زعماء الاستخبارات البريطانية والأمريكية.. النظام العالمي مهدد بطريقة لم نشهدها منذ الحرب الباردة
تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT
حذر رئيس جهاز الاستخبارات البريطاني ريتشارد مور، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA، بيل بيرنز بشكل علني معا لأول مرة، خلال فعالية أُقيمت في لندن، السبت من أن النظام العالمي الدولي مهدد بطريقة لم نشهدها منذ الحرب الباردة.
في أول مقال مشترك يكتبه زعماء أجهزة الاستخبارات البريطانية والأمريكية في تاريخهما المشترك الممتد 77 عامًا، حذرالرئيسين، من أن البلدين يواجهان الآن "مجموعة غير مسبوقة من التهديدات".
في مقال مشترك في صحيفة فاينانشال تايمز، تأمل زعماء الاستخبارات عقودًا من التعاون على مدار حربين عالميتين وفي حربهما ضد الإرهاب، محذرين: "إن تحديات الماضي تتسارع في الحاضر، وتتفاقم بسبب التغير التكنولوجي".
وكتبوا أيضًا: "لا شك أن النظام العالمي الدولي، النظام المتوازن الذي أدى إلى السلام والاستقرار النسبي وحقق مستويات معيشية مرتفعة وفرص وازدهار، يتعرض للتهديد بطريقة لم نشهدها منذ الحرب الباردة"،
بالنسبة لكلا الوكالتين، "يشكل صعود الصين التحدي الاستخباراتي والجيوسياسي الرئيسي في القرن الحادي والعشرين، وقد أعدنا تنظيم خدماتنا لتعكس هذه الأولوية"،
وإلي روسيا….وانتقد زعماء الاستخبارات "الحملة المتهورة للتخريب في جميع أنحاء أوروبا التي تشنها المخابرات الروسية، واستخدامها الساخر للتكنولوجيا لنشر الأكاذيب والمعلومات المضللة المصممة لدق إسفين بيننا".
وفي حديثه يوم السبت في لندن في ظهور مشترك غير مسبوق إلى جانب السير ريتشارد، حذر السيد بيرنز من العلاقة الدفاعية المتنامية و"المقلقة" بين روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية.
وفي أعقاب تقارير نشرتها شبكة سي إن إن وصحيفة وول ستريت جورنال تفيد بأن طهران تحدت تهديدات مجموعة الدول السبع بفرض المزيد من العقوبات من خلال تزويد موسكو بمئات الصواريخ الباليستية قصيرة المدى، حذر بيرنز من أن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تشكل "تصعيدا دراماتيكيا" في العلاقات بين إيران وروسيا.
أرسلت كوريا الشمالية ذخيرة وصواريخ إلى روسيا لاستخدامها ضد أوكرانيا، في حين تزود إيران موسكو بطائرات دون طيار هجومية.
وقال بيرنز إن وكالة الاستخبارات المركزية لم تر بعد أدلة على إرسال الصين أسلحة إلى روسيا، "لكننا نرى الكثير من الأشياء التي تقل عن ذلك".
وفي حين تحث أوكرانيا حاليا حلفائها الغربيين على السماح لكييف باستخدام أسلحتهم لضرب أهداف داخل روسيا، قال بيرنز إن الغرب يجب أن "ينتبه" إلى خطر التصعيد ولكن لا "يرهب بشكل غير ضروري" من التهديدات الروسية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية النظام العالمي مهدد الصين روسيا
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: هذا ما تريده أوكرانيا بعد هجماتها النوعية ضد روسيا
قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن هجوم أوكرانيا على جسر القرم يعتبر ضربة رمزية ومعنوية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يعتبره جزءا أساسيا من مشروع ضم شبه جزيرة القرم.
ورجح حنا -في حديثه للجزيرة- تنفيذ الهجوم الأوكراني عبر مسيّرة مائية تحمل وزنا كبيرا من المتفجرات، مشيرا إلى أن الهجوم يشكل ضربة لوجستية للجيش الروسي في حربه على أوكرانيا.
وأعلن جهاز الأمن الأوكراني، اليوم الثلاثاء، أنه نفذ هجوما وصفه بـ"الفريد من نوعه" ضد جسر القرم للمرة الثالثة منذ بدء الحرب مع روسيا.
وكشف أن الهجوم تم عبر تفخيخ من تحت الماء بـ1100 كيلوغرام من المتفجرات، مما أدى إلى تضرر أساسات الجسر نتيجة الانفجار.
ويربط جسر القرم -الذي افتتحه بوتين عام 2018″- البر الرئيسي لروسيا بشبه جزيرة القرم، التي ضمتها لسيطرتها منذ عام 2014، وهو ما لم يحظَ باعتراف دولي حتى اليوم.
وكذلك، يعد أطول جسر في أوروبا، إذ يبلغ طوله 19 كيلومترا، وارتفاعه 35 مترا عن سطح البحر.
ووفق الخبير العسكري، فإن السكك الحديدية مهمة في العقلية الروسية التاريخية، إذ تعتمد عليها بشكل كبير في النقل اللوجستي.
وبشأن تصاعد الهجمات الأوكرانية على روسيا، قال حنا إن الحرب تخاض لأهداف سياسية، لذلك تسعى كييف إلى خوض "حرب لا تماثلية"، بعدما أثبتت أنها قادرة على ضرب أهم رموز القوة الروسية مثل الجسور والقاذفات الإستراتيجية ذات البعد النووي.
إعلانوتزيد هذه الهجمات الأوكرانية الضغط على روسيا، خاصة بعدما ترك الرئيس الأميركي دونالد ترامب كييف من دون سلاح واستعلام تكتيكي، كما يقول حنا.
وقبل يومين، أعلنت الاستخبارات الأوكرانية نجاحها في تنفيذ عملية نوعية استهدفت الطيران الإستراتيجي الروسي، أسفرت عن تدمير 40 طائرة، في حين توعدت موسكو بالرد، وقالت إن الهجمات استهدفت مطارات في 5 مقاطعات.
ووصف الخبير العسكري الهجمات الأوكرانية بالمفاجأة الإستراتيجية مقابل فشل روسي إستراتيجي، بعدما كانت تشير التوقعات إلى "ضربات بمسيّرات كبيرة في النهار باتجاه أهداف قريبة، لكن ما حدث تم بمسيّرات صغيرة ضربت أهدافا بعيدة المدى".
وخلص إلى أن أوكرانيا تحاول العودة إلى التوازن، إذ تتطلع إلى رفع مستوى الكلفة والأثمان وزيادة الضغط الداخلي على بوتين، مرجحا أن يرفض الرئيس الروسي هذا الواقع الجديد، وسيواصل الحرب.
وحسب حنا، فإن الجيش الروسي يمتلك الأفضلية في هذه الحرب، ويطالب نظيره الأوكراني بالانسحاب من 4 أقاليم أوكرانية.
وأعرب عن قناعته بأن العمليات الأوكرانية سوف تستمر لأنها تعطي لا تماثلية في الحرب بـ"استعمالها أفضل ما تملك، ومنع الطرف الآخر من استعمال أفضل ما يملك".
ومنذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا واسعا على جارتها أوكرانيا، وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.