مُذَكرِّات مُغتَرِب في دُوَل الخَلِيج العَرَبي (٩)
تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT
إلتَقَيتُ في إدَارةِ تَعلِيم المَنطِقَة الشَّرْقِية بِالدَّمَّام بِالأَخِ العَزِيز جَمال خَلَف الله أُستاذِ الكِيمْيَاء خِرِّيج تَربِية ٨١ ، فاسْتَبشَرتُ خَيرَاً وقُلتُ لِنَفسي يَبدُو أنَّ المَنطِقة عَامِرةٌ بِخِرِّيجي التَّرَبية أم دُرمان . كانَ الأُستَاذ جَمال يعملُ بِمدَارِس رَأس تَنُّورة ، فاستَضافَني عِنده بِضعَة أيَّام ، وكانَ معه بَعضُ الأسَاتِذةِ الذين لا تَحضُرني أسَماؤهم الآن .
The Arabian American Oil Company
شَرِكة عالمية مُتكامِلةً . وقد تمَّ تأمِيمُها في عام ۱۹۸۸ وأصْبَحتْ شَركةً وَطَنِيةًّ سعوديةً ومقرُها الرَّئيس في مَدينةِ الظَّهرَان التي تقعُ على بُعد ١٠ كم مِن مدينةِ الخُبر ، وتعملُ في مَجَال النَّفط والغازِ الطَّبِيعي والبترُوكِيماويات والأعمالِ المُتعَلَّقةِ بها مِن تَنقِيبٍ وإنتاجٍ
وتَكريرٍ وتَوزيعٍ وشَحنٍ وتَسوِيقٍ .
####
عَلَى مَشارِفِ نِهايةِ العامِ الدِّراسي الثاني في الخُبر والأوَّل في " الفارابي " ، تَكشَّفتْ لدَيّ بعضُ المَكَائدِ وسُوءُ الطَّوِّيَة التي كانَ يُضمِرُها زُمَلاؤنا مِن شِمالِ الوادي جميعُهُم إلا مَن رَحِمَ اللهُ . وقد خَبِرتُ ذلك الخُبثَ وعايَشْتُه واكتَويتُ بِنارِه طِيلةَ سِني اغترابي وعَمَلي في التَدْرِيس في السَّعودية ، بلْ إنَّ قُبحَ هذا الأمْر قد بَلغَ حَدَّه في الأعْوامِ الثَّلاثةِ التي عَمِلتُ فيها في الكُويت لاحِقاً . وسأُفرِد صَفحَةً خاصةً لذلك في حِينه بإذنِ الله . أمَّا في مدرسةِ الفارَابي ، فقدْ كانتْ حِصصي كُلُّها واقعةً بعدَ حِصَص الرِّياضة البَدنِية التي كان يُدرِّسُها مُدَرسٌ مِصري . وكانَ الطُّلابُ يتأخًرُون دَومَاً في حِصةِ الرِّياضةِ ويَرجِعون للفصلِ بعد أكثرِ مِن رُبعِ ساعةٍ مِن بِدايةِ حِصة الإنجليزي . ولمّا تكرَّر الأمرُ كًثيرَاً تَحدَثتُ إلى المُدرِّس كي يُعالِجَ المَوضُوع ، إلا أنَّه لمْ يُعِرْني اهتماماً فاضْطُرِرتُ لِرفعِ الشَّكوَى لِمُدير المَدرسةِ والذي لم يأبَه كثيراً بِدورِه !!! حيثُ
كانتْ له شُلّةٌ مِن هؤلاءِ يَتحَلقُونَ حَولَه ويَتَملَقُونَه ، واتضَّح ذلك في التَّقرِيرِ الفَنِّي والتَّقْيِيم - الذي لمْ يُنصِفْ مُثابَرَتنا وإخْلاصَنا داخِل الفُصُول - الذي خَرجتُ بِه في آخرِ السَّنة الدِّراسِيّة وخرَج به معي زميلٌ آخرٌ سٌوري الجِنسِيّة كانَ مُدرِّسآ للُغَة العَرَبية، وكانَ ذا خِبرةٍ تَجاوَزتْ العِشرِينَ عاماً آنذاك . فتخيلوووا !!!
محمد عمر الشريف عبد الوهاب
m.omeralshrif114@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
غزة.. الآية التي يتجلى فيها الوعد الإلهي
يمانيون|| كتابات:
ليست كل المعارك تخاض بالسلاح وليست كل الآيات تتلى من كتاب. هناك في غزة المحاصرة حيث لا مكان للترف ولا متسع للتراجع تنبعث من تحت الركام أعظم الشواهد على حضور الله في واقع البشر. غزة التي اختارها الله لتكون ساحة التجلي لا تكتب سطورها بالحبر بل تحفرها بالدم وتوشّيها بصبر شعب يرفض أن ينكسر.
في هذا العالم التي تزداد فيه العتمة وتتكالب فيه قوى الطغيان على الشعوب المستضعفةتتوهج غزة كنجم لا يخبو لا لأنها تملك من العتاد ما يُرهب العدو بل لأنها تحمل في قلبها يقينا لا يتزعزع وتقاتل بثبات الجبال وإيمان الأنبياء. منذ ما يزيد عن ستمئة يوم متواصل يشهد العالم بأبصاره وقلوبه فصول ملحمة لا نظير لهاملحمة سُطّرت على تراب غزة بالدماء والصبر بالدمع والدعاء وبعزيمة رجال كأنهم خرجوا من كتب القداسة.
ليست غزة مجرد مدينة محاصرة بل هي مسرح لحدث إلهي مستمر حيث يتجسد الإيمان في أبهى صوره وحيث تصطف قلوب المجاهدين مع السماء في عقد لا ينفصم. هناك في كل زقاق وركن وركام تتنزل المعاني الربانية وتتكشف الحقائق الكبرى. رجالها ليسوا فقط أصحاب سلاح بل حملة رسالة يواجهون النار والموت باليقين والخذلان الأممي بثبات الموقنين. لم تفتّ في عضدهم المجازر، ولم تزعزعهم المجاعات، ولم تجرح كبرياءهم خيانة القريب والبعيد.
نرى في عيونهم تجلي الصبر المحبوب من الله ونلمح في جراحهم بشائر النصر الآتي. التاريخ – الذي عادة ما يكتبه المنتصرون – سيتوقف عندهم طويلاً لا ليُحصي فقط أسماء الشهداء بل ليكتب كيف يصبح الألم معراجا وكيف يتحول الحصار إلى ميثاق إيمان وكيف يُعاد تعريف الكرامة من خلال غزة.
ما يجري هناك ليس حدثا عابرا بل هو برهان لا يُدحض وإشارة كونية لا تُخطئ على أن الطريق إلى الله قد يكون مفروشا بالدم والركام لكنه موصل لا محالة إلى النصر الذي وعد به الصادقون. وعلى هذه الأرض وفي هذا الركن الصغير من العالم تتجلى أعظم آيات العصر… آية عنوانها: “غزة لا تنكسر”.
بقلم/عبدالمؤمن جحاف*
غزة.. الآية التي يتجلى فيها الوعد الإلهي