طلاب غزة يتغيبون عن مقاعدهم الدراسية للعام الثاني على التوالي
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
يخشى الطالب الفلسطيني محمد الشريف من مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة من مستقبله المجهول بسبب تغيبه عن مقعده الدراسي في جامعته وضياع عامه الدراسي للعام الثاني على التوالي.
وكان الشريف يدرس في السنة السادسة بكلية الطب في الجامعة الإسلامية بغزة قبل أن تندلع الحرب بين حماس والجيش الإسرائيلي في القطاع.
ويقول الشريف -الذي بدا وجهه شاحبا بسبب فقدانه أكثر من 20 كيلوغراما من وزنه- "كنت أعد الأيام والسنوات كي أتخرج في كلية الطب وأبدأ رحلتي المهنية في أحد المستشفيات بقطاع غزة، للأسف كل شيء توقف بسبب الحرب، ولا أعرف ما هو مصير مستقبلي".
ويضيف "الجيش الإسرائيلي قصف الجامعة ودمر أغلبية مبانيها فأصبحت غير قابلة لاستئناف الدراسة فيها لسنوات طويلة فيما قتل أغلبية الأساتذة الجامعيين فيها، والذين فقدنا معهم كشوف الدرجات العلمية الخاصة بنا، فلا نعرف ما هو مصيرنا وكيف سيتم التعامل معنا عقب انتهاء الحرب، هل سنكمل مسيرتنا أم أننا سنبدأ من الصفر؟".
وفي محاولة منه لتطبيق خبراته العلمية، تطوع الشريف في مركز طبي متنقل أقيم مؤخرا في مواصي خان يونس جنوب القطاع، لتقديم خدماته الطبية للنازحين المتكدسين في تلك المنطقة، والذين يعانون من تفشي الأمراض والأوبئة بسبب تراكم جبال القمامة والمياه العادمة في "كل مكان"، على حد قوله.
ويضيف "أنا أقدم خدماتي المتواضعة لأبناء شعبي، ولكنني لا أعرف ما هو مصيري، ولا أعرف إن كنت سأصبح طبيبا يوما ما في ظل استمرار هذه الحرب وعدم وجود أي أفق لانتهائها قريبا ولا حتى توفر أي آمال لإعادة بناء الجامعات والمدارس".
المخاوف ذاتها يتشاركها الطالب كمال أبو شر في المرحلة الإعدادية بعدما أجبر على الابتعاد عن مقعده الدراسي للعام الثاني على التوالي بسبب استمرار الحرب واسعة النطاق ما بين حماس وإسرائيل.
ويقول أبو شر (14 عاما) إنه كان من المفترض أن يكون في الصف التاسع (الثالث الإعدادي)، والذي بعد اجتيازه يتمكن من الالتحاق بالمرحلة الثانوية التي تؤهله للالتحاق بالتعليم الجامعي.
ويضيف "لقد درست بجد ونشاط، وكنت أحافظ على أن أحصد المراتب الأولى في الشهادة المدرسية كي أحقق حلمي بأن أصبح مهندسا معماريا، ولكنني حاليا مجرد طفل مشرد لا منزل لي ولا مدرسة ولا حياة ولا حتى أمان".
وبدلا من أن يواظب أبو شر على دروسه يضطر للاصطفاف في طوابير يومية لتوفير المياه والطعام لعائلته المكونة من 9 أفراد.
ويقول "جميع الأطفال في العالم حاليا يستمتعون بعامهم الدراسي الجديد، ولكن نحن لا نستطيع حتى ضمان حياتنا لدقيقة واحدة بسبب هذه الحرب التي لم ترحم أحدا أبدا".
وأبو شر والشريف هما من بين 710 آلاف طالب فلسطيني في قطاع غزة، والذين كانوا يدرسون في المدارس والجامعات الفلسطينية قبيل اندلاع الحرب، بحسب ما أعلنت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في رام الله.
استهداف ممنهج لقطاع التعليمقبل الحرب كان توجد في قطاع غزة 796 مدرسة، منها 442 مدرسة حكومية و284 مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) و70 مدرسة خاصة، في حين يبلغ عدد مؤسسات التعليم العالي في غزة 17 مؤسسة، إضافة إلى جامعة للتعليم المفتوح، وفقا للوزارة.
وبحسب آخر إحصائية أصدرتها وزارة الصحة في غزة، فقد استشهد أكثر من 41 ألف فلسطيني وأصيب ما يزيد على 95 ألفا آخرين -أغلبيتهم من النساء والأطفال- منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ومن بين الضحايا نحو 9 آلاف طالب و500 معلم و110 محاضرين وأستاذة جامعيين، بحسب وزارة التربية والتعليم.
ولم يترك الجيش الإسرائيلي خلال حربه المستمرة على قطاع غزة مدرسة أو جامعة إلا واستهدفها بالقذائف أو نسف مبانيها بالمتفجرات أو قصفها جوا عبر الطائرات الحربية، حسب المتحدث باسم الوزارة صادق الخضور.
وأضاف الخضور "يتضح من خلال التدمير الكبير للجامعات والمدارس الفلسطينية في قطاع غزة أن الجيش الإسرائيلي لديه سياسة ممنهجة في استهداف مراكز التعليم في القطاع، بهدف التجهيل وإنهاء وجود أي مكان للدراسة حتى بعد انتهاء الحرب".
وتابع "للأسف، عمل الجيش الإسرائيلي أيضا على تحويل جامعات كثيرة في قطاع غزة إلى ثكنات عسكرية وأماكن للتحقيق، ثم تدميرها بعد الخروج منها، معظم المدارس أصبحت الآن تؤوي النازحين، في حين تم قصف 70% منها وتدمير بعضها بالكامل".
واستطرد "حتى إن توقفت الحرب الاسرائيلية فإن قطاع غزة سيحتاج لسنوات من أجل استعادة الحياة التعليمية فيه بسبب الدمار الذي طال أغلبية المدارس والجامعات، وكذلك عمليات القتل التي نكاد نؤكد أنها ممنهجة ضد المعلمين وأساتذة الجامعات".
يذكر أن العام الدراسي انطلق في مدن وقرى الضفة الغربية والقدس في 9 سبتمبر/أيلول الجاري، في حين حُرم طلاب غزة من الالتحاق بمدارسهم.
لكن الوزارة أعلنت عن إطلاق مدارس افتراضية لطلاب غزة، إذ يتم نشر المحتوى التعليمي لجميع المواد عبر منصات إلكترونية.
لكن أولياء أمور الطلبة يشتكون من عدم توفر الإنترنت اللازم والهواتف الذكية اللازمة لأطفالهم لاستئناف تعليمهم حتى لو كان إلكترونيا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات تعليمي للعام الثانی على التوالی الجیش الإسرائیلی فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
إقبال مستمر على معامل تنسيق جامعة عين شمس لليوم الثاني على التوالي
لليوم الثاني على التوالي، تشهد معامل التنسيق الإلكتروني بجامعة عين شمس إقبالًا كبيرًا من طلاب الثانوية العامة، حيث توافد المئات من الطلاب والطالبات لاستكمال عملية تسجيل رغباتهم للمرحلة الاولى من التنسيق للالتحاق بالجامعات للعام الدراسي 2025-2026.
تأتي هذه الجهود تحت رعاية الأستاذ الدكتور محمد ضياء زين العابدين، رئيس جامعة عين شمس، وبإشراف من قطاع التعليم والطلاب والإدارة العامة لشؤون التعليم والطلاب، لضمان سير عملية التنسيق بسلاسة وفعالية.
وتستقبل جامعة عين شمس طلاب الثانوية العامة في 14 معمل حاسب آلي مجهز بـ 310 أجهزة كمبيوتر حديث، موزعة على كليات الجامعة المختلفة. تشمل هذه المعامل:
* كليتي الحاسبات والمعلومات والآداب داخل الحرم الجامعي بالعباسية.
* كلية الزراعة بشبرا الخيمة.
* كلية البنات بمصر الجديدة.
* كلية الهندسة بعبده باشا بالعباسية.
* معامل مخصصة للطلاب من ذوي الهمم بكليتي الآداب والحاسبات والمعلومات.
وأكد رئيس الجامعة أن المعامل تعمل بكامل طاقتها خلال الفترات المحددة من قبل وزارة التعليم العالي، من التاسعة صباحًا وحتى الثالثة عصرًا بالإضافة إلى وجود موظفين متخصصين لتقديم الإرشاد اللازم للطلاب وأولياء الأمور دون التدخل في اختياراتهم، بالإضافة إلى فنيين مدربين للتعامل مع أي مشكلات تقنية قد تطرأ.
وكان الأستاذ الدكتور محمد ضياء زين العابدين رئيس الجامعة قد كلف قطاع التعليم والطلاب بضرورة الاستعداد التام والمتابعة المستمرة لضمان نجاح عملية التنسيق، وتوفير كافة التسهيلات والخدمات اللوجستية اللازمة لجميع الطلاب حتى انتهاء مراحل التنسيق المختلفة.
كما يمكن للطلاب وذويهم زيارة جناح جامعة عين شمس خلال معرض التعليم العالي EDUGATE والذي من المقرر إقامته في الفتره من ٣ وحتى ٥ من اغسطس القادم بفندق كمبنسكي التجمع الخامس او من خلال مقر شئون الطلاب بالجامعة للتعرف على البرامج الدراسية المختلفة المتاحة في الجامعة لمساعدتهم في الالتحاق بالتخصصات التي تتناسب مع رغباتهم وميولهم في الدراسة وتلبى احتياجات سوق العمل ووظائف المستقبل، هذا بالإضافة إلى شرح تفصيلى عن كيفية الالتحاق بهذه التخصصات والبرامج.
يذكر أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي قد أعلنت في وقت سابق عن الحدود الدنيا للقبول بالمرحلة الأولى من التنسيق كالتالي:
* الشعبة العلمية: 293 درجة فأكثر، بنسبة 91.56% فأكثر (21853 طالبًا).
* الشعبة الهندسية: 283 درجة فأكثر، بنسبة 88.44% فأكثر (16577 طالبًا).
* الشعبة الأدبية: 233 درجة فأكثر، بنسبة 72.81% فأكثر (54073 طالبًا).
ومن المقرر أن تستمر أعمال تنسيق المرحلة الأولى حتى يوم السبت الموافق 2 أغسطس 2025.