نتنياهو بمرمى نيران المعارضة بعد العثور على جثث الأسرى
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
تصاعد حجم الغضب وحدة الانتقادات في إسرائيل ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عقب إعلان جيش الاحتلال اليوم الأحد العثور على جثث 6 محتجزين داخل نفق بقطاع غزة، وذهب بعض معارضيه إلى القول إنه "سيؤخر صفقة الأسرى حتى يموت الجميع".
ونقلت شبكة "سي إن إن" عن منتدى عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة في خطاب موجه لنتنياهو بتحمل مسؤولية إفشال صفقة التبادل مع المقاومة الفلسطينية والإهمال ومقتل المحتجزين.
كما طالبه بالتوقف عن إلقاء اللوم على الجميع وتحمل مسؤولية إخفاقاته، مؤكدا أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ليست وحدها المسؤولة عن إفشال الصفقة وأنه يتوقع من نتنياهو فعل كل شيء لاستعادة المحتجزين.
من جهتها، نقلت صحيفة إسرائيل اليوم عن رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (موساد) ديفيد برنيع في اجتماع مع عائلات الأسرى أنه يفضل الانسحاب من محوري فيلادلفيا ونتساريم لإعادة "المختطفين".
وقال برنيع إنه "ليست هناك حاجة لمحوري فيلادلفيا ونتساريم على المستوى العملياتي"، متهما نتنياهو بالعمل على تأخير صفقة الأسرى حتى يموت الجميع"، في إشارة إلى بقية المحتجزين لدى المقاومة.
كما قال رئيس الموساد إن الخلافات بين إسرائيل وحماس بشأن عودة سكان غزة إلى شمال القطاع أكثر تعقيدا من محور فيلادلفيا، ولا لها حل في الوقت الحالي، وأن الحل المحتمل بشأن عودة سكان شمال القطاع مؤلم من وجهة نظر إسرائيل، حسب تعبيره.
بيني غانتس: المختطفون يموتون ويتم إجلاء أطفال الشمال والمجتمع الإسرائيلي ينهار#حرب_غزة pic.twitter.com/vAAYl8Hx7t
— قناة الجزيرة (@AJArabic) September 1, 2024
"سيختلق أي عذر"في السياق ذاته، نقل موقع "والا" عن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت تعليقا على مقتل الرهائن الست، أن نتنياهو قرر إنقاذ الائتلاف الحكومي بدلا من "المختطفين"، مؤكدا أنه "سيختلق أي عذر لتأخير إبرام الصفقة حتى يموت الجميع".
وطالب الوزير مجلس الوزراء السياسي والأمني "التراجع فورا عن قرار البقاء في محور فيلادلفيا"، قائلا إن "الأوان قد فات على المختطفين الذين قتلوا لكن يجب إعادة الذين ما زالوا في الأسر".
واندلعت مواجهة حادة واشتباك غير مسبوق بين غالانت ونتنياهو يوم الخميس بعد مناقشة الكابينت إبقاء السيطرة على محور فيلادلفيا بغزة ومعارضة غالانت الشديدة لهذا القرار كونه يعيق التوصل لاتفاق لتبادل الأسرى.
"فاسد ومغرور"ونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مسؤول كبير في الحكومة قوله إن نتنياهو يحبط التوصل إلى صفقة، كي لا تسقط حكومته.
ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مسؤول حكومي كبير قوله إن الجميع يعرف أن نتنياهو فاسد ومغرور وجبان، لكن انكشف أخيرا أنه عديم الإنسانية بدرجة وحشية.
وتعليقا على هذه الانتقادات، اتهم نتنياهو حركة حماس بقتل الأسرى الستة، وتوعد بملاحقة قادة الحركة والقضاء عليهم. ووصف "هذا اليوم بأنه صعب للغاية، بعد تخليص جثث 6 من الأسرى، ومقتل 3 من قوات الأمن في هجوم شرق معبر ترقوميا غرب الخليل".
وفي بيان ردا على الاتهامات ضده، قال نتنياهو إن "الجهود لتحرير المخطوفين متواصلة منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي وحماس ترفض إجراء مفاوضات حقيقية"، وأضاف أن إسرائيل "لن تهدأ حتى تصل إلى قتلة الرهائن في حماس".
وفي أول تعليق أممي، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن انتشال جثث إسرائيليين كانوا محتجزين في غزة تذكير بالحاجة للإفراج عن جميع "الرهائن" وإنهاء ما وصفه بكابوس الحرب في القطاع.
"قُتلوا بسبب القصف"وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق اليوم الأحد استعادة جثث 6 محتجزين بعد العثور عليها داخل نفق بمنطقة رفح جنوبي قطاع غزة مؤكدا تحديد هوياتهم، في حين أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن حزنه على وفاة أحدهم.
من جهتها، أعلنت حركة حماس أن الأسرى قتلوا بالقصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وحمّلت حكومة نتنياهو والإدارة الأميركية المسؤولية عن مقتلهم ومقتل من سبقهم من الأسرى.
وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن من بين الجثث الست التي عثر عليها في غزة جثة الإسرائيلي الأميركي هيرش غولدبرغ بولين، معبرا عن حزنه وغضبه لوفاته.
وكانت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- نشرت في أبريل/نيسان الماضي تسجيلا مصورا للأسير بولين هاجم فيه حكومة بنيامين نتنياهو واتهمه بالإهمال والتقاعس عن العمل على الإفراج عنه وعن بقية المحتجزين.
وقبل العثور على الجثث الست كانت إسرائيل تقول إنه ما زال هناك 107 أسرى في غزة، بينهم عدد من القتلى.
وقالت حماس في بيانات سابقة إن عشرات الأسرى قتلوا جراء القصف الإسرائيلي في أنحاء القطاع خلال الحرب المستمرة منذ 11 شهرا.
ومع كل إعلان عن استعادة الجيش الإسرائيلي جثث أسرى من غزة، تتصاعد الاحتجاجات في إسرائيل والاتهامات الموجهة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعرقلة مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل: تعديلات حماس على مقترح وقف إطلاق النار بغزة غير مقبولة
أعلنت إسرائيل، السبت، موقفها بشأن تعديلات حماس على المقترح القطري لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وقالت إنها "غير مقبولة".
جاء ذلك في بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وقال بيان مكتب نتنياهو: "تم تسليم التعديلات التي طلبها حماس على الاقتراح القطري إلى إسرائيل الليلة الماضية، وهي غير مقبولة بالنسبة لإسرائيل".
لكن بيان مكتب نتنياهو أكد أنّ رئيس الوزراء وجه بالموافقة على الدعوة لإجراء محادثات غير مباشرة.
وقال البيان: "بعد تقييم الموقف، وجّه نتنياهو بالموافقة على الدعوة لإجراء محادثات غير مباشرة، ومواصلة الاتصالات لاستعادة أسرانا، على أساس الاقتراح القطري الذي وافقت عليه إسرائيل".
وأضاف: "سيغادر فريق التفاوض غدًا (الأحد) إلى قطر لإجراء المحادثات".
فيما تقول صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن أبرز العقبات أمام التوصل لاتفاق تتمثل في إصرار حماس على أن تشرف الأمم المتحدة على توزيع المساعدات، وهو ما ترفضه إسرائيل.
كما تطالب حماس بضمانات بعدم استئناف الحرب عقب انتهاء هدنة الـ60 يوما، فضلًا عن خلافات بشأن هوية الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم.
وبحسب وسائل إعلام عبرية، من بينها صحيفة "هآرتس" فإنّ تفاصيل الصفقة المقترحة، تتضمن إطلاق سراح نصف عدد الأسرى الإسرائيليين الأحياء ونصف عدد الجثامين (10 أحياء و18 جثمانًا) على مراحل خلال 60 يومًا.
في المقابل، تفرج إسرائيل عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين الذين تحتجزهم، وتسحب قواتها تدريجيا من مناطق متفق عليها داخل غزة، وهو بند قد يشكل نقطة خلاف لتل أبيب التي تطالب بنزع سلاح حماس، ونفي قادتها للخارج.
في المقابل، تتواصل الضغوط الشعبية من عائلات الأسرى الإسرائيليين، ويطالبون بصفقة كاملة، تشمل كافة الأسرى المحتجزين أحياء وأمواتا.
ومساء الجمعة، قالت حماس إنها سلمت الوسطاء ردها على المقترح بعدما أكملت بخصوصه مشاوراتها الداخلية ومع الفصائل والقوى الفلسطينية.
ووصفت ردها على المقترح بأنه "اتسم بالإيجابية"، وأكدت "جاهزيتها بكل جدية للدخول فورا في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ" المقترح.
ولم تتحدث المصادر الرسمية المعنية عن تفاصيل المقترح.
وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و400 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وبينما لم تكشف حماس عن فحوى ردها على المقترح، قالت هيئة البث العبرية الرسمية، نقلا عن مصادر مطلعة لم تسمها، إن حماس ما زالت تُصر على 3 مطالب أساسية لتعديل بنود الاتفاق.
وأضافت المصادر أن المطلب الأول يتعلق بالعودة إلى نموذج توزيع المساعدات الإنسانية السابق، والثاني يتعلق بما سيحدث بعد انقضاء فترة الـ60 يوما من وقف إطلاق النار، فبينما ترى إسرائيل أن انتهاء المدة دون اتفاق يسمح باستئناف الحرب، تُصر حماس على تمديد وقف إطلاق النار حتى دون اتفاق نهائي.
أما المطلب الثالث فإنه يركز على خريطة انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، إذ تطالب حماس بانسحاب واضح وملموس من المناطق التي ينتشر فيها الجيش داخل القطاع.
ومن المقرر أن يغادر نتنياهو صباح الأحد إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفق "هآرتس".
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية (خاصة) عن مسؤولين إسرائيليين لم تسمهم، أن ترامب قد يعلن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، خلال اجتماعه مع نتنياهو، الاثنين.
يذكر أن المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى أكدوا مرارا أن نتنياهو يواصل الحرب استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، لا سيما استمراره في السلطة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت هذه الحرب أكثر من 193 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.