تحديات محورية في مساعي التواصل مع الغرب وسط أزمات متعددة.. إيران تحت المجهر
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
منذ تولي القيادة الإيرانية الجديدة مقاليد الحكم في يوليو 2024، برزت مساعي جادة نحو إعادة بناء العلاقات مع الغرب كهدف رئيسي.
وتأمل إيران في هذه الخطوة كوسيلة للتخفيف من الضغوط الاقتصادية والسياسية التي تعاني منها، واستعادة مكانتها الدولية التي تأثرت بالعقوبات المستمرة.
ومع ذلك، تواجه طهران مجموعة من التحديات الكبيرة التي تعيق تقدم هذه الجهود، مما يجعل من الصعب تحقيق اختراق حقيقي في سياستها الخارجية.
التحديات الجيوسياسية والاقتصادية
تواجه إيران معضلة معقدة تتعلق بتوازن مصالحها الإقليمية مع رغبتها في تحسين علاقاتها مع الغرب.
حيث تصاعدت التوترات في الآونة الأخيرة، خاصة مع تورط إيران العميق في النزاع الإسرائيلي اللبناني، والذي يعقد جهودها الدبلوماسية.
والصراع المستمر في غزة والعمليات العسكرية اليومية بين إسرائيل وحزب الله، الحليف القوي لإيران، يزيدان من تعقيد الوضع الإقليمي.
هذه الارتباطات تعرقل قدرة إيران على تقديم نفسها كطرف موثوق في مفاوضات مع الغرب.
وعلى الصعيد الاقتصادي، فإن العقوبات المستمرة، التي ازدادت حدتها مؤخرًا، قد أضعفت الاقتصاد الإيراني بشكل كبير. وقد اتخذت الولايات المتحدة إجراءات جديدة تتعلق بتصنيف إيران كجهة تدعم روسيا بصواريخ باليستية، مما أسفر عن فرض مزيد من العقوبات التي تستهدف بشكل أساسي القطاع المدني الإيراني.
هذه العقوبات من المحتمل أن تؤدي إلى تفاقم الوضع الاقتصادي السيئ الذي تعاني منه البلاد.
التوترات الدولية والداخلية
تزايدت الضغوط على إيران داخليًا أيضًا، حيث يشهد الاقتصاد الإيراني مستويات غير مسبوقة من الانكماش، ويستمر الإحباط العام بسبب الإجراءات الأمنية الصارمة التي تتبعها الحكومة.
وفي سياق آخر، أدى قتل زعيم حماس إسماعيل هنية في طهران إلى تعهدات إيرانية بالرد الحاسم، ولكن دون تحقيق أي تصعيد ملموس حتى الآن.
ويبدو أن كل يوم يمر يقلل من فرص حدوث تصعيد كبير، رغم وجود أصول عسكرية أمريكية إضافية في المنطقة كنوع من الردع.
المساعي الدبلوماسية والفرص المستقبلية
رغم الأزمات الداخلية والخارجية، تسعى القيادة الإيرانية الجديدة بقيادة الرئيس مسعود بزشكيان إلى تحسين وضع البلاد من خلال الانفتاح على الغرب.
وقد تميزت الحكومة الإيرانية بتعيين مسؤولين ذوي خبرة في الشؤون الدبلوماسية، مثل محمد جواد ظريف وعباس عراقجي، مما يشير إلى رغبتها في تعزيز الدبلوماسية كأداة رئيسية لتحقيق أهدافها.
ومع ذلك، فإن تحقيق تقدم ملموس في هذا الاتجاه يتطلب الحصول على دعم كامل من المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي يلعب دورًا محوريًا في تحديد السياسات الاستراتيجية.
ويشير الخبراء إلى أن النهج الذي يتبعه بزشكيان في الحفاظ على دعم خامنئي قد يكون ضروريًا لمواجهة الانتقادات الداخلية من المحافظين الذين يعارضون الانفتاح على الغرب.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اختراق اقتصادية الاقتصادي الانكماش الانتقادات الايرانية الايراني التوترات الجيوسياسي الخارجيه الدبلوماسية الضغوط الإقتصادية الصعيد الاقتصادي العمليات العسكرية الولايات المتحد الولايات المتحدة ايراني تورط ايران
إقرأ أيضاً:
زيارة ترامب المرتقبة للقاهرة.. تأكيد أمريكي على محورية الدور المصري في تثبيت وقف إطلاق النار وصناعة السلام الإقليمي
في تطور سياسي ودبلوماسي مرتقب، يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للقيام بزيارة رسمية إلى مصر خلال الأيام القليلة المقبلة، في خطوة تعكس ما باتت تحظى به القاهرة من مكانة محورية في إدارة ملفات الإقليم.
وتأتي الزيارة في توقيت بالغ الحساسية، عقب نجاح الجهود المصرية في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وقطاع غزة خلال مفاوضات استضافتها مدينة شرم الشيخ.
وتعد هذه الزيارة، التي تحظى بمتابعة إقليمية ودولية واسعة، مؤشرًا واضحًا على حجم التأثير المصري المتنامي في ملفات الأمن الإقليمي والسلام، خصوصًا في ظل حالة التوتر التي يشهدها الشرق الأوسط.
أستاذ قانون دولي: مصر مفتاح أي تسوية في المنطقة وزيارة ترامب تأكيد لذلك
أكد الدكتور محمد محمود مهران أستاذ القانون الدولي العام وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي ان زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمصر بعد نجاح مفاوضات شرم الشيخ ووقف إطلاق النار تمثل اعترافا أمريكيا رسميا بالدور المصري المحوري والحاسم في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وقال الدكتور مهران في تصريحات لـ"صدى البلد" أن توقيت الزيارة له دلالات استراتيجية مهمة حيث تأتي مباشرة بعد نجاح الدبلوماسية المصرية في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار ، موضحا أن اختيار مصر كأول وجهة لترامب في المنطقة بعد هذا الإنجاز يؤكد أن واشنطن تدرك أن القاهرة هي المفتاح الحقيقي لأي حل في المنطقة وأن أي ترتيبات إقليمية لا يمكن أن تنجح دون الدور المصري.
وأكد أن القانون الدولي يعترف بأهمية الدول المحورية في حفظ السلم والأمن الإقليميين وفقا للفصل الثامن من ميثاق الأمم المتحدة الذي يشجع الترتيبات الإقليمية، لافتا إلى أن مصر تمارس هذا الدور بكفاءة استثنائية جعلتها الوسيط الأوثق والأكثر قبولا لدى جميع الأطراف.
وأشاد بالدور المصري الاستثنائي في إدارة الأزمة منذ بدايتها مؤكدا أن القاهرة لم تدخر جهدا في السعي لوقف العدوان وحماية الحقوق الفلسطينية ومنع تصفية القضية، مبينا أن الدبلوماسية المصرية نجحت في الموازنة الدقيقة بين الضغط على جميع الأطراف والحفاظ على خطوط الاتصال مفتوحة مع الجميع مما مكنها من لعب دور الوسيط الفعال.
وأكد أن نجاح مفاوضات شرم الشيخ يضاف لسجل النجاحات المصرية التاريخية في صناعة السلام من اتفاقية كامب ديفيد إلى المصالحات الفلسطينية المتعددة إلى حل الأزمات الليبية والسودانية وغيرها، مشيرا إلى أن هذا السجل الحافل يجعل من مصر قوة إقليمية لا غنى عنها في أي ترتيبات مستقبلية.
وحول الأساس القانوني للشراكة المصرية الأمريكية أوضح مهران أن العلاقات بين البلدين تستند لمعاهدات واتفاقيات ثنائية متعددة تنظم التعاون في مختلف المجالات، مؤكدا أن القانون الدولي يشجع التعاون بين الدول لتحقيق أهداف السلم والأمن الدوليين وفقا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
ولفت إلى أن الزيارة تأتي في سياق تعزيز التنسيق بين البلدين لضمان استدامة وقف إطلاق النار والانتقال لمرحلة إعادة الإعمار وتحقيق حل شامل للقضية الفلسطينية، مؤكدا أن نجاح أي ترتيبات مستقبلية يتطلب دورا مصريا مركزيا وضمانات دولية حقيقية.
ونوه استاذ القانون الدولي إلي ضرورة أن تفضي الزيارة لالتزامات أمريكية واضحة بدعم إعادة إعمار غزة ورفع الحصار وتحقيق حل عادل يضمن الحقوق الفلسطينية، مؤكدا أن مصر ستواصل لعب دورها المحوري في متابعة تنفيذ الاتفاق وضمان عدم تراجع إسرائيل عن التزاماتها مؤكدا أن القاهرة ستبقى الضامن الحقيقي لاستدامة السلام في المنطقة.