قال الدكتور محمود محيي الدين المدير التنفيذي وعضو مجلس إدارة صندوق النقد الدولي، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل أجندة 2030 للتنمية المستدامة، إن الوضع في العالم العربي يدعو لمزيد من المراجعة، خاصة أن من الدول العربية النفطية ما بدأ بالفعل بالاستعداد لعصر ما بعد البترول، مشيرًا إلى أن توطين التنمية في عالم شديد التغير يأتي في ظل عالم به مربكات كثر، مثل العوامل الديموغرافية، والتوترات الجيوسياسية، وتغير المناخ والأوبئة وغيرها، وتتطلب هذه المربكات الاستعداد لها بشكل دائم.

وذكر أن هناك فائضا من الأزمات يسيطر على العالم خلال السنوات الماضية، من خلال وجود أزمات في المديونية والأزمات المالية، والصراعات الدولية، وهذه الصراعات ألقت بآثار سلبية على بلدان عالم الجنوب.

وأوضح أن العالم العربي يواجه العديد من المشاكل والأزمات، مشيرًا إلى أن منظمة الإسكوا في تقريرها عن التنمية المستدامة في 2024، أوضحت أن 20% من سكان الوطن العربي يعيشون تحت الفقر بالإضافة إلى جانب عدد آخر من أزمات التنمية التي رصدها التقرير.

أمن واستقرار مصر

وأشار إلى أن دولا عربية حققت الأمن والاستقرار منوهًا ما حققته مصر من أمن واستقرار بعد معضلات كبري منذ 2011، ما يدعو إلى تدعيمه والبناء عليه من خلال قيام المؤسسات الاقتصادية بدورها في النمو المنشود والاهتمام برأس المال البشري، خاصة وأن مصر مؤهلة بكافة المقومات للتنوع الاقتصادي أن تحقق التقدم المنشود.

الزيادة السكانية تعتبر مربكة اقتصادية

وأفاد بأن المربكات الديموغرافية يمكن في بعض الحالات أن يتم النظر إليها بشكل عملي، فمثلًا الزيادة السكانية تعتبر مربكة اقتصادية، إلا أن دولًا مثل الهند والصين الأكبر سكانًا نجحتا في القضاء على الفقر المدقع، وهو الهدف الأول من أهداف التنمية المستدامة، فمعدل النمو السكاني لم يصبح عبئًا في هذه الدول وتم استغلاله بشكل إيجابي من خلال الاستثمار في البشر.

جاء ذلك خلال حديث محيي الدين في ندوة نظمتها مكتبة الإسكندرية بمقرها بالقرية الذكية، وشارك فيها الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور أشرف العربي رئيس معهد التخطيط القومي، والدكتورة مروة الوكيل رئيس قطاع البحث الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية، والدكتور محمود عزت رئيس مكتب الأبحاث الاستراتيجية بالمكتبة، والدكتور صفي الدين خربوش أستاذ العلوم السياسية والدكتور محمد عفيفي أستاذ التاريخ بجامعة القاهرة والدكتور أحمد غنيم أستاذ الاقتصاد الدولي، وعدد من الباحثين والأكاديميين، وأدار الندوة اللواء الدكتور أحمد الشربيني مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بمكتبة الإسكندرية.

قمة المستقبل

وقال الدكتور محمود محيي الدين إنه ستنعقد خلال الأسابيع المقبلة قمة المستقبل وهي محاولة لإعادة إحياء العمل والتعاون الدولي رغم الأزمات والصراعات الحالية ومنها استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، والحرب على الغزة وسوف تناقش هذه القمة عدة موضوعات منها التنمية المستدامة والسلم والأمن الدولي والعلوم والتكنولوجيا والشباب وتطوير الحوكمة الدولية.

وأضاف أنه على المستوى الإقليمي هناك تطورات أهمها ما يحدث في تجمع الآسيان الذي وصل عدد أعضائه إلى عشر دول وتشهد دوله نموًا مستمرًا حيث وصل الناتج المحلي الإجمالي لتجمع الآسيان 4.2 تريليون دولار ومتوسط دخل الفرد لهم 6200 دولار في السنة وهي أعلى نموًا من دول العالم العربي.

وذكر أن أوروبا في وضع صعب حيث تعاني من أزمات التنافسية والأمن وأزمة الطاقة بسبب سوء سياسات الطاقة الأوروبية، وبالتالي فإن التعويل على أن الحلول ستأتي كهبات من أوروبا في مسألة التجارة والاستثمار ليس في محله فالعلاقات الدولية قائمة على الاستفادة والنفع المتبادل، مشيرًا إلى أن أفريقيا بها فرص للنمو رغم وجود مشاكل وصراعات في بعض المناطق المحددة إلا أنها قارة الفرص الواعدة بمجالاتها المختلفة ونحن في حاجة إلى مزيد من التعاون في أفريقيا.

العديد من التحديات

وأضاف، «على المستوى الوطني والمحلي فإن هناك عددًا من المحددات يجب أخذها في الاعتبار»، لافتًا إلى وجود عدد من التحديات تتطلب وضع حلول عاجلة لها، ولافتًا إلى أن توطين التنمية يتطلب عدة اعتبارات فبعض الأمور تتطلب مركزية في القرار والبعض الآخر يتطلب اللا مركزية.

اقرأ أيضاًارتفاع جماعي للمؤشرات.. البورصة تختتم تعاملات اليوم على تداولات بـ 5.89 مليار جنيه

غرفة الصناعات الهندسية تعلن تشكيل المجلس التأسيسي لقطاع صناعة الاسطمبات

الاحتياطي انخفض 50%.. المالديف تواجه أزمة مالية قد تعرّضها للإفلاس

مرتفعة 20%.. 1.5 مليار دولار صادرات الملابس الجاهزة خلال 7 أشهر

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: صندوق النقد الدولي العالم العربي العلاقات الدولية الدكتور محمود محيي الدين أزمة الطاقة توطين التنمية الأزمات المالية الصراعات الدولية المؤسسات الاقتصادية أزمة المديونية أمن واستقرار مصر العالم العربی محیی الدین ا إلى أن

إقرأ أيضاً:

الخدمات الطبية بوزارة الداخلية تنظم منتدى الصحة والأمن في الحج

تحت رعاية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، تنظم الإدارة العامة للخدمات الطبية بوزارة الداخلية، منتدى الصحة والأمن في الحج في نسخته الثانية، خلال الفترة من 20 ذي القعدة (1446)هـ حتى (2) ذي الحجة 1446 هـ، الموافق من (18) - (29) مايو (2025)م، بنادي منسوبي وزارة الداخلية بمكة المكرمة.

وكان المنتدى قد استهل أعماله بثلاث ورش عمل أقيمت خلال الفترة من (20) إلى (22) ذو القعدة 1446هـ، وناقشت الابتكار التقني في إدارة الأزمات خلال الحج، وبناء النموذج الابتكاري من الفكرة إلى التنفيذ، والابتكار الصحي ونموذج العمل "أمثلة على إدارة الحشود".

فيما تنطلق غدًا مسابقة "الهاكاثون الصحي الأمني" لمدة يومين، يليها يومي (1) و(2) ذا الحجة (1446)هـ معرض وجلسات حوارية ومحاضرات علمية في نادي منسوبي وزارة الداخلية بمكة المكرمة، بمشاركة نخبة من المتخصصين في المجالات ذات العلاقة.

ويهدف المنتدى إلى تعزيز التكامل بين الجهات الصحية والأمنية في موسم الحج من خلال تبادل الخبرات، وطرح حلول ذكية لإدارة الأزمات، وتطوير كفاءات العاملين في هذا المجال، ولمزيد من التفاصيل زيارة موقع المنتدى https://www.sfhm.med.sa/hajj1446.

الحجوزارة الداخليةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • الدكتور إسماعيل كمال يطلق مبادرة " أسوان بلا إدمان "
  • الأمم المتحدة: العديد من العائلات في غزة نزحت أكثر من 12 مرة
  • شيخ الأزهر: يجب أن تدور ماكينة الإعلام العربي صباح مساء على «غزة»
  • شيخ الأزهر: يجب أن تدور ماكينة الإعلام العربي صباح مساء على «غزة»
  • محيي الدين صالح كامل رئيسًا لنادي الاتحاد في الموسم المقبل
  • الخدمات الطبية بوزارة الداخلية تنظم منتدى الصحة والأمن في الحج
  • الداخلية تنظم منتدى الصحة والأمن في الحج
  • إلياس رودريجز… صوت الغضب الفردي في زمن الصمت العربي
  • الفقر والحرمان يفاقمان المعاناة في اليمن خلال سنوات الحرب
  • اليمن: الفقر وسوء التغذية يفاقمان معاناة الأطفال خلال سنوات النزاع الدموي