أثار تقرير نشرته شبكة إن بي سي نيوز "NBC News" الأميركية، مدعوما بصور أقمار صناعية حديثة، موجة من التساؤلات والتشكيك على منصات التواصل، بعد أن زعم وجود استعدادات عسكرية إسرائيلية لشن عملية برية جديدة داخل قطاع غزة.

التقرير، الذي نشر في 8 أغسطس/آب الجاري، حظي بتداول واسع عالميا، ولاقى صدى ملحوظا على منصات التواصل الاجتماعي، في وقت كانت فيه وسائل إعلام عربية ودولية تتناقله على نطاق كبير، خاصة أنه تزامن مع تصريحات مسؤولين إسرائيليين عن عملية مرتقبة في القطاع.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هل أدى ترامب رقصته الشهيرة بحضور الصحفيين في البيت الأبيض؟list 2 of 2شبان مسلمون يعتدون على فتيات هندوسيات بالهند.. ما الحقيقة؟end of list

وأوضحت الشبكة الأميركية أنها استندت في تحقيقها إلى صور أقمار صناعية تظهر ما قالت إنها حشود إسرائيلية في معبر كارني (Karni Crossing) (معبر المنطار) الواقع شرق مدينة غزة على خط التماس الفاصل بين القطاع وإسرائيل.

كما نقلت عن مسؤولين أميركيين اطلعوا على الصور قولهم إنها قد تكون مؤشرا على قرب تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق.

تقرير لشبكة إن بي سي نيوز الأميركية عن استعدادات الجيش الإسرائيلي لعملية عسكرية على مدينة غزة

لكن تحليلا أجراه فريق الجزيرة تحقق، بالاعتماد على مراجعة دقيقة لصور الأقمار الصناعية ومتابعة سير العمليات الميدانية، كشف أن هذه المعلومات مغلوطة، وأن الحشود التي ظهرت في الصور ليست جديدة، بل موجودة في الموقع ذاته منذ أوائل يوليو/تموز الماضي.

التسلسل الزمني للأحداث

في أول أبريل/نيسان الماضي، شرع الجيش الإسرائيلي في تنفيذ عملية عسكرية شرق مدينة غزة، بمشاركة وحدات قتالية وهندسية محدودة.

آنذاك، أصدر جيش الاحتلال أوامر إخلاء عاجلة للسكان في حي الشجاعية وأحياء الجديدة والتركمان، وحثهم على الانتقال إلى مراكز إيواء غربي المدينة.

#عاجل ‼️ انذار خطير وعاجل الى سكان قطاع غزة المتواجدين في منطقة الشجاعية وأحياء الجديدة، التركمان، توسعة نفوذ والزيتون الشرقي

⭕️جيش الدفاع بصدد العمل بقوة شديدة في مناطقكم لتدمير البنية التحتية الإرهابية.

⭕️من أجل سلامتكم عليكم اخلاء هذه المناطق فوراً والانتقال الى مراكز… pic.twitter.com/mIsd6v65Gf

— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) April 3, 2025

إعلان

وبعد مرور 3 أشهر، وتحديدا في مطلع يوليو/تموز الماضي، قرر الجيش الإسرائيلي توسيع نطاق العملية، ودفع مزيد من الوحدات القتالية إلى الميدان لتعزيز قواته على الأرض.

#عاجل ‼️تحذير خطير الى كل المتواجدين في منطقة مدينة غزة وجباليا وفي أحياء الزيتون الشرقي، البلدة القديمة، التركمان، اجديدة، التفاح، الدرج، الصبرة، جباليا البلد، جباليا النزله، معسكر جباليا، الروضة، النهضة، الزهور، النور، السلام وتل الزعتر
⭕️جيش الدفاع يعمل بقوة شديدة جداً في هذه… pic.twitter.com/xFEX5aUxK6

— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) June 30, 2025

تحليل صور الأقمار الصناعية

تُظهر صور أقمار صناعية ملتقطة في 5 يوليو/تموز 2025 استخدام معبر كارني (معبر المنطار) -الذي تسيطر عليه إسرائيل بالكامل- لأول مرة كموقع لتحشيد الآليات العسكرية ونصب خيام للقيادة والسيطرة.

ويكشف تحليل هذه الصور أن الكثافة المحدودة للآليات في الموقع تعود إلى تموضع جزء كبير من القوات داخل قطاع غزة نفسه.

كما توثق صور أخرى ملتقطة في 6 يوليو/تموز الماضي، لمنطقة شرق مدينة غزة، تمركز الحشود الإسرائيلية على 3 محاور هجومية رئيسية: شمالي القطاع، ووسطه، وجنوبه، في توزيع ميداني ينسجم مع تكتيك الضغط المتزامن على أكثر من جبهة.

خريطة توضيحية تظهر الحشود العسكرية شرق مدينة غزة وقلة كثافة الحشود في معبر كارني (بلانت)

 

وفي بداية أغسطس/آب الجاري، لاحظ فريق "الجزيرة تحقق" انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من المحورين الجنوبي والأوسط، مع بقاء الحشود في المحور الشمالي فقط، وفقا لما رصدته صور أقمار صناعية ملتقطة بتاريخ 3 أغسطس/آب 2025.

كما أظهرت صور الأقمار الملتقطة بتاريخ 8 أغسطس/آب الجاري لمعبر كارني أن القوات المنسحبة، عادت إلى نقطة التحشيد في المعبر، مما أدى إلى زيادة واضحة في عدد الآليات بالموقع.

خريطة توضيحية تظهر انسحاب القوات الإسرائيلية من محورين وزيادة كثافة الحشود في معبر كارني (بلانت)عودة قوات وإعادة تموضع

وخلص فريقنا إلى أن صور الأقمار التي استندت إليها شبكة "إن بي سي"، قبل أيام، لا تعكس استقدام قوات جديدة، بل عودة قوات كانت منتشرة داخل غزة منذ أوائل يوليو/تموز.

كما أن توصيف هذه الحشود على أنها "حشود جديدة" غير دقيق، بل إنها جزء من إعادة تموضع القوات القائمة بالفعل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات الجیش الإسرائیلی صور أقمار صناعیة شرق مدینة غزة صور الأقمار یولیو تموز معبر کارنی

إقرأ أيضاً:

أسامة الدليل يكشف الأكاذيب والإدعاءات ضد مصر بشأن دخول المساعدات لـ غزة |فيديو

كشف الصحفي أسامة الدليل، أن المساعدات إلى قطاع غزة جرى إدخالها مؤخرًا عبر الإسقاط الجوي، بينما يقتصر دور معبر رفح على عبور الأفراد فقط.

وأوضح خلال لقائه على قناة «العربية»، أن هناك ستة معابر بين غزة وإسرائيل ومصر، منها معبر رفح وكرم أبو سالم، مؤكدًا أن الأخير لا علاقة لمصر به، ولفت إلى أن أي معبر بري في العالم يتكون من نقطتين.

واسترسل: «النقطة الأولى على أرض الدولة المانحة لإذن الخروج، والثانية على أرض الدولة المانحة لإذن الدخول»، مشددًا على أن فتح أي معبر يجب أن يسبقه سؤال أساسي: «من يسيطر على الجهة الأخرى في غزة؟.

أكد على أن ما يُثار بشأن دور مصر في قطاع غزة يختلط فيه الكثير من الأكاذيب والادعاءات، مشددًا على أن المنطقة تعيش وسط «غابة من الخداع النفسي» تحتاج إلى كشف الحقائق أمام الرأي العام.

اقرأ أيضاًمندوب فلسطين: قرار إسرائيل باحتلال غزة يضرب بالقوانين الدولية عرض الحائط

استشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين برصاص وقصف الاحتلال أنحاء متفرقة في غزة

مقالات مشابهة

  • استمرار العمل في مشروع توسعة الطريق الواصل من معبر باب الهوى إلى مدينة إدلب
  • القاهرة الاخبارية : معبر رفح أيقونة إنسانية تواجه عراقيل إسرائيلية
  • أسامة الدليل يكشف الأكاذيب والإدعاءات ضد مصر بشأن دخول المساعدات لـ غزة |فيديو
  • تكدس مستمر للشاحنات عند معبر رفح وسط عراقيل إسرائيلية متصاعدة
  • أخبار التوك شو| حزمة جديدة من التيسيرات الضريبية للشركات والممولين.. ووزير البترول الأسبق يكشف معلومات مهمة عن اتفاقيات الغاز مع إسرائيل
  • صورة أقمار صناعية تظهر حشداً عسكرياً إسرائيلياً قرب موقع “ناحل عوز”
  • الصين تطلق أقمارا صناعية جديدة من البحر
  • ما الحشود التي رصدتها الأقمار الصناعية قرب معبر ناحال عوز المؤدي إلى مدينة غزة؟
  • الأقمار صناعية تظهر مركبات عسكرية إسرائيلية قرب معبر يؤدي إلى غزة