أخبارنا المغربية - بدر هيكل

أثار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الأربعاء جدلا واسعا، بعد عرضه مجددا، وللمرة الرابعة، لخريطة للمغرب يسمي فيها الصحراء المغربية “الصحراء الغربية”، وذلك في الوقت الذي تقول إسرائيل أنها اعترفت بمغربية الصحراء.

وكان نتنياهو قد عقد ندوة صحافية خصصها للدفاع عن الاجتياح الإسرائيلي لغزة، في محاولة شرعنة عدم مغادرة جيشه لمحور فيلاديلفيا بحجة منع تسليح حماس.

تكرار نفس الخطأ 

قال الحقوقي المغربي محمد المريخي، عبر حسابه على فيسبوك : “نتنياهو يكرر نفس الخطأ وينشر خريطة المغرب مبتورة من صحرائه تحت مسمى “الصحراء الغربية”.

وتابع تدوينته، فعلا إنه تكرار للخطأ، فليست هذه المرة الأولى التي يستفز فيها نتنياهو المغاربة بخريطة مبتورة، حيث ظهرت خريطة للمغرب مبتورة من الصحراء عدة مرات، كما حدث في مكتبه مثلا، خلال استقباله نظيرته الإيطالية جورجا ميلوني سابقا، ما استدعى خروج مسؤولين من وزارة خارجيته، للتبرير.

كما عاد نتنياهو في ماي المنصرم لتكرار نفس السلوك، وذلك بحمل خريطة مبتورة للمغرب من صحرائه، خلال استضافته في برنامج حواري على قناة فرنسية للرد على الاتهامات الموجهة إليه بارتكاب إبادة جماعية في غزة.

وتعليقا على هذا التكرار غير البريئ لعرض خريطة المملكة مبتورة في كل مرة، صرح الدكتور عبد العلي حامي الدين، المتخصص في العلوم السياسية، أن هذا "سلوك يصدر عن عقلية تؤمن بالابتزاز والإمعان في استغلال ما تعتبره نقاط ضعف الدول العربية لترسيخ المشروع التوسعي".

اعتذارات وتبريرات فقط!

حاولت وزارة الخارجية الإسرائيلية في ماي الماضي، تبرير زلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بحمل خريطة المغرب مبتورة من صحرائه، واصفة الحدث بـ”الخطأ التقني غير المقصود”.

وقال مكتب رئيس الوزراء بعد صدور هذا الخطأ، في تدوينة على موقع “إكس” اليوم إنه “للأسف وقع خطأ في الخريطة التي عرضت في مقابلة رئيس الوزراء مع قناة TF1”.

وأضاف أن “الحكومة الإسرائيلية برئاسة رئيس الوزراء نتنياهو اعترفت بسيادة المملكة المغربية على كامل أراضيها وتم تصحيح جميع الخرائط الرسمية الموجودة في مكتب سيادته، بما فيها الخريطة التي عرضت عن طريق الخطأ في المقابلة، وفقا لذلك”.

وقال حسن كعبية، متحدث وزارة الخارجية الإسرائيلية للإعلام العربي، في تدوينة له على موقع “إكس”، في رده على غضب المغاربة إنه “بسبب خطأ غير مقصود تم إثارة ضجة إعلامية كبير بخصوص خارطة استعملها السيد بنيامين نتنياهو تظهر فيها خارطة المغرب مبتورة عن صحرائها”.

وعبر المتحدث عن اعتذاره، وقال “لهذا أقدم توضيحا لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وشعبه العزيز وحكومته الموقرة”، مضيفا أن “إسرائيل والمغرب خاوه خاوه ولن نتراجع عن اعترافنا التاريخي بمغربية الصحراء”.

وتعليقا على هذه الاعتذارات المتتالية، قال المحلل السياسي سعيد بركنان، إن التصرف الصادر عن رئيس الحكومة في تل أبيب إنما هو رد فعل عن الموقف المغربي الواضح والصريح الذي عبرت عنه الرباط تجاه ما يقع من تقتيل وتهجير وطمس لهوية الفلسطينيين في غزة وباقي الأراضي الفلسطينية.

هذا، وشعر المغاربة بالاستفزاز من جديد، واعتبروا، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أنّ الأمر لا يمكن أن يكون من نطاق الخطأ، بل هو فعلٌ مقصودٌ، على الأقل بمقياس أنّه تكرّر لأكثر من مرة.

الصحراء في مغربها

أكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن المغرب سيظل في صحرائه والصحراء في مغربها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وأن "مبادرة الحكم الذاتي هي أقصى ما يمكن أن يقدمه المغرب" في إطار التفاوض لحل هذا النزاع الإقليمي. مشددا على أن "سيادة المغرب، على كامل أراضيه ثابتة، وغير قابلة للتصرف أو المساومة"، كما جاء في الخطب الملكية السامية.

وفي سياق متصل، كان الملك محمد السادس أوضح أن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، مشددا جلالته على أنها هي المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات.

وقد اعتبر محمد الساسي، القيادي في فيدرالية اليسار الديمقراطي، في تصريح له أن “إسرائيل ليست صديقة لأحد”. ومن جهته قال جمال العسري، الأمين العام لحزب اليسار الاشتراكي الموحد، "الكيان يبتز المغرب لأنه صوت لصالح قيام دولة فلسطينية وندد ويندد بالمجازر وحرب الإبادة"، معتبرا أن "الموقف الرسمي المغربي بدأت تظهر عليه ملامح التغيير".

وفي هذا السياق، أعربت شريحة كبيرة من المغاربة، عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي عن ضرورة وقف مسلسل التطبيع مع تل أبيب، مع التأكيد على إغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط، وذلك تزامناً مع مظاهرات دعم للشعب الفلسطيني في جميع أنحاء المملكة المغربية.

فمما لا شك فيه، ونظرا لتزامن عرض الخريطة المبتورة مع الأحداث في غزة، أن واقعة "طوفان الأقصى" أعادت من جديد طرح مسألة العلاقة مع إسرائيل، ومطالب شرائح واسعة من المغاربة بإلغاء التطبيع، وقطع العلاقات مع دولة تجاوزت في بطشها بالفلسطينيين، كل القوانين والأعراف.

وكان أوس رمال، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، قد قال: إن المغاربة العقلاء يعرفون أن الصحراء المغربية لن يردها تطبيع أو غيره، فالصحراء المغربية في بلادها والمغاربة في صحرائهم، وأي ربط للتطبيع بقضية الصحراء المغربية مرفوض. 

ولا شك أن المغرب أكبر من أن يبتز من طرف من هو نفسه بحاجة لمن يعترف به ويعزز شرعيته، وكان عاهل البلاد قد أكد خلال خطاباته السامية أن اختيار بلاده "للتعاون، مع جميع الأطراف، بصدق وحسن نية، لا ينبغي فهمه على أنه ضعف، أو اتخاذه كدافع لطلب المزيد من التنازلات".

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: الصحراء المغربیة رئیس الوزراء

إقرأ أيضاً:

مؤتمر دولي مرتقب برئاسة الولايات المتحدة لطرح حل نهائي لقضية الصحراء

زنقة 20 | علي التومي

كشف معهد الآفاق الجيوسياسية (IGH) عن تحضيرات جارية لعقد مؤتمر دولي رفيع المستوى حول الصحراء، خلال صيف 2025، بمشاركة قوى كبرى كالولايات المتحدة و فرنسا، وروسيا، والمملكة المتحدة، بهدف صياغة توصية رسمية ترفع إلى مجلس الأمن لإعتماد حل نهائي للنزاع في أكتوبر المقبل، يرتكز على مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.

ووفقًا لتقرير المعهد الصادر بتاريخ 24 ماي 2025، فإن المؤتمر سيتبع نهجًا دبلوماسيًا غير مسبوق يقتصر على الدول ذات التأثير المباشر في الملف، وسط دعم دولي متزايد للخطة المغربية، التي حظيت بتأييد أكثر من 116 دولة، ووصفتها جهات دولية بأنها “جادة وذات مصداقية”، كما تم تأكيد مشاركة الإمارات وإسبانيا، بينما لا تزال مشاركة “جمهورية الصين” قيد التفاوض.

ويُرتقب أن يسفر المؤتمر عن خارطة طريق تنفيذية لمقترح الحكم الذاتي، تتضمن جدولاً زمنياً وآليات متابعة، إلى جانب إعادة هيكلة دور بعثة الأمم المتحدة “المينورسو”، وتحويلها من مهمة مراقبة إلى مهمة مرافقة لتطبيق الحكم الذاتي، بما يمهد لتطبيع إقليمي موسع في شمال إفريقيا.

وتأتي هذه الدينامية في ظل تحولات جيوسياسية لافتة، أبرزها اعتراف فرنسا الرسمي بسيادة المغرب على الصحراء في يوليوز 2024، وعودة إدارة دونالد ترامب إلى دعم قوي لمقترح الرباط.

ووفقا للتقرير فإن من بين اهداف هذا المؤتمر الدولي الضخم هو تطبيع العلاقات بين المغرب والجزائر، التي ظلت مقطوعة منذ غشت 2021، ما يُعد خطوة مفصلية نحو إستقرار إقليمي أوسع في منطقة الساحل والمغرب العربي.

مقالات مشابهة

  • مؤتمر دولي مرتقب برئاسة الولايات المتحدة لطرح حل نهائي لقضية الصحراء
  • تراجع الاعتراف الإفريقي بجبهة البوليساريو يعزز موقع المغرب في قضية الصحراء.. التفاصيل
  • نبيل باها: استظافة المونديال تستلزم تعبئة كافة المغاربة لتكون هذه النسخة الأفضل في التاريخ
  • خوف وعضات قاتلة.. لماذا تتجاهل السلطات المغربية الكلاب الضالة التي تهاجم المواطنين؟
  • ماذا وراء التحذيرات الجيبوتية من الاستثمارات الإماراتية في أفريقيا؟
  • تنصيب خمسة أعضاء جدد بأكاديمية المملكة المغربية
  • المغرب وكينيا يستأنفان الرحلات الجوية المباشرة ووفد رفيع من رجال الأعمال يطير إلى نيروبي
  • وفاة الفنانة المغربية نعيمة بوحمالة عن عمر يناهز 77 عاما
  • ماذا وراء المكالمة الغاضبة بين ترامب ونتنياهو؟
  • بعثة من الخارجية المغربية في دمشق لاستكمال إجراءات فتح السفارة وإحياء العلاقات بين البلدين