تفجيرات البيجر واللاسلكي في لبنان.. كيف تمت من الناحية التقنية؟
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
أثارت تفجيرات أجهزة البيجر واللاسلكي المفخخة في لبنان حالة من الذعر والاندهاش، ما يطرح تساؤلات عن الكيفية التي تمت بها هذه العملية من الناحية التقنية والتكنولوجية، وعن إمكانية تفجير أجهزة أخرى مثل الموبايلات والهواتف الذكية.
ولم تعترف إسرائيل رسميا بتفجير الأجهزة، إلا أن عدة مصادر غربية نقلت عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين قولهم إن الموساد وجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية مسؤولان عن تخطيط وتنفيذ هذه العملية المعقدة.
وأشارت بعض المصادر إلى أن هذه العملية تم التخطيط لها مسبقا منذ فترة طويلة، وكان من المفترض تفجير الأجهزة في حال اندلاع حرب شاملة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، كخطوة مفاجئة وضربة استباقية، إلا أن ما سرع من تنفيذها هو الشك الإسرائيلي بأن مسؤولين في حزب الله شككوا بالأجهزة وأرادوا فحصها مما سرع من عملية تفجيرها.
أساليب تقنيةوأكد الخبير التكنولوجي، عمر سامي، أن "تفجير أجهزة البيجر والووكي توكي الخاصة بحزب الله تم عن طريق زرع متفجرات داخل الأجهزة بعد تصنيعها وقبل تصديرها إلى لبنان".
وأضاف في حديثه لموقع "الحرة" أنه "وفي نفس عملية وضع المتفجرات داخل الأجهزة تم تعديل البرمجيات، بحيث يتم إصدار أمر بالتفجير فور وصول رسالة محددة من الجهة التي قامت بهذا العمل (في الغالب وحدة 8200 للحرب الإلكترونية بالجيش الإسرائيلي)".
وأوضح أن "الأجهزة التي تم تفجيرها خاصة بشحنة تم تصديرها إلى لبنان منذ بضعة أشهر، ويوجد داخل جهاز البيجر المستخدم مكان يتسع من 30 إلى 60 غراما من المتفجرات بالإضافة لوحدة المفجر".
وأشار إلى أنه "لا يمكن لأي تكنولوجيا تفجير أي جهاز إلكتروني محمول عن طريق زرع برنامج خبيث أو فيروس أو اختراق إلكتروني مهما كان تطوره"، مما يؤكد أن الأجهزة تم تفخيخها بالمتفجرات قبل تفجيرها بالرسائل.
وتابع "لتفجير أي جهاز إلكتروني محمول مثل البيجر أو الووكي توكي أو حتى الهاتف المحمول، يجب وضع عبوة متفجرة داخله ثم يتم بعد ذلك تعديل برمجياتها كما حدث في التفجيرات الأخيرة".
وتسببت عمليات التفجير بمقتل العشرات من المقاتلين والمدنيين وإصابة الآلاف بجروح، في وقت فتحت فيه شركة مصنعة للبيجر في تايوان تحقيقا، وكذلك فعلت شركة يابانية أخرى مصنعة لأجهزة اللاسلكي.
تحقيقاتوقالت شركة غولد أبولو التايوانية، الأربعاء، بعد التحقيقات الأولية، إن أجهزة البيجر المنفجرة من صنع شركة مجرية.
وقالت في بيان إن غولد أبولو تقيم "شراكة طويلة الأمد" مع شركة بي إيه سي BAC ومقرها في بودابست لاستخدام علامتها التجارية، مضيفة أن الطراز المذكور في تقارير إعلامية "إيه آر 924" (AR924) "تصنعه وتبيعه بي إيه سي".
وأعلنت بودابست، الأربعاء، أن شركة "باك" BAC المجرية التي قدمت على أنها تنتج أجهزة الاتصال المستخدمة من قبل حزب الله والتي انفجرت، الثلاثاء، في لبنان، هي "وسيط تجاري بدون موقع إنتاج أو عمليات في المجر".
بدورها قالت شركة آيكوم اليابانية: "نحقق بشأن تقارير انفجار أجهزة اتصال لاسلكية تحمل شعار الشركة في لبنان".
وأضافت: "لا يمكن تأكيد ما إذا كانت شركتنا شحنت منتجا لاسلكيا مرتبطا بانفجارات لبنان، والبطاريات اللازمة لتشغيل الجهاز (V82) الذي تم إيقاف مبيعاته منذ نحو 10 سنوات تم إيقافها أيضا".
وتابعت أن المنتجات التي تصدرها إلى الخارج تخضع لعملية تنظيمية صارمة وضعتها الحكومة اليابانية.
وأدانت وزارة الاتصالات اللبنانية في بيان ما وصفته بـ"العمل الإجرامي الذي اقترفته إسرائيل" بحق لبنانيين، عبر تفجيرها أجهزة Icom V82 كانت بحوزتهم.
وأعلنت الوزارة أن "أجهزة Icom V82 التي تم تفجيرها، لم يتم شراؤها عن طريق الوكيل، ولم يتم ترخيصها من قبل وزارة الاتصالات، علما بأن الترخيص يتم بعد أخذ موافقة الأجهزة الأمنية".
موجات غير مشفرةمن جهته يوضح الخبير التكنولوجي، سلوم الدحداح، أن هناك عدة أنواع من أجهزة البيجر، فمنها ما يعمل على موجات "يو أتش أف" (UHF) أو موجات "في أتش أف" (VHF) أو موجات 900 ميغاهيرتس (900 MHz band).
وقال في حديثه لموقع "الحرة" إن "مشكلة أجهزة البيجر أنها تعمل عبر موجات غير مشفرة، وسهلة الاختراق أكثر من غيرها".
وأضاف أن "هناك عدة أنواع من البطاريات التي تستعمل في البيجر ومنها ألكالاين ونيكل كادميوم، وليثيوم"، وأوضح أن "أول نوعان من البطاريات لا ينفجران، ومن الصعب رفع حرارتها (over heat)، أما النوع الثالث فيمكن أن ينفجر بعد رفع حرارته"، مما يرجح أن الأجهزة تم تفجيرها بعد رفع حرارة البطاريات.
بدورها ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، وفقا لأشخاص مطلعين على تحقيقات حزب الله، أن التقييم الأولي يشير إلى أن أجهزة البيجر انفجرت لأن متفجرات زرعت في الطرازات الجديدة.
ويشير هذا السيناريو إلى أن إسرائيل تمكنت من الوصول إلى سلسلة توريد حزب الله لتفخيخ الأجهزة التي تم تسليمها، وفقا للصحيفة.
روبرت غراهام، الرئيس التنفيذي لشركة "إيراتا سكيوريتي" (Errata Security) للأمن السيبراني في أتلانتا، قال للصحيفة إن هناك احتمالا بأن قراصنة تلاعبوا بالبطاريات داخل أجهزة البيجر وجعلوها تنفجر عن طريق إرسال شفرة ضارة، مشيرا إلى أن التأثير لن يكون قويا كما أظهرت مقاطع الفيديو للانفجارات.
انفجارات لبنان.. صور وفيديوهات توثق حالة الهلع لحظة وقوع الهجومhttps://t.co/hGcrCFGeuB
— قناة الحرة (@alhurranews) September 19, 2024ويرى غراهام أن السيناريو الأكثر ترجيحا هو أن شحنة من أجهزة البيجر تم اعتراضها أثناء نقلها إلى وجهتها، وتم زرع المتفجرات بداخلها بالإضافة إلى شفرة ضارة، بحيث يتم تفجيرها بإرسال رسالة معينة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: أجهزة البیجر تم تفجیرها فی لبنان حزب الله عن طریق التی تم إلى أن
إقرأ أيضاً:
آبل تستعد لإطلاق جيل جديد من أجهزة ماك بوك وشاشات محسّنة بمعالجات M5
تستعد شركة آبل لبدء مرحلة جديدة في تطوير أجهزتها المحمولة والمكتبية، إذ كشفت تقارير حديثة عن اقتراب دخول أحدث معالجاتها Apple Silicon M5 مرحلة الإنتاج الضخم، تمهيدًا لإطلاق مجموعة من الأجهزة الجديدة خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وبحسب الصحفي الموثوق مارك غورمان من وكالة بلومبرغ، فإن آبل "تقترب من الإنتاج الكبير لأجهزة ماك بوك برو وماك بوك إير الجديدة، بالإضافة إلى شاشتي ماك جديدتين"، مشيرًا إلى أن الشركة تُخطط لإطلاق هذه الأجهزة بين نهاية العام الجاري والربع الأول من العام المقبل.
جدول الإطلاق المتوقعتتماشى هذه التوقعات مع الجدول الزمني المعتاد لشركة آبل، إذ تُفضّل الشركة الكشف عن ماك بوك برو خلال فصل الخريف، يليه ماك بوك إير المُحدث في الربيع التالي. لكن وفقًا لتقرير غورمان الأخير، يبدو أن الشركة قد تؤجل إطلاق ماك بوك برو بمعالج M5 إلى أوائل عام 2026، وهو ما يُشير إلى أن عمليات الإنتاج ستبدأ في وقت لاحق من هذا العام استعدادًا للطرح الرسمي.
وكان غورمان قد أوضح في تقاريره السابقة أن آبل تُجري تجارب مكثفة على شريحة M5 لتوفير أداء رسومي ومعالجي يفوق الجيل السابق، مع تحسينات في كفاءة استهلاك الطاقة وحرارة التشغيل. ويُتوقع أن تُحقق شريحة M5 قفزة كبيرة في أداء تطبيقات التصميم والذكاء الاصطناعي، وهو ما يتماشى مع توجه الشركة نحو دعم ميزات Apple Intelligence الجديدة على أجهزة ماك.
تشير المعلومات إلى أن الأجهزة الجديدة ستشهد تحسينات في التصميم وجودة الشاشة والعمر الافتراضي للبطارية. وبالنظر إلى أن آبل عادةً ما تُركّز على الأداء والكفاءة، فقد تتضمن النسخة القادمة من ماك بوك برو تبريدًا أكثر كفاءة، مع شاشة Liquid Retina XDR محسّنة، في حين سيأتي ماك بوك إير M5 بتصميم أنحف وسرعات معالجة أعلى دون زيادة كبيرة في استهلاك الطاقة.
كما تعمل آبل على توسيع التكامل بين macOS وiOS، بحيث يستطيع المستخدم الانتقال بسلاسة بين أجهزته المختلفة باستخدام حساب Apple ID نفسه، مع ميزات جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتسهيل تحرير النصوص والصور، وتنظيم المهام اليومية.
شاشات ماك جديدة في الطريقإلى جانب أجهزة ماك بوك، تستعد آبل لإطلاق شاشتين جديدتين من فئة Mac Display، يُرجّح أن تكون إحداهما نسخة محسّنة من شاشة Studio Display التي أطلقتها الشركة لأول مرة في مارس 2022.
وبحسب التسريبات، فإن الإصدار الجديد سيأتي مزودًا بتقنية mini-LED التي توفر سطوعًا أعلى وتدرج ألوان أكثر دقة، مع معدلات تحديث أفضل تناسب الاستخدام الاحترافي في مجالات التصميم والمونتاج.
كما يُتوقع أن تضيف آبل تحسينات في الكاميرا والميكروفونات ومكبرات الصوت المدمجة داخل الشاشة، لتوفير تجربة متكاملة لمستخدمي أجهزة ماك بوك برو الذين يحتاجون إلى شاشات خارجية عالية الجودة دون الحاجة إلى أجهزة إضافية.
منافسة محتدمة في سوق الحواسيبتأتي هذه التحركات في وقت تشهد فيه سوق الحواسيب الشخصية تنافسًا قويًا بين آبل وخصومها مثل مايكروسوفت وإنتل وكوالكوم، الذين يستعدون لإطلاق أجهزة مدعومة بمعالجات Arm الجديدة. وتُراهن آبل على معالجاتها المصممة داخليًا لتقديم أداء أفضل في مجالات الذكاء الاصطناعي والإنتاجية، مع الحفاظ على تفوقها في عمر البطارية وخفة الوزن.
ويرى محللون أن آبل تسعى من خلال هذه الإصدارات إلى تعزيز مبيعاتها في قطاع ماك بعد تراجع بسيط في الأداء خلال العامين الماضيين، خاصة مع زيادة الطلب على الأجهزة المخصصة للذكاء الاصطناعي والإبداع الرقمي.
تُظهر هذه الخطط أن آبل لا تكتفي بمجرد تحديث أجهزتها الدورية، بل تسعى لتقديم جيل جديد من أجهزة ماك يجمع بين القوة والكفاءة والذكاء. وبينما لم تُعلن الشركة رسميًا عن موعد الإطلاق، فإن التوقعات تُشير إلى أن نهاية عام 2025 قد تكون بداية فصل جديد في قصة تطور حواسيب ماك بوك، مع دخول آبل بقوة إلى حقبة الذكاء الاصطناعي المحمول.