كيف يمكن التغلب على التحديات التي تواجه الشركات عند توظيف المواهب المستقلة؟
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
آزيم زينول بهاي، الشريك المؤسس ومدير المنتجات في آوتسايزد
في عصر التحولات الرقمية والتطورات السريعة، أصبحت الشركات تواجه تحديات متزايدة في دمج المواهب المستقلة ضمن منظومة أعمالها. تتجه الشركات بشكل متزايد نحو تبني نموذج توظيف مرن يعتمد على المواهب المستقلة لتلبية احتياجات السوق المتغيرة بسرعة والتعامل مع فجوات المهارات التي تواجهها.
وقد أسهمت حلول العمل الجديدة في دولة الإمارات مثل تأشيرة الرقميين الرحل والإقامة الزرقاء وغيرهما من أنظمة العمل المرن وعن بعد في تسهيل التحول إلى توظيف المهنيين المستقلين بالدولة في ظل تبني الشركات الكبرى نماذج قوى عاملة مختلطة وأكثر مرونة، مدفوعة بنقص المهارات العالمي المتوقع أن يؤدي إلى 85.2 مليون وظيفة شاغرة العام 2030، وفقاً لمنصة آوتسايزد للمهنيين المستقلين.
يعتبر التحول نحو توظيف المواهب المستقلة أحد أهم التحولات في سوق العمل اليوم، حيث تسعى الشركات لتحقيق توازن بين الحصول على أفضل المهارات والخبرات، والحفاظ على مرونة هيكلها الوظيفي لتكون قادرة على التكيف مع التغيرات السريعة في متطلبات السوق. يتميز هذا النموذج بقدرته على توفير موارد بشرية متخصصة للمشاريع المؤقتة، مما يتيح للشركات إمكانية التحكم في التكاليف وتحقيق الاستفادة القصوى من المهارات المتاحة.
ومع ذلك، يواجه هذا النموذج تحديات عديدة أبرزها:
• تحديد الأدوار بدقة: يؤدي عدم تحديد الأدوار بدقة إلى التعاقد مع مهارات مرنة مستقلة غير مناسبة بشكل مثالي للمشاريع، مما قد يؤثر سلباً على النتائج. يعد التعبير الواضح عن المهارات المطلوبة والخبرة اللازمة، وتحديد مقاييس الأداء بدقة، ووضع جداول زمنية واضحة للمشروع خطوات أساسية للتعاقد مع المهنيين المستقلين المناسبين للأدوار المناسبة. يساعد هذا الوضوح في ضمان قدرة المواهب المستقلة على المساهمة بشكل فعال في نجاح المشروع منذ البداية.
• تصميم عرض قيمة قوي وتنافسي للمهنيين المستقلين: يُعتبر عرض القيمة القوي للمهنيين المستقلين أمراً بالغ الأهمية لاستقطاب أفضل المواهب والاحتفاظ بها. يجب أن يتضمن هذا العرض فرص مشاركة مستقبلية، وأجوراً عادلة، وبيئة عمل داعمة وشاملة. بالإضافة إلى ذلك، يعزز الشعور بالترابط وتوسيع ثقافة الشركة لتشمل المهنيين المستقلين ويرتقي بجودة عملهم.
• إدارة التوقعات غير المتطابقة مع واقع العمل: غالباً ما ينشأ سوء الفهم من الاتصالات غير الواضحة حول أدوار وأهداف المشروع، مما يؤدي إلى توقعات غير متطابقة. لمنع هذا، من الأهمية بمكان تحديد نطاق المشروع بوضوح، وتحديد الأدوار والنتائج والمعايير والمواعيد النهائية المتوقعة منذ البداية. يساعد عقد اجتماعات منتظمة ومشاركة آخر التطورات في الحفاظ على توافق التوقعات مع واقع العمل وضمان معرفة الجميع بسير العمل طوال مدة المشروع.
• الامتثال التنظيمي: من المهم استشارة خبراء قانونيين محليين لضمان الامتثال لقوانين العمل. يعمل هذا النهج على حماية الشركة قانونياً ويساهم بتحسين العمليات ضمن الأطر التنظيمية المحلية.
• التكامل الثقافي والتنظيمي: قد يؤدي توظيف المستقلين في منظومة القوى العاملة المكوّنة من موظفين دائمين إلى صدامات ثقافية ومقاومة من الموظفين القدامى. لمنع ذلك، من الضروري تنمية ثقافة شاملة في مكان العمل تقدر الأدوار المختلفة ووجهات النظر المتنوعة. يؤدي تصميم وتنفيذ استراتيجيات مرنة لإدارة التغيير إلى تسهيل التكامل السلس، وتعزيز الانسجام والتعاون بين جميع أعضاء الفريق.
• ضمان مشاركة المعارف بصورة فعالة: بعد انتهاء المهنيين المستقلين من العمل على مشروع ما ومغادرتهم الشركة، قد يؤدي ذلك إلى فقدان معلومات مهمة عن المشروع. للتخفيف من ذلك، من المهم وضع وتنفيذ ممارسات توثيق قوية مثل تشجيع المهنيين المستقلين على توثيق سير عملهم وقراراتهم في ملف رقمي مشترك. كما يساعد إجراء اجتماعات منتظمة لمناقشة تطورات المشروع في تكوين رؤى قيّمة، مما يضمن الحفاظ على المعرفة المكتسبة داخل منظومة المؤسسة.
عند التصدي لهذه التحديات بشكل استباقي، تحسّن الشركات بشكل كبير من قدرتها على توظيف المواهب المستقلة في نماذج أعمالها بكفاءة. يؤدي هذا التكامل إلى توافق مهارات المواهب المستقلة بشكل أفضل مع احتياجات العملاء ويحسن نتائج المشروع، مما يضمن تجرب
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
وزير التشغيل المغربي: الذكاء الاصطناعي سيؤثر بشكل عميق على علاقة المجتمع بوقت العمل
اعتبر وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، محمد السكوري، الخميس بجنيف، أن الذكاء الاصطناعي سيؤثر بشكل عميق على علاقة المجتمع بوقت العمل، مما يدفع العديد من الأشخاص إلى التوجه نحو التشغيل الذاتي والعمل المقاولاتي المرن.
وأوضح السكوري، في حوار تفاعلي حول موضوع “محرك التغيير: الذكاء الاصطناعي في خدمة الأثر الاجتماعي”، الذي نظم في إطار المنتدى السنوي للتحالف العالمي للعدالة الاجتماعية، أنه من أجل مواجهة هذا المعطى الجديد، فإن الحكومات مدعوة إلى دعم هؤلاء الأشخاص الذين يرغبون في تنظيم حياتهم ووقتهم في العمل على نحو مختلف.
وأشار خلال هذا النقاش، الذي عرف مشاركة، على الخصوص، نائبة المدير العام لمنظمة العمل الدولية، سيليست دريك، إلى أن “العديد من الشباب عبر العالم سيتجهون أكثر نحو التشغيل الذاتي، ونحو عمل مقاولاتي أكثر مرونة لا يتطلب الكثير من رؤوس الأموال من أجل الانطلاق”.
وأوضح أن “الأمر يتعلق أولا باختيار في الحياة، قبل أن يكون اختيارا ماديا. إنه تصور للمسار ويحق لهؤلاء الأشخاص أن يعيدوا ترتيب علاقتهم بالوقت من خلال الحصول على عمل واحد أو اثنين أو ثلاثة”.
وسلط السكوري الضوء، في معرض حديثه عن تطور العمل في زمن الذكاء الاصطناعي، على وضعيتين تفرزان استقلالية العمل عبر الذكاء الاصطناعي التوليدي إما من خلال الرفع من المنصب (ما يتطلب كفاءات جديدة) أو عبر جعله عملا أوتوماتيكيا مما يستوجب إعادة توزيع الموارد.
وأبرز، في المقابل، أن “الذكاء الاصطناعي ليس إشكالية تقنية أو مالية فقط، بل أيضا مجتمعية”، مضيفا أنها تمثل بالنسبة للدول النامية والسائرة في طريق النمو امتيازا من أجل “تجاوز مرحلة” شريطة أن يتوفر الشباب على كفاءات ومؤهلات وأن “يتيح لهم الإطار القانوني مرونة أكبر من أجل تدبير وقت العمل”، مع العمل على تحفيز الإبداع والتشغيل الذاتي.
وفي هذا الصدد، أكد الوزير أن الذكاء الاصطناعي هو المحرك الأساسي لتحقيق زيادة مميزة للتشغيل الذاتي خلال ال15 سنة المقبلة، إلى حين أن يتجاوز هذا المعدل 30 و40 في المائة من قوة العمل خلال هذا الأجل.
من جهة أخرى، دعا السكوري إلى حكامة عالمية للذكاء الاصطناعي من أجل جعله محركا للتنمية، لاسيما بالنسبة للدول النامية والأقل تقدما. كما سلط الضوء على البعد الأخلاقي الذي لا يمكن أن يستقيم بدون تنسيق عالمي في إطار متعدد الأطراف وملائم.