الرهوي: الاحتفاء بالمولد النبوي تكريم لأعظم قائد ومعلم عرفته البشرية
تاريخ النشر: 11th, August 2025 GMT
يمانيون |
شهدت أمانة العاصمة صنعاء، اليوم الأحد، انطلاق الفعاليات التحضيرية لذكرى المولد النبوي الشريف 1447هـ، وسط أجواء روحانية وحماسية تعكس عمق ارتباط الشعب اليمني برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، في ظل ما تشهده الأمة من تحديات جسام وعدوان غاشم.
وخلال اللقاء التحضيري الموسّع، أكد رئيس مجلس الوزراء أحمد غالب الرهوي، أن الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف يُعد من أكرم وأعظم المناسبات التي يحييها الشعب اليمني والأمة الإسلامية، لما تحمله من دلالات روحية وقيمية عظيمة، داعياً الجميع إلى الاقتداء بالصفات المحمدية الجامعة من شجاعة وصدق وأمانة ووفاء وحمية، والعمل على كل ما يخدم مصلحة الشعب اليمني والأمة.
وأشار الرهوي إلى أن رسول الإنسانية محمد صلى الله عليه وآله وسلم، كان مجاهداً شجاعاً كرس حياته لخدمة الإسلام والمسلمين، وأن على الأمة أن تتأسى بسيرته العظيمة وأن تسعى لترسيخ تعاليمه الربانية في واقعها، خاصة في ظل حالة الضعف والانحراف التي تعيشها كثير من الشعوب الإسلامية اليوم. ودعا إلى الحشد الواسع للمشاركة في الفعالية الكبرى في 12 ربيع الأول، باعتبارها رداً عملياً على حملات التشويه ومحاولات التبخيس التي تطال هذه المناسبة المباركة.
وفي سياق كلمته، هنأ رئيس الحكومة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي بقرب حلول ذكرى المولد النبوي الشريف، سائلاً الله له النصر والتوفيق، ولغزة التحرير، ولفلسطين الاستقلال، وللشهداء الرحمة والخلود، وللجرحى الشفاء العاجل. وانتقد في الوقت ذاته بعض المظاهر الاحتفالية الدخيلة التي لا تمت لروح الإسلام بصلة، مؤكداً أن الأولى بالمسلمين هو إحياء ذكرى مولد النبي الذي أخرج الأمة من الظلمات إلى النور.
من جانبه، أوضح مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، أن مولد النبي الأكرم نعمة كبرى منّ الله بها على البشرية جمعاء، وأن الاحتفال بهذه الذكرى هو احتفال بالقيم والمبادئ التي جاء بها، مشدداً على ضرورة أن يقترن هذا الاحتفاء بالاقتداء بسيرة النبي قولاً وعملاً. وحذّر من محاولات المنافقين لإضعاف وحدة الصف اليمني وثني الشعب عن موقفه المشرّف في نصرة غزة وفلسطين، داعياً إلى جعل المناسبة منطلقاً لتعزيز التكافل الاجتماعي والاهتمام بالفقراء والمحتاجين.
كما أكد أمين العاصمة حمود عباد ووكيل أول الأمانة خالد المداني، أن اليمنيين يفاخرون برفع ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأن احتفالات هذا العام تأتي في ظل العدوان الصهيوني الأمريكي على غزة، ما يمنحها بعداً جهادياً ورسالة تحدٍ في وجه الطغيان. وأشارا إلى أهمية دور العلماء والمثقفين والتربويين والمشايخ في حشد الناس للمشاركة، وإبراز دلالات المناسبة على المستويين الديني والوطني.
وشدد عباد والمداني على ضرورة رفع الجاهزية لمواجهة أي محاولات للمساس بأمن اليمن، معتبرين أن المولد النبوي الشريف فرصة لتوحيد الصفوف في مواجهة قوى الاستكبار وعملاء الصهاينة والأمريكان، مع إطلاق حملات إحسان وتكافل وتزيين للشوارع والحارات ابتهاجاً بالمناسبة، وحث الشباب على الالتحاق بدورات “طوفان الأقصى” تعبيراً عن الارتباط العملي بقضايا الأمة.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: النبوی الشریف
إقرأ أيضاً:
كيفية الاحتفال بالمولد النبوي .. الطريقة الشرعية الصحيحة
توضح دار الإفتاء المصرية أن الاحتفال بذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم يعد من أجلّ القربات وأعظم مظاهر التعبير عن المحبة والفرح بمقدمه الشريف، وهو أمر يرتبط بأصل من أصول الإيمان.
وقد ورد في الحديث الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين»، وهو ما يرسخ مكانة حب الرسول في قلب كل مسلم.
وترى الإفتاء أن إحياء ذكرى المولد النبوي يتجلى في صور متعددة، منها الاجتماع على ذكر النبي، والمدائح النبوية، وقراءة سيرته العطرة، والتأسي به، وإطعام الطعام، والصدقة على المحتاجين، والتوسعة على الأهل والأقارب، وكل ذلك إعلانٌ عن الفرح بمولده وشكر لله على نعمة بعثته.
وقد ذهب جمهور العلماء إلى استحباب تعظيم يوم مولده الشريف عبر الصيام، والإكثار من الذكر، وقراءة القرآن، والدعاء، وسائر العبادات، وهو ما جرى عليه عمل أهل الأمصار.
ويستشهد التاريخ بعادات أهل مكة قديمًا، حيث كانوا يزورون موضع مولده في ليلة الثاني عشر من ربيع الأول، ويجتمعون بالشموع والمشاعل والاحتفال البهيج، معتبرين ذلك اليوم من أعظم أعيادهم الدينية.
كما ردت الإفتاء على من ينكرون الاحتفال بحجة البدعة، مؤكدة أن ذلك من "البدع الحسنة" التي تتضمن تعظيم النبي الكريم، واستشهدت بحديثه صلى الله عليه وآله وسلم حين سئل عن صوم يوم الإثنين فقال: «ذاك يوم ولدت فيه»، وهو دليل على تشريف هذا اليوم والشهر الذي وقع فيه ميلاده الشريف.
ويشير الإمام ابن الحاج المالكي إلى أن الأزمنة والأمكنة تكتسب فضلها بما خصها الله به من عبادات، وأن شهر ربيع الأول ويوم الإثنين من الأوقات التي تستحق التعظيم والاحترام، لما فيهما من بركة ميلاد خير الأنام صلى الله عليه وآله وسلم.
وبذلك تؤكد الإفتاء أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ليس مجرد تقليد، بل هو تعبير عن الحب الصادق والوفاء لرسول الله، واتباع لسنته في اغتنام الأوقات الفاضلة بزيادة الأعمال الصالحة والخيرات.