أنجلينا جولي أميرة القلوب في مهرجان فينيسيا السينمائي
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
في لفتة إنسانية، تعاطفت أنجلينا جولي مع أحد المعجبين أثناء الترويج لفيلمها السيرة الذاتية المنتظر ماريا في مهرجان فينيسيا السينمائي الحادي والثمانين في البندقية بإيطاليا أمس الخميس.
وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، انحنت أنجلينا نجمة فيلم The Girl, Interrupted، البالغة من العمر 49 عامًا، مرتدية فستان رائع أثناء لقاء معجب طريح الفراش يعاني من مرض التصلب الجانبي الضموري (ALS).
وأخذت أنجلينا بعض الوقت للتحدث مع معجبيها، ووضعت يدها بلطف على كتفه، قبل دخول القاعة الكبرى لحضور العرض الأول لفيلمها.
ويعد تصلب الجانبي الضموري هو مرض تنكسي عصبي تقدمي يؤثر على الخلايا العصبية في الدماغ والحبل الشوكي، والتي تتحكم في العضلات التي تسمح لنا بالحركة والتحدث والبلع والتنفس.
أنجلينا جولي بإطلالة أنيقة في البندقيةوبدت جولي مذهلة في ثوب سهرة أنيق بطول الأرض مع تفاصيل الكتفين أثناء ترحيبها بالمصورين في اليوم الثاني من المهرجان هذا العام.
وحظيت أنجلينا، التي تعاني حاليا من طلاق طويل الأمد من براد بيت، بظهور صارخ على السجادة الحمراء قبل العرض الرسمي الأول للفيلم، ضمن المسابقة، في الحفل السنوي.
وتميز فستان الشيفون المذهل، الذي صممته مصممة الأزياء تامارا رالف حصرياً للممثلة، بتفاصيل منسدلة مع ذيل قصير، مع كاب قصير من الفرو الصناعي ودبوس ذهبي.
تركت النجمة شعرها الذهبي منسدلاً على كتفيها، فيما أبرزت ملامحها بمكياج عيون كلاسيكي وأحمر شفاه بلون جرئ.
أحدث أفلام النجمة، والذي يحمل عنوان ماريا، هو دراما سيرة ذاتية عن مغنية الأوبرا الأسطورية ماريا كالاس، من إخراج بابلو لارين وإنتاج شركة فريمانتل.
وتلعب أنجلينا الدور الرئيسي، مع فاليريا جولينو في دور شقيقتها ياكينثي، وهالوك بيلجينر في دور أرسطو أوناسيس.
وقالت أنجلينا، وهي أم لستة أطفال: "أن أتمكن من الحصول على فرصة لسرد المزيد من قصة ماريا مع المخرج بابلو، وبنص من تأليف ستيفن نايت، فهذا حلم".
لم تغني أنجلينا على الشاشة - أو في الأماكن العامة - قبل أن تتعاقد على دور مغنية الأوبرا الأسطورية، وقالت أنجلينا، الحائزة على جائزة الأوسكار للصحافيين في مؤتمر صحفي: "الجميع هنا يعرف أنني كنت متوترة للغاية خلال التجهيز للدور"، وأضافت: "لقد أمضيت ما يقرب من 7 أشهر في التدريب."
استعانت أنجلينا بمدرب الصوت إريك فيترو - الذي تعاون سابقًا مع أريانا جراندي، وسابرينا كاربنتر، وجون ليجند، وكاميلا كابيلو، وشون مينديز، وروزاليا، وتشارلي بوث.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أنجلينا أنجلينا جولي ماريا السجادة الحمراء السيرة الذاتية مرض التصلب
إقرأ أيضاً:
ما الذي تعانيه منظومة التربية من تحديات؟
يبرز في السنوات الأخيرة اهتمام موسع على المستوى الوطني بموضوع تصويب منظومة تربية الأبناء – مدعومًا بخطاب أعلى من القيادة السياسية – وذلك نظير ما يعتري هذه المنظومة من تحديات ومتغيرات؛ بعضها نابعٌ من ذات المجتمع في حركته وتبدلاته وتغير المفاهيم والتفاعلات بين أجياله وأفراده، وبعضها الآخر نابعٌ من خارجه ويتأتى من سياق عولمة الثقافة وأدوات التربية ومصادرها من إعلام ومضامين تربوية. ورغم تسليط الضوء على مستوى الحوار العام (إعلام، مؤسسات ثقافية، مؤسسات مجتمع مدني، مؤسسات أكاديمية، حوارات عمومية) على هذه القضية إلا أن النقاش حولها – في تقديرنا – يعتريه بعض أوجه الخلل التي تضعف مخرجاته ونتائجه، ومنها: أن هذا النقاش ينبغي أن يكون مؤصلًا على مخرجات جهد علمي وأكاديمي من دراسات وبحوث موسعة، لا تدور في ذات فلك القضايا، بل تتحول إلى محاولة فهم شمولي لما يعتري منظومة التربية ككل من متغيرات، وما مرت به من تحولات، وصولًا إلى نتائج يمكن أن ينطلق منها في النقاش وتطوير المعالجات. وثاني أوجه الخلل أن الحوار تقوده النخب، سواء الأكاديمية أو الرسمية ويفتقد فيه إلى صوت المجتمع (المربين أنفسهم)، من خلال هواجسهم، وتجاربهم، ورؤاهم، والتحديات الواقعية التي تعترض ممارساتهم التربوية، وهو ما يميل بهذا الحوار إلى أن يكون أحادي النظرة، تنظيري في غالبه. ومن أوجه الخلل التي نعتقد بها كذلك أنه ليس هناك تشخيصًا دقيقًا ومحددًا لتحديات منظومة التربية ينطلق منه فعلًا ويتوافق عليه ويصار إلى تقصيه وبحث معالجاته وفق سردية وطنية ومؤسسية جامعة.
ولعلنا في هذه المقالة نسلط الضوء على هذا الوجه تحديدًا، في محاولة للإجابة على سؤال: ما الذي يواجه منظومة التربية حقًا من تحديات؟ وفي محاولة الإجابة على هذا السؤال لعلنا نستعين ببعض الرؤى التي تمدنا بها مسوحات ودراسات المنظومة التربوية من ناحية، ومنهجية العقد من ناحية أخرى (كيف يسبب تحديًا غير منظور تحديات كبرى للمجتمع على المدى المتوسط والبعيد). ونرى بتقسيم هذه التحديات إلى ثلاث مجموعات أساسية؛ تحديات مباشرة ومرئية يمكن أن نلحظها وتأثيراتها بشكل مباشر، ومنها ضعف التحكم في أوقات التربية المباشرة، لصالح الأوقات التي تقضى على المنصات الرقمية عمومًا، وضعف التحكم في المحتوى المتلقى من قبل الأبناء في هذه المنصات، وصعوبة التمييز لاحقًا بين مصداقية/ شرعية/ أخلاقية ما يتم تلقيه عبر المنصات الرقمية من ناحية وما يتم تلقيه عبر أدوات التربية التقليدية من ناحية أخرى، وضمن هذا النوع من التحديات كذلك الضعف في وجود محتويات تربوية مصممة بطريقة تفاعلية وقائمة على المفاهيم والقيم والموجهات المحلية يمكن للأبناء تلقيها والتفاعل معها عبر المنصات الرقمية. هناك انحسار واضح كذلك لأدوار بعض مؤسسات التنشئة الاجتماعية كالمساجد ومساحات الأقران الفاعلة وهو ما يشكل اختلالًا في أركان مهمة في دور المنظومة. وهناك نوع آخر من التحديات؛ وهي تحدياتٌ غير مرئية بطريقة مباشرة ولكنها على المدى البعيد تشكل أزمة لمنظومة التربية عمومًا، ومنها تباين الممارسات واختلافها في منظومة تربية الطفولة المبكرة؛ نظير تباين المؤسسات والتوجهات التي ينخرط فيها الطفل في السنوات الأولى، وعدم وجود مرجعية واضحة ومحددة لسمات هذه المرحلة وموجهاتها، وكذلك ممارسة بعض الأسر الضغط المعرفي والتعليمي واعتبار قيمة التحصيل الدراسي القيمة والموجهة الأعلى خلال السنوات الممتدة من عمر (7 – 18) سنة وربما ما بعدها، دون اعتبار للموجهات الأخرى مثل النمو الاجتماعي والنفسي والعاطفي للأبناء. ومن التحديات كذلك تحديات الإعالة والتي ترتبط في جزء كبير منها بالظروف الاقتصادية للمجتمع من ناحية، وبثقافة تأسيس الأسرة لدى المربين من ناحية أخرى، ومن التحديات كذلك ضعف سعي بعض المربين لتطوير معارفهم ومحصلتهم الثقافية حول المتغيرات والأدوات التربوية الحديثة، مما ينشئ أزمة صراع مفاهيمي بينهم وبين الأبناء. أما النوع الثالث من التحديات؛ فهي تحديات تظهر إشاراتها الأولى ولا نجزم حقًا في كونها ترقى إلى تحديات بنيوية، ولكن استمرارها بنفس الوتيرة ينذر بتحولها إلى مشكلات تربوية، ومنها: اكتفاء الأسرة بدور الإعالة الاقتصادية وترك الأدوار التربوية الأخرى لصالح أطراف أخرى مستجدة في منظومة التربوية كـ(المربيات ومدبرات المنازل)، والانفصال عن الأسر الممتدة التي تشكل مصدرًا فاعلًا لنقل القيم والأخلاق وامتداد المقبول من العرف عبر الأجيال، وكذلك عدم توجيه منظومة (اللعب والترفيه) للأبناء وفق موجهات تتوافق مع الحالة القيمية والعمرية والمعرفية وحاجيات النمو الحقيقية والمتزنة للأبناء، عوضًا عن بعض الظواهر الناشئة مثل الحماية المفرطة، والاعتماد المطلق على المؤسسات في أوقات فراغ الأبناء، وعدم وجود خارطة نمو واضحة ومحددة لدى الأسرة لمسار الأبناء عبر فترات زمنية متتابعة ومحددة بأهداف واضحة لمتابعة هذا النمو.
لا ندعي أن ما ذكر أعلاه يمثل كافة التحديات التي تعتري منظومة التربية؛ ولكن هي دعوة لتوسيع الأفق في مناقشة هذه القضية، والذهاب إلى رؤى أكثر منهجية في تناولها، وعلى الجانب الآخر فإن منظومة التربية المعاصرة في حاجة اليوم إلى عدة تحولات جادة وحقيقية لعل من بينها: تسويق القدوات التربوية المطلوبة والمرغوبة، وتعزيز ثقافة الصحة النفسية والعقلية لدى المربين والأبناء، والاهتمام بإعادة هيكلة منظومة الطفولة المبكرة، وإيجاد التدخلات التي تساعد الأسر على النظر إلى رحلة نمو الأبناء من منظورات متعددة، وليس فقط منظور التحصيل الدراسي والعلمي، والاهتمام بظاهرة أثر المربيات ومدبرات المنازل، عوضًا عن مضاعفة المحتوى التربوي المحلي المصمم بطريقة فائقة ومنتقاة عبر المنصات الرقمية، والاهتمام بمنظومة إعلام الطفل وتوسيع المنصات الإعلامية الموجهة لأغراض التربية ونمو الأطفال.
مبارك الحمداني مهتم بقضايا علم الاجتماع والتحولات المجتمعية فـي سلطنة عُمان