جهود وطنية لتعزيز الوعي البيئي في عُمان.. وتطبيق أفضل الممارسات العالمية للحفاظ على التنوع البيولوجي
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
الرؤية- ريم الحامدية
تواصل هيئة البيئة جهود تعزيز الوعي البيئي لدى زوار خريف ظفار، والتأكيد على أهمية صون الطبيعة والحفاظ عليها، وذلك من خلال تنفيذ عدد من الحملات والمبادرات مثل الفيديوهات التوعوية بمخاطر أكياس التسوق البلاستيكية والتشجيع على الانتقال لاستخدام أكياس صديقة للبيئة، وذلك بالتعاون مع مطارات عُمان وبلدية ظفار.
وقالت الهيئة- في تصريحات لـ"الرؤية"، إن البلاستيك يؤثر بشكل كبير على البيئة البحرية كونه مادة لا تتحلل وتبقى مدى الحياة، إذ إن الحيوانات البحرية لا تستطيع التمييز بين الطعام والبلاستيك ما يؤدي إلى ابتلاع أكياس البلاستيك التي تتسبب في حدوث انسدادات بالجهاز الهضمي ونفوق هذه الكائنات، لافتة إلى أن مخلفات الصيد البلاستيكية مثل الشباك والخيوط تؤدي إلى حبس الكائنات البحرية بها وموتها، كما أن البلاستيك يتأثر بدرجات الحرارة والملوحة والعمليات الكيميائية، وبالتالي يتكسر ويتجزأ وينتقل إلى هذه الكائنات عبر السلسلة الغذائية.
وأشارت هيئة البيئة إلى أنها تنفذ حملات غوص بشكل سنوي لتنظيف بيئات الشعاب المرجانية في مختلف محافظات سلطنة عمان، موضحة: "يتم انتشال كميات من مخلفات الصيد كالشباك والخيوط ومخلفات أخرى والتي تتكون من مواد بلاستيكية وغيرها، حيث تم تنفيذ 28 حملة خلال العام 2023م في مختلف المحافظات وبمشاركة مختلف الجهات الحكومية والشركات والفرق التطوعية، وتم انتشال أكثر من 29 طن من المخلفات خلال العام الماضي".
وحول جهود وخطط الهيئة للحفاظ على التنوع البيولوجي، أوضحت أنها تعمل على تطبيق أفضل الممارسات والتدابير المعتمدة من قبل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية لصون وحماية وإعادة تأهيل بيئات الأراضي الرطبة الساحلية، حيث إن هذه البيئات تحوى على عدة أنظمة بيئية معقدة ذات سلسلة غذائية مرتبطة تساهم في استدامة الحياة على الأرض، ويعتبر نظام بيئات أشجار القرم من أهم هذه الأنظمة التي بدورها تساهم في رفاهية الإنسان وتقوم باختزان غاز ثاني أكسيد الكربون وحفظه في التربة وفي بعض من أجزائها كما تعمل على تجويد المياه وتوفير المغذيات الأساسية لعدة أنواع من الفقاريات واللافقاريات البحرية.
وبينت الهيئة أنها تواصل التصدي لظاهرة التصحر، إذ تصنف سلطنة عمان بحسب التعريف العالمي للتصحر (برنامج الأمم المتحدة للبيئة 1992م) بأنها في معظم مساحتها الجغرافية شديدة الجفاف، وبالتالي تتأثر بدرجة فوق المتوسط بالتصحر، وتعزى أهم أسباب التصحر في السلطنة إلى قلة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة والعواصف الرملية، بالإضافة إلى الرعي الجائر وقطع الأشجار والزحف العمراني وتملح التربة وغيرها من الأنشطة البشرية غير المسؤولة، مؤكدة أنها تبذل جهودا كبيرة على كافة الأصعدة الوطنية والدولية لمكافحة التصحر والحد من تدهور الأراضي والجفاف، حيث تم اتخاذ العديد من الإجراءات للتخفيف والحد من هذه المشكلة البيئية من خلال وضع أطر تنظيمية وتشريعية وإعداد البرامج وخطط العمل الوطنية وإجراء الدراسات والبحوث وتنفيذ بعض المشاريع في مختلف محافظات السلطنة المتأثرة بعوامل التصحر.
ولقد تعاونت الهيئة مع عدد من المؤسسات الحكومية والخاصة والفرق التطوعية ومنظمات المجتمع المدني لتحقيق الرؤى والتطلعات البيئية، من خلال زراعة مئات الآلاف م أشجار القرم خلال العقدين الماضين بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
وبحسب آخر إحصائيات للنصف الأول من العام الحالي، فقد تمت زراعة 934656 شجرة برية، وغرس 25138886 بذرة أشجار برية وأشجار القرم، بالإضافة إلى توزيع 4413227 شتلة على المستفيدين.
وإلى جانب هذه الجهود، تنفذ هيئة البيئة عدة برامج توعية موجهه للأطفال، وذلك من خلال تقديم محاضرات توعوية لطلبة المدارس بهدف تكريس الوعي البيئي وغرس الحس البيئي ومفاهيم البيئية الأساسية لديهم، كما تقوم بإشراكهم في العديد من الفعاليات والمناشط البيئية لا سيما حملات استزراع أشجار القرم والمسابقات والاحتفالات البيئية كالاحتفال باليوم العالمي للأراضي الرطبة.
وأشارت هيئة البيئة أنها تشارك توجه سلطنة عمان في تحقيق الحياد الكربوني من خلال مشاريع زراعة أشجار القرم لاختزان الكربون والتي تعمل على التخفيف والتصدى لآثار التغيرات المناخية، حيث بدأت الهيئة في مشاريعها في تحقيق هذه الأهداف منذ عام 2001 وتواصل جهودها من خلال توقيع اتفاقية مع أحد الشركات العالمية المختصة في مجال مشاريع الكربون الأزرق، كما تقوم الهيئة بتنفيذ مستهدفات سنوية لإعادة تأهيل وترميم بيئات الأراضي الرطبة الساحلية وذلك من خلال تنفيذ حملات زراعة أشجار القرم وتقييم حالتها بشكل مستمر.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
وزير التعليم العالي: الجامعات ركيزة أساسية لمواجهة تحديات المناخ وبناء الوعي البيئي
شهد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي للمناخ والبيئة في نسخته الثالثة، وذلك بحضور الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية، والسيد عمرو موسى وزير الخارجية الأسبق، والدكتور محمود محيي الدين رائد المناخ ورئيس المؤتمر (عبر الفيديو كونفرانس)، والدكتور محمود فتح الله رئيس الأمانة الفنية لمجلس الوزراء العرب المسئولين عن شئون البيئة بجامعة الدول العربية، والدكتور وائل عقل رئيس جامعة النيل الأهلية، والدكتورة نيفين عبدالخالق عميد كلية التعليم المستمر بجامعة النيل الأهلية.
يُعقد المؤتمر تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء وجامعة الدول العربية، وتنظمه جامعة النيل الأهلية – كلية التعليم المستمر، بالتعاون مع مؤسسة مهندسون من أجل مصر المستدامة، وبدعم عدد من الوزارات، وبمشاركة واسعة من المحافظين والسفراء والوزراء السابقين والخبراء والعلماء وصناع القرار وممثلي المنظمات الدولية والأهلية.
وفي كلمته التي ألقاها نيابة عن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، نقل الدكتور أيمن عاشور تحيات رئيس الوزراء للمشاركين، وتمنياته بنجاح المؤتمر وتحقيقه لمخرجات مؤثرة في فعالياته المختلفة.
قضايا المناخ وتغير البيئةوأكد الوزير أن المؤتمر يناقش واحدة من أهم القضايا المصيرية التي تواجه البشرية في العصر الحالي، وهي قضايا المناخ وتغير البيئة، مشيرًا إلى أن الجامعات ومراكز البحث العلمي تمثل ركيزة أساسية للتصدي لهذه التحديات، من خلال وضع الحلول وتبني السياسات ونقل التكنولوجيا، موضحًا أن دور مؤسسات التعليم العالي لا يقتصر على إنتاج المعرفة فحسب، بل يمتد إلى بناء وعي بيئي لدى الأجيال الجديدة وتوجيه طاقاتهم نحو الابتكار المسئول والبحث الهادف.
وأشار الدكتور أيمن عاشور إلى أن وزارة التعليم العالي تولي اهتمامًا كبيرًا لقضايا البيئة والتغير المناخي ضمن استراتيجيات البحث العلمي، فضلًا عن دعم المشاريع البحثية متعددة التخصصات، وتعزيز التعاون بين الجامعات المصرية ونظيرتها الدولية في هذا المجال الحيوي، انطلاقًا من قناعة راسخة بأن التحديات العالمية لا تُواجه إلا عبر تعاون دولي قائم على تبادل الخبرات والمعرفة.
وفي ختام كلمته، شدد الوزير على أهمية المؤتمر باعتباره منصة علمية رفيعة تناقش قضايا الطاقة النظيفة، وإدارة الموارد الطبيعية، والاقتصاد الأخضر، والتكنولوجيا البيئية، معربًا عن أمله في أن تخرج فعالياته بتوصيات ذات أثر ملموس في دعم السياسات البيئية وتوجيهها نحو مسارات أكثر فعالية واستدامة.
وفي كلمته استعرض وزير الأوقاف، جهود الوزارة في بناء الوعي البيئي من خلال برامج متنوعة، وأعلن دعم الوزارة لجامعة النيل الأهلية في جهودها عبر كلية هندسة الطاقة والبيئة وكلية علوم المياه والأمن الغذائي، لتقديم برامج دراسية متخصصة تسهم في تخريج كوادر مؤهلة تعمل على حماية البيئة والمناخ، مؤكدًا حرص الوزارة على دعم هذه المبادرات النوعية، راجيًا النجاح والتوفيق في تحقيق أهداف المؤتمر.
فيما أكد الدكتور وائل عقل، رئيس جامعة النيل الأهلية، أن المؤتمر يُجسد التوافق بين الجامعات واستراتيجية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في مواجهة التحديات المناخية، مشيرًا إلى خطورة قضايا البيئة والمناخ المعاصرة، وقدرة مؤسسات التعليم العالي على مواجهتها بالعلم والبحث.
واستعرض الدكتور وائل عقل جهود جامعة النيل في دعم البحث العلمي بمجالات الطاقة المتجددة، والزراعة الذكية، وإدارة الموارد المائية، ونمذجة المناخ، وأنظمة الإنذار المبكر بالذكاء الاصطناعي، وكذلك دور كلية هندسة الطاقة والبيئة وكلية علوم المياه والأمن الغذائي بالجامعة، في تشجيع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس على إطلاق مشاريع مبتكرة صديقة للبيئة وذات جدوى اقتصادية، والتي نال عدد منها جوائز دولية. كما أشار إلى مقترح الجامعة بإنشاء "وادي العلوم" لدعم تخريج علماء ورواد أعمال متخصصين يسهمون في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر المستقبلية.
وأوضح المهندس محمد كامل، رئيس مؤسسة مهندسون من أجل مصر المستدامة، نبذة عن المؤتمر منذ انطلاقه عام ٢٠٢٣، وأبرز القضايا التي تناولها، مشيرًا إلى أن النسخة الحالية تتكامل في محاورها مع يوم البيئة العالمي الذي ينظمه برنامج الأمم المتحدة للبيئة تحت شعار "إنهاء التلوث البلاستيكي"، وأعلن عن إطلاق عدد من المبادرات على هامش المؤتمر، وتخصيص جائزة لأفضل ابتكار في مجال حماية البيئة.
وأوضحت الدكتورة نيفين عبد الخالق أن المؤتمر يهدف إلى رفع الوعي العام بقضايا المناخ والبيئة، وتسليط الضوء على المبادرات والمشروعات التي تحقق أهداف التنمية المستدامة، بالإضافة إلى إطلاق مبادرات بيئية ومجتمعية جديدة وتكريم أبرز المشاريع والأفكار التي تتماشى مع رؤية مصر لتغير المناخ.
ويشمل المؤتمر أربع جلسات محورية حول: آلية تعديل حدود الكربون (CBAM) وتحديد سعر عادل لانبعاثات الكربون في السلع المستوردة من خارج الاتحاد الأوروبي، والاقتصاد الدائري، والهيدروجين الأخضر، والذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في مجالات المياه والبيئة.
كما شهد المؤتمر إلقاء العديد من الكلمات رفيعة المستوى، ويضم جلسات نقاشية بمشاركة جامعة النيل الأهلية حول بناء المدن المستدامة، وتحقيق رؤية مصر 2030، والانتقال إلى أنماط إنتاج واستهلاك مستدامة، والاستثمار في الابتكار، ودعم الاقتصاد الأخضر. كما يشهد المؤتمر إقامة معرض للأفكار الابتكارية، ومائدة مستديرة؛ لمناقشة الحد من استخدام البلاستيك، إلى جانب مناقشة استغلال المناطق الصحراوية في إنشاء نُزُل بيئية، وخلق أراضٍ زراعية، ودعم السياحة البيئية.