النيجريون: تسقط مجموعة الإيكواس.. قادة غرب إفريقيا بلا أسنان في مواجهة الانقلاب
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
اجتمع زعماء دول غرب إفريقيا، اليوم الخميس، في قمة حاسمة لمناقشة الأزمة في النيجر، حيث تجنب الجنود المتمردون الذين استولوا على السلطة منذ أكثر من أسبوعين جهود الوساطة وتجاهلوا إنذارًا للتخلي عن السلطة.
كانت الآمال في إنهاء الجمود خافتة بالفعل قبل أن يستبدل المجلس العسكري، اليوم الخميس حكومة الرئيس المخلوع، محمد بازوم، بحكومة جديدة مكونة من 21 مسؤولاً بقيادة علي لامين الزين، الخبير الاقتصادي ووزير المالية السابق.
ووفقا لتحليل نشرته نيويورك تايمز، في الوقت الذي يعزز المجلس العسكري قبضته على السلطة، اجتمع مبعوثون من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، الكتلة الإقليمية المكونة من 15 دولة والمعروفة باسم الإيكواس والتي هددت بالتدخل العسكري إذا لم تتم إعادة بازوم إلى منصبه، ولكن ظهر أن خياراتهم محدودة للغاية.
انقضت المهلة النهائية لعودة بازوم إلى السلطة يوم الأحد، مع القليل من العواقب حتى الآن، ويبدو أن احتمال التدخل العسكري لإزاحة الحكومة الجديدة غير مرجح، وفقًا لمعظم المراقبين.
قال الرئيس النيجيري بولا تينوبو، الرئيس الحالي لتكتل غرب إفريقيا، يوم الخميس أثناء افتتاحه القمة في العاصمة أبوجا: "من الأهمية بمكان أن نعطي الأولوية للمفاوضات الدبلوماسية والحوار باعتباره حجر الأساس لنهجنا".
على الرغم من الإدانة واسعة النطاق في الغرب ومن معظم دول غرب إفريقيا، رحب العديد من المواطنين النيجريين بالاستيلاء العسكري، الذي يرون أنه تغيير مرحب به بعد ما يقولون إنه أكثر من عقد من الفساد في عهد بازوم وسلفه محمد إيسوفو.
وفي العاصمة نيامي، وقف مئات المدنيين النيجريين حراسة على دوائر المرور ليلاً، متعهدين بالدفاع عن الجنرالات في السلطة ضد أي تسلل أجنبي.
وبحسب ما نقله مراسل النيويورك تايمز، سمع العديد من المتظاهرين النيجريين يهتفون تسقط مجموعة الإيكواس.
رفض الزعماء المتمردون مرتين لقاء مبعوثين من كتلة غرب إفريقيا. وحُرمت فيكتوريا نولاند، نائبة وزيرة الخارجية الأمريكية بالإنابة، من لقاء زعيم المجلس العسكري أو بازوم عندما قامت برحلة مفاجئة إلى النيجر يوم الاثنين.
قال أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، إنه قلق للغاية بشأن "الظروف المعيشية البائسة" لبازوم وعائلته. ودعا إلى الإفراج الفوري عنهم، إلى جانب إطلاق سراح العديد من المسؤولين الحكوميين المحتجزين منذ أن أطاح المتمردون بالرئيس من السلطة في 26 يوليو.
تضم الحكومة الجديدة الجنرال ساليفو مودي، الذي كان رئيس أركان جيش النيجر حتى عزله من منصبه من قبل بازوم في أبريل. وقال أحد مستشاري بازوم الأسبوع الماضي إن الجنرال مودي لعب دورًا مركزيًا الأسبوع الماضي في حشد الجيش وراء الانقلاب.
أشار المراقبون إلى أن أحد الأساليب التي سيأخذها رؤساء الدول في الاعتبار في القمة سيكون فرض عقوبات مالية إضافية على النيجر، وهي دولة غير ساحلية يبلغ عدد سكانها 25 مليون نسمة وتعد واحدة من أفقر دول العالم وتعتمد بشدة على جيرانها الساحليين للواردات. قطعت نيجيريا، التي تزود النيجر معظم الكهرباء، الكهرباء الأسبوع الماضي.
قال إبنيزر أوباداري، الزميل البارز لدراسات إفريقيا في مجلس العلاقات الخارجية، إن زعماء غرب إفريقيا من المرجح أيضًا أن يضغطوا من أجل إطلاق سراح بازو، وهذا هو الشيء الوحيد الذي يستطيعون تقديمه حتى الآن.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أحداث النيجر انقلاب الإيكواس غرب إفریقیا
إقرأ أيضاً:
حملة تضليل رقمي.. من وراء شائعة الانقلاب في كوت ديفوار؟
في 21 مايو/أيار الجاري، اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي موجة غير مسبوقة من المنشورات التي تزعم وقوع "انقلاب عسكري" في كوت ديفوار.
الصور والفيديوهات التي انتشرت كالنار في الهشيم على منصات مثل "إكس"، و"تيك توك"، و"فيسبوك"، دفعت كثيرين إلى تصديق تلك الشائعة، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقررة في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
لكن تحقيقًا رقميا أجرته "وكالة سند" كشف واقعًا مختلفًا تمامًا، إذ إن ما حدث لم يكن سوى حملة تضليل رقمية منظمة، قادتها شبكات خارجية استهدفت تضخيم رواية الانقلاب باستخدام محتوى زائف ومنصات متداخلة التأثير.
7 آلاف تغريدة في 24 ساعة.. ومحتوى مفبركرصدت "سند" أكثر من 7 آلاف تغريدة تضمنت الكلمة المفتاحية "Ivory Coast" خلال يوم واحد فقط، بين 21 و22 مايو/أيار، باستخدام أدوات تحليل البيانات مثل NodeXL وGephi. وتم تتبع نحو 4689 حسابًا أسهمت في نشر الشائعة أو تضخيمها.
أظهر التحليل أن كثيرًا من الصور والفيديوهات المستخدمة لا تمتّ لكوت ديفوار بأي صلة. فبعضها يعود لمشاهد قديمة من كينيا وطرابلس، وبعضها مأخوذ من فيلم "حرب العالم" الذي صُوِّر في أستوديوهات "يونيفرسال" الأميركية.
كشفت التحقيقات أن الحسابات الأكثر تأثيرًا في نشر المزاعم لا تنتمي لكوت ديفوار، بل تركزت في دول مثل كينيا، وجنوب أفريقيا، ونيجيريا.
إعلانأبرز الحسابات:
@africandemoc: يديره محمد فيفا داغ، سياسي جنوب أفريقي من أصول تركية، يروّج لخطاب "تحرير أفريقيا من الأنظمة الموالية لفرنسا".
@Mabonga_254: عضو في جماعة "Kenya on Twitter (KOT)" المعروفة بحملات الضغط الرقمي الممنهجة.
تُظهر البنية الشبكية أن هذه التكتلات الرقمية تقاسمت أدوارًا محددة في تضخيم الشائعة من خلال محتوى مزيف وتنسيق منظم.
اللافت أن الحملة اعتمدت على إعادة تدوير محتوى بصري سبق نشره في سياقات مغايرة، مثل صور احتجاجات كينيا لعام 2024، وفيديوهات من طرابلس، بل ولقطات احتفال بفوز منتخب الكوت ديفوار بكأس الأمم الأفريقية 2023.
وذلك يشير إلى سعي ممنهج لصياغة سردية انقلابية وهمية، بغرض إثارة الفوضى والتأثير في الرأي العام، محليا ودوليا.
حملة رقمية في زمن هشاشة المعلومةورغم نفي الحكومة رسميا للانقلاب وظهور الرئيس الحسن واتارا في مناسبات عامة، فقد نجحت الحملة الرقمية في إثارة جدل سياسي واسع، مستغلة حالة الاحتقان في البلاد بعد استبعاد المعارض تيجان تيام من الترشح للرئاسة.
ويعكس هذا الحدث تصاعد خطر حروب المعلومات الرقمية في أفريقيا، حيث باتت الشائعة المصطنعة قادرة على زعزعة الثقة بالمؤسسات، وإشعال التوترات من دون أي وقائع حقيقية على الأرض.
انقلابات بلا دبابات وواقع مشوّشمع اقتراب الاستحقاق الانتخابي، تظل كوت ديفوار مهددة ليس فقط بالتوترات السياسية، بل أيضًا بحملات رقمية تستهدف تزييف الوعي العام، حيث تتشابك السياسة بالتقنية، وتختلط السرديات الزائفة بالواقع الهش.
فهل تملك الحكومات وهيئات الانتخابات في غرب أفريقيا ما يلزم لمواجهة هذا النوع الجديد من "الانقلابات الرقمية"؟ سؤال قد تكشف الشهور المقبلة بعضًا من إجاباته.
إعلان