شمسان بوست / RT:

زار رئيس أركان حرب القوات المصرية الفريق أحمد خليفة حدود مصر مع غزة، وتفقد قواته على الحدود ومعبر رفح الذي تتواجد على طرفه الآخر منه في القطاع قوات إسرائيلية، تُصر مصر على رحيلها.

جملة من الرسائل تحملها زيارة الرجل الثاني في القوات المسلحة المصرية، في ظل توتر غير مسبوق في علاقة القاهرة مع إسرائيل، بسبب إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على بقاء قواته على الجانب الآخر من الحدود، في ما يُعرف بمحور فيلادلفيا، بالإضافة إلى توجيهه سيلا من الاتهامات لمصر، تتعلق بتهريب السلاح عبر هذه المنطقة إلى حركة حماس.

وجاءت الزيارة بالتوازي، مع تصريحات من القاهرة برفض ممارسات نتنياهو، ففي وقت سابق اليوم، أكد مصدر مصري رفيع المستوى أن تصريحات رئيس الوزرء الإسرائيلي، تفتقد للواقعية ويسعى من خلالها إلى تحميل الدول الأخرى مسئولية فشله في تحقيق أهدافه في قطاع غزة، الذي شهد إبادة جماعية.

ويقول اللواء المصري محمد عبد الواحد، خبير الأمن القومي، إن الزيارة تحمل العديد من الرسائل، سواء للداخل المصري، أو لدول الإقليم وإسرائيل على وجه التحديد، بأن الجيش المصري في جاهزية تامة للدفاع عن حدود البلاد وحماية أمنها القومي.

وأضاف عبد الواحد لـRT، أن أولى الرسائل وأهمها موجه للداخل المصري والرأي العام في البلاد، بأن جيشه وقيادات الدولة حريصة على حماية حدودها الجغرافية والاستراتيجية، وحماية أمنها القومي، لذلك أرسلت رئيس أركان الجيش المصري إلى المنطقة، فالمهام الرئيسية للقوات المسلحة المصرية هي حماية الدولة وحماية أراضيها، وكذلك حماية حدودها على كافة الاتجاهات الاستراتيجية.

وتابع: كما أن الزيارة رسالة لدول الإقليم بأن الجيش المصري في جاهزية تامة، وحريص على حماية أمنه القومي، وأن مصر لن تسمح بتجاوز الخطوط الحمراء لسيادتها.

وذكر أن ثالث الرسائل هي لإسرائيل تحديدا والحكومة الإسرائيلية، فرئيسها يطلق تصريحات مستفزة للجانب المصري، سواء تأكيده استمرار قواته في محور فيلادلفيا ضاربا عرض الحائط بجميع الاتفاقيات والقوانين الدولية، أو اتهامه لمصر بمساعدة حماس ووجود أنفاق تصل من خلالها المساعدات إلى الحركة داخل القطاع، أو كذلك حديثه ومن خلفه خريطة لا توجد عليها حلايب وشلاتين ضمن الحدود المصرية.

وأشار إلى أن الرسالة موجهة لإسرائيل، للتعبير عن الرفض التام لتصريحات نتنياهو، والتأكيد بأن مصر جاهزة ولم ولن تسمح بالمساس بأمنها القومي أو سمعتها الدولية.

ونوه خبير الأمن القومي المصري إلى أن الزيارة تأتي في توقيت بالغ الحساسية، ليس فقط بسبب الحدود مع غزة، ولكن كذلك هناك توتر شديد يخيم على العلاقات المصرية الإثيوبية، بسبب الملء الخامس المنفرد من إثيوبيا لسد النهضة وتصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي المستفزة.

وأكد أن تحرك رئيس الأركان في هذا التوقيت، يدل على اهتمام القيادة السياسية بحماية حدود الدولة ضد أية مخاطر.

كما نوه إلى أن الزيارة لها بعد داخلي للقوات المسلحة نفسها، بتفقد رئيس الأركان لقواته على الحدود المشتركة،للرفع من روحهم المعنوية وطمأنتهم بأن القيادة السياسية خلفهم إذا حدث أي نوع من التوتر، بأن الجيش متماسك وأن الرجل الثاني في الجيش يقوم بجولات تفقدية في الجيش حتى في أي النقاط في الحدود.

وتتمسك مصر بشكل صارم بانسحاب إسرائيل من محور فيلادلفيا ومعبر رفح وتسليمه للجانب الفلسطيني، ورد مصدر مصري مسؤول أمس على تصريحات نتنياهو، حول معبر فيلادلفيا وزعمه أن شريان الحياة لحماس بسبب تهريب السلاح من خلاله، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي يروج الأكاذيب للتغطية على فشله في غزة، وأن ترويجه لتهريب السلاح من مصر، هي أكذوبة أخرى لتبرير فشل حكومته في السيطرة على تهريب السلاح من إسرائيل إلى قطاع غزة .

وأكد المصدر المصري أن الحكومة الإسرائيلية فقدت مصداقيتها بشكل كامل داخليا وخارجيا ولا تزال مستمرة في ترويج أكاذيبها للتغطية على فشلها.

المصدر: شمسان بوست

إقرأ أيضاً:

الصبرة.. حي بغزة شهد تأسيس حماس واستشهاد مؤسسها وقائد أركانها

حي الصبرة أحد أشهر أحياء مدينة غزة يقع قرب حي الزيتون، وسكنه مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشيخ أحمد ياسين وفيه استشهد عام 2004، وشهد الحي معارك وحروبا عدة.

دمر الجيش الإسرائيلي الحي في حرب الإبادة الجماعية عقب عملية طوفان الأقصى، التي شنتها فصائل المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

الموقع والمساحة

يقع حي الصبرة جنوب مدينة غزة على امتداد شارع جمال عبد الناصر (الثلاثيني)، الذي يعد أهم الشوارع الحيوية في المدينة.

ويشق شارع جمال عبد الناصر الحي نصفين ويتفرع منه شارع نعيم الدين العربي، ويمتد شمالا إلى حي الرمال.

وتمتد حدود الحي بشكل عام من شارع عمر المختار شمالا إلى منطقة المجمع الإسلامي جنوبا، ومن الجامعة الإسلامية غربا إلى مفرق عسقولة شرقا.

تبلغ مساحة الحي نحو 1516 دونما (الدونم يعادل ألف متر مربع) حسب المجلس البلدي لمدينة غزة، ويعرف بأنه شريان أساسي للحياة في المدينة، إذ توجد به مراكز تجارية وأبراج وشركات ومركز حكومي للرعاية الصحية الأولية، ومركز الصبرة الصحي التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا).

شارع الثلاثيني في حي الصبرة (موقع فلسطين في الذاكرة)السكان

يقطن في حي الصبرة نحو 40 ألف نسمة، ومن بين العائلات التي تقطن فيه دغمش وياسين والخور وعبد العال وشحبير والديري والداعور والعماوي وأبو شعبان والريس والجعل والغول والغازي.

التسمية

سمي الحي بهذا الاسم نسبة إلى الشيخ سالم صبرة، والذي كان من أشهر أعيانه وتوفي فيه ودفن في المقبرة القديمة.

وكان الشيخ سالم صبرة يتولى في عهد الفاتح صلاح الدين الأيوبي مسؤولية تنبيه سكان بعض أحياء مدينة غزة في حال قدوم الغزاة للاعتداء عليهم، وذلك بإشعال النار فيكون الدخان إشارة على بوادر الغزو.

تاريخ من المقاومة

لحي الصبرة تاريخ سياسي واجتماعي عريق، وكان له دور كبير في مقاومة المحتلين، ففي عام 1917 شارك أهالي الحي في مقاومة سلطة الانتداب البريطاني حتى عام 1948.

وفي حرب النكسة عام 1967 احتل الجيش الإسرائيلي الحي الذي انخرط سكان بقوة في التصدي لقوات الاحتلال.

إعلان

وانطلقت من الحي أول خلية مقاومة في غزة بعد نكسة يونيو/حزيران 1967، ونفذت سلسلة عمليات ضد قوات الجيش الإسرائيلي قبل أن يلقي القبض عليها ويحكم على عناصرها بالسجن مدى الحياة.

وفي الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، تحول الحي إلى ساحة مواجهة مسلحة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال التي ما لبثت أن شنت حملة اعتقالات في صفوف أبنائه وزجت بهم في السجون.

وفي منتصف ديسمبر/كانون الأول 1987، شهد الحي تأسيس حركة حماس عندما اجتمع 6 من قادة الشعب الفلسطيني في منزل الشيخ أحمد ياسين وأعلنوا تأسيس الحركة التي اضطلعت بدورا بارز في النضال الوطني الفلسطيني.

وأثناء الانتفاضة الأولى وقعت في الحي العديد من العمليات الفدائية أبرزها في 3 أبريل/نيسان 1988، عندما نفذت أول عملية فدائية بالسلاح الأبيض على يد الفدائيين علاء وأحمد وجميل الكردي، وأدت إلى مقتل 3 من أفراد الاستخبارات الإسرائيلية وإصابة اثنين آخرين بجروح، وقد استشهد المقاومون برصاص قوات الاحتلال.

وفي 24 مايو/أيار 1992 خاض أحد مؤسسي كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- القائد ياسر الحسنات رفقه القائدين القساميين مروان الزايغ ومحمد قنديل اشتباكا مسلحا مع قوات الاحتلال، التي حاولت اقتحام منزل كانوا يقيمون فيه بحي الصبرة، مما أدى إلى مقتل قائد الوحدة الإسرائيلية الخاصة و6 جنود آخرين.

وفي عام 2000 شارك أهالي الحي في انتفاضة الأقصى، وتصدوا للاحتلال، وخرج منه العديد من الفدائيين.

وفي عام 2001 شهد الحي ولادة حركة المجاهدين بعد أن انشقت عن حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) ونفذت العديد من العمليات الفدائية ضد الاحتلال الإسرائيلي عبر جناحها العسكري "كتائب المجاهدين".

وفي 29 مارس/آذار 2002 نفذ الفدائي أحمد اخزيق من حي الصبرة عملية طعن بمستوطنة "نتساريم"، ما أدى إلى مقتل مستوطنين اثنين وإصابة 4 آخرين.

وبعد الانسحاب الإسرائيلي من غزة عام 2005، تعرض الحي إلى سلسلة غارات جوية إسرائيلية، أبرزها يوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2012 عندما اغتال الاحتلال الإسرائيلي قائد أركان المقاومة الشهيد أحمد الجعبري بغارة جوية استهدفت سيارته أثناء مروره في الحي، وكان اغتياله مقدمة لعدوان عسكري إسرائيلي كبير على القطاع دام حوالي 10 أيام.

وأثناء حرب الإبادة الجماعية التي شنها جيش الاحتلال على قطاع غزة عقب عملية طوفان الأقصى، تعرض الحي لقصف عنيف أدى إلى تدمير معظم منازل سكانه، وارتكبت فيه إسرائيل مجازر بشعة راح ضحيتها المئات.

واضطر سكان الحي إلى النزوح من منازلهم قسرا أكثر من مرة، أخرها بعد إعلان الاحتلال الإسرائيلي احتلال مدينة غزة في أغسطس/آب 2025.

في المقابل تصدت المقاومة الفلسطينية في الحي لهجمات الجيش الإسرائيلي ونفذت عمليات نوعية أدت إلى مقتل وإصابة العديد من الجنود.

أحمد ياسين انتقل إلى حي الصبرة بعدما بنى فيه منزلا متواضعا، وأسس الحركة الإسلامية في غزة (رويترز)قادة وفدائيون

احتضن حي الصبرة كوكبة من كبار القيادات الفلسطينية، نزحت إليه مع عائلاتها أو ولدت فيه، ومنها:

الشيخ أحمد ياسين

مؤسس حركة حماس، الذي نزح مع عائلته إلى مخيم الشاطئ وعاش فيه ثم انتقل إلى حي الصبرة بعدما بنى فيه منزلا متواضعا، وأسس الحركة الإسلامية في غزة.

إعلان

ومن منزله في الحي أسس في عام 1973 المجمع الإسلامي، باعتباره واجهة النشاط الإسلامي في غزة.

ومن الحي نفسه أعلن الشيخ أحمد ياسين تأسيس حركة حماس في منتصف ديسمبر/كانون الأول 1987.

اغتالته إسرائيل عام 2004 حين أطلقت عليه طائرة أباتشي 3 صواريخ استهدفته بشكل مباشر وهو على كرسيه المتحرك عائدا من صلاة الفجر.

محمد الجماصي

أحد أبرز قيادات حركة حماس ولد في حي الصبرة في 5 أكتوبر/تشرين الأول 1967، واستشهد في 18 مارس/آذار 2025 مع عائلته في قصف إسرائيلي استهدف منزله.

وشغل الجماصي عضوية القيادة السياسية لحماس في غزة، وهو مسؤول الملف القانوني وملف اللاجئين وملف القدس في الحركة بين عامي 2017-2021، ورئيس الهيئة الإدارية لمنطقة جنوب غزة منذ عام 2021.

محمد الجماصي أحد أبرز قيادات حركة حماس ولد في حي الصبرة واستشهد في قصف على منزله عام 2025 (الجزيرة) أسعد أبو شريعة

مناضل وسياسي وعسكري فلسطيني، ولد في حي الصبرة عام 1977 واغتالته إسرائيل يوم 7 يونيو/حزيران 2025.

ناضل ضد الاحتلال الإسرائيلي منذ شبابه، وكان قبل اغتياله يقود حركة المجاهدين الفلسطينيين.

مقالات مشابهة

  • الجيش المصري يكشف سبب انفجار العبور ويوجه رسالة لمواطنيه
  • الصبرة.. حي بغزة شهد تأسيس حماس واستشهاد مؤسسها وقائد أركانها
  • وزير السياحة والآثار يترأس اجتماع مجلس إدارة هيئة المتحف القومي للحضارة المصرية
  • وزير التموين: الأمن الغذائي ركيزة للأمن القومي وتحقيق الاستدامة هدف استراتيجي للدولة المصرية
  • رئيسة القومي للطفولة: الدولة المصرية تولي اهتمامًا بالغًا بحقوق الطفل والفتاة
  • «خط ديوراند».. ماذا يحدث بين الجيش الأفغاني والباكستاني على الحدود؟
  • وزير الخارجية الأسبق: احترام القانون الدولي هو عنصر أساسي في الأمن القومي المصري
  • رفضنا التهجير .. أحمد موسى: السيسي أكثر رئيس على مستوى العالم عقد لقاءات من أجل فلسطين
  • زيارة ميدانية لطلاب جامعة أسيوط الأهلية للمتحف المصري الكبير و القومي للحضارة بالقاهرة
  • سياسي: زيارة ترامب لمصر تحمل دلالات مهمة والتوقيت يؤكد عمق الدور المصري في إحلال السلام