في ذكرى مولده.. هل قصة المولد النبوي لها أصل في الدين؟
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
أجابت دار الإفتاء المصرية عن أحد التساؤلات الهامة في ذكرى المولد النبوي خلال حملتها (قالوا وقولنا عن مولد النبي) لرفع الوعي والتنوير بحقيقة وصحيح الدين الإسلامي الوسطي بعيدا عن التشدد والتطرف الديني.
مَن الذي كان يقرأ المولد من الصحابة؟
قالت دار الإفتاء المصرية أن البعض تسائل وقالوا: مَن الذي كان يقرأ المولد من الصحابة؟، فقلنا: إن طرح السؤال بهذه الطريقة فيه إيهام شديد على عوام الناس بأن قصة المولد النبوي الشريف لم يكن لها أصل في عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والحق أن يقال: هل قصة المولد النبوي لها أصل في الدين؟
هل قصة المولد النبوي لها أصل في الدين؟وهنا وضحت دار الإفتاء أن قصة المولد النبوي الشريف ما هي إلا سرد خالص لجزء من سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، هذا الجزء متعلق بفترة زمنية تبدأ من إرهاصات (ممهدات) مولده الشريف مرورًا بذِكر معجزات وقعت في فترة حمل السيدة آمنة رضي الله عنها به صلى الله عليه وآله وسلم وختامًا بذِكر لحظة مولده المبارك مع ذكر مجموعة من صفاته وكمالاته البشرية.
وتابعت أن ذلك ما يجعلنا نقول إن قصة المولد بشكل عام نوع من ذكر محاسنه وشمائله ومعجزاته صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا له أصل عظيم في الدين، فقد مدحه الله تعالى فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]، وقد مدح نفسه فقال: «أنا سيد ولد آدم ولا فخر»، ومدحه جمع من الصحابة رضي الله عنهم ولم ينكر النبي على أحد منهم ذلك، مثل سيدنا حسان بن ثابت وكعب بن زهير وأم معبد والعباس عم النبي، وهذا مما لا يخفى على أحدٍ.
وانتهت دار الإفتاء المصرية أنه ما دامت قصة المولد بهذه الحال، فما المانع من ذِكرها وسردها في يوم مولده المنيف؛ وقد ألَّف فيها جماعةٌ من العلماء الذين لا يشق لهم غبار؛ ومنهم: الحُفَّاظ: ابن دحية، والعز، والعلائي، والعراقي، وابن ناصر الدين الدمشقي، والناجي، والسيوطي، وابن كثير.
الإرهاصات التي سبقت المولد النبوي
لقد نقل الأحبار والكهن والرهبان خبر قدوم نبي، وأنه سيكون خاتم الأنبياء، فبعد عيسى -عليه السلام- انقطعت الرسالة فترة من الزمان، وهذا زاد لهفتهم إلى لقاء ذلك النبي، وقد بشّر عيسى -عليه السلام- بني إسرائيل بقدوم محمد -صلى الله عليه وسلم-، قال -تعالى-: (يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ).
وكان بنو إسرائيل يعتقدون أن هذا النبي المبعوث سيكون منهم، فكانوا يقولون: "اللهم انصرنا بالنبي المبعوث في آخر الزمان"، ولما جاء سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وهو ليس منهم كفروا به، قال -تعالى-: (وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكافِرِينَ).
ومن الإرهاصات -أي البشارات والأمور الخارقة للعادة التي تحدث قبل مجيء النبي تبشيراً لنبوته- التي ظهرت للنبي الله محمد هو النور الذي رأته أمه في المنام والذي خرج منها حين حملت به، فأضاء لها قصور الشام، كما أنه ظهر نجم لامع في السماء للنبي اسمه أحمد، يختلف في خصائصه عن باقي النجوم، فعرف اليهود بعدها أن النبي قد ولد، وقد قال أحد أحبار الشام: (قد خرج في بلدك نبي، أو هو خارج، قد خرج نجمه، فارجع فصدقه واتبعه).
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: النبي صلى الله عليه وآله وسلم النبي صلى الله عليه وآله وسلم المولد المولد النبوي دار الافتاء المصرية صلى الله علیه وآله وسلم قصة المولد النبوی دار الإفتاء لها أصل فی فی الدین
إقرأ أيضاً:
الشيخ خالد الجندي: النبي عبّر عن حب الوطن في لحظات الهجرة
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن حب الوطن شعور فطري متجذر في النفس، وقد جسّد النبي محمد صلى الله عليه وسلم هذا الحب في أقواله وأفعاله، خصوصًا في لحظات شديدة الألم كموقف الهجرة.
وأضاف عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء: "في بداية البعثة، بعد نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء، ذهب إلى ورقة بن نوفل مع السيدة خديجة، وحكى له ما حدث، فقال له ورقة: ليتني أكون حيًّا إذ يُخرجك قومك، فرد عليه النبي مندهشًا: أومُخرجيّ هم؟! فكانت إجابته تعبيرًا عن تفجع وألم لا يُخفى، إذ كيف يُطرد من وطنه، وهو لم يصدر عنه سوى المحاسن والكرامات؟".
الشيخ خالد الجندي: الإسلام الدين الأكثر انتشارا رغم كل محاولات التشويه
هل ما يحدث من فتن يعتبر نهاية الإسلام؟.. الشيخ خالد الجندي يرد
الشيخ خالد الجندي: الإسلام واجه التنمر حتى ضد الحيوانات من أكثر من ١٤٠٠ سنة
خالد الجندي: الكلب مخلوق له حرمة .. والخلاف حول نجاسته لا يبرر إيذاءه
وأوضح الشيخ خالد الجندي أن الهجرة لم تكن سهلة على قلب النبي، قائلاً: "في ليلة الهجرة، وقف النبي صلى الله عليه وسلم على مشارف مكة، يرسل النظرة الأخيرة إلى ديار نشأته، عيناه مغرورقتان بالدمع، يخاطبها بكلمات خالدة: (والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أُخرجت منك ما خرجت)، وفي رواية أخرى قال: (ما أطيبك من بلد، وما أحبك إليّ، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك)".
وأشار الشيخ خالد الجندي إلى أن الإمام الذهبي رحمه الله أفرد فصلًا في كتابه لذكر محبوبات النبي صلى الله عليه وسلم، وعدّ من ضمنها: "وكان يحب عائشة، ويحب أباها، ويحب أسامة، ويحب سبطيه الحسن والحسين، وكان يحب الحلواء والعسل، وكان يحب جبل أحد... وكان يحب وطنه".
وأكد الشيخ خالد الجندي أن هذا الحب العميق للوطن يجب أن يكون في قلوبنا، متجذرًا في أفعالنا، فحب الوطن من الإيمان، وهو جزء من السنة النبوية في أبهى صورها.