يخشى الطالب الفلسطيني محمد الشريف من مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة من مستقبله المجهول بسبب تغيبه عن مقعده الدراسي في جامعته وضياع عامه الدراسي للعام الثاني على التوالي.

وكان الشريف يدرس في السنة السادسة بكلية الطب في الجامعة الإسلامية بغزة قبل أن تندلع الحرب بين حماس والجيش الإسرائيلي في القطاع.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تجربة تعليمية مميزة في موطن الجامعات العريقة.. كل ما تريد معرفته عن الدراسة في بريطانيا list 2 of 2مدرسة مقدسية تغلق أبوابها بسبب مضايقات الاحتلالend of list

ويقول الشريف -الذي بدا وجهه شاحبا بسبب فقدانه أكثر من 20 كيلوغراما من وزنه- "كنت أعد الأيام والسنوات كي أتخرج في كلية الطب وأبدأ رحلتي المهنية في أحد المستشفيات بقطاع غزة، للأسف كل شيء توقف بسبب الحرب، ولا أعرف ما هو مصير مستقبلي".

ويضيف "الجيش الإسرائيلي قصف الجامعة ودمر أغلبية مبانيها فأصبحت غير قابلة لاستئناف الدراسة فيها لسنوات طويلة فيما قتل أغلبية الأساتذة الجامعيين فيها، والذين فقدنا معهم كشوف الدرجات العلمية الخاصة بنا، فلا نعرف ما هو مصيرنا وكيف سيتم التعامل معنا عقب انتهاء الحرب، هل سنكمل مسيرتنا أم أننا سنبدأ من الصفر؟".

إطلاق مدارس افتراضية لطلاب غزة لنشر المحتوى التعليمي لجميع المواد عبر منصات إلكترونية (وكالة الأنباء الألمانية)

وفي محاولة منه لتطبيق خبراته العلمية، تطوع الشريف في مركز طبي متنقل أقيم مؤخرا في مواصي خان يونس جنوب القطاع، لتقديم خدماته الطبية للنازحين المتكدسين في تلك المنطقة، والذين يعانون من تفشي الأمراض والأوبئة بسبب تراكم جبال القمامة والمياه العادمة في "كل مكان"، على حد قوله.

ويضيف "أنا أقدم خدماتي المتواضعة لأبناء شعبي، ولكنني لا أعرف ما هو مصيري، ولا أعرف إن كنت سأصبح طبيبا يوما ما في ظل استمرار هذه الحرب وعدم وجود أي أفق لانتهائها قريبا ولا حتى توفر أي آمال لإعادة بناء الجامعات والمدارس".

المخاوف ذاتها يتشاركها الطالب كمال أبو شر في المرحلة الإعدادية بعدما أجبر على الابتعاد عن مقعده الدراسي للعام الثاني على التوالي بسبب استمرار الحرب واسعة النطاق ما بين حماس وإسرائيل.

ويقول أبو شر (14 عاما) إنه كان من المفترض أن يكون في الصف التاسع (الثالث الإعدادي)، والذي بعد اجتيازه يتمكن من الالتحاق بالمرحلة الثانوية التي تؤهله للالتحاق بالتعليم الجامعي.

ويضيف "لقد درست بجد ونشاط، وكنت أحافظ على أن أحصد المراتب الأولى في الشهادة المدرسية كي أحقق حلمي بأن أصبح مهندسا معماريا، ولكنني حاليا مجرد طفل مشرد لا منزل لي ولا مدرسة ولا حياة ولا حتى أمان".

وبدلا من أن يواظب أبو شر على دروسه يضطر للاصطفاف في طوابير يومية لتوفير المياه والطعام لعائلته المكونة من 9 أفراد.

ويقول "جميع الأطفال في العالم حاليا يستمتعون بعامهم الدراسي الجديد، ولكن نحن لا نستطيع حتى ضمان حياتنا لدقيقة واحدة بسبب هذه الحرب التي لم ترحم أحدا أبدا".

وأبو شر والشريف هما من بين 710 آلاف طالب فلسطيني في قطاع غزة، والذين كانوا يدرسون في المدارس والجامعات الفلسطينية قبيل اندلاع الحرب، بحسب ما أعلنت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في رام الله.

استهداف ممنهج لقطاع التعليم

قبل الحرب كان توجد في قطاع غزة 796 مدرسة، منها 442 مدرسة حكومية و284 مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) و70 مدرسة خاصة، في حين يبلغ عدد مؤسسات التعليم العالي في غزة 17 مؤسسة، إضافة إلى جامعة للتعليم المفتوح، وفقا للوزارة.

وبحسب آخر إحصائية أصدرتها وزارة الصحة في غزة، فقد استشهد أكثر من 41 ألف فلسطيني وأصيب ما يزيد على 95 ألفا آخرين -أغلبيتهم من النساء والأطفال- منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ومن بين الضحايا نحو 9 آلاف طالب و500 معلم و110 محاضرين وأستاذة جامعيين، بحسب وزارة التربية والتعليم.

 710 آلاف طالب فلسطيني في قطاع غزة كانوا يدرسون بالمدارس والجامعات الفلسطينية قبيل اندلاع الحرب (وكالة الأنباء الألمانية)

ولم يترك الجيش الإسرائيلي خلال حربه المستمرة على قطاع غزة مدرسة أو جامعة إلا واستهدفها بالقذائف أو نسف مبانيها بالمتفجرات أو قصفها جوا عبر الطائرات الحربية، حسب المتحدث باسم الوزارة صادق الخضور.

وأضاف الخضور "يتضح من خلال التدمير الكبير للجامعات والمدارس الفلسطينية في قطاع غزة أن الجيش الإسرائيلي لديه سياسة ممنهجة في استهداف مراكز التعليم في القطاع، بهدف التجهيل وإنهاء وجود أي مكان للدراسة حتى بعد انتهاء الحرب".

وتابع "للأسف، عمل الجيش الإسرائيلي أيضا على تحويل جامعات كثيرة في قطاع غزة إلى ثكنات عسكرية وأماكن للتحقيق، ثم تدميرها بعد الخروج منها، معظم المدارس أصبحت الآن تؤوي النازحين، في حين تم قصف 70% منها وتدمير بعضها بالكامل".

واستطرد "حتى إن توقفت الحرب الاسرائيلية فإن قطاع غزة سيحتاج لسنوات من أجل استعادة الحياة التعليمية فيه بسبب الدمار الذي طال أغلبية المدارس والجامعات، وكذلك عمليات القتل التي نكاد نؤكد أنها ممنهجة ضد المعلمين وأساتذة الجامعات".

طلاب غزة حُرموا من الالتحاق بمدارسهم للعام الثاني على التوالي (وكالة الأنباء الألمانية)

يذكر أن العام الدراسي انطلق في مدن وقرى الضفة الغربية والقدس في 9 سبتمبر/أيلول الجاري، في حين حُرم طلاب غزة من الالتحاق بمدارسهم.

لكن الوزارة أعلنت عن إطلاق مدارس افتراضية لطلاب غزة، إذ يتم نشر المحتوى التعليمي لجميع المواد عبر منصات إلكترونية.

لكن أولياء أمور الطلبة يشتكون من عدم توفر الإنترنت اللازم والهواتف الذكية اللازمة لأطفالهم لاستئناف تعليمهم حتى لو كان إلكترونيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات تعليمي للعام الثانی على التوالی الجیش الإسرائیلی فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

الحديدة.. طلاب المراكز الصيفية يختتمون فعاليات دوراتهم الصيفية للعام 1446هـ

اختتم طلاب المراكز الصيفية بمحافظة الحديدة فعاليات دوراتهم وأنشطتهم الصيفية للعام 1446م.. حيث نظمت اللجنة الفرعية للأنشطة والدورات الصيفية بمحافظة الحديدة، اليوم، حفلا باختتام الدورات الصيفية في المحافظة للعام 1446ه‍.
وفي الحفل أثنى وزير الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية- عضو اللجنة العليا للدورات والأنشطة الصيفية الدكتور رضوان الرباعي، على نجاح الدورات الصيفية لهذا العام.. لافتا إلى أن هذه الدورات تمثل مشروعا تربويا وطنيا متكاملا، يستند إلى المنهجية القرآنية، ويهدف لإعداد جيل واعٍ، ومحصّن من الثقافات الهدامة التي تستهدف عقيدته وهويته.
وأشار إلى أن هذه الدورات جاءت ضمن رؤية استراتيجية تسعى إلى بناء الإنسان معرفيا وروحيا، من خلال محتوى تربوي شامل جمع بين علوم القرآن والدين ومهارات التفكير الناقد، والأنشطة التطبيقية، وحصص التوعية الدينية والثقافية، بما يسهم في ترسيخ المفاهيم الإيمانية الصحيحة لدى النشء.
ولفت الرباعي إلى أن التفاعل الواسع مع المدارس الصيفية، عكس تنامي الوعي بأهميتها في تنمية معارق وقدرات النشء والشباب وحمايتهم من الحرب الناعمة.. معتبرا الفعالية الختامية تتويجا للجهود المخلصة التي بذلها المعلمون والمشرفون في عموم المحافظات، والذين جسدوا من خلال عطائهم قيم الرسالة التربوية بمسؤولية عالية وحرص كبير على مستقبل الجيل.
وأوضح أن الحفل ليس مجرد فعالية ختامية، بل احتفاء بجيل مسلح بالوعي والبصيرة، متمسك بالقرآن الكريم، متشرب بثقافة الجهاد والبناء، مؤمن برسالته تجاه أمته وقضاياها، وواعٍ بالمخاطر التي تتربّص بهوية الأمة.
وأشار وزير الزراعة إلى أن التفاعل اللافت من قبل الطلاب مع برامج الدورات الصيفية، والروح الإيجابية التي أبدوها خلال الفعاليات المختلفة، عكس مدى فاعلية المحتوى المُقدّم، والذي تم تصميمه بعناية ليتلاءم مع مختلف الفئات العمرية، ويستجيب لحاجات الطلاب العلمية والتربوية والسلوكية.
من جانبه أكد محافظ الحديدة عبدالله عطيفي، أن نجاح الأنشطة الصيفية يمثل إنجازا كبيرا ويجسد توجيهات قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، باعتبار الدورات الصيفية محطات تربوية لبناء أجيال قرآنية، تدرك معاني العزة والكرامة، وترتبط بثقافتها وهويتها، بعيدًا عن مسارات التغريب والانحراف.
وثمّن الجهود التي بذلها أولياء الأمور والمجتمع في دعم وإنجاح هذه الدورات، من خلال الإسهام في تسجيل الأبناء، والمتابعة اليومية، والحرص على استمراريتهم.. داعيا إلى تعزيز هذا التوجه التربوي عبر ربط الطلاب بالمساجد، ومراكز تعليم القرآن، المجالس الإيمانية، باعتبارها روافد لبناء النفس والسلوك.
وبيّن عطيفي أن الحملات التحريضية التي استهدفت المدارس الصيفية، كشفت عن حجم القلق الذي يعتري خصوم اليمن من مشروع يحصّن النشء، ويعيد إنتاج الإنسان وفق أسس قرآنية، وهو ما أثبته حجم الإقبال ومستوى التفاعل والنتائج الملموسة في الميدان.
وأشار إلى أن المدارس الصيفية لعبت دورا محوريا في استغلال العطلة الصيفية فيما يعود على الطلاب بالنفع، من خلال أنشطتها الهادفة والغنية بالتجارب المعرفية والتربوية، كحفظ وتفسير القرآن الكريم، ودروس في السيرة، وورش في الفنون التطبيقية، وتنمية المهارات والقدرات، وتأهيلهم لمستقبل مشرق.
وأكد محافظ الحديدة، أن هذه الدورات ستظل رافدا تربويا أساسيا كونها تصنع أجيالًا قادرة على الصمود، وتتحمل المسؤولية الوطنية والدينية، وتواجه التحديات بفكر منيع وإيمان راسخ، كما أنها مثلت جدار حماية لحماية الأبناء من الثقافات الدخيلة والحرب الناعمة، وأسهمت في تنمية وعيهم وهويتهم الدينية، وبناء شخصياتهم على أسس قرآنية.
وفي الحفل الذي حضره وكيل أول المحافظة- رئيس اللجنة الفرعية للدورات والأنشطة الصيفية أحمد البشري، ووكلاء المحافظة، عبرت كلمة الطلاب عن الشكر والتقدير للقيادة الثورية وكل من أسهم في إنجاح هذه الدورات، التي أسهمت في تعزيز وعيهم وربطهم بكتاب الله والهوية الإيمانية.. مؤكدة عزم الطلاب على مواصلة طريق العلم والجهاد.
تخلل الحفل الذي حضره حشد كبير من طلاب الدورات والقيادات والمسؤولين والقطاعات التربوية والشبابية ومدراء المديريات والمكاتب التنفيذية، وأعضاء اللجنة الفرعية والمشرفين والمعلمين، أوبريت إنشادي وقصيدة جسدا المستوى المتميز الذي وصلت إليه المدارس الصيفية.
وكان الحفل استهل بعرض رمزي لطلاب المدارس الصيفية النموذجية والمفتوحة، عكسوا من خلاله المستوى العالي من الانضباط والمهارات التي اكتسبوها خلال فترة الدورات.
وعكس الحفل الختامي، بما تضمّنه من فقرات، جهود اللجنة الفرعية للدورات الصيفية واستراتيجيتها الناجحة في توسيع قاعدة الالتحاق بالمدارس، حيث تجاوز عدد الطلاب المسجلين لهذا العام 154 ألف طالب وطالبة، في ألف و450 مركزا.

مقالات مشابهة

  • للعام الثامن على التوالي.. الخطوط الجوية التركية تحافظ على لقب “أغلى علامة تجارية في تركيا”
  • لينك نتيجة الشهادة الإعدادية الأزهرية 2025 الفصل الدراسي الثاني
  • بالروب والفوم والمزمار.. طلاب ابتدائي يحتفلون بانتهاء العام الدراسي في بورسعيد
  • البرلمان الإيراني يعيد انتخاب قاليباف رئيسا له للعام السادس على التوالي
  • كريستيانو رونالدو يحصد لقب هداف دوري روشن للموسم الثاني على التوالي
  • الحديدة.. طلاب المراكز الصيفية يختتمون فعاليات دوراتهم الصيفية للعام 1446هـ
  • فتح باب التقديم لوظائف المدارس المصرية اليابانية للعام الدراسي الجديد
  • انطلاق أعمال تصحيح امتحانات صفوف النقل للعام الدراسي 2024/2025
  • معظمهم أطفال ونساء.. استشهاد 57 فلسطينيًا في قصف الاحتلال الإسرائيلي منازل وخيامًا للنازحين بقطاع غزة
  • ارتفاع عدد شهداء القصف الإسرائيلي على مدرسة تؤوي نازحين في غزة إلى 25 شهيدًا