استنكر الرئيس السابق لحزب البناء والتنمية المصري، ورئيس مركز حريات للدراسات السياسية والاستراتيجية، طارق الزمر، الاتهامات التي وجّهها له الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الإسرائيلي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، إيهود يعاري، على خلفية مواقف الأول الداعمة للقضية الفلسطينية.

وقال الزمر، في تصريحات خاصة لـ"عربي21": "هذه الاتهامات تتجاهل الحقائق، وتعمل على تشويه مواقفي التي تستند إلى مبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان؛ فأنا أؤمن بأن الدفاع عن الحق الفلسطيني ليس فقط واجبا قانونيا وأخلاقيا، بل هو جزء من التزامي الشامل بالدفاع عن حقوق الإنسان والعدالة في جميع أنحاء العالم".



وكان يعاري، الذي تعد كتاباته مرجعا لصناع القرار والجمهور في إسرائيل، نشر مقالا مطولا، الأربعاء الماضي، اتهم فيه الزمر بـ "التطرف" بسبب دعمه للقضية الفلسطينية.

ووصف يعاري الزمر بأنه "داعم جديد ومفاجئ ومن أبرز المؤيدين لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار".


وأضاف الزمر: "إن موقفي من القضية الفلسطينية واضح وثابت وراسخ لأبعد مدى، وهو مستمد من التزامي بمبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان. الشعب الفلسطيني، مثل أي شعب آخر، له الحق في تقرير مصيره والعيش بكرامة على أرضه، ودعم هذا الحق ليس تطرفا بأي صورة من الصور، بل هو استجابة طبيعية للظلم الذي يعانيه الفلسطينيون منذ عقود".

ولفت رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى أن "المجتمع الدولي، من خلال قرارات الأمم المتحدة والمواثيق الدولية، قد أكد مرارا وتكرارا على حق الفلسطينيين في الاستقلال وإنهاء الاحتلال".

وتابع: "إن اتهامي بدعم التطرف هو محاولة لتشويه مواقفي العادلة، وهو هروب من مواجهة التطرف الحقيقي الذي تتزعمه حكومة نتنياهو الاستثنائية في تاريخ الصراع"، مضيفا: "إن نضال الفلسطينيين ضد الاحتلال ليس تطرفا، بل هو ممارسة لحق مشروع في مقاومة الظلم، وهو حق أقرته القوانين الدولية ويدعمه الضمير العالمي".

الالتزام بالعدالة العالمية

واستطرد الزمر قائلا: "إن دفاعي عن الحق الفلسطيني ليس موقفا معزولا، بل هو جزء من التزامي العالمي بدعم العدالة وحقوق الإنسان. لقد أطلقت في عام 2019 (مبادرة مرحبا أخي للتعايش بين الحضارات)، ردا على الهجوم الإرهابي على مسجدي كرايستشيرش في نيوزيلندا، وقد كانت هذه المبادرة دعوة لمحاصرة العنصرية وتعزيز التفاهم بين الثقافات والأديان".

وزاد: "كما أنني دعمت نضال السود في أمريكا ضد العنصرية، وكنت من المدافعين عن حقوق الروهينغا في ميانمار والإيغور في الصين، فضلا عن دفاعي عن حقوق الأقباط في بلدي مصر. هذه القضايا تعكس التزامي بحقوق الإنسان والعدالة للجميع، بغض النظر عن العرق أو الدين أو الموقع الجغرافي. إن موقفي من هذه القضايا العالمية يظهر بوضوح أنني أؤمن بالعدالة والكرامة لكل إنسان، وأنني أسعى دائما لتحقيقها".


وشدّد رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والاستراتيجية، على أن "اتهامات إيهود يعاري لي بالتطرف هي اتهامات باطلة تهدف إلى تشويه مواقفي العادلة. إن دعمي للحق الفلسطيني ينبع من إيماني بالعدالة وحقوق الإنسان، وهو جزء من التزامي بالدفاع عن حقوق الشعوب المضطهدة في كل مكان".

وأكمل: "أنا أوقن أيضا بأن الاحتلال هو عين التطرف، بل هو الإرهاب الحقيقي، ولا يمكن أن يوصم من يدافع عن حق شعبه بالحياة الكريمة بالإرهاب والتطرف، ولا سبيل للسلام العالمي بغير حرية واستقلال الشعوب وكرامتها فضلا عن الاحترام المتبادل بين الحضارات فهو السبيل لتحقيق السلام والعدالة في العالم".

وأردف: "في هذا السياق، جاء دعمي للربيع العربي وحقوق الإنسان العربي؛ فهو ينبع من إيماني بحق الشعوب في الحرية والديمقراطية. لقد كانت الثورات السلمية التي شهدتها بعض الدول العربية تعبيرا عن رغبة الشعوب في التخلص من الظلم والاستبداد. لقد دعمت، ولا زلت أدعم، حق هذه الشعوب في الثورة السلمية من أجل ديمقراطية حقيقية، وأؤمن بأن الحلول السلمية والتفاوضية هي السبيل الأمثل لتحقيق الاستقرار والازدهار في المنطقة".

وواصل حديثه بالقول: "كما أنني كنت، ولا زلت، أدافع عن حقوق الإنسان العربي والمعارضين العرب على وجه الخصوص الذين يعانون من الاضطهاد في بلادهم ويتعرضون للمضايقات في المنفى. إن الدفاع عن هؤلاء المعارضين هو جزء من التزامي بحماية حقوق الإنسان في كل مكان، وهو موقف ينبع من إيماني بأن الحرية والكرامة هما حق لكل إنسان".

وشدّد الزمر على أن مواقفه تجاه القضية الفلسطينية والقضايا العالمية الأخرى "ليست مواقف جزئية أو متحيزة، بل هي جزء من رسالة أوسع تهدف إلى تعزيز العدالة والكرامة الإنسانية في جميع أنحاء العالم؛ فأنا أؤمن بأن العدالة غير قابلة للتجزئة، وأن النضال من أجل حقوق الفلسطينيين هو جزء من نضال عالمي ضد الظلم والاضطهاد".

وقال: "موقفي هذا يتجلى في دعمي الدائم للقضايا العادلة حول العالم، سواء كان ذلك في فلسطين، أو أمريكا، أو ميانمار، أو الصين؛ فالعدالة لا تعرف حدودا، والنضال من أجل حقوق الإنسان هو واجب عالمي يتطلب منا جميعا الالتزام به".

واختتم بقوله: "مواقفي ليست متطرفة على الإطلاق، بل التطرف أصيل ومتجذر في إسرائيل حيث العنصرية، والاحتلال، وحرب الإبادة، وإهانة القانون الدولي، وتجريح المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، والحقيقة أن كل مَن يقف في وجه ذلك يستند إلى مبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان"، مُشدّدا على أن "العدالة والكرامة هما حق لكل إنسان، وسأستمر في الدفاع عن هذه المبادئ في كل مكان وزمان".

يُشار إلى أن الزمر كتب، خلال الأشهر الماضية، مقالات مختلفة في "عربي21" تدين بشكل واضح العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة للشهر العاشر على التوالي، والذي خلّف أكثر من 134 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

ومؤخرا، أصدر الزمر كتابا حمل عنوان: "طوفان الأقصى والخرائط السياسية الجديدة" ناقش فيه التطورات السياسية الأخيرة في المنطقة وتداعياتها على الأوضاع الجيوسياسية، خاصةً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والصراع الإسرائيلي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية الإسرائيلي السنوار القضية الفلسطينية غزة إسرائيل غزة القضية الفلسطينية السنوار المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القانون الدولی وحقوق الإنسان حقوق الإنسان عن حقوق

إقرأ أيضاً:

قومي حقوق الإنسان يكرم أبطال مسلسل ظلم المصطبة

كتب- محمد نصار:
تصوير- أحمد مسعد:

أشادت لجنة التحكيم بالمجلس القومي لحقوق الإنسان، بمسلسل "ظلم المصطبة"، من تأليف أحمد فوزي صالح، وإخراج هاني خليفة ومحمد علي، وسيناريو وحوار إسلام حافظ، حاتم حافظ، ومحمد رجاء.

وقد أبرزت اللجنة في حيثيات اختيارها تميز المسلسل بتكامل عناصره الفنية، ونجاحه في إعادة اكتشاف بيئات محلية ثرية بالتناقضات والفضاءات الجمالية، طالما أغفلتها الدراما لعقود. كما استعاد العمل رموزًا راسخة من الثقافة الشعبية، ما زالت تحكم السلوك الإنساني وتوجه العلاقات الاجتماعية في عدد من البيئات.

وقالت: بجرأة لافتة، يتناول المسلسل المجتمع المحافظ، كاشفًا عن اختلالاته البنيوية، من خلال نقده لهيمنة التسلط الذكوري المقترن بخطابات دينية متشددة، وانحيازه ضد الفئات الضعيفة والمهمّشة.

وأضافت: من المثل الشعبي "ظلم المصطبة ولا عدل المحكمة"، يستمد المؤلف رؤيته، ليؤسس لعالم درامي يعكس وعيًا عميقًا بحضور الطقس الاجتماعي، وسطوة القيم القبلية، ونبذ مفهوم العدالة المؤسسية، في مقابل التمسك بالمجالس العرفية البدائية.

وقدّم العمل شخصيات تحتفي بضعفها الإنساني، وتعبر عن هزيمتها وخذلانها بكثير من الحساسية والصدق الفني، كاشفة عن التصدعات في جدار القوة الظاهرية.

وتمكّن المخرجان، إلى جانب كتّاب السيناريو، من منح الحبكة بعدًا حيًا نابضًا، ونسج الإيقاع الدرامي بأسلوب مشوق حافظ على جاذبية السرد، مدعومًا بأداء تمثيلي رفيع، تميز بالتنوع والانسجام بين عناصره.

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

ظلم المصطبة قومي حقوق الإنسان أحمد عزمي

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة "قومي حقوق الإنسان" يناقش تأثيرات مواقع التواصل الاجتماعي أخبار "قومي حقوق الإنسان" يتابع تطبيق التأمين الصحي الشامل بدمياط أخبار "قومي حقوق الإنسان" يشارك بأعمال الأمم المتحدة حول الحق في التنمية بجنيف أخبار "قومي حقوق الإنسان" و"حماية المنافسة" يناقشان حقوق الإنسان والتنافسية العادلة أخبار

إعلان

إعلان

أخبار

"قومي حقوق الإنسان" يكرم أبطال مسلسل "ظلم المصطبة"

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

سر انهيار إمبراطورية نوال الدجوي.. مجدي الجلاد يوضح الأسباب الحقيقية ابتداءً من الغد.. الدائري يودع ميكروباصات الأجرة بين الأكاديمية والزراعي للإعلان كامل للإعلان كامل 27

القاهرة - مصر

27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • التجارة: عُمان تمتلك إطارا قانونيا متقدما لحماية الملكية الفكرية وحقوق المستثمرين
  • مؤتمر الدوحة يناقش الذكاء الاصطناعي وحقوق الإنسان.. رؤى لمستقبل إعلامي أكثر إنسانية
  • برلماني: المواطن شبع كلام من الأحزاب
  • وزارة العدل وحقوق الإنسان تدين قرار “اليمنية” بعدم قبول تذاكر السفر الصادرة من صنعاء
  • قومي حقوق الإنسان يكرم أبطال مسلسل ظلم المصطبة
  • حين يتهجم وزير العدل على مؤسسات دستورية
  • البُعد الأخلاقي في مسيرة الابتكار الإنساني (1- 3)
  • وزير العدل يتفقد العمل في دائرة القضاء العسكري والمحاكم العسكرية
  • مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين تطلق منصة إلكترونية لتلقي طلبات المشاركة في المسيرة العالمية إلى غزة  
  • أبو العلا: مصر تقف مع الحقوق الفلسطينية وترفض الاستيطان الإسرائيلي