الرئيس التايواني يرد على مزاعم الصين بشأن بلاده
تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT
أزمة تايوان والصين.. قال الرئيس التايواني لاي تشينج تي في مقابلة مع وسائل إعلام تايوانية إنه إذا كانت مزاعم الصين بشأن تايوان تتعلق بسلامة الأراضي فإنها يجب أن تستعيد أيضا الأراضي من روسيا التي تنازلت عنها آخر أسرة صينية في القرن التاسع عشر.
ووفق لوكالة رويترز، تنظر الصين إلى تايوان التي يتم حكمها ديمقراطيا باعتبارها إقليماً تابعاً لها، ولم تتراجع قط عن استخدام القوة لإخضاع الجزيرة لسيطرتها، وترفض حكومة تايوان هذه المزاعم، قائلة إن شعب الجزيرة وحده هو القادر على تقرير مستقبله.
الرئيس التايواني يتناول معاهدة أيجون
وفي مقابلة مع محطة تلفزيونية تايوانية بثت في وقت متأخر من يوم أمس، أثار لاي، الذي تصفه الصين بأنه "انفصالي"، معاهدة أيجون لعام 1858 التي وقعتها الصين على مساحة شاسعة من الأراضي في ما هو الآن أقصى شرق روسيا للإمبراطورية الروسية، وتشكل معظم الحدود الحالية على طول نهر أمور.
وكانت أسرة تشينج الصينية، التي كانت في حالة انحدار شديد آنذاك، قد رفضت في بادئ الأمر التصديق على المعاهدة، ولكن تم تأكيدها بعد عامين في اتفاقية بكين، وهي واحدة من ما تشير إليه الصين بالمعاهدات "غير المتكافئة" مع القوى الأجنبية في القرن التاسع عشر.
وقال لاي "إن نية الصين مهاجمة تايوان وضمها، وهذا ليس من أجل سلامة الأراضي فتريد الصين ضم تايوان فقط".
وأضاف "إذا كان الأمر يتعلق بسلامة الأراضي فلماذا لا تستعيد الأراضي التي احتلتها روسيا والتي تم التوقيع عليها في معاهدة أيجون؟.. فروسيا الآن في أضعف يمينها؟".
وتابع:"ووفقًا لمعاهدة أيجون التي تم توقيعها خلال عهد أسرة تشينج، يمكنك أن تطلب من روسيا (استعادة الأرض) ولكنك لا تفعل ذلك، لذا فمن الواضح أنهم لا يريدون غزو تايوان لأسباب إقليمية".
ولم يستجب مكتب شؤون تايوان في الصين على الفور لطلب التعليق، وتقول الحكومة الصينية إن تايوان كانت أرضًا صينية منذ العصور القديمة.
وفي عام 1895، وقعت أسرة تشينج على معاهدة "غير متكافئة" أخرى من شأنها أن تمنح تايوان لليابان، وفي عام 1945، في نهاية الحرب العالمية الثانية، تم تسليمها إلى حكومة جمهورية الصين، التي فرت بعد أربع سنوات إلى تايوان بعد خسارتها الحرب الأهلية مع الشيوعيين بقيادة ماو تسي تونج.
وأضاف لاي أن ما تريده الصين حقا من خلال مخططاتها بشأن تايوان هو تغيير النظام الدولي القائم على القواعد، وإنها تريد تحقيق الهيمنة في المنطقة الدولية، في غرب المحيط الهادئ، وهذا هو هدفها الحقيقي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تايوان الصين الرئيس التايواني روسيا الرئیس التایوانی
إقرأ أيضاً:
فورين أفيرز: لماذا على تايوان إعادة إحياء مفاعلاتها النووية؟
حذّرت مجلة فورين أفيرز الأميركية من أن الخطوة المفصلية التي اتخذتها تايوان بإغلاق آخر مفاعل نووي لديها في مايو/أيار الماضي، خطوة حساسة جدا، في ظل تصاعد التهديدات الصينية.
وأضافت المجلة، في تقرير مطول بقلم كل من جيم إليس وستيفن شو، أن القرار التايواني الذي أنهى 4 عقود من الاعتماد على الطاقة النووية، جاء تتويجا لمسار طويل بدأ بعد انتهاء الحكم العسكري عام 1987.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتب أميركي: على ترامب إدراك ألا أحد يفوز في حرب تجاريةlist 2 of 2إعلام إسرائيلي: العالم يتكتل ضدنا بعد أن اتحد لدعمنا في 7 أكتوبرend of listوزادت أن الطاقة النووية ارتبطت في أذهان النشطاء الديمقراطيين التايوانيين بالإرث الاستبدادي، وتعززت هذه القناعة مع كارثة فوكوشيما اليابانية عام 2011، ما قوّى الضغط الشعبي الذي نجح في دفع الحكومة لإغلاق 6 مفاعلات نووية، وإيقاف العمل على إنشاء مفاعلين آخرين.
لكن هذا التحول -تتابع المجلة- ورغم دوافعه البيئية والحقوقية، ترك الجزيرة مكشوفة، وذكرت أن تايوان اليوم تستورد نحو 98% من احتياجاتها الطاقية من الخارج -على شكل نفط وغاز وفحم- مما يجعلها عرضة للابتزاز أو الحصار.
وأوضح التقرير أن خطورة الأمر لا تكمن في الطاقة وحدها، بل في ما تمثّله تايوان من أهمية حيوية لسلاسل الإمداد العالمية، فشركات التكنولوجيا الأميركية تعتمد بشكل شبه كامل على الشرائح الإلكترونية التي تنتجها تايوان، لاسيما في مجال الذكاء الاصطناعي.
وذكرت أنه برغم وجود محاولات لبناء مصانع بديلة في الولايات المتحدة، فإن الثقل الصناعي والمعرفي التايواني لا يمكن تعويضه سريعا.
وقالت إن مصانع الرقائق في تايوان تستهلك كميات ضخمة من الكهرباء، وضربت على ذلك مثلا بشركة "تي إس إم سي" التي تستهلك وحدها 8% من إجمالي الطاقة في البلاد، وهو رقم يعادل تقريبا نصف استهلاك المنازل التايوانية مجتمعة.
وأبرزت أن تايوان تواجه تحديات متعددة في بنيتها التحتية الكهربائية، فالطاقة تُنقل من الجنوب إلى الشمال عبر 3 خطوط جبلية فقط، في ظل احتياطيات كهربائية تقل أحيانا عن 10%، وهو مستوى مقلق حتى بمعايير الدول الصناعية. وقد شهدت البلاد انقطاعات متكررة في الكهرباء، أثّرت بشكل مباشر على مناطق صناعية حساسة مثل حدائق التكنولوجيا.
إعلانكما أن قدرات التخزين الطاقي -تتابع مجلة أفيرز- ضعيفة، ففي حين تخزن دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية الغاز الطبيعي لفترات تمتد من شهر إلى أكثر، لا تملك تايوان مخزونا يتجاوز 10 أيام فقط، ما يجعلها عرضة لأي اضطراب.
وتوضح فورين أفيرز أنه برغم طموحات الحكومة لبلوغ الحياد الكربوني بحلول 2050، لم تشكل الطاقة المتجددة سوى 12% من إجمالي الكهرباء في 2024، وهو أقل بكثير من الهدف المحدد بـ20% لعام 2025.
ويرجع ذلك إلى قيود تنظيمية، وارتفاع التكاليف، ورفض المجتمعات المحلية إنشاء مشاريع الطاقة في مناطقها. وبحسب المجلة، يرى مراقبون أن تايوان تسير على خطى ألمانيا، التي أغلقت مفاعلاتها النووية واعتمدت على الغاز الروسي، قبل أن تجد نفسها في مأزق بعد غزو أوكرانيا، غير أن تايوان لا تزال تملك فرصة لتصحيح المسار، يوضح التقرير.
وقالت إن استطلاع رأي أجرته "كومنويلث ماغازين" التايوانية في أغسطس/آب 2024 أظهر أن 70% من التايوانيين يؤيدون الحفاظ على الطاقة النووية، وهو تحول لافت للرأي العام، إلا أن المعارضة النووية، وإن كانت أقلية، لا تزال منظمة ومؤثرة في النظام الديمقراطي.
أمن الطاقة في تايوان لم يعد شأنا بيئيا فحسب، بل أصبح مسألة سيادية، إذ في ظل تصاعد التوترات مع الصين، قد يكون بقاء النظام الديمقراطي في تايوان مرهونا بقدرتها على توليد الطاقة وتخزينها
الانخراط الأميركيونبّه الكاتبان إلى أن الولايات المتحدة إذا أرادت ضمان الوصول إلى رقائق الذكاء الاصطناعي التايوانية، وتجنب أزمة جيوسياسية مع الصين، فعليها أن تساعد تايوان في تعزيز أمنها الطاقي، سواء عبر تحسين التخزين أو دعم العودة للطاقة النووية.
وأوضح التقرير أن الخبراء يدعون إلى دور فعّال لواشنطن في مساعدة تايبيه على تقييم خياراتها الطاقية من جديد، وذكروا أنه منذ 9 سنوات لم تُحدّث إدارة معلومات الطاقة الأميركية بياناتها عن تايوان.
كما أنهم يطالبون بتعاون فني لإعادة تشغيل مفاعلات مغلقة، وبحث إمكانية استخدام مفاعلات صغيرة من الجيل الجديد أكثر أمانا وكفاءة، وذلك إلى جانب تأسيس مجموعة عمل مشتركة بين الولايات المتحدة وتايوان لتسريع تطوير قدرات التخزين والتصدير في قطاع الغاز.
وتؤكد المجلة أن أمن الطاقة في تايوان لم يعد شأنا بيئيا فحسب، بل أصبح مسألة سيادية، إذ في ظل تصاعد التوترات في مضيق تايوان، قد يكون بقاء النظام الديمقراطي في الجزيرة مرهونا بقدرتها على توليد الطاقة وتخزينها، بعيدا عن رحمة الرياح الجيوسياسية التي تهدد المنطقة بشكل مستمر.