الحكومة استجابت.. قصة استغاثة سيدة السويس لحجز ابنها في معهد الأورام
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
استغاثة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية لسيدة ترغب في حجز ابنها في معهد الأورام جعلتها حديث الشارع المصري.
استغاثة سيدة السويس لحجز ابنها في معهد الأورام
واستغاثت أم من محافظة السويس تدعى هيام عيد في فيديو على موقع "فيس بوك" من إصابة ابنها بالسرطان، ومحاولة إدخاله أحد المستشفيات التي تعالج الأورام بالسرطان ولكنها فشلت.
ونشرت الأم فيديو عبر حسابها الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، قالت فيه: "أنا من الصبح متبهدلة في الشارع، متمرمطة أنا ورحيم، ودفعت كشف لدكتور في المهندسين وقال محتاج عملية، والمفروض ندخل دلوقتي لكن هما عايزين يوم الثلاثاء، هيكون مات ابني".
ثم بعدها بساعات كتبت منشور آخر قالت خلاله: "كل اللى بيسأل وعايز يساعد انا حاليا امام مستشفى الأورام ولسه لحد الان مدخلتش ولا اتحدد عملية تمام انا هناك اهو".
ونشرت الأم فيديو جديدا منذ ساعات عبر حسابها الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، قالت خلاله: "أنا قدام معهد الاورام ومحدش استلم مني رحيم، وبردو مصممين أنهم يستلموا يوم التلات لما الاستشاري يكون حاضر، أنا راجعة السويس أنا فقدت الامل في كل حاجة".
ثم كتبت الأم منشورا جديدا بعد الفيديو: "أنا دخلت مستشفى معهد الأورام وهيتم اجراء اللازم دعواتكم.. بالشفاء العاجل شكر خاص لكل اللى ساعد فى دخول ابنى رحيم وهتابع معاكم أول بأول تطور الحالة علشان عارفة مدى قلقكم الشديد على رحيم".
الحكومة تستغيث لسيدة السويس
وبشأن هذا الأمر، صرح الدكتور طارق الرفاعي، مدير منظومة الشكاوى الحكومية المُوحدة، بمجلس الوزراء، بأنه تم التعامل مع استغاثة أم على وسائل التواصل الاجتماعى، تطلب فيها حجز ابنها المريض بمعهد الأورام.
وأضاف أن هناك تعليمات من الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بسرعة التعامل مع الاستغاثات الطبية التى ترد للمنظومة، أو التى يتم رصدها على وسائل الاعلام، أو وسائل التواصل الاجتماعى، حيث تم رصد مقطع مصور متداول بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وعدد من المواقع الاخرى، تضمن استغاثة سيدة قادمة من محافظة السويس، يعاني نجلها البالغ من العمر عاما واحدا من ورم بالجسم.
واستعرض الرفاعى الإجراءات التي تم اتخاذها مع الحالة، حيث أشار إلى أنه تم التواصل مع الدكتور محمد عبد المعطي- مدير المعهد القومي للأورام-، حيث وجه بسرعة التعامل مع الطفل بالمعهد وإجراء كافة الفحوصات الطبية اللازمة، وقد أفاد السيد الدكتور حسام فريد -نائب مدير المعهد-، بأنه تم استقبال الطفل بقسم الطوارىء بالمعهد وتم حجزه للبدء فى إجراءات التحضير للجراحة المطلوبة، فور صدور قرار اللجنة المختصة بمتابعة حالات أورام المسالك.
وقال الدكتور طارق الرفاعي، مدير منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة التابعة لمجلس الوزراء، حسب ما ورد من المعهد فإن التاريخ المرضي للحالة بدأ عقب الولادة مباشرة، عندما اكتشف الأطباء عيبا خلقيا للمريض يُخفي العضو الذكري (Hypospadious)، كما تبيّن عدم وجود الخصيتين بمكانهما الطبيعي بكيس الصفن، وذلك بأحد المستشفيات في محافظة السويس.
وأضاف الرفاعي: بعد استشارة الأطباء، تم طلب إجراء بعض التحاليل، ومن بينها تحاليل خاصة بنوع المولود، وبعد التأكد من نوع المولود (ذكر) تمت المتابعة، ثم تم إجراء عملية جراحية بالمنظار لإنزال الخصية عند طبيب خاص بالسويس، حيث تم إبلاغ أهل الطفل أن المريض مولود بخصية واحدة فقط، تم إنزالها إلى مكانها الطبيعي، وأنه لا يوجد لدى الطفل خصية أخرى، مشيرًا إلى أن هذه الإجراءات تمت منذ 3 أشهر.
وأوضح أنه -حسب رواية الأم- فإنه منذ فترة وعند متابعة الطفل، شعرت بوجود انتفاخ غريب ببطن الطفل، فتوجهت مباشرة إلى المجمع الطبي 24 أكتوبر بالسويس، يوم 28 أغسطس 2024، حيث طلب الأطباء إجراء بعض الإشاعات والتحاليل، حيث تبين وجود ورم بالكُلى، وبناء على ذلك تم تحويل الطفل إلى مستشفى أورام الأطفال 57357 بالقاهرة، ونظرا لوجود قائمة انتظار طويلة، ومع معاناة الطفل، تم تحويله من مستشفى 57357 إلى معهد الأورام.
وتابع الرفاعي: توجّه المريض إلى معهد الأورام يوم الخميس 12 سبتمبر 2024، حيث تم فتح ملف للمريض بعد الكشف عليه، وطلب الأطباء إجراء أشعة "صبغة" على الكلى والبطن والحوض لتحديد مدي انتشار الورم، حيث تم إجراء جميع الاشعة المطلوبة، وبرجوع الأم مرة أخري إلى معهد الأورام لعرض الاشعة، تم عرضها علي نائب مدير المستشفى، حيث طلب عرض الحالة علي استشاري أطفال ايضًا للبت في إمكانيه تلقي الطفل العلاج الكيماوي أم لا، وقال استشاري الأطفال إنه يفضل إجراء عملية جراحية أولًا حتى حضر المريض إلى المعهد القومي للأورام يوم الأحد 15 سبتمبر 2024، بقسم الطوارئ؛ حيث تم حجز المريض بالمعهد، والبدء في إجراءات التجهيز للعملية الجراحية في انتظار الرأي النهائي للجنة المختصة بمتابعة حالات أورام المسالك.
وتم التأكيد على متابعة منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة لحالة الطفل، مع مسئولى المعهد أولا بأول، لتقديم كل الخدمات الطبية المطلوبة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: معهد الاورام سيدة السويس التواصل الاجتماعی معهد الأورام فیس بوک حیث تم
إقرأ أيضاً:
بقيادة الاردني د.سديم قديسات.. قفزة علمية لتحويل الأورام المستعصية إلى أهداف مكشوفة
في تطوّر علمي واعد قد يُحدث تحوّلًا جذريًا في علاجات السرطان، توصّل فريق بحثي مشترك من جامعتي هارفرد وفلوريدا إلى طريقة جديدة تعتمد على تقنية mRNA لتحفيز الجهاز المناعي ومساعدته على التعرف على الأورام السرطانية المستعصية ومهاجمتها بفعالية.
يقود الفريق الدكتور سديم قديسات، الباحث في علم الوراثة والجينات الخلوية والجزيئية والجنوميات بكلية الطب بجامعة هارفرد، بالتعاون مع د. إلياس سيور، جراح الأعصاب وأخصائي أورام الأطفال بجامعة فلوريدا.
ونُشرت نتائج هذا البحث الريادي في دورية Nature Biomedical Engineering حيث تشير إلى أن كثيرًا من الأورام السرطانية تظل «باردة مناعيًا» لأنها لا تُطلق إشارة الإنذار المبكرة للجهاز المناعي، مما يتيح لها التخفّي والتكاثر دون مقاومة.
«الإنذار الأول» المفقود… الجهاز المناعي لا يتحرك
يعتمد الجهاز المناعي في كشف الخطر على «الإنترفيرون من النوع الأول»، وهو إنذار بيولوجي يصدر عادة عند وجود تهديد. لكن بعض الأورام الذكية تتفادى هذا الإنذار، وتبدو وكأنها خلايا طبيعية، ما يجعل الجهاز المناعي عاجزًا عن التفاعل معها.
وهنا جاءت فكرة الفريق العلمي: ماذا لو تم تحفيز هذا الإنذار صناعيًا؟
التقنية الجديدة: mRNA عام داخل جسيمات نانوية
قام الباحثون بحقن دفعة قصيرة من mRNA عام (غير مخصص لطفرات ورمية بعينها) داخل جسيمات دهنية نانوية (LNP)، والتي بدورها تُفعّل الإنترفيرون من النوع الأول وتُطلق «جرس الإنذار»، مما يدفع الجهاز المناعي للتحرك فورًا.
وما يميّز هذه التقنية أنها لا تحتاج إلى معرفة تفاصيل الطفرات أو خصائص الورم، بل تعتمد على إعادة تشغيل الاستجابة المناعية بشكل عام، وهو ما قد يفتح الباب لعلاج أورام يصعب استهدافها حاليًا.
نتائج مبهرة على عدة أنواع من الأورام
في التجارب ما قبل السريرية، شملت الدراسة نماذج حيوانية لأورام دماغية (مثل الأورام الدبقية)، أورام رئوية، ساركومة عظمية، وميلانوما جلدية. النتائج كانت مشجعة للغاية:
تحولت الأورام المقاومة إلى حسّاسة للعلاج المناعي PD‑1/PD‑L1.
سُجّلت ظاهرة علمية مهمة تُدعى «اتساع الحاتمات» (Epitope Spreading)، وهي قدرة الخلايا المناعية على تعلّم استهداف طيف واسع من مستضدات الورم.
في نماذج سرطان الرئة، استطاع mRNA وحده أن يقلل عدد العُقيدات الورمية ويحسن معدلات البقاء.
مقالات ذات صلةتم توثيق استجابة مناعية قوية عند إعادة تعريض الجسم للورم، مما يشير إلى أن الجهاز المناعي تذكر الورم وتفاعل معه عند عودته.
تجارب أمان على حيوانات أليفة
في خطوة غير معتادة علميًا، شملت التجارب أيضًا كلابًا أليفة مصابة طبيعيًا بأورام دبقية في الدماغ، وهو ما يعكس واقعية التجربة. وخضعت هذه الحيوانات لفحوصات مخبرية شاملة، لم يُلاحظ فيها أي مؤشرات على سمّية عضوية حادة.
ويصرح د. قديسات قائلا:”
«يستطيع السرطان أن يختبئ عندما لا يُدقّ جرس الإنذار الأول. وعندما منحناه دفعة قصيرة بصيغة mRNA بسيطة، حوّلنا أورامًا مقاومة إلى أهداف يستطيع الجهاز المناعي التعرف عليها ومهاجمتها. لقد رأينا كيف يتعامل الجسم مع أورام متنوعة بعد إعادة برمجته، وهذه النتائج تفتح مسارًا عمليًا جديدًا في توسيع العلاج المناعي»، بحسب د. قديسات، المؤلف الأوّل للدراسة، والزميل السريري في مستشفى ماس جنرال برجهام، ومعهد دانا‑فاربر، ومعهد برود التابع لـ MIT وهارفرد.
وبعد هذا النجاح في النماذج الحيوانية، يستعد الفريق العلمي لإطلاق تجارب سريرية بشرية، لاختبار فعالية وأمان النهج الجديد. وإذا أثبت فعاليته على البشر، فإن هذه التقنية قد تغيّر مستقبل العلاج المناعي، خاصةً في الحالات التي تعجز فيها العلاجات الحالية عن تحقيق نتائج.
هذه الدراسة لا تفتح فقط بابًا جديدًا أمام علاج الأورام المقاومة، بل تمثّل نموذجًا ناجحًا للبحث العلمي المشترك بين تخصصات الجينات، علم المناعة، وتكنولوجيا النانو.
وإذا استمرت النتائج الإيجابية، فقد نكون أمام جيل جديد من العلاجات المناعية الذكية التي لا تحتاج إلى معرفة دقيقة بكل تفاصيل الورم، بل تكتفي بإعادة تنشيط آليات الدفاع الطبيعية في الجسم، وجعل السرطان هدفًا مرئيًا بعد أن كان مختفيًا.