فاجأت المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأمريكية، منافسها المرشح الجمهورى «دونالد ترامب» حين تقدمت نحوه لمصافحته، مع بدء المناظرة بينهما قائلة له: أنا كاميلا هاريس. وبرغم أن ترامب لم ينبس بكلمة واحدة ردا عليها، إلا أنها نجحت فى أن تمنح الانطباع بالثقة فى النفس، وأنها لا تخشى صلفه ونرجسيته وحتى تجاوزاته.
فى المناظرة انقلب السحر على الساحر. وبينما نجح ترامب (78عاما) فى إزاحة بايدن من سباق المنافسة الرئاسية بسبب خرف شيخوخته، فقد رسب فى امتحان فارق العمر بينه وبين هاريس (59 عاما) الذى يبلغ 19 عاما. وبدت المرشحة الديمقراطية خلال المناظرة أكثر حضورا وحيوية وعقلانية وثقافة منه، وأكثر تدفقا فى الحديث، وسرعة بديهة، من الخبرة التى اكتسبتها كمدعية عامة سابقة، وعضو فى مجلس الشيوخ، واستطاعت أن تهزمه كذلك بحديثها الجذاب عن الطبقة الوسطى الأمريكية، وعن خططها للمستقبل.
بينما غرق ترامب فى حديثه الشعبوى عن إنجازات ماضيه، وبدا عنصريا ومخرفا ضد معظم الأقليات الأمريكية، حتى ذكرته هاريس بتحريض أنصاره للهجوم على مبنى الكونجرس رفضا لعدم قبول خسارته فى الانتخابات، وهدمه للأسس الدستورية والقانونية القائمة، وعدم احترامه شرعية المؤسسات الدستورية. فضلا عن اتهامه بنحو 48 تهمة جنائية بينها التهرب الضريبى. ومن المعروف أن ترامب يرفض أن يسكن السود فى أى من أبراجه وعقاراته الاستثمارية.
اقترب ترامب من موقف هاريس فى قضية الإجهاض. فبينما كان يرفضه لأسباب دينية، ويسعى لتقنين منعه، وتعتبره هاريس حقا من حقوق النساء والإنسان، أعلن فى المناظرة -لأسباب انتخابية بطبيعة الحال ترنو إلى أصوات النساء -على أن يترك الموقف منه لتحدده كل ولاية، ولا يكون موقفا موحدا للاتحاد الفيدرالى.
لم يكن اتفاق الاثنين على الدعم المطلق لإسرائيل، جذبا فقط لأصوات اللوبى اليهودى الصهيونى، بل هو إعادة تأكيد على الدعم التاريخى المطلق الذى لا سقف له، من قبل الإدارتين الديمقراطية والجمهورية لإسرائيل. لكن موقف إدارة بايدن من الحرب الدائرة فى غزة والممتدة إلى الضفة فاق كل مواقف الإدارات السابقة، من حيث هدمه لقواعد القانون الدولى، وافتقاده المخجل لكل القيم الأخلاقية والإنسانية.
حرصت هاريس على أن تبتعد قليلا عن مواقف بايدن، فتحدثت عن حق إسرائيل فى الدفاع عن النفس، وطالبت بوقف الحرب وحل الدولتين. ولم نعد ندرى إذا كان هذا موقفها الحقيقى، أم هو مغازلة لأصوات الجاليات العربية، والمجتمع المدنى، الذى ما زالت مظاهراته تجوب الشوارع طلبا لوقف الحرب فى غزة، ومنح الفلسطينيين الحق فى تقرير المصير. لكن المؤكد أن المناظرة لا تحسم الفائز فى الانتخابات التى ستجرى بعد نحو ستة أسابيع، يمكن خلالها أن تتبدل المواقف لصالح وضد أى من المتنافسين، ليكون الجواب النهائى عمن سيفوز فى الخامس من نوفمبر القادم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أمينة النقاش على هامش المناظرة على فكرة المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب المرشح الجمهوري
إقرأ أيضاً:
الكتلة الديمقراطية ترحب بتعيين رئيس وزراء مدني وتبارك انتصارات القوات المسلحة
عقدت الكتلة الديمقراطية اجتماعاً مهماً، الثلاثاء، بالعاصمة المصرية القاهرة، ناقشت خلاله الأوضاع السياسية في السودان، وخرجت بجملة من التوصيات التي تعكس رؤيتها الراسخة للحفاظ على وحدة البلاد، وصون كرامة المواطن السوداني، ودعم القوات المسلحة في معركتها من أجل الحفاظ على وحدة الدولة السودانية.وفي هذا السياق، رحبت الكتلة بتعيين الدكتور كامل إدريس رئيساً للوزراء، واعتبرت هذه الخطوة منسجمة مع رؤيتها ومطلبها الدائم بتشكيل حكومة مدنية ذات كفاءة، تتولى إدارة الجهاز التنفيذي خلال المرحلة الانتقالية. كما أعلنت الكتلة عزمها تقديم رؤية متكاملة وبرنامج عمل واضح إلى رئيس الوزراء، دعماً لنجاح الفترة الانتقالية وتحقيق تطلعات الشعب السوداني.وتقدمت الكتلة بالتهنئة إلى الشعب السوداني على الانتصارات الكبيرة التي أحرزتها القوات المسلحة، والقوة المشتركة، والتشكيلات المساندة في مختلف جبهات القتال، كما حيّت صمود الفاشر ومدن كردفان ، مؤكدةً أن هذه الانتصارات تمثل خطوات حقيقية نحو تحرير ما تبقى من المدن السودانية وبسط الامن والاستقرار في البلاد.كما ناقشت الكتلة الدعوات المتعددة للمشاركة في الحوارات وورش العمل السياسية،وشددت على أهمية توحيد هذه المبادرات تحت مظلة وطنية جامعة، تضمن حواراً سياسياً شاملاً لا يُقصي أحداً، لمعالجة جذور الأزمة الوطنية وتداعياتها.كما اعربت الكتلة الديمقراطية عن بالغ تقديرها للدول الشقيقة التي وقفت إلى جانب الشعب السوداني، وفي مقدمتها جمهورية مصر التي استضافت مئات الالاف من السودانيين، والمملكة العربية السعودية، ودولة قطر، ودولة الكويت، ودولة إريتريا، على مواقفها وجهودها الصادقة مع الشعب السوداني، بما يعكس عمق الروابط الأخوية والمصير المشترك بين شعوب المنطقة.د. محمد زكريا فرج اللهالناطق الرسمي باسم الكتلة الديمقراطية26 مايو 2025 إنضم لقناة النيلين على واتساب