تقرير: الضفة الغربية في ظل العمليات العسكرية الإسرائيلية: نحن غزة ثانية
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
نور شمس (الاراضي الفلسطينية) "أ ف ب": في اليوم الثالث من العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية المحتلة، استيقظ السكان على مشهد الشوارع المدمّرة والجدران التي اخترقها الرصاص ومواكب تشييع الضحايا.
انسحب الجيش الإسرائيلي من مخيّم نور شمس في طولكرم ليل الخميس الجمعة، فيما نشط عمال البلدية منذ الصباح الباكر في محاولة لإزالة شيء من الركام.
وكان المخيّم أحد الأهداف الرئيسية للعملية العسكرية التي بدأتها القوات الإسرائيلية ضدّ الفصائل الفلسطينية المسلّحة الأربعاء في شمال الضفة الغربية والتي استمرت الجمعة في جنين ومحيطها.
قبل دخول جنود المشاة إلى المخيّم، أرسل الجيش الإسرائيلي جرّافاته التي أدّى مرورها إلى تشقّق الطرق ليظهر الطين والرمل والحصى من تحت الإسفلت وترتفع سحابة من الغبار في المكان.
ووسط الطين المبلّل بالمياه المتسرّبة من الأنابيب المثقوبة، كان فنيون يرتدون سترات حمراء يحاولون معاينة الأضرار.
هناك أيضا، كان فؤاد كنوح يتجوّل في محلّه الواقع في الطابق الأرضي لمنزله والذي تحطّمت واجهته بينما اتّشحت جدرانه بالأسود، خصوصا أنّه كان يبيع أسطوانات الغاز التي انفجرت جميعها.
وبينما كان كانوح يعمل على إزالة ما أمكن من ركام، بدا واضحا أن المتجر اصابه صاروخ أثناء المعارك.
"ما الفرق؟"
بموجب اتفاقات اوسلو الموقعة مطلع تسعينات القرن الفائت، من المفترض أن تكون السلطة الفلسطينية مسؤولة حصرا عن الأمن والنظام العام في "المنطقة أ" التي تشمل المدن الفلسطينية الكبرى الرئيسية في الضفة الغربية وتمثل أقل من 18 في المئة من الأراضي التي تحتلّها إسرائيل منذ العام 1967.
غير أن الجيش الإسرائيلي الذي يتهم الشرطة الفلسطينية بعدم القيام بأي شيء ضد الفصائل المسلّحة التي تقاتل الدولة العبرية، يحتفظ بحق التدخل كما يشاء.
بناء عليه، لم يعد مخيّم نور شمس (الواقع في "المنطقة أ" كما كلّ مخيّمات اللاجئين) يحتسب عدد العمليات العسكرية التي ينفّذها الجيش الإسرائيلي، فهذا الأسبوع وحده شهد عمليتين. وفي هذا المخيّم، لم يعد مقاتلو الفصائل المسلّحة يضعون أقنعة، بل يعلنون طوال الوقت أنّهم "على طريق الاستشهاد".
لم تؤدّ الحرب في قطاع غزة التي اندلعت في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر، إلّا إلى مزيد من تصاعد العنف الذي يسود الضفة الغربية المحتلة منذ عامين.
ومنذ السابع من أكتوبر،إستشهد 640 فلسطينيا برصاص المستوطنين والقوات الإسرائيلية، وفق تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات رسمية فلسطينية، فيما قُتل ما لا يقل عن 19 إسرائيليا بينهم جنود، في هجمات نفذها فلسطينيون في الضفة الغربية خلال الفترة ذاتها، وفقا لأرقام إسرائيلية رسمية.
ولكن خلافا لغزة المدمّرة بفعل الحرب الإسرائيلية، فإنّ الضفة الغربية، حيث يتعايش ثلاثة ملايين فلسطيني قسرا مع وجود نصف مليون مستوطن اسرائيلي، ليست في حال حرب بشكل رسمي.
ويقول نايف العجمة بينما يحدّق آسفا في الأضرار "ما الفرق بيننا وبين غزة؟ لا فرق .. نحن غزة ثانية، خصوصا مخيمنا" وبقية المخيّمات التي أُنشئت في الخمسينات لإيواء الفلسطينيين الذي غادروا أو أُجبروا على الفرار من منازلهم عند قيام دولة إسرائيل في العام 1948، لتُصبح مخيّماتهم مع الزمن مدنا حقيقية.
"ضغوط متعمدة"
من جهته، يقول أبو محمد الذي ينتمي الى أحد الفصائل المسلّحة في مخيّم الفارعة على بعد ثلاثين كيلومترا شرقا، إن "جيش الاحتلال دمّر البنية التحتية والشوارع وممتلكاتنا وسياراتنا، حتى أنّه هاجم المسجد".
وبالنسبة إلى محمد منصور العضو في اللجنة المركزية لحزب الشعب والذي شارك في تشييع أربعة فلسطينيين قُتلوا الأربعاء، فإنّ الجيش الإسرائيلي يمارس ضغوطا متعمّدة على سكّان المخيّمات.
ويقول منصور بينما كانت توارى خلفه أربعة جثامين ملفوفة بالعلم الفلسطيني، "ارتكبوا الكثير من المجازر... والقصف والحرق، بهدف الضغط على المقاومة وليخرج الشارع ضد المقاومة، لكن هذا لن يتحقّق".
الفلسطينيون الأربعة شيعتهم حشود عبر الشوارع التي قلبتها الجرّافات الإسرائيلية رأسا على عقب، على وقع طلقات نارية من أسلحة رشاشة كان شبان يلوحون بها. وعمدت والدة أحد القتلى الى تقبيل وجهه للمرة الأخيرة.
بقلم محمد عواد مع محمد عتيق في الفارعة
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی الضفة الغربیة المخی م
إقرأ أيضاً:
الضفة الغربية : اعتقال 150 فلسطينيا خلال أسبوع
قال نادي الأسير الفلسطيني ، اليوم الاربعاء 11 يونيو 2025 ، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت نحو 150 مواطنا، بينهم أطفال ونساء وأسرى سابقون، منذ الأربعاء الماضي، وحتى اليوم.
وأضاف نادي الأسير في بيان صحفي، أن الاحتلال يواصل تصعيد عمليات الاعتقال في محافظات الضفة، التي تركزت في محافظات: الخليل، وجنين، و بيت لحم ، و نابلس التي شهدت يوم أمس اقتحاماً استمر لنحو 24 ساعة رافقه عمليات اعتقال وتحقيق ميداني واسعة، أُفرج عن أغلبيتهم لاحقاً.
وأوضح، أن عمليات الاعتقال هذه تتواصل مع استمرار حرب الإبادة الجماعية بحق شعبنا في غزة ، وقد رافق حملات الاعتقال المتصاعدة، عمليات إعدام ميدانية، وتدمير لعشرات المنازل تحديدا في محافظتي جنين وطولكرم اللتين تشهدان عدوانا واسعاً مستمراً منذ بداية العام الجاري، وإلى جانب هذا استمر الاحتلال في تصعيد عمليات التحقيق الميداني التي يرافقها عمليات تنكيل واعتداءات بالضرب المبرح، واعتقال المواطنين رهائن.
ومن الجدير ذكره أن عدد حالات الاعتقال في الضفة منذ بدء حرب الإبادة بلغ نحو (17500)، من بينها (545) حالة اعتقال بين صفوف النساء، ونحو (1400) حالة اعتقال بين صفوف الأطفال، علماً أن حالات الاعتقال تتضمن من اعتُقل وأبقى الاحتلال على اعتقاله ومن أفرج عنه لاحقاً، وهذا المعطى لا يشمل عدد حالات الاعتقال من غزة الذي يقدر بالآلاف.
ونوه نادي الأسير إلى أن عمليات الاعتقال هذه تأتي كعملية انتقامية تندرج في إطار جريمة (العقاب الجماعي)، إذ شكلت عمليات الاعتقال، ولا تزال، أبرز السياسات الثابتة والممنهجة التي يستخدمها الاحتلال، ليس فقط من حيث مستوى أعداد المعتقلين، وإنما من حيث مستوى الجرائم التي يرتكبها.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين تفاصيل جلسة مجلس الوزراء الفلسطيني الإسبوعية استشهاد شقيقان برصاص الجيش الإسرائيلي في نابلس ترامب يناقش مع فريقه الأمني مستقبل الاتفاق النووي ووقف النار في غزة الأكثر قراءة الاحتلال يستولي على 41 دونما من أراضي محافظة رام الله "اليونيسف": انهيار القطاع الصحي يهدد حياة الأطفال في غزة بشكل خطير تصاعد خطير في انتهاكات الاحتلال والمستوطنين بالقدس خلال مايو إصابة طفل برصاص الاحتلال خلال اقتحام حارة العرب في أريحا عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025