنطقتين التي إستهدفتا في المرتين هما منطقتا تسوق شعبيتان بعيدتان عن أى اهداف عسكرية، وتساءل البيان لماذا يُستهدف المواطنون الأبرياء، وما هو سبب معاملة المدنيين الموجودين في مناطق سيطرة الطرف الآخر على أنهم أعداء ؟!

* كما استهدف الطيران الحربي للجيش وفي يوم الثلاثاء الماضي (27 أغسطس) مستشفى الضعين (لاحظ مستشفى) مما ادى لمقتل 18 شخصا بينهم ستة من موظفي المستشفى واصابة 21 معظمهم من النساء، وهى المرة الثانية أيضا التي تُستهدف فيها منطقة الضعين بعدة طلعات جوية في أقل من ثلاثة أيام، ادت لمقتل واصابة العشرات!

* ولم تُقِّصر قوات الدعم السريع كعادتها في استهداف المدنيين وقصفت بالمدافع مدينة سنار وقتلت ما يزيد عن اربعين مواطنا، وإصابة العشرات، فضلا عن طرد المواطنين من أحيائهم ومنازلهم ومواصلة عمليات النهب والسرقة تحت تهديد السلاح ، ولقد صارت هذه الجرائم البشعة ممارسة يومية عادية ضد المواطنين الابرياء الذين فقدوا ارواحهم وحياتهم واملاكهم ومستقبلهم في حرب قذرة بين طرفين لا دين ولا اخلاق ولا وطنية لهما !

* أين اعلان جده الذي إلتزمتم فيه أيها المجرمون بعدم التعرض للمدنيين والإلتزام الكامل بالقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان واتفاقيات جنيف التي تمنع إستهداف المدنيين وتعريض حياتهم وممتلكاتهم للخطر، أم أن الاعلان مجرد ذر للرماد في العيون لممارسة قتل المواطنين وترويعهم وتجويعهم وتشريدهم وتمريغ كرامتهم في الطين، وتدمير السودان من اجل السلطة والمال؟!

* إنها ليست حربا قذرة فقط .. ولكنها حرب الكَفَّرة الفَجَّرة !  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

ما تداعيات سيطرة الدعم السريع على المثلث الحدودي بمساعدة حفتر؟

أثارت الأنباء الواردة عن سيطرة قوات "الدعم السريع" السودانية على المثلث الحدودي بين ليبيا ومصر والسودان، الكثير من الأسئلة عن تداعيات الخطوة أمنيا وسياسيا، وما إذا كانت ستسبب صداما عسكريا بين مصر وقوات حفتر التي ساعدت في الأمر.

وأعلن الجيش السوداني أن قواته أخلت "المثلث الحدودي" بين مصر والسودان وليبيا، بعد هجوم من قبل قوات الدعم السريع، وأن انسحابه تكتيكيا.

"اتهام رسمي لحفتر"
واتهم الجيش السوداني رسميا القوات التابعة للقيادة العامة في شرق ليبيا برئاسة، خليفة حفتر بدعم الهجوم، واصفا الخطوة من قبل حفتر بأنها بادرة مستهجنة وغير مسبوقة وانتهاك صارخ للقانون الدولي، معتبرا إياها تعديا سافرا على السودان وأرضه وشعبه وامتدادا للمؤامرة الدولية والإقليمية تحت سمع وبصر العالم ومنظماته"، وفق بيان رسمي.

في المقابل، أعلنت قوات "الدعم السريع" أنها قامت بالسيطرة على منطقة المثلث الحدودي الاستراتيجية، التي تُشكّل نقطة التقاء محورية بين السودان وليبيا ومصر، بعدما كبَّدت الجيش السوداني خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، كما استولت على عشرات المركبات القتالية"، وفق مزاعمهم.

من جهتها، نفت وزارة الخارجية بالحكومة المكلفة من البرلمان الليبي، الاتهامات التي وجهها الجيش السوداني لقوات حفتر، واصفا إياها بمجرد "مزاعم وإشارات تمس أطرافا إقليمية ودولية"، مؤكدة أن "ليبيا حريصة على تجنيب المنطقة مزيدا من التوتر ومعالجة أي إشكالات بالطرق السلمية وآليات التشاور الثنائي".



واستدركت الحكومة الموالية لحفتر: "حماية حدودنا وأراضينا واجب مقدس وعقيدة أساسية لقواتنا المسلحة وعدم المساس بأمننا القومي حق وواجب"، وموقف ليبيا والجيش الوطني داعم لوحدة السودان وإيقاف الحرب والجلوس لطاولة الحوار لبناء السودان الآمن"، وفق بيانها.

من جهتها، أكدت حكومة الدبيبة أن "القوات التي ساعدت الدعم السريع في السيطرة على المثلث الحدودي (قوات حفتر) لا تتبع لسلطة وزارة الدفاع الليبية، ولا تأتمر بأوامر رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي، في غشارة أن ما حدث تصرف فردي من حفتر يتحمل مسؤوليته.

"صمت مصري"
ورغم أن المنطقة حدودية مع مصر وأن قوات الدعم السريع نشرت صورا ومقاطع مصورة لقواتها خلال توغلها داخل الأراضي المصرية إلا أن الحكومة المصرية والجيش هناك التزم الصمت حتى اللحظة ولم يصدر أي بيان يتناول الاحداث العسكرية هناك، وسط تساؤلات عن هذا الصمت.

والسؤال: هل تسبب أحداث المثلث الحدودي صداما عسكريا وسياسيا بين مصر وقوات حفتر؟ وما مصير الأخير حال تخلت عنه القاهرة؟

من جانبه، رأى عضو لجنة الدفاع والأمن القومي المصري، اللواء محمد صلاح أبو هميلة، أن "الدولة المصرية تتابع عن كثب التطورات في السودان، لارتباطها بشكل مباشر بالأمن القومي المصري، وأن ما حدث في المثلث الحدودي لن يكون له تأثيرات أمنية كونها محاولة فقط من "الدعم السريع" للتغطية على خسائرها الميدانية الأخيرة، خصوصاً في العاصمة الخرطوم".



وتابع في تصريحات صحفية لـ"الشرق الأوسط" أن "الحكومة المصرية حريصة على دعم المؤسسات الوطنية في السودان، دون الانخراط في دعم طرف على حساب الآخر"، وفق قوله.

"دور إماراتي مزدوج"
في حين، أكد الأكاديمي من الشرق الليبي عاطف الأطرش أن "وجود الدعم السريع في هذا المثلث ينذر بمخاطر حقيقية على أمن مصر وحدودها الغربية والجنوبية، وحفتر وإن كان حليفاً لمصر فيبدو أنه يُدار من مراكز نفوذ متشابكة قد تتعارض مع المصلحة المصرية المباشرة".

وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى "دولة الإمارات تلعب دوراً مزدوجاً وخطراً في الملف السوداني، وقد تتسبب سياساتها في توتير العلاقة بين القاهرة وحفتر، لذا فالأيام المقبلة قد تشهد ضغوطاً مصرية على حفتر للانسحاب أو تحجيم وجود الدعم السريع أو من خلال تحركات استخباراتية وعسكرية مصرية أكثر حزماً في المنطقة"، وفق تقديراته.

من جانبه، قال الباحث المصري في شؤون المغرب العربي، أحمد المساري إن "ما حدث في المثلث الحدودي يمس الأمن القومي المصري ولن تسكت عنه القوات المسلحة المصرية وستقوم باستهداف أي مجموعات تتوغل داخل الأراضي المصرية سواء من ميليشيات "حميدتي" أو حتى قوات حفتر المتواطئة معها".

وأوضح لـ"عربي21" أن "تقارب حفتر مع الدعم السريع يتناقض مع تحالفه مع مصر كون القاهرة تدعم الجيش السوداني برئاسة البرهان، وهذا الملف سبب إشكالات كثيرة بين حفتر والقاهرة، وتم توجيه اللوم له والتوبيخ من قبل الرئاسة المصرية لكنه تحجج بأنه يقع تحت ضغوط إماراتية وأنه مجرد ترانزيت لدعم "حميدتي"، وفق كلامه.

وتابع: "إن لم يتراجع حفتر عن تحالفاته ودعمه لمجموعات الدعم السريع ربما يصطدم مع الدولة المصرية بل وقد يصطدم مع قوات الجيش المصري الحدودية وهذا لن يكون في صالحه أبدا كون مصر هي الحامي والضامن له منذ سنوات"، كما رأى.

مقالات مشابهة

  • ما تداعيات سيطرة الدعم السريع على المثلث الحدودي بمساعدة حفتر؟
  • استشهاد عدد من المدنيين الإيرانيين في هجوم الكيان الصهيوني
  • حقوق الهوش والجاموس
  • صلاح عبدالعاطي: عسكرة المساعدات خطة أمريكية إسرائيلية للسيطرة على المدنيين |فيديو
  • استخدام الغذاء سلاحا ضد المدنيين
  • “حماس “تطالب المجتمع الدولي بوقف الآلية الدموية التي استحدثها العدو الصهيوني لتكريس التجويع والإبادة
  • «حشد»: العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة يعكس أقصى درجات الاستهتار بأرواح المدنيين
  • مجلس حقوق الإنسان يعقد دورته التاسعة والخمسين في جنيف.. 16 يونيو
  • ريف حمص يشتعل: مذبحة ليلية وحرائق تجتاح منازل المدنيين في حمص
  • برلين: الهجمات الروسية على أوكرانيا «إرهاب ضد المدنيين»