واشنطن تخشى اندلاع "حرب برية" بين إسرائيل وحزب الله
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، اليوم الخميس، أن موجة الانفجارات القاتلة لأجهزة النداء "البيجر" وغيرها من الأجهزة الإلكترونية، التي يحملها مسلحون في لبنان، أدت إلى تفاقم مخاوف البنتاغون من احتمال اندلاع حرب برية في جنوب لبنان، بين إسرائيل وميليشيا حزب الله.
وقالت "قبل حدوث الانفجارات يومي الثلاثاء والأربعاء في لبنان، أخبر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن مسؤولين آخرين كبار في البنتاغون، أنه يخشى أن تشن إسرائيل هجوماً قريباً، بعد أشهر من الهجمات الصاروخية والجوية المتبادلة مع حزب الله".
وأوضحت الصحيفة أن حدة القلق الأمريكي، تزايدت بشأن احتمال اجتياح إسرائيل للبنان، وقال مسؤول دفاعي كبير: "أنا قلق للغاية بشأن خروج الأمر عن السيطرة"، وهو ما يعكس التعليقات التي أدلى بها مساعدون آخرون في البنتاغون.
The Pentagon fears that a wave of exploding Hezbollah pagers and walkie-talkies could be a prelude to Israel launching a ground war in Lebanon https://t.co/JSlY0Ybmwt https://t.co/JSlY0Ybmwt
— The Wall Street Journal (@WSJ) September 19, 2024 اجتياح وشيكومنذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تشعر إدارة بايدن بالقلق من اندلاع صراع واسع النطاق على الحدود الشمالية لإسرائيل، قد يجتذب الولايات المتحدة وحتى إيران.
ووفق الصحيفة، شدد المسؤولون الأمريكيون على أنهم لم يروا حتى الآن أي مؤشرات، مثل استدعاء قوات الاحتياط للإشارة إلى غزو وشيك.
وحتى بعد اتخاذ القرار، فقد يستغرق الأمر أسابيع قبل أن تتخذ القوات الإسرائيلية موقفاً يسمح لها بشن هجوم كبير. ولكن مسؤولين دفاعيين أمريكيين قالوا إن "إسرائيل قد تأمر بعملية أصغر حجماً وبسرعة أكبر، دون اتخاذ خطوات عسكرية كبرى أخرى".
وقال مسؤولون إسرائيليون، أمس الأربعاء، إنهم بدأوا مرحلة جديدة في صراعهم مع حزب الله، ما لم تسحب الجماعة المسلحة قواتها من جنوب لبنان، وتوقف هجمات الصواريخ وقذائف الهاون عبر الحدود، والتي أجبرت عشرات الآلاف من الإسرائيليين على النزوح من الشمال.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، في منشور على منصة إكس: "نحن في بداية مرحلة جديدة في الحرب - نحن نخصص الموارد والقوات للساحة الشمالية ومهمتنا واضحة: ضمان العودة الآمنة لمجتمعات شمال إسرائيل إلى ديارها"، مضيفاً "للقيام بذلك، يجب تغيير الوضع الأمني".
وبدوره، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، للصحفيين أمس الأربعاء: إن "هناك وسيلة لإنهاء الأزمة من خلال الدبلوماسية وليس الحرب". وأضاف "لا شيء حتمي"، في إشارة إلى احتمال اندلاع صراع.
وخلال اجتماع في تل أبيب، أكد غالانت للمبعوث الأمريكي الخاص آموس هوشتاين، أن "الطريقة الوحيدة المتبقية لإعادة سكان الشمال إلى منازلهم، هي من خلال العمل العسكري".
ونقل وزير الدفاع الإسرائيلي، نفس الرسالة إلى نظيره الأمريكي لويد أوستن. وحث وزير الدفاع الأمريكي، إسرائيل، على "إعطاء المفاوضات الدبلوماسية الوقت الكافي للنجاح".
وأوضح مسؤول دفاعي أمريكي، أن "انطباع الوزير، هو أن إسرائيل تدرس خيارات عسكرية جديدة في لبنان". وقال: "إنك تفعل هذا الأمر باعتباره تشكيلاً أولاً قبل القيام بشيء آخر"، في إشارة إلى توقيت تفجيرات أجهزة الاستدعاء وأجهزة الاتصال اللاسلكية وغيرها من الأجهزة الإلكترونية.
وأضاف "لم تستسلم إسرائيل للمحاولات التي توسطت فيها الولايات المتحدة، لحمل حزب الله على سحب قواته إلى نهر الليطاني في لبنان، لكن لا يمكن أن يستمر هذا إلى الأبد".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الانفجارات لبنان البنتاغون إسرائيل تفجيرات البيجر في لبنان لبنان إيران أمريكا إسرائيل وزیر الدفاع فی لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: إسرائيل تفرض قواعد اشتباك جديدة وتريد شرعنة التدخل المتكرر بلبنان
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن الضربات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت تمثل تصعيدا غير مسبوق منذ اتفاق وقف إطلاق النار، وتهدف إلى فرض قواعد اشتباك جديدة تشرعن تدخلها المتكرر وتمنحها حرية التحرك دون مساءلة.
وكانت إسرائيل قد شنت 23 غارة جوية عبر مسيّرات ومقاتلات استهدفت مواقع عدة في الضاحية، بعد أن أصدرت أوامر بإخلاء مبانٍ في كل من الحدث وحارة حريك وبرج البراجنة، قائلة إن حزب الله يستخدمها لتصنيع مسيّرات، وهو ما أدى إلى نزوح واسع للسكان.
وأوضح حنا -في تحليل للمشهد العسكري بلبنان- أن التصعيد الحالي هو الرابع من نوعه منذ اتفاق وقف إطلاق النار، لكنه الأعنف والأكثر شمولًا من حيث الأهداف، مما يشير إلى محاولة إسرائيل منع حزب الله من استعادة تنظيمه القتالي وإعادة هيكلته البشرية والعملياتية التي أعاد بنائها مؤخرًا.
وأضاف أن الضربات تُعد خرقًا مباشرًا للآليات المنصوص عليها في اتفاق الهدنة والقرار الدولي رقم 1701، ولا سيما لجهة تجاوز اللجنة الخماسية التي يفترض أن تنسّق مع الجيش اللبناني قبل أي استهداف، مشيرًا إلى أن إسرائيل رفضت السماح بزيارة تفقدية للمواقع المهددة.
ورأى العميد حنا أن إسرائيل تتصرف كأن الاتفاق الأممي يتضمن بنودًا سرية تمنحها حرية التحرك الجوي والبحري والبري في لبنان، معتبرًا أن هذا التوجه يظهر من خلال تركيز الهجمات على مناطق تُعد حاضنة شعبية لحزب الله، في الضاحية والجنوب والبقاع.
إعلان إنهاء مهمة اليونيفيلوأكد الخبير الإستراتيجي أن هذا النهج العسكري يتقاطع مع تسريبات عن سعي واشنطن لإنهاء مهمة اليونيفيل جنوب لبنان، وهو ما قد يفتح الباب أمام فراغ ميداني قد تستغله إسرائيل لفرض معادلة تدخل جديد، في ظل تقارير عن رضاها الجزئي عن أداء الجيش اللبناني.
وأشار إلى أن الادعاءات الإسرائيلية بشأن استهداف مصانع مسيرات ليست مؤكدة، لافتًا إلى أن تصنيع المسيرات لا يتطلب منشآت ضخمة ويمكن إنجازه في ورش صغيرة، مما يعني أن الغارات تهدف إلى ضرب البنية الاجتماعية والاقتصادية أكثر من أهداف عسكرية فعلية.
ولفت إلى أن حزب الله يملك الخبرة في تصنيع المسيّرات منذ سنوات، مستشهدًا بواقعة اغتيال رئيس وحدة المسيرات في الحزب حسان اللقيس عام 2013، مؤكدًا أن الهجمات تسعى إلى شل قدرات الحزب قبل تطورها أكثر من استهداف بنى جاهزة.
وشدد على أن الغارات التي استخدمت فيها قنابل شديدة التدمير توحي باستهداف مواقع تحت الأرض، مشيرًا إلى استخدام قنابل خارقة مثل "إم كيه 84″ (MK84) و"جي بي يو" (GBU) و"بي إل يو 109″ (BLU109) مما يعكس نية تدمير تحصينات عميقة ويفسر أوامر الإخلاء التي سبقت الضربات في مناطق مثل عين قانا.
وأوضح العميد حنا أن هذه الإجراءات سبق أن استخدمت في غزة، كإلقاء قنابل تحذيرية أو قرع الأسطح قبل تنفيذ الضربات، مع إعطاء مهلة وجيزة للسكان للمغادرة، في ما يشير إلى إعداد مُسبق لاستهداف بنى تحتية يُعتقد أنها ذات طابع عسكري.
رد حزب اللهوحول احتمال الرد من جانب حزب الله، اعتبر العميد حنا أن السيناريو الأسوأ هو ما يُؤخذ دائمًا في الحسبان عسكريا، مرجّحا أن أي رد سيكون موضعيًا في مناطق حدودية كالجليل، مستبعدًا في المقابل فتح جبهة شاملة لعدم جاهزية الحزب حاليًا لهذا النوع من المواجهات.
وأشار إلى أن حزب الله لا يزال ملتزمًا فعليا بالقرار 1701 رغم التعديلات الضمنية التي طرأت عليه، كما أنه يتبنّى رسميًا خطابًا يؤكد حصرية السلاح بيد الجيش اللبناني، مما يعني أنه ليس في وارد الانزلاق إلى حرب مفتوحة مع إسرائيل في هذه المرحلة.
إعلانواعتبر الخبير العسكري أن إسرائيل تسعى إلى تكريس نمط عملياتي يسمح لها بضرب من تشاء ساعة تشاء، تحت غطاء دولي ضعيف أو غائب، لافتًا إلى أن الجمود في الموقف الأميركي تجاه لبنان يتيح لنتنياهو هامش تحرك أوسع على الجبهة الشمالية.
وأوضح أن هذا التراخي الأميركي تجلى في غياب الموفدين السياسيين عن الساحة اللبنانية، مما يترك المشهد مفتوحًا أمام التدخلات الإسرائيلية، بالتوازي مع محاولات نتنياهو حرف الأنظار عن أزماته الداخلية وتعثره في إدارة الحرب على غزة.
ورأى العميد حنا أن التصعيد في لبنان قد يكون وسيلة بيد نتنياهو للهروب من أزمة الحريديم واحتمالات انهيار حكومته، مشيرًا إلى أن توجيه الأنظار إلى جبهة الشمال يجد دعمًا داخليًا إسرائيليًا ولا يواجه ممانعة كبيرة داخل المؤسسة الأمنية أو السياسية.
ويرى أن هذا التصعيد لن يكون الأخير، وأن إسرائيل تريد من خلاله فرض وقائع جديدة تتجاوز الاتفاقات القائمة، وتفتح المجال أمام تدخلات عسكرية متكررة تُشرعن بحجة منع التهديد، ولو على حساب السيادة اللبنانية.