يمانيون -متابعات
تخوض القوات المسلحة اليمنية على مدى أكثر من 10 أشهر معركة ضروس ضد العدو الصهيوني وحلفائه من الأمريكيين والبريطانيين والأوربيين إسناداً لغزة التي تتعرض لحرب إبادة جماعية من قبل الصهاينة النازيين.

ومنذ الوهلة الأولى لإعلان معركة “طوفان الأقصى” واليمن قيادة وشعباً يؤيد ويناصر فلسطين في مختلف الميادين العسكرية والسياسية والشعبية، حيث توهم الكيان الصهيوني أن حليفه الأمريكي قادر على إخماد العمليات اليمنية المناصرة لغزة وأن بمقدوره إكمال مشروع الإبادة الجماعية بحق المدنيين في غزة دون أن يلاقي اعتراضاً من أحد.

ومع انقضاء الربع الأول من معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” أدرك العدو الصهيوني أن العمليات اليمنية المساندة لغزة ذات أثر بالغ على اقتصاده التجاري، أبرزها تعطيل الملاحة البحرية في ميناء “إيلات” بمدينة “أم الرشراش” جنوبي فلسطين المحتلة والتي صرح مدير ميناء “إيلات”، غدعون غولبر بتوقف الميناء كلياً بفعل الضربات اليمنية.

وفي جلسة نقاش في اللجنة الاقتصادية للكنيست، طالب غدعون عولبر حكومة الكيان بتقديم مساعدات مالية للميناء، بعيداً عن القروض التي يتوجّب سدادها لاحقاً، مؤكداً أن الميناء متوقف تماماً منذ ثمانية أشهر بفعل الضربات اليمنية، مشيراً إلى أن التحالف الدولي بقادة أمريكا عجز عن حماية الملاحة البحرية للكيان المجرم.

وشهدت المنطقة خلال الأشهر الماضية حضوراً أمريكياً كبيراً، وبارزاً، بغية تأمين حركة الملاحة البحرية للصهاينة أثناء المرور عبر البحر الأحمر، وخليج عدن، ولكن تلك القطع البحرية لم تجدِ نفعاً في تأمين السفن ووجدت نفسها عاجزة أمام العمليات اليمنية المساندة لغزة.

لم يقتصر فشل التحالف الدولي في تأمين السفن “لإسرائيل” فحسب، وإنما وجد التحالف الأمريكي البريطاني، وحلفاؤه محط استهداف من قبل الصواريخ والطائرات المسيرة والغواصات اليمنية التي تستهدف القطع الحربية البحرية للتحالف وحاملات الطائرات وتلاحقها من نقطة لأخرى.

ومع اقتراب عام كامل مع المواجهة العسكرية اليمنية ضد العدو الصهيوني وحلفائه من الأمريكيين والبريطانيين والأوربيين تثبّت القوات المسلحة قرار حظر الملاحة الإسرائيلية والمتعاملة مع “إسرائيل” في كافة المناطق المعلنة في مختلف مراحل التصعيد الخمس المعلنة، متجاوزة أحدث المنظومات الدفاعية للغرب.

وعلى الرغم من انعدام حركة الملاحة الإسرائيلية في البحار، تغامر بعض الشركات بتخطيها قرار حظر السفن ظناً أنها ستكون في منأى عن الضربات اليمنية، إلا أن العمليات اليمنية لها بالمرصاد، وهو ما حدث حرفياً للسفينة اليونانية (سونيون) التي تجاوزت قرار حظر الملاحة في البحر الأحمر، والتي باشرها المجاهدون باقتحام فوري، ثم إحراقها بتوثيق من عدسة الإعلام الحربي.

ويؤكد محللون عسكريون أن توثيق عدسة الإعلام الحربي لعملية إحراق السفينة اليونانية SOUNION في البحر الأحمر يؤكد جدية القوات المسلحة اليمنية في منع السفن الإسرائيلية والمتعاملة مع إسرائيل وأن هذه المسألة لا يمكن التهاون فيها.

وأشاروا في حديثهم “للمسيرة” إلى أن القوات المسلحة اليمنية استطاعت إحكام السيطرة التامة على منطقة البحر الأحمر، وخليج عدن وباب المندب، وأن لها اليد الطولى في كافة المناطق المعلنة ضمن المناطق المحضورة.

تعزيز لفشل التحالف الأمريكي

ويؤكد الخبير في الشؤون العسكرية العميد منير الكبسي أن اليمن استطاع -بفضل الله وتأييده- وبفضل القيادة الحكيمة التغلب على قوى التحالف الدولي بقيادة أمريكا.

ويوضح أن الترسانة الحربية البحرية للتحالف الأمريكي فشلت في التصدي للهجمات اليمنية التي تنفذ ضمن عمليات عسكرية مساندة لغزة، مبيناً أن القوات المسلحة اليمنية تخوض معركة ضارية ضد التحالف الأمريكي الصهيوني بكل جدارة واقتدار، متجاوزة أحدث التقنيات الدفاعية للغرب.

ويلفت إلى أن فشل التحالف الأمريكي بات جلياً وواضحاً من خلال اعترافات المسؤولين العسكريين والناشطين الأمريكيين أنفسهم، مؤكداً أن وسائل الإعلام الأمريكية والعبرية نشرت العديد من التقارير التي تثبت فشل أمريكا في التصدي للعلميات اليمنية، والتي وصفوا معركتهم في البحر “بالأصعب” منذ اندلاع الحرب العالمية الثانية.

ويشير إلى أن الإدارة الأمريكية تواجه أكبر معضلة في تاريخيها بفشلها في التصدي للعمليات اليمنية المساندة لغزة، مؤكداً أن معركة البحر الأحمر أثبتت تفوق الصواريخ والطائرات والغواصات المسيرة اليمنية على القطع البحرية الأمريكية التي لم تعد تجدي نفعاً في الوقت الحاضر.

ويبين الكبسي أن بيانات المتحدث الرسمي حول تنفيذ العلميات العسكرية ضد السفن البحرية الإسرائيلية والبوارج الحربية الأمريكية تسبب احراجاً كبيراً للأمريكيين والصهاينة الذين يكابرون ويدعون أنهم حدو من القدرات القتالية لليمنيين، وأنهم دمروا نسبة كبيرة من الأسلحة، وذلك تغطية على فشلهم الذريع في المواجهة، مشدداً بأن توثيق عدسة الإعلام الحربي للحظة اقتحام القوات البحرية للسفينة اليونانية “SOUNION” وإحراقها في البحر الأحمر لانتهاك الشركة المالكة لها قرار حظر الدخول إلى موانئ فسلطين المحتلة.

سيطرة يمنية على مسرح العمليات

من جانبه يوضح الخبير في الشؤون العسكرية العميد هاشم وجيه الدين أن المشاهد التي عرضها الإعلام الحربي للقوات البحرية اليمنية لحظة اقتحام السفينة اليونانية so union وإحراقها تهدف لإيصال رسائل مهمة للعدو، وكذلك للشركات التي تتعامل معها.

ويبين في تصريح “للمسيرة” أن توثيق العلمية يكشف زيف ادعاءات المنافقين وعملائهم في تأمينهم للسفن البحرية، وحدهم من عمليات اليمنية المساندة لغزة.

ويشير إلى أن نشر الإعلام الحربي لمشاهد الإحراق تجسد جديّة القوات المسلحة اليمنية بخصوص قرار منع وصول السفن إلى موانئ العدو في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكداً أن الشركات التي تحاول تجاهل هذا الحظر سيكون مصيرها الإحراق.

وخلال معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” لم تتهاون القوات المسلحة في مواجهة أي مستجد، فعيونها كما قال السيد القائد مفتوحة دائماً لرصد السفن، والتصدي لها بحسب ما يقوله الخبير في الشؤون العسكرية وجيه الدين.

ويضيف أن القوات المسلحة اليمنية تعد العدة، وتعمل على تطوير قدراتها بشكل مستمر ومتصاعد وقد تصل في المراحل المقبلة إلى مرحلة إغراق هذه السفن وتدميرها كلياً”.

ويرى أن توثيق الإعلام الحربي للحظة اقتحام السفينة واحراقها يعطي دلالة واضحة جداً على سيطرة القوات المسلحة اليمنية التامة على مسرح العمليات في البحر الأحمر، وأن لها اليد الطولى في كافة مناطق الحظر المعلنة من قبل القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر وخليج عدن والعربي والمحيط الهندي والأبيض المتوسط.

ويتطرق إلى أن استمرار العلميات اليمنية المساندة لغزة تثبت الفشل الذريع للتحالف الأمريكي البريطاني الأوربي في التصدي للعلميات اليمنية، والذي أصبح عاجزاً متراجعاً يجر وراءه أذيال الخيبة والهزيمة أمام صمود وبسالة وعنفوان القوات المسلحة اليمنية المناصرة لفلسطين المكلومة.

ويختتم وجيه الدين حديثه بالقول: “لا سبيل أمام العدو الصهيوني وحلفائه سوى وقف العدوان الوحشي الإجرامي على غزة، ورفع الحصار، مالم فإن البحار ستكون مستنقع كبير لغرق السفن والبارجات الأمريكية والبريطانية، وكل الدول التي تتجاهل قرار الحضر اليمني”.
—————————————————————————-
– المسير ة نت: محمد ناصر حتروش

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: القوات المسلحة الیمنیة الیمنیة المساندة لغزة العملیات الیمنیة التحالف الأمریکی فی البحر الأحمر الإعلام الحربی العدو الصهیونی فی التصدی قرار حظر إلى أن

إقرأ أيضاً:

صنعاء تصعّد إلى “المرحلة الرابعة”:استراتيجية الضغط البحري تصل إلى الذروة

 

مع إعلان صنعاء الانتقال إلى المرحلة الرابعة من عمليات الحصار البحري ضد كيان الاحتلال، تدخل المواجهة العسكرية فصلاً أكثر جرأة في سياق تصعيد متدرّج بدأ مع بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتنامى على مراحل اتّسمت بالتوسع المدروس في بنك الأهداف. حيث تعتبر هذه المرحلة تراكم عملياتي تصاعدي، انتقل من استهداف السفن المرتبطة مباشرة بموانئ الاحتلال، إلى فرض معادلة عقابية شاملة تشمل كل شركة تواصل التعامل مع تلك الموانئ، أيّاً كانت جنسيتها أو وجهة سفنها.

وتشمل المرحلة الجديدة رصد واستهداف السفن التابعة لكبرى شركات الشحن البحري في العالم، مثل ميرسك، CME، Hapag-Lloyd، Evergreen وغيرها. لا يقتصر التهديد على السفن المتجهة إلى موانئ الاحتلال، بل يشمل كل سفينة مملوكة لشركات تتعامل تجارياً مع تلك الموانئ، أينما وجدت. وقد بدأ الرصد الفعلي للسفن العاملة في خطوط الإمداد بين موانئ المتوسط الشرقي والموانئ المحتلة، إضافة إلى ناقلات النفط المرتبطة بعمليات التزويد اليومي لكيان الاحتلال.

كما تحرص صنعاء على توثيق عملياتها كمشاهد عملية إغراق السفن ومنها ما كان متجهاً إلى ميناء إيلات. وعلى الرغم من أن الميناء مغلق منذ أشهر، إلا أن التصعيد الأخير يستهدف توسيع نطاق الحظر ليشمل ميناءي حيفا وأسدود، وهو ما يُعد تطوراً استراتيجيا في عمق البحر الأبيض المتوسط.

المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تجد نفسها أمام خصم لا يتبع نمطاً تقليدياً في التموضع أو الاستهداف. كما أن البنية غير المركزية لعمليات صنعاء، واعتمادها على التضاريس الجغرافية والانتشار المرن، يقلل من فعالية الضربات الجوية، ويجعل الرد الإسرائيلي أقرب إلى المعاقبة الرمزية منها إلى الفعل الرادع. ويقول الكاتب الإسرائيلي يوني بن مناحيم، إلى أن عدم وجود قواعد عسكرية دائمة أو منشآت حساسة واضحة للاستهداف في اليمن، فضلاً عن فاعلية الأجهزة الأمنية لدى صنعاء، جعل كل محاولات الرد الإسرائيلية أقرب إلى محاولة “إرباك” داخلية دون مكاسب عملياتية.

الولايات المتحدة، التي حاولت في الأشهر الماضية تنفيذ ضربات استباقية ضد أهداف في اليمن، فشلت بدورها في ردع صنعاء أو إيقاف عملياتها البحرية. الموجة الأولى من الضربات الأميركية لم تحقق أي أثر استراتيجي يُذكر، بل تسببت أحياناً في تقوية سردية صنعاء داخلياً، باعتبارها طرفاً يتعرض للعدوان بسبب موقفه السياسي من غزة.

المفارقة أن صنعاء، رغم التفاوت الهائل في الإمكانيات العسكرية مقارنة بواشنطن أو تل أبيب، استطاعت الحفاظ على نسق عملياتي مستمر، بل ورفع سقف التصعيد على مراحل، ما يدل على أن الردع الأميركي لم يعد كافياً في التعامل مع الجهات الفاعلة غير التقليدية في المنطقة.

بالتوازي مع هذا المسار العسكري، يتكرّس تحوّل سياسي لا يمكن تجاهله. فالحكومة في صنعاء، التي وُصفت لسنوات بأنها غير شرعية أو متمردة، باتت تبني اليوم شرعية وظيفية وميدانية نابعة من قدرتها على التأثير الفعلي في موازين الصراع، ليس فقط داخل اليمن، بل في الإقليم. نجاحها في فرض معادلة ردع بحرية، والتزامها بخطاب سياسي منضبط لم يكن يوماً مجرد دعاية، منحها مساحة أكبر من الحضور السياسي والإعلامي في ملفات تتجاوز الحدود الوطنية.

هذه التحولات لا تعني بالضرورة الاعتراف الدولي الرسمي، لكنها تشير إلى واقع سياسي جديد يتشكل في المنطقة، طرفه الأساسي قوى تصاعدت بفعل مراكمة القوة الذاتية، وتماسك الخطاب، وفعالية الأداء العملياتي، لا بفعل التسويات أو الرعاية الدولية.

في مرحلة يشتد فيها الضغط على غزة، تبدو صنعاء كطرف يحافظ على تصعيد ميداني مباشر ضد كيان الاحتلال دون تراجع، ودون أن تنجح محاولات الاحتواء أو الردع في كبحه. التصعيد الأخير لا يعكس فقط تصميماً عسكرياً، بل يشير إلى قدرة استراتيجية على توسيع المساحات التي تستنزف الكيان، وفرض معادلات جديدة في عمق البحر، وسط غياب فعّال لأي رد مكافئ. وإذا استمرت هذه الدينامية، فإن موازين الصراع البحري في شرق المتوسط قد تكون على موعد مع مرحلة أكثر اضطراباً، لا يمكن احتواؤها بالخطاب وحده، ولا بالقصف من الجو.

 

مقالات مشابهة

  • القوات المسلحة تستهدف مطار “اللد” في يافا المحتلة بصاروخ فرط صوتي
  • “الوطنية للنفط” و “SLB” العالمية تختتمان المرحلة الأولى من البرنامج التدريبي الأول لبناء القدرات
  • من أرض الصومال..توجه امريكي للتواجد بالبحر الأحمر
  • أسامة ربيع: قناة السويس خسرت 55% من عدد السفن المارة لتلك الأسباب
  • مركز أمريكي: العقوبات والحملة العسكرية الأمريكية يفشلان في وقف هجمات صنعاء
  • صنعاء تصعّد إلى “المرحلة الرابعة”:استراتيجية الضغط البحري تصل إلى الذروة
  • البحرية اليمنية…إنقاذٌ إنساني في قلب المعركة، ورسالة رادعة من عمق البحر
  • القوات المسلحة اليمنية تعلن تنفيذ ثلاث عمليات نوعية ضد أهداف إسرائيلية بطائرات مسيّرة
  • تقرير بريطاني: اليمن غيّر قواعد الاشتباك في البحر الأحمر
  • تحليل بريطاني: القدرات العسكرية اليمنية أربكت أمريكا و”إسرائيل”