تفجيرات أجهزة الاتصالات اللبنانية تسلط الضوء على الوحدة 8200 الإسرائيلية
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
وتستحوذ إسرائيل على 10% من السوق السيبرانية العالمية فهي واحدة من أهم منتجي أنظمة البيانات وبرامج التجسس ولديها سيليكون فالي خاص بها اسمه "سيليكون وادي".
ويضمن هذا الاهتمام بالتكنولوجيا تفوقا عسكريا لإسرائيل في الشرق الأوسط، لكن "العمليات القذرة" تضطلع بها حصرا أكبر وحدة عسكرية مفردة في الجيش الإسرائيلي هي الوحدة 8200.
وتسمى هذه الوحدة بالعبرية "شموني ماتايم"، وهي شبيهة بوكالة الأمن القومي الأميركية ويزيد عدد أفرادها عن 15 ألف عضو يقومون بجمع المعلومات وتحليل البيانات وإيصالها للجهات المختصة. وتستهدف هذه الوحدة حكومات وشركات وأفرادا أيضا لجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات.
وتتكون الوحدة بشكل رئيسي من الشباب (ذكورا وإناثا) ممن هم في أواخر مرحلة المراهقة وبداية العشرينيات. وتختار أفرادها بناءً على قدراتهم التكنولوجية والعلمية وتخضعهم لبرنامج تعليم سيبراني اسمه "ماغشيميم" يستمر 3 سنوات.
تدريب دقيق وصارموخلال فترة التدريب، يتعرف أفراد الوحدة على كيفية التعامل مع أكثر المشاكل تعقيدا في مجالات التشفير والاختراق وبرمجيات الحماية. كما يخضعون لمقابلات واختبارات ودروس صارمة، يدرسون فيها كل شيء، بدءًا من الاتصالات مرورا بالهندسة الكهربائية وانتهاء باللغة العربية، ويشترط عليهم الالتزام بالسرية العالية.
ومن بين العمليات التي اضطلعت بها الوحدة هجوم "ستاكس نت" الفيروسي بين عامي 2005 و2010 الذي عطل أجهزة الطرد المركزي النووية الإيرانية.
كما شنت الوحدة هجوما إلكترونيا آخر وقع في 2017 على شركة الاتصالات المملوكة للبنان "أوجيرو"، وأحبطت هجوما لتنظيم الدولة على رحلة تابعة لشركة نقل جوي مدنية كانت متوجهة من أستراليا إلى الإمارات عام 2018.
فشل ذريع
وبعد التفجيرات الأخيرة التي طالت أجهزة البيجر الخاصة بحزب الله اللبناني، اتجهت أصابع الاتهام إلى الوحدة 8200، التي اعتبرها نشطاء، دليلا على اهتمام إسرائيل بالكفاءات فيما قال آخرون إنها فشلت تماما في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
فقد كتب علي "بياخدوا (يأخذون) الشباب من أول طلعتهم لأن بيكون دماغهم مفتوح ونظيف وقادر يفكر ويبدع وبهيك يقدروا يحصلوا على أفكار جديدة و يستفيدوا من مواهبهم". فيما قالت ليا "كل هالنجاح والسيرة الحميدة لهالمجموعة السرية بس ما قدرت تتنبأ بهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.. ما بعرف كانوا نايمين ولا آخدين إجازة".
أما يارا فقالت إن الحرب التكنولوجية "أقوى من الحرب بالصواريخ والمدافع. وهذه هي النتيجة: خسر حزب الله أكثر من عشرين مقاتلا بدون ما تطلق إسرائيل ولا رصاصة وحدة".
وأخيرا، قالت نينا: "لا غرابة في أن يكون هذا العمل الاستخباراتي إسرائيليا لأن أغلب برامج التجسس في العالم إسرائيلية"، وتساءلت "متى نفكر في أن نمتلك ونصنع مثل هذه التقنيات؟".
ويعود تأسيس الوحدة 8200 إلى ما قبل 1948 عندما أنشئت تحت اسم وحدة التحصيل المركزية، ثم انتقلت إلى يافا وتكونت فيها فرق تنصت إستراتيجية ووحدات متنقلة. وفي عام 1953 تغيّر اسمها إلى الوحدة 515، وأنشئ فيها قسم "مرام" المختص بالأنظمة الحاسوبية، وأسهمت المعلومات التي قدمتها الوحدة قبل حرب عام 1967 في تحقيق اختراقات كبيرة.
وفي عام 2004 أصبحت وكالة الاستخبارات المركزية الإسرائيلية وعاد لها اسمها الأول 8200. وفي حرب يوليو/تموز 2006 على لبنان أسهمت الوحدة في جمع معلومات عن كبار الشخصيات في حزب الله.
19/9/2024المزيد من نفس البرنامجتباين آراء مغردين بعد قرار أممي تاريخي ضد إسرائيل.. ماذا قالوا؟تابع الجزيرة نت على:
facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات arrowمدة الفیدیو الوحدة 8200
إقرأ أيضاً:
طائر الجنّة يلهم العلماء لصناعة القماش الأشد سوادا في العالم
في مختبر بجامعة كورنيل، وقف فستان أسود على دمية عرض، لكنه لم يكن "أسود" بالمعنى المعتاد، بل بدا كأنه ثقب بصري يبتلع أي ضوء يُلقى عليه، حيث لا تظهر تفاصيل القماش.
هذا ليس سحرا ولا مرشحا رقميا، بل نتيجة مادة نسيجية جديدة تصنف ضمن ما يُسمّى "السواد الفائق"، أي الأسطح التي تعكس أقل من 0.5% من الضوء الساقط عليها.
وراء هذه الدرجة المتطرفة من السواد قصة "هندسة" و"فيزياء" أكثر مما هي قصة صبغة، إذ استلهم باحثو مختبر تصميم الملابس التفاعلية الفكرة من ريش طائر من طيور الجنة يُدعى "الرفلبِرد الرائع"، وهو طائر معروف بلمعان أزرق على صدره يحيط به ريش أسود مخملي يوحي بأن الضوء يختفي داخله.
في معظم الأقمشة، يكون السواد "سطحيا"، أي صبغة تمتص جزءا من الضوء، فيما يرتد جزء آخر إلى عينك. أما السواد الفائق فيعتمد على حيلة إضافية، وهي إجبار الضوء على الدخول في متاهة مجهرية تطيل مساره وتزيد فرص امتصاصه، بدل أن يرتد مباشرة.
وبحسب الدراسة، التي نشرها الفريق في دورية "نيتشر كومينيكيشنز"، فإن هياكل نانوية ترفع فرص امتصاص المادة لفوتونات الضوء، ما يسمح لنا برؤية السواد الأشد على الإطلاق.
طائر الرفلبرد يفعل ذلك طبيعيا، فريشه لا يعتمد على صبغة الميلانين وحدها، بل على ترتيب دقيق لشعيرات الريش يدفع الضوء للانحراف إلى الداخل. لكن هناك مشكلة: هذا السواد الطبيعي يكون غالبا اتجاهيا، أي مذهلا حين تُشاهَد الريشة من زاوية معيّنة، وأقل "سوادا" عندما تتغير زاوية الرؤية.
حل العلماء لتلك المشكلة جاء بخطوتين بسيطتين في المبدأ، أنيقتين في التنفيذ، حيث صبغ صوف ميرينو بمادة البوليدوبامين، وهو ما يصفه الباحثون بأنه "ميلانين صناعي".
إعلانبعد ذلك يُعرَّض القماش لعملية حفر ونحت داخل حجرة بلازما تزيل جزءا بالغ الدقة من السطح، وتترك خلفها نتوءات نانوية حادة، هذه النتوءات تعمل كمصايد ضوئية، أي يدخل الضوء بينها ويرتد مرات كثيرة حتى يفقد طريق العودة.
النتيجة ليست أسود داكنًا، بل استثناء رقميا صارما، فمتوسط انعكاس القماش الجديد عبر الطيف المرئي (400-700 نانومتر) بلغ 0.13%، وهو، بحسب الورقة العلمية، أغمق قماش مُبلّغ عنه حتى الآن.
تطبيقات مهمةقد يبدو الأمر كترف بصري أو نزوة "موضة"، لكنه في الحقيقة يلامس تطبيقات عملية حساسة، فالسواد الفائق مهم لتقليل الانعكاسات الشاردة داخل الكاميرات والأجهزة البصرية والتلسكوبات.
ويمكن لهذا المستوى من اللون الأسود أن يساعد في بناء ألواح وتقنيات شمسية أو حرارية عبر تعظيم امتصاص الإشعاع.
كما يشير الباحثون أيضا إلى إمكانات واعدة لهذه المادة الجديدة في عمليات التمويه وتنظيم الحرارة، لأن السطح الذي يمتص الضوء بكفاءة قد يحوّل جزءا منه إلى حرارة قابلة للإدارة.
أما الفستان الذي صممه العلماء، فكان برهانا بصريا لطيفا على نجاح التجارب، وقد استُخدم لإظهار أن هذا السواد لا يتبدّل بسهولة حتى عندما تُعدَّل إعدادات الصورة، مثل التباين أو السطوع، مقارنة بأقمشة سوداء أخرى.