استعدادات إسرائيلية لعملية واسعة في جنوب لبنان.. جاهزون لاحتلال شريط أمني
تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT
يواصل الاحتلال الإسرائيلي "التجهيز والاستعداد" لعملية عسكرية واسعة على الجبهة الشمالية مع حزب الله اللباني، وذلك بعد تقارير تحدثت عن دعوة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى "مواجهة واسعة النطاق"، وتأكيد قائدة إسرائيليين على أنهم "جاهزون لاحتلال شريط أمني في لبنان".
ووصف نتنياهو ما ستواجهه "إسرائيل" مع حزب الله خلال مباحثات إستراتيجية مع قادة الأجهزة الأمنية بـ"مواجهة واسعة النطاق" بحسب ما ذكرت "القناة 13".
ووفق ما نقلته القناة عن أحد مساعدي نتنياهو إنه "لم يتم تحديد الخطوة" التي وعد بها كبار المسؤولين منذ أشهر، مضيفا أنها قد تستغرق أسابيع أو بضعة أشهر من الآن.
وقال مسؤولون خلال اجتماع المباحثات الإستراتيجية "إن الحل الدبلوماسي وحده لا يمكن أن يؤدي إلى عودة عشرات الآلاف من سكان شمال إسرائيل الذين نزحوا منذ السابع من أكتوبر إلى منازلهم".
وتشير "القناة 13" في تقريرها إلى أن "هدف إسرائيل ببدء جبهة حرب مع لبنان في أسرع وقت ممكن بناء على استعداد الجيش الإسرائيلي، والشرعية الدولية".
ويرى مسؤولون أمنيون إسرائيليون أن توسيع "جبهة الحرب شمال إسرائيل سيتطلب خفض عدد القوات التي تقابل في غزة".
وقال وزير الحرب الإسرائيلي، يوآف غالانت، الاثنين الماضي، أن "إسرائيل عازمة على استعادة الهدوء على الجبهة الشمالية"، مشيرا إلى أن "هناك خيار اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى ترتيبات في شمال وجنوب" إسرائيل، مع حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية، "وخيار ثان وهو التصعيد الذي سيؤدي إلى حرب".
بدورها، أفادت الإذاعة الإسرائيلية بأن قائد لواء الشمال بالجيش أوري غوردين أعلن أن قواته "جاهزة لاحتلال شريط أمني على الجانب اللبناني"، في وقت يتصاعد فيه الخلاف داخل الحكومة حول توسيع العملية العسكرية في لبنان.
هذا، وتتجه الأنظار إلى تل أبيب حيث من المقرر أن يصدق المجلس الأمني الإسرائيلي، خلال اجتماعه اليوم الاثنين، على توسيع أهداف الحرب في جبهة الشمال.
في الأثناء، قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إن تدريب طوارئ أجري الأحد في مدينة حيفا وحاكى سيناريوهات مختلفة لحالات طارئة منها اندلاع حرب مع لبنان.
وتشهد الأيام الأخيرة تصعيدا ملحوظا في القصف المتبادل على طرفي الحدود الإسرائيلية اللبنانية، بالتزامن مع تهديدات إسرائيل بشن حرب برية على لبنان رغم التحذيرات الإقليمية والدولية من تفجر المنطقة وخروجها عن السيطرة.
ويأتي هذا التطور في وقت قالت فيه وسائل إعلام إسرائيلية إن خلافات نشبت بين نتنياهو ووزير الحرب يوآف غالانت بشأن قرار توسيع العملية العسكرية.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية نقلا عن مقربين من نتنياهو أنه سيستبدل غالانت إذا عارض توسيع العمليات العسكرية في لبنان.
وأضافت هيئة البث أن نتنياهو يدفع باتجاه توسيع تلك العمليات بدعم من قائد المنطقة الشمالية.
وقال نتنياهو إن "الوضع على الحدود الشمالية لن يستمر، هذا الوضع بحاجة إلى تغيير في موازين القوى وأنه سيقوم باللازم من أجل إعادة السكان إلى منازلهم بأمان".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الإسرائيلي الجبهة الشمالية حزب الله لبنان لبنان إسرائيل حزب الله جنوب لبنان الجبهة الشمالية المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
معركة ما بعد الحرب.. التعافي النفسي والاجتماعي في جنوب لبنان
جنوب لبنان- لم تكن الغارة الإسرائيلية التي استهدفت منزل افتكار عطية مجرد صاروخ أُطلق من طائرة حربية إسرائيلية، بل كانت لحظة بددت سكون صباح بلدة كفر حمام في جنوب لبنان، واقتحمت وجدانها بلا استئذان، واستقرت في أعماقها حتى اليوم.
تروي افتكار للجزيرة نت تفاصيل تلك اللحظة "كان الوقت يقترب من العاشرة صباحا، كنا داخل المنزل، أنا وأمي وأختي، حين باغتنا صوت الانفجار، لم ندرِ ما الذي جرى، أُصبنا جميعا، ومنذ تلك اللحظة تغيّر كل شيء، لم تعد الحياة تُقاس بالأيام بل بما قبل الغارة وما بعدها".
منذ ذلك اليوم، لم تعد افتكار ترى العالم كما كانت، تسلل الخوف إلى يومياتها، وصارت الأصوات العابرة كطرقات الباب أو صوت سيارة كفيلة بإعادتها إلى تلك اللحظة، وكأن الزمن توقف هناك. وبصوت يتهدج تضيف "إذا سمعتُ أي صوت، أرتعب، أخاف وأشعر أن الغارة بدأت من جديد".
لم تكن تلك الغارة أول صفعة من هذه الحرب في حياة افتكار، فقبل نحو 20 يوما من بدء العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان فقدت والدها، أما شقيقها فقد استُشهد قبل 36 عاما، جراح تتوارثها الذاكرة وأخرى تنزف كل يوم. وتقول بأسى "ما زلت متأثرة، الجراح لا تزال مفتوحة ولا شيء جميلا في هذه الحياة".
رغم كل شيء، اختارت افتكار العودة إلى منزلها المتضرر لترميمه حجرا فوق آخر، مثل كثيرين من أبناء الجنوب الذين يرممون بيوتهم لعلهم يرممون شيئا من أرواحهم، لكنها تدرك جيدا أن إصلاح الجدران أسهل بكثير من استعادة الطمأنينة.
وتهمس بكلمات أثقلها التعب "ننام ونصحو على خوف، هذه ليست لحظة عابرة بل معاناة يومية"، وهي تعاني من أكثر من إصابات جسدية، فالغارة خلفت فيها ما تصفه بـ"الكسور الداخلية" التي تنخر حياتها اليومية، وتشير إلى أن القلق يرافقها في كل لحظة حتى تلك التي يُفترض أن تكون آمنة، وأن النوم أصبح ترفا بعيد المنال.
إعلانوتشرح بصوت خافت "أشعر أنني لست بخير، أبكي كثيرا، أتشتت من دون سبب، أنسى ما كنت أريد فعله أو قوله حتى صوتي تغير، ونظرتي للحياة تغيرت". وتلقت زيارات دعم نفسي، لكنها ترى أنها لم تكن كافية، "ربما أحتاج إلى وقت طويل أو إلى معجزة، كي أستعيد شيئا من نفسي".
ورغم كل هذه الخسارات، ما زال في قلبها حيز صغير للأمل، وتقول "أتمنى من الله أن يخفف عنا، وأن يأتي جيل لا يرى ما رأيناه نحن من ألم ورعب وبشاعة لحظات لا توصف"، وتتقاطع مشاعرها بين الامتنان والخذلان، وتضيف "الحمد لله أننا خرجنا من البيت أحياء، لم تُقطع أيدينا ولا أرجلنا، وهذه نعمة".
ثم تسكت لحظة، قبل أن تتابع "لكن الحياة فقدت طعمها، ماذا يمكنني أن أقول أكثر من ذلك؟ من الصعب على الإنسان أن يعبّر عن ألمه، الأمر بالغ الصعوبة".
لم يكن نبيل عيسى (45 عاما) يتوقع أن يغادر منزله في بلدة عيترون الجنوبية من دون وداع، لا لذكرياته ولا لجدران بيته، لكنه اضطر إلى الرحيل على عجل بعدما غطى الدخان سماء البلدة، وتحول بيته إلى كومة من الركام.
رغم أن جسده لم يصب ولم يفقد أحدا من أفراد أسرته المباشرة، إلا أن شيئا عميقا تحطم في داخله، ويقول للجزيرة نت "أشعر وكأن سمعي لم يعد كما كان، ليس في أذني خلل بل في رأسي، أسمع الناس وكأنهم بعيدون وكأن بيني وبينهم مسافة لا تُقاس".
ثم يضيف بصوت متهدج "بات الهدوء يرعبني أكثر من الضجيج وعندما تختفي الأصوات ينتابني شعور بأن الصمت ليس إلا مقدمة لصاروخ قادم".
منذ توقف القصف تغيّر نبيل، صار قليل الكلام، كثير الشرود. زوجته وأطفاله لاحظوا ذلك، لكنه يتجنب الحديث عن مشاعره، ويقول "لم أعد أثق بالكلام، الحرب علمتنا أن نكتم، أن نحمل أوجاعنا بصمت، لأن لا أحد يفهم حجم هذا الألم".
صار القلق رفيق يومياته، لا يغيب عن باله، ولا يترك له لحظة سكينة، ويؤكد "لم أعد أحتمل الأخبار، كل شيء فيها يعيدني إلى تلك الأيام: الأصوات، والتحليلات، والصور، أشعر أنني ما زلت عالقا هناك، لا أستطيع الخروج".
قبل شهر فقط، عاد نبيل إلى عيترون ليتفقد أرضه، وقف أمام أنقاض بيته وراح يتأمل بقاياه بصمت، ويقول "حاولت أن أشعر بشيء، حزن، غضب، حتى حنين، لكني شعرت فقط بالفراغ، كأن قلبي تُرك تحت الركام".
وفي نهاية الحديث، تنزلق الكلمات من فمه كأنها تخرج من جرح "لا أريد شيئا كبيرا، فقط أن أنام ليلة واحدة من دون أن أرى بيتنا يُقصف، أو أن أركض حافيا في الشارع وأنا أبحث عن أطفالي". يصمت لبرهة، ثم يختم "كنا نظن أن الحرب تنتهي حين تتوقف الصواريخ لكننا كنا مخطئين، هناك حرب أخرى تبدأ بعد الهدنة".
وتؤكد رئيسة جمعية "هَنا للتنمية" في لبنان نوال محمود، للجزيرة نت، على أهمية تقديم الدعم النفسي للعائلات النازحة من الجنوب اللبناني خصوصا للأطفال الذين يعانون من آثار الصدمة.
وتوضح أن الجمعية نفذت عدة أنشطة ضمن برنامج الدعم النفسي والاجتماعي، استهدفت الأطفال والأسر لمساعدتهم على تجاوز الصدمات النفسية والتكيف مع الظروف الصعبة الناتجة عن النزوح.
ولاحظت الجمعية -وفقا لها- التأثيرات السلبية العميقة للأزمات النفسية كالهلع وفقدان الأحبة على حياة الناس وعلاقاتهم الاجتماعية، والتي تجلّت في مظاهر مثل العزلة الاجتماعية، وصعوبات في التواصل، إلى جانب مشاكل صحية كاضطرابات النوم، ومشاكل في الهضم، وضيق في التنفس.
إعلان
وساهمت أنشطة الدعم النفسي -حسب محمود- في تعزيز الصحة النفسية لدى النازحين والمجتمع المضيف، كما ساعدت على تقوية العلاقات الاجتماعية، وأصبح بعض المستفيدين من هذه البرامج قادة ومتطوعين في الجمعية، يقدّمون بدورهم الدعم للآخرين، بعد أن اكتسبوا القدرة على مواجهة التحديات.
وترى أن هذه البرامج يجب أن تكون جزءا لا يتجزأ من خطط التعافي والتنمية، إذ إن الأزمات التي يواجهها السكان، ولا سيما الأطفال وذوو الإعاقة، تترك آثارا نفسية عميقة يجب أخذها بعين الاعتبار عند وضع السياسات والخطط المستقبلية.
وتؤكد الناشطة نوال محمود أن أنشطة وبرامج الدعم النفسي تلعب دورا حيويا في تعزيز قدرة الأفراد على التكيف مع التحديات وتحقيق الإنجازات.