رئيس هيئة الرقابة المالية السابق: «تبسيط المعاملات الضريبية وتشجيع المشروعات» إجراءات صحيحة ثمارها مؤجلة
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
أكد شريف سامى، الرئيس السابق للهيئة العامة للرقابة المالية والبنك التجارى الدولى، أن الاقتصاد غير الرسمى، أو ما يُعرف بالاقتصاد الرمادى أو الموازى، يعبر عن كيانات اقتصادية عادةً ما تكون صغيرة أو متناهية الصغر، تعمل خارج المنظومة الرسمية، وأن الدولة المصرية أطلقت العديد من المبادرات والتعديلات التشريعية للعمل على دمج هذا النوع من الاقتصاد الموازى ضمن الاقتصاد الرسمى.
ما أسباب كبر حجم الاقتصاد غير الرسمى فى مصر؟
- مصر كان دائماً بها اقتصاد غير رسمى، وربما ظهر أكثر فى الصورة مع مطلع القرن الماضى، مواكباً لاكتمال دور الدولة فى تنظيم الجوانب الضريبية والتأمينات الاجتماعية والسجل التجارى وحماية المستهلك وصحة المواطنين فيما يتعلق بالأغذية، وواكبت تلك الفترة أيضاً الانتقال من مرحلة القرى المكتفية ذاتياً إلى ظهور أنشطة اقتصادية تلبى احتياجات سكان الحضر والريف، وتتباين التقديرات لحجم هذا الاقتصاد متراوحة بين أنه يعادل نصف قيمة الاقتصاد الرسمى، وصولاً إلى أنه قد يكون مساوياً له.
الحكومة أطلقت العديد من المبادرات فى السنوات الماضية لدمجه فى اقتصاد الدولةكيف ترى الجهود المبذولة على مدار الـ10 سنوات الماضية لدمج الاقتصاد غير الرسمى؟
- هناك العديد من المبادرات والتشريعات التى تبنتها الحكومة فى السنوات الماضية، استهدافاً للحد من الاقتصاد غير الرسمى، ومن أبرزها المعاملة الضريبية المبسطة للكيانات الصغيرة، وكذا حوافز وتيسيرات فى قانون تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر رقم 152 لسنة 2020، إلا أن تلك الجهود حتى الآن لم تثمر ما هو مأمول منها.
تتبنى الدولة خطة للشمول المالى والتحول الرقمى، كيف يسهم ذلك فى دمج الاقتصاد الموازى؟
- الشمول المالى يترجم فى حصول المواطن أو المشروع على خدمات مالية منظمة، تتيح له الادخار والاقتراض وتحويل الأموال والحصول على تغطية تأمينية من المخاطر وغيرها، من خلال مؤسسات مالية، مثل البنوك والبريد وشركات التأمين وجهات التمويل غير المصرفى، سواء كان تمويلاً متناهى الصغر، أو تأجيراً تمويلياً، أو تخصيماً، أو تمويلاً عقارياً، وأرى أن التحول الرقمى أسهم فى تيسير الحصول على الكثير من تلك الخدمات على مدى اليوم وطوال أيام الأسبوع، مع تخفيض عبء ومشقة الانتقال بدرجة كبيرة.
وماذا عن القوانين المنظمة لتلك العملية؟
- هناك قانون تنظيم وسائل الدفع، والعمل على الحد من استخدام النقد (الكاش) فى المعاملات التى تتعدى قيمة معينة، يسهم بالتدريج فى حث الكيانات الأكبر ضمن الاقتصاد غير الرسمى، للتحول إلى المنظومة الرسمية، لوجوب استخدامها لحسابات مصرفية لإمكان التعامل مع وسائل الدفع الرقمية، أو التعامل من خلال الشيكات والتحويلات البنكية، وفى السياق نفسه، الإلزام باستخدام الفاتورة الإلكترونية يحقق نفس الهدف بالتدريج.
ما الحوافز التى يجب أن تدعم بها الدولة القطاع غير الرسمى ليسهل دمجه؟
- يجب الإشارة إلى أنه ليس دعماً بقدر ما هو تحفيز لتلك الكيانات الصغيرة ومتناهية الصغر، من خلال تبسيط التعاملات بصورة كبيرة، والبعد عن التعقيد، وكذا النظر فى تيسيرات ضريبية، ويضاف لها بأولوية أقل إتاحة برامج تمويلية جاذبة، وأماكن لممارسة النشاط فى صورة مناطق حرفية وتجارية منظمة ومزودة بالخدمات بإيجارات معقولة، ومن جانب آخر من المهم الصرامة فى تطبيق القانون وسريانه على الجميع، فلا يعقل قبول التهرب من الضرائب، أو الاشتراك فى منظومة التأمين الاجتماعى، أو عدم اتباع القواعد الأساسية فى الصحة والسلامة، فحماية المجتمع وتكافل الجميع فى تحمل أعباء الخزانة العامة أمر مفروغ منه، مع التأكيد على ضرورة عدم إهمال تبسيط الإجراءات، وتخفيض الأعباء بأقصى قدر على الأنشطة الحرفية والإنتاجية والخدمية الصغيرة، ومما لا شك فيه أن الحافز الأكبر سيكون لدى مالك المشروع الصغير، أو ممارس النشاط، فلو كان طموحه النمو والتعامل مع كبرى المؤسسات والشركات، سيعتبر أن من ضمن عناصر تكلفة هذا النمو أن يتحول إلى الاقتصاد الرسمى، مع ما يرتبط بذلك من أعباء مالية إضافية من ضرائب وتأمينات وتراخيص، وذلك مقارنةً بهؤلاء الراغبين فقط فى البقاء وتحقيق دخل يكفيهم من شهر إلى آخر، يكون من الصعب إقناعهم بأهمية الدخول فى المنظومة الرسمية.
هل هناك علاقة بين الإصلاح الاقتصادى وبرامج صندوق النقد ودمج الاقتصاد الموازى؟
- من المفيد أن تعمل النسبة الأكبر من الاقتصاد وفقاً لمنظومة واحدة، وأن يخضع الجميع لنفس القوانين، وهو ما يزيد من كفاءة النظام المصرفى وفاعلية منظومتى الضرائب والتأمينات الاجتماعية، إضافة إلى تحقيق العدالة بين جميع اللاعبين فى السوق، فمن غير المتصور أن تنافس شركة منظمة خاضعة لمختلف ضوابط واشتراطات السلامة والجودة، وتؤمن على العاملين لديها، وتسدد ضرائبها، مع كيانات تنافسها لا تلتزم بأى من ذلك، إلا أنه ليست هناك علاقة مباشرة بين برنامج صندوق النقد الدولى ودمج الاقتصاد غير الرسمى. الحكومة أطلقت العديد من المبادرات فى السنوات الماضية لدمجه فى اقتصاد الدولة
الشركات الناشئةالبورصة المصرية لها دور بارز فى دخول الشركات الناشئة للعمل تحت مظلة رسمية، فالبورصة تهدف إلى إتاحة التمويل للشركات، وإيجاد سيولة للمستثمرين المساهمين بها، وهى مفيدة للكيانات الكبرى، وأيضاً للشركات المتوسطة الممكن إدراجها، إلا أن القيد والتداول فى البورصة مرحلة متقدمة كثيراً عن متطلب تحول منشآت صغيرة ومتناهية الصغر إلى الاقتصاد الرسمى.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: اقتصاد الظل قطاع الزراعة الحوار الوطنى الاقتصاد غیر الرسمى العدید من المبادرات الاقتصاد الرسمى من الاقتصاد
إقرأ أيضاً:
تجديد قيد 3 شركات بسجل المستشارين الماليين بهيئة الرقابة المالية
وافقت لجنة البت في طلبات قيد وتجديد وشطب المستشارين الماليين، بالهيئة العامة للرقابة المالية، على تجديد قيد 3 شركات بسجل المستشارين الماليين لديها.
وقالت هيئة الرقابة المالية في بيان صادر عنها اليوم إن عملية القيد بسجل المستشارين الماليين للشركات تتيح مباشرة أعمال التقييم المالي وإعداد دراسات القيمة العادلة، وصدرت الموافقة لكل من شركة زيلا للاستشارات المالية عن الأوراق المالية، وار اس ام للاستشارات المالية، وبريميير للاستشارات المالية، وتسري تلك القرارات لمدة 3 سنوات من تاريخ صدور القرار في 27 مايو 2025.
البت الفني
تختص اللجنة وفقاً لقرار رئيس الهيئة رقم 1561 لسنة 2022، بالبت الفني في طلبات القيد والتجديد والوقف والشطب للمستشارين الماليين بسجل الهيئة، المحالة لها من الإدارة المركزية للتأسيس والترخيص بالهيئة.
تجري اللجنة مقابلة شخصية للمرشح أو ممثل الشخص الاعتباري طالب القيد للتأكد من توافر الشروط والضوابط الصادرة من مجلس إدارة الهيئة في هذا الشأن واجتيازه الاختبارات الفنية المطلوبة للتأهل للقيد أو استمرار القيد في سجل المستشارين الماليين.
جاء ذلك إعمالاً لأحكام قرار مجلس إدارة الهيئة رقم 114 لسنة 2018 وتعديلاته الصادرة في هذا الشأن، الذي تم بناء عليه إنشاء سجل لقيد شركات الاستشارات المالية والجهات المرخص لها من الهيئة، والتي تقوم بأعمال التقييم المالي وإعداد دراسات القيمة العادلة في الحالات التي يتطلبها قانون سوق رأس المال ولائحته التنفيذية والقرارات الصادرة تنفيذاً لهما، ويبلغ عدد المقيدين بالسجل حتى الآن نحو 57 شركة وجهة.
وحدد القرار رقم 114 لسنة 2018، أربعة شروط لقيد الشركات والجهات بذلك السجل، أولها أن يكون مرخصاً للشركة أو الجهة في القيام بأعمال التقييم المالي وإعداد دراسات تحديد القيمة العادلة وفقاً لأحكام قانون سوق رأس المال، ويشترط بالنسبة للجهات الأجنبية الراغبة في القيد بالسجل أن تكون خاضعة لإشراف ورقابة جهة رقابية مثيلة للهيئة أو البنك المركزي المصري.
وتمثل الشرط الثاني في إلزام الشركة أو الجهة بإصدار وثيقة تأمين ضد الأخطار المهنية وفقاً للشروط التي تضعها الهيئة بما يتلاءم مع حجم ونطاق المسئوليات المترتبة على أعمال التقييم التي تقوم بها الشركة أو الجهة، بحسب الأحوال، وتعفى الجهات الأجنبية الرغبة في القيد بالسجل من إصدار وثيقة التأمين، حال أن يكون لديها وثيقة تأمين تغطي ذات الأضرار المهنية.
أما الشرط الثالث فيلزم الشركة أو الجهة بتقديم تعهد بمباشرة النشاط مفرزاً عن أي أنشطة أخرى تباشرها وأن تمسك حسابات مستقلة لهذا النشاط، فيما تمثل الشرط الرابع في استيفاء شروط الخبرة والكفاءة المهنية المنصوص عليها بالقرار.
ونص القرار على أنه بالإضافة إلى الشروط السابقة تسري أحكام قرار مجلس إدارة الهيئة رقم 82 لسنة 2018 حال كون الشركات أو الجهات الراغبة في القيد بالسجل مقيداً لها أوراق مالية بالبورصة، وكذلك قرار مجلس إدارة الهيئة رقم 85 لسنة 2018 في الحالات التي لا تكون الشركات أو الجهات المقيدة بالسجل غير مقيد لها أوراق مالية بالبورصة المصرية، وذلك فيما يتعلق بشروط عضوية مجلس الإدارة.