الاحتفاء بالمولد.. الثقافة بالسيرة ومدارستها
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
تعظيم يوم مولده ، هو شكر لله تعالى على نعمته
الاحتفاء بمولد النبي عليه الصلاة والسلام، والاحتفال بسيرته، هو تطبيق عملي لمدى المحبة الكامنة في النفوس، وكيف لا يكون يوم مولده انعطافًا تاريخيًا لكل مسلم، فقد بدأت قصة خلاص البشرية من ظلام الكفر والشرك والفجور والعصيان، فهو رحمة للعالمين على امتداد التاريخ، وهو حريص علينا بأن نهتدي، وبالمؤمنين رؤف رحيم.
القرآن الكريم عبّر عن وجود النبي صلى الله عليه وسلم، بأنه رحمة للعالمين، وهذه الرحمة لم تكن مقتصرة على زمن وقت مبعثه، بل تمتد على امتداد التاريخ بأسره كما قال تعالى " وآخرين مِنهم لمَّا يَلحَقوا بِهم"،
كما ورد الأمر الشرعي أيضًا بالتذكير بأيام الله تعالى في قوله سبحانه: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ﴾ ، ومِن أيام الله تعالى أيامُ الولادة وأيامُ الفتح والخير.
والاحتفال بيوم المولد واستدعاء هذه الأيام أمر مستحسن من قبل العلماء والاستحسان تسعة أعشار العلم، فطريقة إظهار المحبة إما بالشعر أو التماس التذكير بنهجه أو الاحتفال وإظهار البهجة أو بقراءة شمائله، إجمالاً لا يشوبه بدعه أو يُلتمس بقربه معصيه، والاحتفال بذكرى مولد سيد الكونَين من أفضل القربات، لأنها تُعبر عن المحبة له، وكان يعظم يوم مولده، ويشكر الله تعالى فيه على نعمته، وكان يعبر عن ذلك التعظيم بالصيام، كما إن محبته أصل من أصول الإيمان، وقال: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أجمعين )
إنّ تعظيم يوم مولده ، هو شكر لله تعالى على نعمته، وكان يعبر عن ذلك التعظيم بالصيام، فقد سئل رسول الله صلّى الله عليه وسلم عن صوم يوم الاثنين، فقال: ((فيه ولدت ، وفيه أُنزل عليَّ )) .. وأكثر من الصلاة عليه، كي تحظى بمعيّته، أو بقراءة سيرته، أو بالصدقة والإحسان، وفعل الخيرات، فإحياء سنّته يجب أن يكون إحياءً عمليًا حقيقيًا، لا أصوليا أو شكليًا؟!
الإسلام السلفي الداعشي خرج من رحم مسلمين غلب عليهم الجفاء مع الرسول وسيرته ،وإلصاق التهم والبدع والشرك والتكفير بالآخرين في يوم الاحتفال بمولده..بالرغم فبدعة الضلال عرفها العلماء بأنّها طارئ فيه إماتة سنّة، أو ضلال وإفساد فما غير ذلك فهو مباح.
وأحوج ما نكون الى هديه في هذا العصر التي كثرت فيه الغلظة والتطرف، والقسوة والتكفير، وتم اختطاف الدين، وبدأ يعيش المسلم في غربة، وكُثر أعدائه، لا طريق إلى الخلاص من كل ذلك إلا بأتباع "نهج المحبة" التي تلطف الأجواء وتعزز من أدبيات التدين الصحيح.
استشعار الاحتفاء بالمولد رسالة ذات مغزى تربوي وأخلاقي وروحي، وذلك بقراءة السيرة ومدارستها من باب الأسوة الحسنة، فهي فضيلة في هذا الشهر، إن رحلة مولد الرسول الكريم يمكن أن يضيء للعقل المسلم آفاقاً جديدة من الوعي والفهم والتبصُّر، إن هذه المعجزة الفريدة تحمل الكثير من الدروس المستفادة، ولكن تفعيلها والنهل من إرثها هو الذي يعمق أثرها في النفوس، والنفاذ بسهولة إلى مختلف الأزمان والأجيال.
منذ بزوغ فجر الأسلام، ظهر إبداع شعري قيمي، فكان نشأة "المديح النبوي" مع الدعوة النبوية والفتوحات الإسلامية، وهو حي عليه الصلاة والسلام قائم بين ظهراني أصحابه – فما بال الذين لم يرونه- وهم مجموعة من الصحابة رضوان الله عليهم الّذين كانوا يُعرفون بالفصاحة والبلاغة "حسان بن ثابت" و"كعب بن مالك" و"كعب بن زهير" و"عبد الله بن رواحة"، فقد كانوا يكتبون الشعر في مدح الرسول – صلى الله عليه وسلم- فكان هذا فن من فنون المحبة والشوق، والشغف بمدح خصائصه وخصائله عليه الصلاة والسلام.
والاحتفال بذكرى مولد سيد الكونَين وخاتم الأنبياء والمرسلين نبي الرحمة سيدنا محمد -صلّى الله عليه وآله وسلم- من أحسن الأعمال وأجلّها في النفس ولا يكمل إيمان المرء إلا بها، لأن هذه الشخصيّة حالة فريدة في الإنسانيّة، حيث لم يشهد التاريخ شخصيّة قد امتلكت كلّ هذه السجايا الكاملة، والنَّفس الكريمة، والروح الإنسانية الرفيعة، الرسول الأكرم قد ملك مكارم الأخلاق؛ كما وصفه الله تعالى (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ).
وثقافة السيره ضرورة ملحة لرفع القيم الأخلاقية، فحياته إسوة والتأصيل لمحبة الرسول عليه الصلاة والسلام واجب شرعي، وإظهار الوقار لقدره صلى الله وعليه وسلم وغض أصواتنا وخفضها عندما نزوره أمر رباني، أولئك المؤمنين الذين اختبر الله قلوبهم للإيمان، بل لهم المغفرة وفضل جزيل، فالمفارقة المهمة القابلة للتأمل فى حديث -البخاري- قيل أنه يخفّف عن أبى لهب كل يوم اثنين بسبب عتقه لثويبة جاريته لمّا بشرته بولادة النبي صلى الله وعليه وسلم.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية المولد النبوي علیه الصلاة والسلام الله تعالى علیه وسلم یوم مولده الله علیه صلى الله
إقرأ أيضاً:
تدشين فعاليات احياء ذكرى المولد النبوي بمديريتي بيت الفقية والتحيتا بالحديدة
الثورة نت / أحمد كنفاني
دشنفي في مديرتي بيت الفقية والتحيتا بمحافظة الحديدة، اليوم الاحد، أنشطة وفعاليات المولد النبوي الشريف على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم للعام 1447هــ.
وفي التدشين بمديرية بيت الفقية، أكد مدير المديرية حسين سهل، أهمية أحياء هذه المناسبة الدينية الجليلة في استلهام الدروس والعبر من سيرة الرسول صل الله عليه وآله وسلم والاقتداء بنهجه القويم.
ولفت إلى ضرورة تجسيد محبة اليمنيين للرسول الأعظم من خلال تعزيز قيم الإخاء والتلاحم والاصطفاف في مواجهة الأعداء…معتبرا الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف رسالة واضحة لأعداء الأمة أن أبناء اليمن ماضون على خطى النبي الكريم في مواجهة قوى العدوان الصهيوني ونصرة المستضعفين في غزة.
فيما استعرض العلامة منصور حلبي ومسؤول الإرشاد مجاهد الجبر في كلمة العلماء، جوانب من سيرة حياة المصطفى عليه السلام وبعض مواقفه وما تحلى به من مكارم الأخلاق، وجهاده في سبيل إعلاء كلمة الله ونشر رسالته.
وأكدا أن أبناء اليمن يعيدون اليوم أمجاد الأمة وتاريخ أجدادهم أنصار رسول الله، حيث أصبحوا في خط المواجهة المباشرة مع العدو الأمريكي، الإسرائيلي والبريطاني نصرة للشعب الفلسطيني، اقتداء بالرسول الخاتم في جهاده وتحركه لمقارعة الطغاة والمستكبرين.
وفي فعالية التدشين بمديرية التحيتا بحضور مدير المديرية عادل اهيف، ألقيت كلمات أشارت في مستهلها، إلى أن اليمنيين يحتفون بمولد النبي الكريم بأفضل صورة ونموذج فريد يؤكد مكانة الرسول الخاتم في نفوسهم ويجددون ارتباطهم به، لافتة إلى أن الاحتفاء هذا العام يتفرد مع الموقف الصادق للشعب اليمني المناصر لأبناء فلسطين في معركتهم المصيرية ضد الاحتلال الصهيوني الغاشم.
وأكدت الكلمات أن ذكرى المولد النبوي الشريف، مناسبة دينية جليله ورسالة للعالم، بأنه مهما سعى أعداء الأمة لإبعادها عن رسولها وقائدا لن يستطيعوا، وستبقى على نهجه القويم حتى قيام الساعة.
تخللت الفعاليتين، تحت شعار “لبيك يارسول الله”، بحضور قيادات تنفيذية ومحلية وعلماء وشخصيات اجتماعية، فقرات إنشادية، وقصائد شعرية معبرة.