أكد الدكتور سمير صبرى، مقرر لجنة الاستثمار الخاص والمحلى والأجنبى بالحوار الوطنى، أهمية دمج الاقتصاد غير الرسمى فى الاقتصاد الرسمى لما له من إيجابيات على اقتصادنا القومى.

وأضاف «صبرى»، فى حوار لـ«الوطن»، أنّ الاقتصاد غير الرسمى يعمل جنباً إلى جنب مع الاقتصاد الرسمى فى كل دول العالم وهو ظاهرة عالمية، ولكن بنسب متفاوتة بحيث ترتفع نسبته من حجم الاقتصاد الكلى للدولة فى الدول النامية ويكون بنسب أقل فى الدول المتقدمة.

. فإلى نص الحوار:

ما فرص دمج الاقتصاد غير الرسمى مع الرسمى؟

- يعمل الاقتصاد غير الرسمى جنباً إلى جنب مع الاقتصاد الرسمى فى كل دول العالم وهو ظاهرة عالمية، ولكن بنسب متفاوتة بحيث ترتفع نسبته من حجم الاقتصاد الكلى للدولة فى الدول النامية، ويكون بنسب أقل فى الدول المتقدمة، وتعد قضية الدمج محورية وفرصة كبيرة لمعالجة التشوهات الهيكلية المستهدفة من برامج الإصلاح الهيكلى.

وفرص الدمج ليس فقط لزيادة الحصة الضريبية إنما لاستدامة الأنشطة وجعلها قابلة لخلق منتج جاهز للتصدير وتوسع النشاط الاقتصادى لأصحابه فتكون الفائدة مشتركة بين أصحاب الأعمال فى القطاع غير الرسمى وبين الدولة بحصولها على حصتها الضريبية والتأمين أيضاً ومن أبرز الفرص تدريب العمالة فى هذا القطاع غير الرسمى وشمولهم بالرعاية الصحية والتأمينات الاجتماعية.

يؤدى إلى انتشار وزيادة المعاملات النقدية وتقليل الشمول المالى بما يؤثر على كفاءة البنك المركزى

ما أبعاد وتأثير اقتصاد الظل على الاقتصاد الكلى والمجتمع المصرى؟

- هناك تأثير للاقتصاد غير الرسمى أو اقتصاد الظل أو الاقتصاد الرمادى، على المجتمع والاقتصاد ككل، لأنه يؤدى إلى انتشار وزيادة المعاملات النقدية ما يقلل الشمول المالى ومعدلات نمو السيولة النقدية ما يؤثر على كفاءة البنك المركزى المصرى فى استخدام سياساته النقدية فى السيطرة على معدلات التضخم والنمو وسعر الصرف، وكذلك زيادة استخدام التعامل بالنقود يكون مجالاً خصباً لاستخدام الأموال فى أنشطة غير مشروعة وجميعها له آثار سلبية على الاقتصاد الكلى والمجتمع بشكل عام.

كمستثمر، هل ترى التشريعات والحوافز والإجراءات الحالية التى وضعتها الدولة لدمج الاقتصاد غير الرسمى كافية؟

- التشريعات والقوانين والحوافز التى وضعتها الدولة لدمج الاقتصاد غير الرسمى كافية، ولكن بحاجة إلى تفعيل وترويج، والثقة هى كلمة السر لخلق الثقة بين المواطن وصاحب النشاط فى الاقتصاد غير الرسمى وبين الدولة وما تمنحه، وكان للقانون 152 لسنة 2020، دور كبير فى منح المزيد من الحوافز سواء الضريبية أو المالية أو مزايا تمويلية لهذا القطاع والنشاط.

ولكننا لا نزال فى حاجة إلى الترويج لها وخلق نموذج مثالى للدمج ويبدأ تعميمه فى أنشطة وخصوصاً فيما يقدم صناعة فى الاقتصاد الموازى، والعائد الاقتصادى والاستثمارى هنا للدولة ولأصحاب الأنشطة من زيادة استثماراتهم وخلق قنوات للتمويل بإتاحة التعاون مع البنوك وخلق فرص للتصدير إلى الخارج بما يعود بالنفع على الاقتصاد الوطنى والمجتمع بشكل كامل.

القطاع الزراعى فى مصر يسيطر على أكبر نسبة عمالة وعدد منشآت غير رسمية.. ما السبيل للحد من هذا الأمر ودمج هذا القطاع المهم والحيوى فى الاقتصاد الرسمى؟

- بالطبع، فالقطاع الزراعى هو المسيطر على النسبة الأكبر من العمالة ويعتبر أكثر القطاعات لتشغيل العمالة فى الاقتصاد غير الرسمى، ودور النقابات والجمعيات التعاونية فى تسجيل العاملين الزراعيين والتأمين عليهم، إحدى الوسائل لتقليل ظاهرة الاقتصاد غير الرسمى فى هذا القطاع المهم والحيوى.

هناك آراء ترى فى الاقتصاد الموازى فرصاً جيدة للنمو وسوقاً واسعة للعمالة وله دور مهم شعرنا به وقتاً من الأوقات.. بماذا ترد على هذه الأصوات؟

يتيح الخدمات والمنتجات داخل الدولة بأسعار مخفضة

- دائماً هناك آراء للاقتصاديين ترى أن الاقتصاد الموازى هو من يقف فى أوقات الأزمات وهو المشغل الأكبر للعمالة ونرد على هذه الأصوات القائلة بإيجابيات الاقتصاد غير الرسمى بأن استدامة التنمية هى الهدف وليس مجرد النمو، وهذا النمط من الاقتصاد قد يسهم فى أوقات الأزمات ويتيح الخدمات والمنتجات داخل الدولة بأسعار مخفضة.

يوفر فرص عمل لكن تأثيره سلبى للغاية على المدى الطويل

ويوفر فرص عمل ولكنه أيضاً على المدى الطويل له تأثير سلبى للغاية، فهو لا يحافظ على العمالة أو يوفر لها تأميناً صحياً واجتماعياً ولا يوفر للعمالة التدريب الكافى ليرفع كفاءتهم ورواتبهم، أضف إلى هذا أن أجور العاملين به دائماً متدنية، ولا يتيح للعامل فرصاً للنمو أو زيادة راتبه فى المستقبل بما يكافئ التضخم وغلاء الأسعار.

الاقتصاد الموازى لا يقتصر على دول دون الأخرى، لكنه يوجد بنسبة أعلى بكثير فى الاقتصادات النامية، إلى ماذا تعزى هذا الأمر؟

- نعم، الاقتصاد الموازى موجود فى كل دول العالم، ولكن معدلاته تتناسب عكسياً مع معدلات الدخل وارتفاع معدلات النمو للدولة، ففى الدول المتقدمة نسب الاقتصاد الموازى للاقتصاد الرسمى قليلة للغاية بخلاف الدول النامية التى ترتفع فيها نسبته للاقتصاد الكلى.

السوق السوداء للعملة إحدى أبرز أذرع اقتصادات الظل، التى عانينا من ويلاتها كثيراً، متى تختفى للأبد؟

- أحد مساوئ ارتفاع نسبة هذا الاقتصاد بالنسبة للاقتصاد الكلى للبلاد، هو وجود السيولة المالية خارج البنوك والجهاز المصرفى والتعامل بالكاش بكميات ضخمة ما يخلق فترات ندرة النقد الأجنبى والتعامل فى سوق العملة الموازية والاتجار بالعملة وهو ما تجرمه القوانين لأنه ضار للغاية بالاقتصاد الوطنى وبالعملة المحلية، ولذلك نؤكد أن دمج الاقتصاد الموازى هو فى مصلحة المشتغلين فيه وأصحاب المنشآت به وأيضاً فى مصلحة الحكومات، وفى النهاية مستقبل الاقتصاد القومى الكلى والمجتمع المصرى فى دمج هذا النوع من الاقتصاد وجعله اقتصاداً مستداماً قوياً يتعامل بحرفية بمعطيات السوق الحرة وتكون له فرصة ومظلة للتمويل وزيادة الأنشطة فى حال وجوده بشكل رسمى فى الاقتصاد.

ملف ذات أولوية

دمج الاقتصاد غير الرسمى فى الاقتصاد الرسمى شغل المهتمين على مدار سنوات عديدة وحكومات متعاقبة، وفى مناقشاتنا بالحوار الوطنى خلال اجتماعات اللجان بالمحور الاقتصادى، خاصة لجنة الاستثمار المحلى والأجنبى، تم عقد أكثر من جلستين فى هذا الشأن منهما جلسة متخصصة حضرها أساتذة الجامعات والمهتمون والأحزاب السياسية وأبدوا آراء وطرحوا أفكاراً وتناقشنا خلالها وقدمنا بعض الحلول التى تم رفعها للأمانة الفنية للحوار الوطنى.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: اقتصاد الظل قطاع الزراعة الحوار الوطنى دمج الاقتصاد غیر الرسمى الاقتصاد الرسمى فى الاقتصاد هذا القطاع الرسمى فى فى الدول

إقرأ أيضاً:

الخطيب: مصر تنفذ إصلاحًا اقتصاديًا شاملًا يؤسس لبيئة أعمال أكثر استقرارًا

شارك المهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، في مائدة مستديرة نظمها مجلس الأعمال للتفاهم الدولي (BCIU) بالعاصمة الأمريكية واشنطن، وذلك في إطار زيارته الرسمية للولايات المتحدة. 

عُقد اللقاء بحضور بيتر تيشانيسكي، الرئيس التنفيذي للمجلس، وبمشاركة عدد من كبار التنفيذيين وممثلي كبرى الشركات الأمريكية في مجالات التمويل والطاقة والصناعة والتكنولوجيا.

أكد الوزير في كلمته أن مصر تمضي قدمًا في تنفيذ برنامج إصلاح اقتصادي شامل يرتكز على اتساق السياسات النقدية والمالية والتجارية مع وضوح دور الدولة كمُنظّم ومُمكّن للاقتصاد، بما يفسح المجال أمام القطاع الخاص ليقود النمو ويُحفّز الاستثمار طويل الأجل. 

وأوضح أن الحكومة نجحت في تحقيق تقدم ملموس في استقرار مؤشرات الاقتصاد الكلي من خلال ضبط المالية العامة وتحسين إدارة الموارد وخفض الدين، بالتوازي مع جهود فعالة للسيطرة على التضخم، وسط توقعات قوية بانخفاضه خلال عام 2026.

أشار الخطيب إلى أن مصر تُولي أولوية قصوى لتحسين مناخ الاستثمار، موضحًا أن مصر تستعد للانضمام إلى تقرير “جاهزية الأعمال – Business Ready” في عام 2026 من خلال لجنة وطنية تضم جميع الجهات الحكومية المعنية وبمشاركة فاعلة من القطاع الخاص، حيث تم وضع أجندة متكاملة للإفصاحات اللازمة وفقًا للمعايير الدولية، وتستهدف مصر أن تكون ضمن أول خمسين دولة في التقرير في محور تنافسية التجارة والاستثمار. 

وأضاف أن التحول الرقمي يُشكل ركيزة أساسية في بيئة الأعمال الجديدة، حيث أُطلقت منصة رقمية موحدة لإصدار التراخيص، تم من خلالها إصدار 389 ترخيصًا خلال 20 يومًا فقط مع تفعيل منظومة الدفع الإلكتروني، ويجري حاليًا العمل على إعادة هندسة الإجراءات لتقليل البيروقراطية. 

كما أكد أن زمن الإفراج الجمركي شهد تحسنًا جذريًا، حيث انخفض من 16 يومًا في عام 2024 إلى 5.8 أيام حاليًا، مستهدفًا الوصول إلى يومين فقط بنهاية عام 2025، بما يدعم التجارة ويخفض التكاليف ويعزز مكانة مصر كمركز إقليمي للخدمات اللوجستية.

أوضح الوزير أن مصر تبنت وثيقة سياسات تجارية جديدة تهدف إلى تعظيم الصادرات ذات القيمة المضافة وتوسيع النفاذ للأسواق وتحقيق التوازن التجاري وتعزيز التكامل بين التجارة والاستثمار وتفعيل أدوات الحماية وفقًا للمعايير الدولية، مؤكدًا أن هذه الوثيقة تُشكّل بوصلة استراتيجية مرنة للتجارة الخارجية تدعم قدرة الاقتصاد المصري على الاستجابة للتحولات العالمية وتجعل التجارة أداة لتمكين الاستثمار الصناعي والخدمي. 

وشدد على أن مصر تعمل على تحقيق توازن في علاقاتها التجارية الدولية من خلال استثمارات مباشرة متبادلة، موضحًا أن الولايات المتحدة وأوروبا شركاء استراتيجيون وأن المطلوب هو تحديد مستهدفات استثمارية واضحة مع كل شريك تجاري تضمن استدامة العلاقات وتدفع نحو شراكات طويلة الأجل تُسهم في تحقيق القيمة المضافة.

أكد الوزير أن القارة الإفريقية تمثل أولوية رئيسية في الاستراتيجية المصرية، حيث أطلقت الحكومة خطة لإنشاء ستة مراكز لوجستية وتجارية في مناطق الشرق والغرب والجنوب والوسط الإفريقي، لتمكين موقع مصر كمركز إقليمي للتجارة والتوزيع وتعزيز تكامل سلاسل القيمة وربط القاعدة الصناعية المصرية باحتياجات الأسواق الأفريقية.

لفت الخطيب إلى أن مصر تمتلك ميزة تنافسية في مجموعة من القطاعات ذات الأولوية تشمل الصناعات الوسيطة والصناعات المغذية للسيارات والسياحة والاتصالات ومراكز البيانات والطاقة المتجددة، مؤكدًا أن مصر تصلح بأسرع ما يمكن لأن الإصلاح أصبح التزامًا لا خيارًا وأن الدولة تؤسس اليوم لمرحلة أكثر استدامة تستهدف تحويل الاقتصاد المصري إلى منصة إقليمية للإنتاج والتصدير والخدمات.

شهد اللقاء تفاعلاً إيجابيًا من الحضور حيث أشاد ممثلو الشركات الأمريكية برؤية الحكومة المصرية وسرعة تنفيذ الإصلاحات واستفسروا عن الخطط المستقبلية للتوسع في المشروعات المشتركة والحوافز الاستثمارية الجديدة وآليات حماية المستثمر الأجنبي.

وفي ختام اللقاء، أكد المهندس حسن الخطيب أن الحكومة المصرية ملتزمة بتعزيز شراكتها مع مجتمع الأعمال الأمريكي وتهيئة مناخ استثماري يتسم بالشفافية والتكافؤ والاستقرار، داعيًا الشركات الأمريكية إلى استكشاف الفرص الواسعة التي يتيحها الاقتصاد المصري اليوم والاستفادة من تحولات بيئة الأعمال والشراكات الإقليمية التي تقودها مصر في المنطقة. وأكد أن الحكومة لا تكتفي بإطلاق الإصلاحات، بل تتابع تنفيذها على الأرض من خلال آليات واضحة وسريعة لحل التحديات التي تواجه المستثمرين، مشددًا على أنه يتم التعامل مع أية مشكلات تطرأ بشكل فوري ومنسق بين مختلف الجهات الحكومية، وأن باب الوزارة مفتوح دائمًا لأي مستثمر لديه استفسار أو عائق، في إطار التزام الدولة بإرساء مناخ استثماري جاذب وعادل وسريع الاستجابة.
 

وزير الاستثمار: السياحة والفندقة من أبرز محركات النمو الاقتصادي ضمن رؤية مصر 2030 وزير الاستثمار يشهد تدشين خطوط الإنتاج الجديدة لشركة "مارس" بالسادس من أكتوبر نائب وزير الصحة: الاستثمار في الصحة النفسية هو استثمار في الإنسان والمجتمع وزير الاستثمار: مصر حريصة على دعم وتشجيع مؤسسات الكوميسا للقيام بمهامها وزير الاستثمار: حريصون على تعزيز العلاقات التجارية مع كينيا وزير الاستثمار: نعمل على تعزيز التجارة الخارجية وزيادة الصادرات المصرية وفتح أسواق جديدة وزير الاستثمار يهنئ الدكتور خالد العناني بعد فوزه بمنصب مدير عام اليونسكو وزير الاستثمار: المناطق الحرة رئة يتنفس منها الاقتصاد المصري وسنواصل دعمها

مقالات مشابهة

  • مرفت الكسان: تطوير مصنع الإلكترونيات بالهيئة العربية للتصنيع يدعم الاقتصاد الوطني
  • تنسيقية العمل الوطني: أي مسار سياسي جاد يجب أن يقوم على تجديد الشرعية لا تدويرها
  • «الاستثمار» توقّع اتفاقية تعاون مع كندا بقطاع البنية التحتية الرقمية
  • وزير الاستثمار يبحث مع فيتش جهود دعم الاقتصاد وتحسين بيئة الأعمال في مصر
  • الخطيب: نعمل على بناء اقتصاد أكثر مرونة وتنافسية عبر عدة إجراءات
  • الخطيب: نسعى لتحقيق توازن في علاقاتنا التجارية عبر استثمارات مباشرة مع شركائنا الدوليين
  • الخطيب: مصر تنفذ إصلاحًا اقتصاديًا شاملًا يؤسس لبيئة أعمال أكثر استقرارًا
  • رئيس حزب الإصلاح بمأرب: القضية الجنوبية حُسمت في مؤتمر الحوار الوطني وأولوية اليمنيين إسقاط الانقلاب
  • إضراب شامل في اليونان احتجاجا على تعديل قوانين العمل وزيادة ساعات الدوام
  • آيت مسعودان يؤكد التزامه بتحسين أوضاع مستخدمي الصحة وتعزيز الحوار مع الشركاء الاجتماعيين