يمانيون – متابعات
جدد السيد القائد عبد الملك بدر الدين في خطابه اليوم السبت عشية الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم للعام الهجري 1446ه طرق موضوع الجهاد في سبيل خلال هذه المرحلة المفصلية في تاريخ الأمة مع أعدائها من الكفار والمنافقين.

وأكد السيد القائد أن لا خلاص للأمة إلا بالجهاد في سبيل الله، باعتباره الحل الأمثل، والوحيد، والذي يحفظ للأمة عزتها وكرامتها، حيث لا وجود، لأي حل آخر.

وأوضح السيد القائد أن الحديث عن الجهاد في سبيل الله، لا يعني فتح إشكالات على الأمة، أو تحديات هنا وهناك، لأن المسألة مختلفة، فالأمة الإسلامية مستهدفة من جانب أعدائها بكل أشكال الاستهداف، وهي تواجه المخاطر الكبيرة، والتحديات الكبيرة.

وخلال المحاضرات الأخيرة للسيد القائد، والتي كان يخصصها للتضامن مع الشعب الفلسطيني المظلوم في قطاع غزة، كان السيد القائد يكرر حديثه عن الجهاد في سبيل الله، مؤكداً أنه الخيار الأفضل، وهنا وفي هذه المناسبة يعاود السيد القائد تذكير الأمة بمسؤولياتها المتمثلة بالجهاد في سبيل الله، والاقتداء بالرسول الأكرم محمد -صلى الله عليه وعلى آله-

ويسوق السيد القائد العديد من الشواهد على صوابية هذا الطرح، لافتاً إلى أن الواقع يشهد، وهذه الحالة ليست جديدة، فالمسلمون وعلى امتداد التاريخ كانوا مستهدفين على الدوام، بكل أشكال الاستهداف العسكري، والثقافي، والفكري، والاقتصادي، وعلى كل المستويات، وفي كل الجوانب.

ويوضح السيد القائد أن استهداف هذه الأمة يأتي من جبهتين أساسيتين هما (الكفر والنفاق)، ثم يسهب في شرحه وتناوله لهاتين الجبهتين، وخطورتهما على الأمة الإسلامية، وكيف يمكن مواجهتهما، مقدماً بذلك الأدلة المقنعة من القرآن الكريم، ومن شواهد التاريخ والأحداث.

ويرى قائد الثورة أن جبهة الكفر، هي جبهة عدوانية، إجرامية، وهي مصدر الشر والإجرام والطغيان والفساد، وهي تتنكر لرسالة الله في مبادئها وقيمها وأخلاقها العظيمة.. هذه الرسالة التي هي نور للبشرية جمعاء، ورحمة للناس، مؤكداً أن جبهة الكفر متباينة مع رسالة الله، وهي جبهة طمع، وطغيان، وأهواء وشهوات، ونزوات، ولا تطيق مبدأ الرسالة الإلهية، التي جاءت به كل الرسل، كما أنها لا تطيق مكارم الأخلاق

التي هي أهم ما أتت به الرسالة الإسلامية، منوهاً إلى أن جبهة الكفر لا تنسجم كذلك مع مكارم الأخلاق؛ لأنها جبهات فساد، وإفساد وانفلات، وليس عندها التزام بالمسؤولية الأخلاقية.

وإذا كانت جبهة الكفر بهذا الشكل القبيح الذي يستدعي على المسلمين مقاومتها بكل الوسائل المتاحة، وفي مقدمتها الجهاد في سبيل الله، فإن جبهة النفاق هي الأخرى أشد وأنكى كما يؤكد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله.

ويقول السيد القائد : ” جبهة النفاق، هي الأخرى على تناغم، وتلاقٍ مع جبهة الكفر”، مشيراً إلى أنه على الرغم من أن المنافقين يحسبون على الإسلام، لكنهم في ولائهم، وفي أهدافهم، وتوجهاتهم يلتقون مع الكافرين، وينسقَّون معهم، فهم بالنسبة للانتماء أصحاب انتماء إسلامي، وبالنسبة للمواقف، والتوجهات والأهداف يلتقون مع الكافرين”، مبيناً أن الله كشفهم، ووضح حقيقتهم، وخطورتهم، وصنفهم ضمن أعداء الإسلام والمسلمين، إلى درجة أن قال الله عنهم في القرآن الكريم: [هم العدو فاحذرهم].

ويرى السيد القائد أن المنافقين، هم أعداء، يشكل خطورة على الأمة، ومن داخلها، ونشاطهم يأتي من داخل الأمة بما يخدم أعداء الإسلام والمسلمين، وأن من مواقفهم السعي لإثارة الفتن، وصرف اهتمام الناس بشكل تام عن العدو الحقيقي، وعن أنشطته العدائية، وبذلك فالكفار، والمنافقون يشكلون خطورة على الأمة الإسلامية، وهي خطورة متناسقة، وهم يتبادلون الخدمات فيما بينهم، وينشطون لاستهداف الأمة من الداخل، وجبهتهم تمثل خطورة على الأمة، لأنها جبهة شر، واستهداف شامل على الأمة، على كافة المستويات الفكرية والثقافية، ومن كل جانب وكل اتجاه، وليس فيهم إنسانية، أو رحمة.

وبعد أن أسهب السيد القائد في توضيح مخاطر جبهتي النفاق والكفر، يبدأ في تقديم العلاج الحقيقي للمواجهة مع هاتين الجبهتين، وهو علاج يستمده من القرآن الكريم، ومن سيرة المصطفى محمد -صلوات الله عليه وعلى آله.

ويقول السيد القائد:” الجهاد في سبيل الله يمثل حالة الردع لإجرام الأعداء، وافشال مؤامراتهم التي يستهدفون بها الأمة؛ لأنهم بطبيعتهم عدوانيون طامعون، متوحشون، مجرمون، و لذلك عندما تتخلى الأمة عن الجهاد، بأساليب أخرى، فهذه الأساليب لا تجدي نفعاً، لأن الطريقة التي تحمي الأمة هي الجهاد في سبيل، والذي يمثل ردعاً للعدو وحماية للأمة.

وأوضح السيد القائد : “الله عز وجل خاطب الرسول بالجهاد، والقتال في سبيل، وهذا يبين أهمية هذا الموضوع عندما كان جزءاً من مهام الرسالة السماوية، ومن الالتزامات الإيمانية، وفي الوقت نفسه باعتباره الأسوة والقدوة، لافتاً إلى أنه لو كان هناك بدائل أخرى تغني الأمة عن الجهاد ، لكان الرسول هو الأجدر بها، لمستوى ما كان عليه من رشد، ومعرفة، وحكمة، ومكارم الأخلاق والقدرة العالية على الإقناع، وإقامة الحجة، ولو كانت الوسائل الدبلوماسية لوحدها تكفي، أو طريقة معنية، أو أي طريقة لكان هو الأولى بها، لأنها الأولى بالرعاية والسلامة من المشاق والمتاعب.

وبهذا، يقدم السيد القائد، سرداً مقنعاً، عن طبيعة المواجهة مع أعداء الأمة الإسلامية من الكفار والمنافقين، مقدماً حقائق وشواهد من التاريخ، ومن سيرة الرسول الأكرم، ليتوصل إلى نتيجة حتمية للجميع بأنه لا غنى عن الجهاد في سبيل الله، فهو الحل الأمثل لحل مشاكل الأمة، مؤكداً أن الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- استجاب لأمر الله، وكانت حركته الجهادية في سبيل الله متميزة تميزاً عظيماً على مستوى الأداء الراقي جداً في تنفيذ هذه المهمة على أرقى مستوى، مجسداً التعاليم الإلهية والحكمة بمفهومها الصحيح، و محققاً نجاحات كبيرة جداً.

ويشير السيد القائد إلى أن حركة الرسول الجهادية متميزة جداً، وتجلت فيها النجاحات الكبرى التي تشهد على أهميتها وضرورتها وإيجابياتها، وما تمثله من بناء للأمة على المستوى الحضاري والعزة والمنعة وما يرتبط بها من القيم، وما لها من أهمية تربوية وأخلاقية، ومدى صلتها بالمشروع الإلهي الذي ينبغي للأمة الذي تحمله، وهي تنتمي للإسلام، وتؤمن بالرسول، مسؤولية العمل على تقديم النموذج الراقي للرسالة ونشرها.

وفي هذا يتطرق السيد إلى نقطة مهمة جداً، وهي انحدار الأمة إلى مستوى الحضيض، بعد أن كانت أعز أمة، منوهاً إلى تنامي دور اليهود والنصارى، الذين لهم اتجاه آخر، ويتفقون مع اليهود ويتحالفون معهم ضد المسلمين، حيث فتحوا جبهة واحدة للإفساد في الأرض، فاحتلوا أجزاء مهمة في البلاد الإسلامية، وتم استضعاف، وظلم أهلها، وإلى احتلال بقاع أخرى، وارتكاب أبشع الجرائم ضد المسلمين فيها، وهذا شيء مؤسف.

وأكد السيد القائد أن التعطيل للجهاد يترتب عليه انحدار، وغباء، وتبلد، في المشاعر، وطبع على القلوب، وهي حالة خطيرة، ويترافق معه الذلة والهوان وتمكين الأعداء من السيطرة على المسلمين، لذلك لا خلاص للأمة إلا باتباع تعليمات الله بالجهاد في سبيل الله وبالاستفادة من الرسول وحركته ومسيرته الجهادية التي لا مثيل لها فيما حققته من نجاحات، وأداء راق جداً من القيم والأخلاق.
———————————————-
أحمد داود

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الجهاد فی سبیل الله الأمة الإسلامیة السید القائد أن عن الجهاد على الأمة إلى أن

إقرأ أيضاً:

السادس من أكتوبر.. مجد لا يزول

إن يوم السادس من أكتوبر ليس مجرد تاريخ فى دفتر الأيام– بل هو ملحمة نضالية ووطنية لا مثيل لها، لحظة استيقظت فيها الروح المصرية من تحت ركام الهزيمة لتعلن للعالم أن الكرامة لا تهزم، وأن من تربى فى حضن طمى هذا النيل لا يعرف الانكسار.. فى ذلك اليوم المجيد، لم تنتصر المدافع وحدها–بل انتصرت الإرادة، وارتفع صوت الإيمان فوق صوت الحديد والنار.. لقد كانت حرب السادس من أكتوبر ميلادًا جديدًا للأمة المصرية، توحدت فيه أطيافه، القائد والجيش والشعب فى معركة لم تخاض من أجل الأرض فحسب، بل من أجل معنى الوجود ذاته.. فى حياة مصر يظل السادس من أكتوبر لحظة تجاوزت حدود التاريخ لتصير معنى خالدا فى ضمير الأمة.

فى ذلك اليوم لم تنتصر مصر بالسلاح وحده، بل انتصرت بالإيمان والإرادة والعقل–حين التقت عبقرية القائد والزعيم محمد أنور السادات بروح الجندى المصرى الذى خلقه الله من الأزل للدفاع عن الأوطان.. فمنذ أن خلق الله الأرض ومن عليها، ظل الجندى المصرى يحمل فى فطرته سر الخلود - فهو لا يرى فى الموت نهاية، بل عبورا إلى معنى أسمى وأبقى.. معنى التضحية من أجل البقاء.. فمنذ جيوش الفراعنة وحتى ميادين سيناء، كانت العقيدة واحدة–الدفاع عن الأرض شرف–والموت فى سبيلها حياة.. ذلك هو الجندى المصرى، ابن النيل والطين وتراب وأنفاس هذا الوطن الذى اتقن القتال كما أتقن الحكمة والصبر، ويؤمن أن الدفاع عن الوطن عبادة لا تنطفئ جذوتها.

وجاء أنور السادات ليعيد لتلك العقيدة وعيها ووجهها المشرق.. رجل أدرك أن النصر لا يستورد من الخارج، بل يولد من رحم الإرادة، وإيمان راسخ، فقد قرأ الواقع بعين القائد المؤمن بقدر وقيمة وطنه، ورسم خطته بذكاء الحكيم الذى يدرك أن المعركة ليست بين جيشين فقط، بل بين الإرادة واليأس، بين الكرامة والهزيمة.. فكان القائد الذى جمع بين دهاء السياسة–وجرأة المقاتل، فكان قراره العظيم بالحرب أعمق من مجرد تحريك قوات–بل كان تحريكا لروح أمة.. وانطلقت صيحة (الله أكبر) من الأفئدة قبل الألسنة–حينها–لم تكن مجرد نداء عسكرى بل صرخة وجود وإيمان راسخ وثورة وجود أيقظت مهابة التاريخ، لتشير بكل إنصاف إلى عبقرية وتضحية الجندى المصري–الذى حطم المستحيل ذاته، وحمل فى قلبه صورة أمه وفى عينيه خريطة وطن يستحق الحياة.. كانت الرمال تلتهب تحت قدميه، والرصاص يتساقط حوله كالمطر–لكنه كان يرى ما لا يرى، كان يرى النصر يتكون من بين الدخان هناك على الضفة الشرقية، وان الكرامة مداها هناك فى مسرى موسى وعيسى وشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم–وهنا تحولت المعاناة على يديه إلى مجد إنسانى خالد، وصارت الدماء مدادًا يكتب به المصريون سطور الحرية والكرامة، هكذا أرادها الله.

فلم تكن حرب أكتوبر مجرد استعادة لأرض غابت، بل كانت استعادة للروح التى لا تموت.. بعد أن أثبت المصريون أن الإيمان إذا سكن القلب، هزم الحديد والنار، وأن الأوطان لا تبنى بالشعارات–ولا بالهتافات ولا بالتفاهات–بل بتلك اللحظة التى يقف فيها الجندى أمام الموت مبتسمًا.. مؤمنًا بأن الأوطان لا تبنى إلا بالعطاء المخلص، فمنح الله مصر نصرها، ومنح التاريخ درسًا لا ينسى.

أيها الناس–سيظل جيش مصر–بعقيدته الراسخة هو الدرع الذى يحرس–والسيف الذى لا يصدأ، لأن هذا الجيش لم يخلق للغزو، بل خلق للدفاع عن الحق والكرامة.. هو جيش ولد من رحم التضحية–وتربى على الإيمان بأن من مات فى سبيل الوطن–لم يمت–بل صار جزءا من ترابه المقدس ونيله العظيم.. فتحيا مصر.. وتحيا أرواح أبطالها الذين أثبتوا أن المجد لا يورث، بل يصنع فى لحظة صدق بين الإنسان وربه ووطنه.. وسوف تظل مصر إنتصارا لا ينتهى ما بقيت الحياة على الارض

وللحديث بقية.. إن شاء الله تعالى.

[email protected]

 

مقالات مشابهة

  • المركز القومي للسينما يشارك نقابة الصحفيين في الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر المجيدة
  • حقوق الزقازيق تحتفي بذكرى انتصارات أكتوبر في أجواء وطنية خالدة
  • خطاب السيسي يرسم ملامح المرحلة المقبلة.. توازن بين رسائل الطمأنة داخليًا والتحرك الدبلوماسي خارجيًا
  • سعيد الزغبي: رسائل الرئيس السيسي أكدت قوة الدولة داخليا ودورها المحوري في إنهاء حرب غزة
  • السادس من أكتوبر.. مجد لا يزول
  • محافظ شمال سيناء يشهد الاحتفال بذكرى انتصار أكتوبر بجامعة العريش
  • حكم الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر المجيد
  • حكم الاحتفال بذكرى الانتصارات الوطنية؟.. الإفتاء تجيب
  • مفتي الجمهورية يشهد احتفال الجامع الأزهر بذكرى انتصارات حرب أكتوبر.. صور
  • رسائل وكلمات مؤثرة.. أجمل عبارات التهنئة بذكرى نصر أكتوبر المجيدة