قال مدير مكتب قناة الجزيرة في فلسطين، وليد العمري، إن الصاروخ اليمني الذي أعلن الجيش الإسرائيلي سقوطه قرب تل أبيب هز إسرائيل بشكل كبير، وكشف عن إخفاق أمني واستخباراتي إسرائيلي على 3 مستويات.

وفي وقت سابق، قال الجيش الإسرائيلي إن صاروخا من نوع "أرض-أرض" أطلق على وسط إسرائيل من اليمن وسقط في منطقة غير مأهولة قرب تل أبيب، في حين ذكر الإسعاف الإسرائيلي أن 9 إسرائيليين أصيبوا أثناء اندفاعهم نحو الملاجئ بسبب الصاروخ.

بينما قال الناطق العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع إن قواتهم نفذت اليوم الأحد عملية نوعية استهدفت موقعا عسكريا في يافا بصاروخ فرط صوتي.

وأوضح العمري أن المستوى الأول من الإخفاق تمثل في فشل الدفاعات الجوية الإسرائيلية في رصد الصاروخ الذي قطع مسافة ألفي كيلومتر في 15 دقيقة بدون اكتشافه أو اعتراضه، في حين تجلى المستوى الثاني، في اختراق الصاروخ للأجواء الإسرائيلية من الناحية الشرقية ووصوله إلى قلب إسرائيل دون اعتراضه.

وذكر العمري أن الصاروخ الباليستي سقط وانفجر في منطقة بلدة صغيرة تسمى كفار دانييل، تقع على بعد نحو 6 كيلومترات جنوب شرق مطار بن غوريون، مضيفا بأن شظايا الصاروخ أسفرت عن اندلاع حرائق في مناطق عشبية وحرجية في المنطقة، كما سقطت بعض الشظايا في محطة رئيسية للقطار.

ونقل العمري عن مصادر إسرائيلية أن هدف الصاروخ كان منشأة إستراتيجية مهمة وهي مطار بن غوريون، لكنه سقط قبل أن يصل إليها. وأشار إلى أن هذا الحدث تسبب في توقف حركة الطيران لفترة قصيرة قبل استئنافها.

وأوضح العمري أن هذه هي المرة الثالثة التي تنجح فيها وسائط جوية حربية يمنية في اختراق الأجواء الإسرائيلية، مستذكرا حادثتين سابقتين في يوليو/تموز وأبريل/نيسان الماضيين. وأكد أن هذه الأحداث أثارت مخاوف كبيرة لدى الإسرائيليين والسلطات الإسرائيلية.

الجيش يجري تحقيقا

وأشار العمري إلى أن الجيش الإسرائيلي فتح تحقيقا لمعرفة أسباب إخفاق دفاعاته الجوية، بينما حددت الشرطة الإسرائيلية موقع سقوط الصاروخ وأجرت عمليات تمشيط بحثا عن الشظايا.

وفيما يتعلق بالموقف الإسرائيلي، أوضح العمري أن هناك تباينا في الآراء حول كيفية الرد. فبعض المسؤولين يرون أن إسرائيل قد لا ترد نظرا لعدم وقوع إصابات في الأرواح، بينما يرى آخرون ضرورة الرد نظرا لخطورة هذا التطور في مسار الحرب المتواصلة منذ 345 يوما.

وحسب قيادات إسرائيلية، فإن تل أبيب تواجه حاليا 7 جبهات، تشمل قطاع غزة، وحرب الاستنزاف في لبنان، والجبهة المفتوحة مع اليمن، إضافة إلى مخاوف من جبهات محتملة في العراق وسوريا، فضلا عن الوضع في الضفة الغربية، وترى هذه القيادات أن إسرائيل غير قادرة على حسم المعارك في أي من تلك الجبهات.

وكشف العمري عن وجود خلافات بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت حول أولويات التعامل مع الوضع الراهن. فبينما يرى غالانت ضرورة إنهاء ملف الأسرى قبل التوسع في الحرب مع لبنان، يفضل نتنياهو التوسع في الحرب أولا.

وأشار العمري إلى وجود مخاوف لدى القيادات الأمنية الإسرائيلية والولايات المتحدة من أن هدف نتنياهو هو جر أميركا إلى حرب إقليمية واسعة، وإطالة أمد الحرب لخدمة مصالح حزبية خاصة، منها تأخير تشكيل لجنة تحقيق حول الفشل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، واستبدال النخب في إسرائيل لصالح التوجهات اليمينية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات العمری أن

إقرأ أيضاً:

التصعيد اليمني .. مواجهة مع خطوط الإمداد الإقليمية لـ “إسرائيل”

 

 

أعلنت صنعاء دخول المرحلة الرابعة في الحصار البحري ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي، في خطوة تصعيدية تهدف إلى تحقيق مزيد من الضغط على خط دفع العدو باتجاه وقف حربه على قطاع غزة. والمرحلة الجديدة لا تعرف استثناءات، إذ أن بيان المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية أشار إلى أن الاستهداف سيطال أي شركة شحن تتعامل مع الموانئ الإسرائيلية، بصرف النظر عن جنسية الشركة، وفي أي مكان تطاله الأيدي اليمنية.
العملية ليست مجرد توسيع للحصار، بل هي تحول استراتيجي ينقل المعركة من ملاحقة السفن المرتبطة مباشرة بموانئ الاحتلال إلى ضرب كل أذرع الإمداد وشل الموانئ المحتلة بالكامل، لإلحاقها بميناء إيلات المعطل منذ أشهر.
عمليات رصد دقيقة باشرتها القوات المسلحة اليمنية للسفن العاملة على خطوط الإمداد، بين شرق المتوسط والموانئ المحتلة، إضافة إلى ناقلات النفط التي تُضخ يوميًا في شرايين الكيان. والخطوة اليمنية أتت بعد رسالة تلقاها زعيم أنصار الله السيد عبدالملك الحوثي من قيادة حماس الأسبوع الماضي. الرسالة وصفت بشديدة التأثير، فقد كشفت حجم المأساة الإنسانية في غزة، وتضمنت نداءً في طلب العون من اليمن.
لعل مضامين الرسالة كانت تتبدى في نبرة وملامح في خطاب السيد الحوثي الأخير؛ وهو يعري “الموقف العربي السلبي السيئ، والمتخاذل والمتواطئ” الذي أثر في مواقف الدول الإسلامية،” التي كانت ستقف مواقف أقوى مما هي عليه الآن.. لو وقف العرب مواقف أقوى، لكن معروف أن كبار الأنظمة العربية لها موقف سلبي أزاء من يتحرك في هذا المسار، في هذه القضية الفلسطينية بشكل أكبر؛ ولذلك موقفهم سلبي جدًا من الجمهورية الإسلامية في إيران”.
بشكل غير مباشر، يحذر السيد الحوثي يحذر التي تذرف دموع التضامن إعلاميًا بينما سفنها تغذي أسواق الاحتلال، حتى تقدم حلولاً وبدائل اقتصادية لتعويض الخسائر التي يحققها الحصار اليمني.
تركيا خط الإمداد الأكبر
“نظام إسلامي يظهر التعاطف إعلاميًا مع الشعب الفلسطيني، وعدد ما قدمته سفنه أكثر من أي دولة في العالم”، عن تركيا كان يتحدث قائد أنصار الله.. تركيا الداعم الأكبر لـ “إسرائيل” في البحار، وفق ما أظهرته بيانات الملاحة العالمية. وقد شهد حجم الشحن البحري من تركيا إلى “إسرائيل” ارتفاعًا ملحوظًا خلال العدوان على غزة، وتحديدًا خلال النرحلة الممتدة من 3 مايو إلى 7 ديسمبر 2024م، وهي المرحلة الزمنية التي أعلنت خلالها أنقرة رسميًا قطع العلاقات التجارية مع الكيان الإسرائيلي. وخلالها، تجاوز عدد رحلات الشحن البحري بين تركيا و”إسرائيل” 340 رحلة، وبلغ عدد السفن التي أبحرت من الموانئ التركية إلى الموانئ المحتلة 108 سفن.
في تقرير نشره في أبريل الماضي، تحدث موقع Türkiye Today›s» “ عن حركة تصدير نشطة جدًا من تركيا إلى السوق الإسرائيلي. واستند إلى بيانات وزارة التجارة التركية ومجلس المصدرين الأتراك TİM) ) لشهر مارس الماضي، والتي كشفت أن صادرات تركيا من الحبوب والبقوليات والبذور الزيتية ومشتقاتها في المرتبة الأولى ضمن الصادرات التركية إلى الأراضي المحتلة، تليها صادرات الصلب التي سجلت ارتفاعًا غير مسبوق بلغ نحو 9 آلاف بالمئة مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق. وقد بلغت قيمة صادرات تركيا من الصلب إلى الأراضي المحتلة في مارس 2024م نحو 13 مليونًا و901 ألف و470 دولارًا، مقارنة بـ153 ألفًا و400 دولار فقط في الشهر نفسه من العام 2023م، وهو ما يمثل زيادة سنوية مذهلة بنسبة 8962.2%، بحسب التقرير التركي .
موانئ مصر والسعودية خطوط امداد
على خط موازٍ، شكّلت الموانئ المصرية جسر إمداد بحري نشط آخر. ومع إطباق الحصار على غزة بإغلاق المنفذ البري الوحيد الذي يصل القطاع بالعالم، تحولت خمس الموانئ المصرية إلى منافذ إمداد رئيسة للكيان لقربها الجغرافي، وهي: الإسكندرية، دمياط، الدخيلة، بورسعيد والعريش.
كما كشفت البيانات الرسمية المصرية، والصادرة عن “المجلس التصديري”، أن قيمة الصادرات المصرية من الأسمنت إلى “إسرائيل” خلال العام 2024م هي الأعلى منذ بدء التجارة بين الجانبين. وبحسب الأرقام التي استعرضها تقرير نشره موقع “عربي بوست” في أغسطس 2024م:
– في العام 2021م: بلغت قيمة صادرات الأسمنت المصرية إلى الكيان 1.38 مليون دولار.
– في العام 2022م: ارتفعت إلى 1.65 مليون دولار.
– في العام 2023م: سجلت 3.80 مليون دولار.
– من يناير وحتى أكتوبر 2024م: قفزت قيمة صادرات الأسمنت المصرية إلى 50.7 مليون دولار.
إلى جانب ذلك، يتكشّف مؤخرًا الدور الذي تؤديه الموانئ السعودية، والتي دخلت ضمن خطوط الإمداد. وقد نشر الإعلام الحربي اليمني، قبل يومين، مقابلات مع طاقم السفينة «ETERNITY C» التي أغرقتها القوات المسلحة اليمنية، والذين أقروا أن ميناء إيلات كان وجهة السفينة التي اتجهت من ميناء بربرة في الصومال، وأن ميناء جدة السعودي كان سيكون وجهة لغرض التمويه والتموين.
هذا؛ وتشكل الموانئ السعودية محطة لتفريغ حمولات لبضائع تستوردها “إسرائيل” من الشرق (الصين، الهند..) منها ما يُعاد شحنه بحرًا، أو يُشحن برًا عبر الأردن، وهو ما فعلته الإمارات والبحرين، وتناوله تقرير “تايمز أوف إسرائيل” ومصادر إسرائيلية أخرى.
إن استعراض حجم الإمداد التركي والعربي النشط إلى الكيان يكشف حجم التواطؤ الفاضح، ويطرح تساؤلًا: بأي منطق تقدم الأنظمة العربية، ومعها تركيا، مصلحة “إسرائيل” على أمنها القومي؟ أمن يترنح تحت تهديدات إسرائيلية-أمريكية معلنة بتهجير سكان غزة ما يضرب عمق مصر والأردن، وبمشروع تقسيمي يتسلل من خاصرة سوريا، وبعربدة إسرائيلية تجتاح المنطقة بلا رادع ولا حساب.
أي مستقبل أسود يمهّده هؤلاء لدولهم وشعوبهم، وأي أنظمة حكم بمنظورهم ستنجو من ارتدادات هذا الانهيار الاستراتيجي؟!
إن المشهد برمته يعيدنا إلى كلمات الشهيد يحيى السنوار يوم وقف متحدثًا عن غزة: “ستفضح هذه المدينة كل المطبّعين، وتخزي كل المنسقين، وتكشف حقيقة كل المفرطين والمتنازلين.”
*صحافية لبنانية

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يعتمد "الخطوط العريضة" للهجوم على غزة
  • الجيش الإسرائيلي يعلن جاهزية خطته للهجوم المرتقب على غزة
  • عاجل | الجيش الإسرائيلي: رئيس الأركان صدق على الأفكار الرئيسية بشأن احتلال مدينة غزة
  • تقرير صيني : الجيش اليمني حديدي وخالي من الخونة
  • غزة – 71 شهيدا بنيران الجيش الإسرائيلي
  • الجيش الإسرائيلي يعاني نقصا بـ 10 آلاف جندي.. واحتجاجات لأمهات العسكريين ضد الحرب على غزة
  • تقارير دولية:خطر هجمات الجيش اليمني محصورة بالشركات والأساطيل المرتبطة بإسرائيل
  • ما حقيقة إعادة الجيش للآلية الإسرائيلية إلى اليونيفيل؟
  • الجيش الإسرائيلي يداهم منطقة في سوريا بـ100 جندي وعشرين آلية
  • التصعيد اليمني .. مواجهة مع خطوط الإمداد الإقليمية لـ “إسرائيل”