شاهدت طفلة بين الركام تحتضر وشفتاها بالشهادة تنطقان.
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
==========
نعم..شاهدتها بين جدارات بيتها المنهارة تنزف دما وشفتاها بالشهادة تتحركان. نحن أمة صابرة ومحتسبة ...مؤمنة وصادقة في إيمانها.. راضية بالقسمة والنصيب وبالقليل القليل من متع الحياة ...ورغم ذلك فنحن محسودون ومستهدفون وبلادنا منهوبة وكرامتها مهدورة وحقها ضائع والقادة عندنا يتناطحون ويتقاتلون ولاتهمهم الضحايا.
مشهد لن تنساه ذاكرتي المترعة بفظائع الحرب اللعينة ..ولن يتكرر بذات التجلي والايمان والصبر والتوكل علي الله الواحد الأحد. فقد شاهدت ، عبر الوسائط، منظرا ينفطر له القلب وتختلج معه النفس الملتاعه ، مكسورة الخاطر..
طفلة في سن الثانية عشرة من عمرها تحتضر بين ركام بيتها وهي تنزف دما من رأسها وجسمها النحيف، بواسطة قذيفة طائشة أخطأت المكان لتصيب بيتهم تعيس الحظ من كل البيوت.
شاهدتها وهي ممدة علي سرير بلدي متهالك بجسمها النحيل وهي تحاول تجميع أطراف ثوبها التمزق حتي تستر بقية جسدها..تفكر الستر والعفة وستر الجسد وهي تنازع في خروج الروح.شاهدت عينيها وهي تغور وجفونها ترتعش وهي تهوي علي أحداقها الغائرة في انتظار ساعة الموت والرحيل...ولكنني شاهدت ماهو أقوي من رهبة الموت ..شاهدت الإيمان كاملاو صادقا ومتجليا في تحرك شفتيها وهي تجاهد في ترديد الشهادة...سمعت وعرفت ذلك بإحساسي وشعوري الذي لا يخيب أمام المواقف الصادقة بأنها كانت تقول كلمات إيمانها
الأخيرة..أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
وتلك هي حسن الخاتمة التي تستحقها.
وفعلا ، كانت تلك آخر حركات وسكنات الطفلة الصغيرة وهي تتمسك بقول الشهادة بين شفتيها وتستر باقي جسدها بجر الثوب علي بقية جسدها الذي ينزف دما.... وفي الخارج لازال القوم القساة الطغاة يتحاربون ويقتلون
بعضهم البعض .
د.فراج الشيخ الفزاري
[email protected]
/////////////////////
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
من يتحمل تكاليف رفع الركام من غزة.. إعلام عبري يكشف مفاجأة
نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن مصادر مطلعة، أن "إسرائيل وافقت على تحمل تكاليف إزالة الركام بغزة بما سيصل إلى مئات ملايين الدولارات".
وقالت المصادر إن "واشنطن طالبت إسرائيل بتحمل تكاليف إزالة الركام الهائل الناتج عن الحرب في قطاع غزة".
وفي وقت سابق، أفاد برنامج تحليل الأقمار الصناعية التابع للأمم المتحدة "أونوسات" أن الحرب حتى الثامن من تموز/ يوليو 2025، أدت إلى تدمير أو إلحاق أضرار في حوالي 193 ألف مبنى من مختلف الأنواع في القطاع الفلسطيني، أي ما يعادل 78 بالمئة من المباني التي كانت موجودة قبل الحرب.
وبحسب الصور التي جُمعت في 22 و23 أيلول/ سبتمبر، قدّرت الوكالة الأممية أن 83 بالمئة من أبنية مدينة غزة وحدها دمّرت أو تضررت.
وقال التقرير الأممي إن كمية الحطام في القطاع الفلسطيني، والتي تبلغ 61,5 مليون طن، توازي حوالي 170 مرة وزن ناطحة السحاب الشهيرة في نيويورك إمباير ستايت، أو 6 آلاف مرة وزن برج إيفل في باريس.
منا يوازي ذلك 169 كيلوغراما من الركام لكل متر مربع من القطاع البالغة مساحته 365 كيلومترا مربعا.
وأشار برنامج الأمم المتحدة للبيئة، إلى أن ثلثي الحطام كان نتيجة العمليات العسكرية خلال الأشهر الخمسة الأولى من الحرب.
في سياق متصل، أوضحت تقديرات أولية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة نُشرت في آب/ أغسطس تعرّض هذه الأنقاض السكان لمخاطر صحية، حيث قدّر البرنامج أنّ 4.9 مليون طن منها قد تكون ملوثة بمادة الأسبستوس المستخدمة في الأبنية القديمة الواقعة خصوصا قرب مخيّمات اللاجئين مثل جباليا شمال القطاع، والنصيرات والمغازي في وسطه، وخان يونس ورفح جنوبا.
يضاف إلى ذلك أن 2.9 مليون طن من الحطام الناجم عن المواقع الصناعية السابقة قد يكون ملوّثا بمواد كيميائية وغيرها من المنتجات السامة، بحسب البرنامج الأممي.
والشهر الماضي، قالت مقررة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في فلسطين فرانشيسكا ألبانيزي إن تقريرا جديدا للأمم المتحدة خلص إلى أن الحرب الإسرائيلية على غزة محت 69 عاما من التنمية البشرية، بما دمرته من منظومات الرعاية الصحية والتعليم والبنى التحتية وحتى البنوك.
وذكرت ألبانيزي أن هذا يمثل أسوأ انهيار اقتصادي تم تسجيله على الإطلاق، وأضافت "هذه ليست حربا، إنها إبادة جماعية".
وحذرت الأمم المتحدة من انهيار غير مسبوق للاقتصاد الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، مؤكدة أن الحرب التي استمرت عامين محت أثر عقود من التنمية، ودفعت غزة إلى مرحلة الدمار الكامل.
وقال التقرير إن الدمار الواسع الذي خلّفته الحرب في البنية التحتية والأصول الإنتاجية والخدمات الحيوية ألغى عقودا من التقدم الاجتماعي والاقتصادي في قطاع غزة.
وأوضحت التقرير الأممي إلى أن نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الفلسطيني تراجع إلى مستوى عام 2003، بما يعادل خسارة 22 عاما من التنمية.
وبين أن الأزمة الاقتصادية الناتجة تُعد من بين أسوأ 10 أزمات اقتصادية عالمية منذ عام 1960.
كما حذر من أن حجم الدمار في غزة يعني أن القطاع سيظل "يعتمد اعتمادا تاما على دعم دولي مكثف"، وأن عملية التعافي قد تستغرق عقودا طويلة.
وأشار إلى أن الحرب الإسرائيلية دمّرت على نطاق واسع كل ركيزة من ركائز البقاء من غذاء ومأوى ورعاية صحية، مما دفع غزة نحو "حافة الانهيار الكامل".
وأكدت أن إعادة إعمار غزة ستتطلب أكثر من 70 مليار دولار وقد تمتد لعقود، في ظل تواصل الدمار وغياب البنية الأساسية القادرة على التعافي السريع.