كيف نحمي أطفالنا من المحتوى الجنسي عبر الإنترنت؟
تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT
يُنظر إلى الأطفال على أنهم الحلقة الأضعف في العالم الرقمي، والأكثر عُرضة لمخاطر عديدة؛ منها التعرض للمحتوى الجنسي غير اللائق، والابتزاز والاحتيال، وسرقة البيانات الشخصية وانتهاك الخصوصية، بجانب التنمر الإلكتروني.
وكثيراً ما يلجأ المُحتالون إلى غُرف الدردشة والألعاب الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي، والتطبيقات الرقمية لتنفيذ أغراضهم، حيث يسهل التغرير بالأطفال واستغلالهم.
في هذا السياق، توضح اللبنانية مايا زغيب، خبيرة التكنولوجيا الرقمية والتسويق الإلكتروني، في حديثها لـ "24"، طُرق حماية الأطفال في العالم الرقمي وآليات التصدي للمخاطر الإلكترونية ودور الأسرة والمدرسة في هذا الأمر. حوار
تشير مايا زغيب، إلى أهمية خلق مُناخ آمن يُسهل بقاء الأطفال في آمان داخل العالم الرقمي، وذلك عبر إقامة حوار مفتوح مع الأطفال لتعليمهم آليات استخدام التطبيقات الإلكترونية والرقمية ومنصات التواصل، وتوعيتهم بالمخاطر الرقمية والتهديدات السيبرانية التي قد يتعرضون لها، مع تشجيعهم على التفكير النقدي والتعلم المستمر للتمييز بين المحتوى الجيد ونقيضه السيء.
وتشدد مايا، على ضرورة حث الأطفال على عدم مشاركة معلوماتهم الشخصية مثل عنوان المنزل ورقم الهاتف أو الموقع واسم المدرسة، فضلاً عن تجنب الحديث عن كلمات المرور مع أحد، وضرورة الإبلاغ الفوري عن أي تهديد يصلهم.
قبل دخول المدارس.. كيف تحمي أطفالك من التنمر الإلكتروني؟https://t.co/4AVYWa6aVC
— 24.ae | منوعات (@24Entertain) August 25, 2024في هذا الشأن دعت مايا زغيب، الأسرة إلى ضرورة قضاء وقت أطول مع الأطفال لتعليمهم السلوك المُناسب، والمراقبة المستمرة للأطفال وتتبع سلوكهم داخل العالم الرقمي، و التعامل الفوري والجدي مع شكاوي الأطفال التي يتعرضون لها.
أدوات مُهمةوعن الأدوات المساعدة في حماية الأطفال ومراقبة وتتبع أنشطتهم الرقمية، أشارت خبيرة التكنولوجيا الرقمية والتسويق الإلكتروني، إلى وجود أدوات مهمة تُتيح التحكم في وصول الأطفال إلى مواد البالغين والمساعدة في حمايتهم من المحتالين عبر الإنترنت.
وذكرت مايا، أنه يمكن تفعيل هذه "الرقابة الأبوية" عن طريق مميزات موجودة في عدد من المنصات الاجتماعية مثل "انستغرام" و"تيك توك"، ومتصفح جوجل كروم، وغيرها، حيث يُمكن عبر تطبيق "فاميلي لينك Family Link"، الذي يُتيح وضع حدود زمنية لبقاء الأطفال على الإنترنت، فضلاً عن التحكم في مدى وصول الآخرين بمحتواهم إلى الأطفال، وتقييد تنفيذ الأطفال لعمليات الشراء أونلاين، وكذلك التحكم في تنزيل برامج وتطبيق معينة قد تكون خبيثة.
ومن المزايا الأخرى التي تشير إليها مايا زغيب، هي ميزة "الاقتران العائلي Family Pairing"، الموجودة عبر تطبيق "تيك توك"، والتي تُتيح للآباء إيقاف التعليقات على مقاطع الفيديو الخاصة بأطفالهم تماماً، أو السماح بها للأصدقاء فقط.
هذا بجانب خاصية "أمان العائلة Family Safety"، الموجودة في التطبيق ذاته، والتي تتيح للآباء تقييد استخدام أطفالهم للتطبيق، وتحديد المدة الزمنية لهم عند استخدام التطبيق، وهو يجعلهم ينظمون أوقات أطفالهم بين اللعب والتعلم والواجبات وغيرها.
وفي جوجل كروم، توضح مايا، وجود "إكستينشن" داخل المُتصفح يُمكن تثبيتها عليه بشكل مجاني، تُعطي للآباء، ميزة حظر دخول الأطفال على مواقع معينة قد تحمل محتوى جنسي، لافتةً إلى أنها كلها أمور تنظيمية تأتي تحت بند الرقابة الأبوية وحماية الأطفال وتنظيم وصولهم إلى المحتوى المُناسب إلى أعمارهم.
للمدرسة دور مُهم وأساسي أيضاً، وفق ما تشير إليه مايا زغيب، حيث تعمل على تعليم الأطفال وزيادة معرفتهم وتثقيفهم نحو الأمان الرقمي.
وفي هذا الصدد، تُشير مايا، إلى أن واحد من كل 5 أطفال مستخدمي التطبيقات والمنصات الرقمية، قد يتعرضون لرسائل جنسية وغير سليمة من غرباء ينخرطون معهم في الألعاب الإلكترونية أو في المُحادثات الخاصة بهذه الألعاب، وهو ما يجعل من التوعية سلاح أساسي لدفاع الأطفال عن أنفسهم.
وبشأن ذلك، توضح مايا، إلى ضرورة استعانة المدرسة بالخبراء للتواصل مع الأطفال داخل الحصص الدراسية لتعليمهم آليات الأمان الرقمية والحماية، وتدريبهم على الإرشادات الواجب اتباعها لمنع تعرضهم لمخاطر المحتوى الجنسي، فضلاً عن تدريبهم على التفكير النقدي السليم الذي يمكنهم من التفرقة بين المحتوى السليم والضار.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإنترنت العالم الرقمی الأطفال على فی هذا
إقرأ أيضاً:
جيل الإنترنت يفضل روبوتات الدردشة على البشر والقلق يتصاعد
وكالات
أصبح أصغر أفراد جيل الإنترنت، من المراهقين والأطفال، يلجأون بشكل متزايد إلى رفقاء الذكاء الاصطناعي في كل شيء، بدءاً من الترفيه الخفيف ووصولاً إلى النصائح العاطفية العميقة.
ووفقاً لصحيفة “نيويورك بوست”، فإن جيلي “Z” و”ألفا” يتصدران هذا التوجه الجديد الذي بات يغيّر شكل العلاقات الاجتماعية التقليدية.
وبينما تتراوح أعمار جيل Z بين 13 و28 عامًا، يمتد جيل ألفا من حديثي الولادة حتى عمر 12 عاماً، ومع تسارع وتيرة تطور أدوات الذكاء الاصطناعي خلال السنوات القليلة الماضية، باتت روبوتات المحادثة الخيار الأول للمستخدمين في حالات عديدة، ما يعكس تحوّلاً عميقًا في أنماط التفاعل البشري.
في دراسة حديثة أجرتها مؤسسة Common Sense Media خلال مايو 2025، تم استطلاع آراء أكثر من 1000 مراهق أمريكي تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عامًا.
وكانت النتائج مفاجئة: 52% منهم يستخدمون روبوتات الدردشة الذكية لأغراض اجتماعية مرة واحدة على الأقل شهريًا.
وتنوعت استخداماتهم ما بين التدرب على بدء المحادثات، والتعبير عن المشاعر، وتقديم النصائح، وحل النزاعات، وحتى الدفاع عن النفس، والأهم، أن نحو 40% منهم أكدوا أنهم طبقوا هذه المهارات فعليًا في تفاعلات اجتماعية حقيقية.
ورغم الفوائد المحتملة، حذر مؤلفوا الدراسة من آثار جانبية خطيرة، أبرزها تشكيل سلوكيات معادية للمجتمع، والتعرض لمحتوى لا يتناسب مع أعمار المستخدمين، فضلًا عن إمكانية تقديم نصائح ضارة دون رقابة كافية.
وفي فقرة صريحة من التقرير، كتب الباحثون: “لا ينبغي لأي شخص دون سن 18 أن يعتمد على رفقاء الذكاء الاصطناعي”، واعتبروا أن المنصات الحالية تفتقر إلى أدوات تحقق فعالة من العمر، مما يجعل من السهل على الأطفال تجاوز القيود والولوج إلى هذه الأدوات دون إشراف.
وأظهرت البيانات أن 33% من المراهقين يفضلون التحدث إلى روبوتات الذكاء الاصطناعي على التفاعل مع أشخاص حقيقيين، خصوصًا في المحادثات الجادة، بينما أبدى 34% من المستخدمين شعورًا بالانزعاج من نوعية الردود أو غياب الجانب العاطفي في التفاعل مع الروبوتات.
ويتضاعف القلق عندما يصبح الذكاء الاصطناعي ملاذًا لمن يعانون من مشكلات عاطفية أو نفسية حادة. إذ تشير خبراء مثل المستشارة الكندية “نيلوفر إسماعيل بور” إلى أن روبوتات الدردشة لا يمكنها فهم الأسباب العميقة وراء سلوكيات البشر أو استيعاب تعقيداتهم النفسية.
وقالت في تصريح سابق: “مهما بلغت تطورها، تظل أدوات الذكاء الاصطناعي مجرد أنظمة تعتمد على بيانات ضخمة واستجابات مبرمجة، لا يمكنها أن تحل محل دعم إنساني حقيقي، خصوصًا في الحالات الحساسة كالأفكار الانتحارية.”